|
||||||||
|
||||||||
خلقية
التربية في
الإسلام: قال
رسول الله
صلى الله
عليه وسلم: "أدبني
ربي فأحسن
تأديبى".
كما قال
الله
سبحانه
وتعالى في
شأن رسول
الإسلام: (وإنك
لعلى خلق
عظيم). بهذا
الحديث
الشريف,
وبهذا
الآية
القرآنية
الكريمة
يتضح أن
التربية
الخلقية هي
مفهوم
أساسي من
مقومات
الإسلام,
وتربيته. والأخلاق
الإسلامية
ليست
أخلاقاً
ميتافيزيقية
أو يوتوبية,
وإنما
تتمثل في
الضبط
النفسي,
والاتزان
الشخصى. وهي
في نفس
الوقت جوهر
الواقع حيث
تستمد
حقيقتها
منه. فهي لا
تنتمي
لمعالم
المثل
الأفلاطوني
الذي فصل به
أفلاطون
الإنسان, عن
واقعة
الاجتماعي,
المادي,
وإنما تتسق
وتنسجم مع
طبيعة
الإنسان,
وطبيعة
المجتمع.
بمعنى أنها
لا تصطدم مع
الفطرة
البشرية,
ولا الفطرة
والتلقائية
في الحياة
الاجتماعية. فهي
إطار يحدد
سلوك
الإنسان,
وتصرفاته,
بحيث تحدث
استجابات
الشخصية
البشرية
الأخلاقية
في مواقف
الحياة
الاجتماعية
والمادية
وفي
خبراتها
البشرية. وإذا
كانت
التربية
الحديثة
تستهدف نمو
للشخصية
علمياً,
واجتماعياً,
ونفسياً,
وجسمياً,
فإن تلك
الأبعاد
السلوكية
إنما تنمو
وفقاً
للمفهوم
الإسلامي
في ظل
الإطار
الأخلاقي,
والقيمي,
والروحي في
الإسلام. وهذه
الأخلاق,
وتلك القيم
الخلقية
الإسلامية
تنبع من
أساسين:
أساس بشري,
وأساس إلهي. أما
الأساس
الأول فهو
المنطق
البشري
الذي هو في
واقع الأمر
ثمرة العقل
ونمو
الذكاء
الإنساني
من خلال
خبرات
الحياة
ومعتركها.
هو ذلك
المنطق
الذي يبدع
المعايير
والموازين
الأخلاقية
التي تحدد
أخلاقية
الفعل
البشري أو
عدم
أخلاقيتة.
وهذا
المنطق
البشري
أحياناً ما
يعجز عن
إيضاح تلك
المعايير
لا لقصور في
طبيعته,
وإنما لجهل
يسيطر عليه,
أو
لمغالطات
تدسها عليه
بعض العقول
التي تغلب
جانب الشر
على الخير,
وهي تلك
العقول
التي تجد
سعادتها ـ
أحياناً ـ
في تلك
الرياضة
الفكرية
التي
تستهدف
ممارسة
السيطرة
على الفكر
الإنساني
ولو بطريق
الخطأ
والمغالطة.
وقد تكون
هذه العقول
مدركة لمدى
خطأ مسلكها
الفكرى, ومع
ذلك فإنها
تجد لنفسها
من
المبررات
ما يجعلها
ما يجعلها
تصر عليه
لأنه هو
الموصل
الوحيد
لغاياتها,
ولخداع
الجماعة
لحسابها,
والتاريخ
الاجتماعي
والفكري
للبشرية
ملئ بأمثلة
لهذه
العقول
المضللة. وهنا
تبدو أهمية
المصدر
الثاني: وهو
المصدر
الإلهي (يفصل
الآيات
لقوم
يعقلون)[1]...
وهو المصدر
منزه عن (الهوى).
وقد وصلنا
في الإسلام
عن طريق
القرآن
الكريم, وعن
طريق سنة
رسول
الإسلام
محمد صلى
الله عليه
وسلم, وقد
قال الله في
شأن رسوله
صلى الله
عليه وسلم
فيما يختص
بتلك (الموضوعية)
الفريدة. (وما
ينطق عن
الهوى إن هو
إلا وحي
يوحى, علمه
شديد القوى)[2]. ولقد
جاءت
الأخلاق
الإلهية
واقعية
ترسم للفصل
البشري
الأخلاقي
نموذجاً في
قدرة الرجل
العادي. كما
كانت تصحح
مسيرة
الفعل
الأخلاقي
في الحياة
الجماعية
بما يتوافق
مع فطرة
الإنسان,
وبما لا
يصطدم مع
الحياة
الاجتماعية
وبذلك
استهدفت
الأخلاق
الإسلامية
بناء
الحياة
الاجتماعية
النظيفة
صوب تحقيق
الأهداف
الاجتماعية
في
الاستمرار
والنمو
والتقدم. كان
الناس في
عهد الرسول
عليه
الصلاة
والسلام
يختلفون,
فيهرعون
إليه لكي
يفتيهم في
أمرهم. فإذا
استطاع أن
يهديه
منطقه
البشري
أفتى, وحل
القضية.
وإذا لم
يستطع
انتظر
الوحي
ليفتيهم في
أمرهم.
فتنزل
الآية
لتفصل في
الأمر,
ولتصدر
قرارها في
حل القضايا
الجدية ...,
والقضايا
المبهمة ...,
والقضايا
التي تحتاج
إلى تأكيد,
والوثوق
بالمنطق
البشري. وهنا
يظهر مغزى
الحديث
النبوي
الشريف
القائل: (إن
الحلال بين,
والحرام
بين,
وبينهما
أمور
متشابهات...). وتعني
كلمة بين
أنه واضح,
والوضوح
إشارة
لوضوح
المنطق
العقلي, وفي
هذا ثقة
بالمنطق
البشري في
إدراك
أخلاقية
الفعل
البشري. . .
كما أن فيه
ما يظهر
أهمية
المصدر
السماوي في
إجلاء ما
يشتبه على
المنطق
البشري. فنحن
نأتي الفعل,
ونحن ندرك
تماماً مدى
صوابه, أو
خطئه, ولذلك
فإننا
حينما نأتي
فعلا لا
أخلاقياً,
فإنما
نحاول أن
نعمله
بعيداً عن
الجماعة.
ولماذا
إذن؟. لأن
منطق
الجماعة هو
حصيلة
المنطق
العقلي
ونتاجه
وثمرته. هذه
المعايير
الأخلاقية
الاجتماعية
إذن هي
معايير
عقلية, وهي
في نفس
الوقت
معايير
دينية. ومن
هنا كانت
استحالة
التخلص من
المنطق
العقلي,
وإتيان
الفعل
الأخلاقي
في غيبة منه.
ومن هنا
أيضاً كانت
صعوبة
الفعل
اللاأخلاقي
أمام
المجتمع
لاشمئزازه
منه. ولذلك
نرى حدة
الرقابة
الاجتماعية,
وصرامتها. وهنا
أيضاً تجئ
عظمة
الأخلاق في
الإسلام,
لأنها
تنسجم مع
ذلك المنطق
العقلي,
وتلك
المعايير
الاجتماعية
في نفس
الوقت. ومن
هنا أيضاً
يجد
الإنسان
سعادته,
وراحته
النفسية,
وتكامله,
واتزانه
الشخصي في
ذلك الوفاق
والانسجام
بين العقل
ومنطقه
والمجتمع
وقوانينه
ومعايير
السلوك فيه
من جهة, وبين
الدين
الإسلامي
وأحكامه
ومحرماته
ومحللاته
من جهة أخرى. إن
أحد أهداف
التربية
الإسلامية
الأساسية
هي التهذيب
الخلقي,
والتشذيب
الإنساني,
والصفاء
الداخلي.
وكل ذلك
يحرك
السلوك في
إطار من
الخلق
القويم,
والحب
الصادق,
والإخلاص
النفسي,
والإخلاص
الذي يبلغ
درجة
الفداء
بالنفس في
سبيل أن
يحيا
الآخرون. (ويؤثرون
على أنفسهم
ولو كان بهم
خاصة)[3],
(ويطعمون
الطعام على
حبه
مسكيناً
ويتيماً
وأسيراً,
إنما
نطعمكم
لوحه الله
لا نريد
منكم جزاء
ولا شكوراً....
إنا نخاف من
ربنا يوماً
عبوساً
قمطريراً
فوقاهم
الله شر ذلك
اليوم
ولقاهم
نضرة
وسروراً.
وجزاهم بما
صبروا جنة
وحريراً
متكئين
فيها على
الأرائك
لايرون
فيها شمساً
ولا
زمهريراً,
دانية
عليهم
ظلالها
وذللت
قطوفها
تذليلاً)[4].
وهذه
الآية
الأخيرة
تربط الفعل
الأخلاقي
بثواب الله,
حباً فيه,
وخوفاً من
عقابه. وهكذا
نرى أن
الأخلاق
كغاية من
غايات
التربية في
الإسلام لم
تكن
أخلاقاً
تفصل الفرد
عن واقعه
الاجتماعي,
وارتباطه
بظروف
الزمان
والمكان, بل
لم تقطع
صلته
بماضيه,
وتاريخه,
وحاضره,
ومستقبله,
كما لم تكن
أخلاقاً
هروبية من
عالم
الواقع
الذي يحياه
بكل
تفاعلاته
إلى عالم
المثل
المنفصل عن
هذا الواقع,
والذي يشكل
متطلبات
خرافية
يعجز
الإنسان عن
تحقيقها
فيصاب في
حقيقة
الأمر
بانفصام
الشخصية
بين ما
يقوله أمام
الناس, وما
ينشد
تحقيقه
وبين ما
بعجز عن
تحقيقه
لأنه معجز
للإنسان
وفوق طاقته
وقدراته
وإمكاناته,
كما حدث
أيام
العصور
الوسطى
حينما فرضت
المسيحية
أو بأدق
تعبير رجال
الدين
المسيحي
على
المسيحيين
أن يطلقوا
الحياة
الدنيا فلا
يتزوجون,
ولا يأكلون
إلا ما يقيم
الأود, ولا
يلبسون إلا
الخشن من
الملابس,
وكان نتيجة
ذلك حركة
الرهبنة
الواسعة
الانتشار
في ذلك
الوقت. أما
الإسلام
فقد وفق بين
تشريعاته
وأخلاقه
ومطالب
الحياة
البشرية
والاجتماعية.
ويظهر هذا
التوفيق
والانسجام
بين الواقع
وتشريعات
الإسلام
الأخلاقية
في ذلك
الوفاق بين
واقع
الطبيعة
البشرية
البيولوجي,
والاجتماعي,
والعقلي
فيما توصلت
إليه
المجتمعات
جميعها بلا
استثناء
فيما يختص
بنظام
الزواج
والأسرة
وبين ذلك
التشريع
الإسلامي,
بل الديني
بوجه عام (أي
دين) في
تنظيمه
للأسرة. وهو
ذلك
التنظيم
الذي يجد
الإنسان
فيه
إشباعاً
لطبيعته
البيولوجية
والاجتماعية
والعقلية
والنفسية. كما
يبدو وعي
الإسلام
بهذه
الطبيعة
البشرية
فيما ذكر عن
أنه (لا
رهبانية في
الإسلام)
اقتناعاً
منه بأن
الإنسان
لابد أن
يعيش في
مجتمع,
ويستمتع
بخيرات
الدنيا
ويأخذ
نصيبه منها.
وإيماناً
منه بضرورة
إشباع جميع
مطالب
النمو في
الإنسان
مثل إشباع
الدافع
الجنسي
بطريقة
طبيعية
مشروعة في
نظام زواج
ينظم
الأسرة,
وينظم
الأحساب
والأنساب,
والإنجاب,
والأطفال,
فيتحقق
بهذا
النظام
الاجتماعي
إشباعاً
لتلك
الدوافع
الحيوية,
والاجتماعية,
والأبوية,
وإشباعاً
لعواطف
الحب,
والأبوة,
والبنوة,
والأرتباط
الإنساني
والاجتماعي
بين الناس. إن
تصور بعض
الفلاسفة,
وبعض
المفكرين,
وبعض رجال
الدين
لعالم
مثالي بعيد
عن الواقع
كان وما
يزال
مسئولا عن
تلك
السلبيات
الهروبية
من عالم
الواقع, وهي
تلك
السلبيات
التي سيطرت
على بعض
الناس, فلم
يعيشوا
حياتهم, ولم
يستطيعوا
في نفس
الوقت أن
يجدوا
ضالتهم في
ذلك العالم
الخيالي.
فأصبحوا في
كثير من
الحالات
باضطرابات
نفسية
عنيفة,
وشديدة
أبعدتهم عن
المنطق
البشري
السليم,
وأفسدت
تفكيرهم,
وجعلتهم
يطلقون
كثيراً من
النداءات,
والآراء
الخرافية
يحاولون
إقناع
الناس
بأنهم
استطاعوا
عن طريق تلك
الحياة
الهروبية
التي
يعيشونها
أن يتوصلوا
إليها دون
غيرهم. وما
على غيرهم
إلا أن
يصدقوهم,
وألا كانوا
كفرة
وملحدين,
وفيهم مس من
الشيطان
الرجيم. وكثيراً
ما خدع
الناس في
مثل هؤلاء...
فأنزلوهم
منزلة
الأولياء
والصالحين
وبنوا
وأقاموا
لهم
الأضرحة
والقباب,
وحجوا
إليهم
يلتمسون
منهم
البركة
وتيسير
الأمور!![5]. ومن
عجيب الأمر
أن معظم
الخرافات
التي علقت
بالدين
الإسلامي
على وجه
الخصوص
كانت
انطلاقاً
من هذا
المفهوم
الخرافي,
والمثالي
في كثير من
الحالات,
وليس من
عجيب الأمر
أن كل
الحركات
الثورية
الإسلامية
ابتداء من
حركة
الوهابيين
في بلاد
العرب,
والثورة
المهدية في
السودان,
إلى حركة
الشيخ جمال
الدين
الأفغاني,
ومحمد عبده,
وحسن البنا,
كلها كانت
حركات
ثورية
لتخليص
المفاهيم
الإسلامية
من مثل هذه
الخرافات
التي نسجت
حول هؤلاء
الناس, وحول
أولياء
الله
الصالحين,
وأبعدت
الدين
الإسلامي
عن جوهره,
وعن
موضوعية
أخلاقية,
وواقعيتها,
وعن
ارتباطها
بالدنيا
قدر
ارتباطها
بالآخرة. (أعمل
لدنياك
كأنك تعيش
أبداً . . .
وأعمل
لآخرتك
كأنك تموت
غداً)... والأخلاق
الإسلامية
لا يكفي
المعرفة
بها[6].
وإنما
الجانب
المعرفي
فيها لا
يكون إلا
لمجرد
توجيه
السلوك
الإنساني,
وترشيده,
وضبطه,
وعقلنته
بحيث يجد
الإنسان
لكل فعل
أخلاقي
أساساً من
الاقتناع
العقلي.
والإجماع
البشري, ثم
يجد
الإنسان
نفسه ـ
وخاصة في إطار
اجتماعي
إسلامي ـ
أمام الفعل
الذي يجب
فعله,
والسلوك
الذي يجب أن
يسلكه؛
وكأنه
اختيار
إنساني صرف,
وإبداع
عقلي محض,
ووفاق
منطقي
طبيعي. وما
دامت
الأخلاق
الإسلامية
على وفاق
تام مع
الواقع,
وكأنما هي
نتاج محض له:
فإن ذلك
يعطيها
نسبيتها
وتغيرها
بتغير
الواقع.
فلأن
الواقع
متغير
فلابد أن
تكون هي
أيضاً
متغيرة
متجددة في
ظل إطار
إلهي ثابت,
مع إدراكنا
لحقيقة
هامة
مؤداها أن
المنطق
الإنساني
في حد ذاته
غير متذبذب,
ولا متناقض.
فما هو خير
اليوم في
الإطار
العام, وما
هو حق, وما هو
جميل لا
يمكن أن
ينظر إليه
هذا المنطق
في يوم آخر
على أنه
باطل, وشر
وقبيح في
يوم آخر أو
في مكان آخر. والأخلاق
الإسلامية
يكمن فيها
ذلك الوفاق
التام بين
منفعة
الفرد
ومنفعة
الجماعة
لسبب بديهي
هو أن الفرد
هو العنصر
المكون
للمجتمع.
وإذا حدث من
تناقض
بينهما؛
فإن ذلك لا
يكون إلا
نتيجة
للفهم
الخاطئ
لطبيعة كل
من الفرد
والمجتمع. ولكن
المنفعة
هنا ليست
بالنفعية
المعاصرة
التي ظهرت
في مذهب
المنفعة (لبنتام)
أو لغيره من
فلاسفة
الأخلاق
المعاصرين.
وإنما
المنفعة في
الإسلام من
أجل مثل
عليا ترتبط
أكثر ما
ترتبط به
بالجماعة
وصالحها
وتقدمها.
وبالفرد
وصالحه
وتقدمه. فلم
يكن العمل
الذي حث
عليه
الإسلام
عملا
أنانياً, أو
عملا
ذاتياً
فردياً
وإنما هو
عمل جاد
يأخذ صور
الاجتهادات
المختلفة
في الحياة
العامة,
والحياة
السياسية,
والحياة
الجهادية,
والحياة
العلمية
والحياة
الخاصة,
ولعل دوافع
العمل
الإنساني
في الإسلام
هي التي
كانت وراء
الاجتهاد
العلمي,
والنبوغ في
شتى مجالات
الحياة... في
الطب
والكيمياء
والفيزياء
والفلك,
والأحياء,
وما توصل
إليه
المسلمون
وما
اخترعوه من
آلات
وأجهزة
وأدوات. وعلى
ذلك الأساس
لا تكون
الوسيلة
بأية حال من
الأحوال
مبررة
للغاية,
وإنما
ترتبط قيمة
الوسيلة
بمعايير
اجتماعية,
وعقلية,
وفردية, كما
أن قيمة
الغاية
نفسها
تحددها هذه
المعايير
فلا يستهدف
الفعل
الأخلاقي
إلا خير
الجماعة,
وسعادتها.
وفي نفس
الوقت
يتحقق بشكل
طبيعي,
وتلقائي
خير الفرد
ذلك العنصر
المكون
للمجتمع. ومن
هنا كانت
اللذة
الفردية ـ
في الإسلام
ـ في
الإيثار,
وفي حب
الغير, وفي
العمل على
سعادتهم,
وفي نشدان
راحتهم, وفي
الموت في
سبيل أن
تحيى
الجماعة,
وأن تستمر
قيمها
وأخلاقياتها
ومن هنا
أيضاً قويت
أطر والحدة
والتماسك
بين
الجماعة.
ومن هنا
كذلك
ارتفعت قيم
الفضيلة في
إطار تلك
الجماعة
بشكل واقعي
ملموس. ولقد
قوى
الدوافع
والشعور
الوطني,
وارتبط
بهذه القيم
الأخلاقية
فداء للغير
ودفاعاً عن
تلك القيم. ولم
يكن هذا
الدافع أو
الشعور
الوطني
قاصراً أو
محدوداً
بحدود
المكان,
وإنما كان
مرتبطاً
بالعقيدة
الإسلامية.
وارتباطه
بهذه
العقيدة هو
الذي جعل
المسلم
يحارب من
أجلها
أينما وجدت
وعلى أية
أرض استقرت,
ومن هنا
أيضاً كان
ارتباط
المسلم
بأرض
المسلمين
جمعاً
لأنها أرض
استقرت
عليها هذه
القيم التي
لا يريد لها
المسلم
انحساراً,
وإنما يريد
لها
امتداداً
على طول
الكون
وعرضه,فمفهوم
الوطنية
والقومية
في الإسلام
هو مفهوم
الأمة التي
ترعى هذه
القيم,
وتتبناها
أن بعد
غرستها,
ونمتها,
وجسدتها في
الواقع
الاجتماعي. والتربية
الإسلامية
من هذه
الزاوية
الخلقية
التي
تتكامل
فيها
المعرفة
والفعل
ليست ـ كما
قلنا ـ
ضرباً
مجرداً
مثالياً
بعيداً عن
الواقع, ومن
ثم فلابد
لها من أ،
تجد طريقها
في جوهر
الشخصية
الإنسانية,
وفي
تصرفاتها. وهي
لذلك تكون
أفعالا
معقلنة
بفكر,
ومستندة
بحيثيات,
ومن هنا كان
رسول
الإسلام
صلى الله
علية وسلم
تتجسد فيه
هذه
الأخلاق
قولا وفعلا,
فلم يذكر
لنا
التاريخ
واقعة
واحدة تبرز
تناقضاً
بين ما قال
وما فعل.
وإنما كانت
المعرفة
عنده
مرتبطة
بالسلوك.
وكانت
الفضيلة
لديه تكمن
في ذلك
الوفاق
التام بين
السلوك
والمعرفة.
وهيهات
للتربية
الحديثة في
أي مكان من
العالم
المعاصر أن
تحقق مثل
هذا الوفاق
التام بين
الأصول
الفكرية
للأخلاق
والنماذج
السلوكية
لها. عرضنا
للأخلاق في
الإسلام,
وعرفنا
كثيراً
عنها. وهي قد
رفعت
الإسلام
إلى
المكانة
التي تجعله
منهج حياة.
فهو منهج
إلهي لحياة
البشر في
المجتمع.
يشق طريقه
في حياتهم
ليشيع
مطالبهم في
التدين
الفطري
فيهم,
وليجيب عن
كل الأسئلة
التي شغلت
بالهم منذ
وجدوا على
ظهر الأرض:
من أين
أتينا وإلى
أين
المصير؟.
ماذا بعد
الموت؟.
ماذا قبل
الحياة؟.
وماذا
بعدها؟. ما
هي
المعايير
الأنسب
للحياة,
ولتنظيمها؟.
هذه
المجموعة
من الأسئلة
طرحها
الإنسان
ضمن مجموعة
كبيرة أخرى
من الأسئلة,
وكان
النظام
الديني هو
الإجابة
التلقائية
الطبيعية
على هذه
الأسئلة. ولقد
كان يحاول
الإجابة عن
هذه
الأسئلة
بعض من
البشر,
وكانت
الإجابة في
بعضها
صواباً, وفي
بعضها
الآخر خطأ.
وجاءت حكمة
الرسالات
الإلهية
للبشر لكي
تؤكد
الصواب,
وتصحح
الخطأ. وجاء
الإسلام
خاتم هذه
الرسالات
الإلهية
كلها. وقد
نزل لكل
زمان ولكل
مكان. وبذلك
صيغت
أحكامه
ونصوصه
لتستوعب كل
تغيرات
وتطورات
يمكن أن
تحدث في
مجال
المستقبل
الإنساني. وهو
في تشريعه
وأحكامه
إنما يراعي
حدود
القدرات
البشرية
وحدود
الواقع
المادي
للحياة
البشرية في
كل مجتمع من
المجتمعات
كما ذكرنا. ولذلك
فاجتماعية
الإسلام من
أهم خصائصه.
فهو لا يطلب
من الناس ما
لا يقدرون
عليه. ولا
حياة
اجتماعية
تتناقض مع
فطرتهم.
وإنما هو في
الحقيقة
تجاوب
لمطالب
الحياة
البشرية.
كما أن
الهدى الذي
يطلبه
الإسلام من
البشر
يريده
جهداً
بشرياً,
يأتيه
الناس
بمقدرة,
وبرضا. (ونفس
وما سواها.
فألهما
فجورها
وتقواها. قد
أفلح من
زكاها. وقد
خاب من
دساها). واجتماعية
التربية إذ
تتحقق لها
من خلال
تمثلها
لأهداف
المجتمع
ولثقافته,
وإعدادها
لقواة
البشرية
التي
ستتولى
أدوار
الحياة
الاجتماعية
المختلفة
في نظمه
الاجتماعية
المتعددة؛
فإنها في
تمثلها
لثقافة
المجتمع,
وأهدافه
وإعدادها
لقواه
البشرية
إنما تنسج
أهدافها
ومناهجها
وطرائقها
في إطار
مجموعة من
القيم
الأخلاقية.
وأي قيم
أثرى وأغنى
وأصلح من
القيم
الإسلامية؟. ومن
هذا نلاحظ
أن الإسلام
يمكنه أن
يعطى
التربية
عطاء
كبيراً
يتحقق لها
به خلقيتها
وفقاً
لقيمة
الخلقية,
واجتماعيتها
وفقاً
لقيمه
الأجتماعية.
كما
أن التربية
يمكنها أن
تعطى
الإسلام
عطاء
كبيراً في
المقابل
بما تحققه
من بناء
لقيمه في
أجيال
المجتمع.
وحينما
تتولى هذه
الأجيال
الأدوار
المختلفة
في نظم
المجتمع
فإن
تجسيداً
واقعياً
لهذه القيم
سيشق طريقة
في عناصر
هذه النظم
ابتداء
بأهداف هذه
النظم,
واستمراراً
بالعنصر
المادي,
والبشري
والتنظيم
الإداري
والقيم
الاجتماعية
فيها. [1]
قرآن
كريم. [2]
قرآن
كريم [3]
قرآن
كريم. [4]
قرآن
كريم سورة
الإنسان 8ـ 14. [5]
ليس
معنى هذا
إننا ننكر
أن هناك
أولياء
صالحين.
ولكنا نشير
هنا إلى
الدجالين
الذين
حاولوا أن
يأخذوا
مكانة
الصالحين
بالدجل. [6]
وهذا
خلاف ما
ذهب إليه
افلاطون من
أن الفضيلة
هي القيمة
العليا
والمعرفة
بها سبيلها.
وعند
المستوى
المعرفي
توقف
افلاطون.
أما
الإسلام
فإنه اعتبر
أن معرفة
الفضيلة
وعدم
ممارستها
من أكبر
الرذائل.
|
||||||||
|