|
||||||||
التربية والنظام الديني في المجتمع الدين نظام اجتماعي الدين والأيديولوجية الاجتماعية الدين في نظر علماء الاجتماع الغربيين الدين والتربية في المجتمع أثر شمول الدين الإسلامي وقوة صبغته على الفكر التربوي |
||||||||
البحث
الثاني التربية
والنظام
الديني في
المجتمع إن
هناك عديداً
من الدراسات
التي تناولت
تحليل الدين
كظاهرة
اجتماعية,
وكنظام
اجتماعي لا
يخلو منها
ومنه أي
مجتمع من
المجتمعات[1].
كما أبرزت
هذه
الدراسات
علاقة الدين
بالنظم
الاجتماعية
المختلفة في
المجتمع,
وعلاقة
الدين
بالنظام
التربوي
كأحد هذه
النظم
الاجتماعية. والدراسة
التي بين
أيدينا هي
تحليل
للعلاقة بين
الدين
والتربية
كنظامين
اجتماعيين. ولذلك
فهي تتساءل
عند تلك
العلاقة
التأثيرية
بين كل
منهما؟. كما
تتساءل عن
بنية الدين
كنظام
اجتماعي,
ودور
التربية في
تشكيل هذه
للبنية؟. كما
تتساءل عن
دور الدين في
بناء عناصر
التربية من
أهداف,
ومناهج,
وطرائق... الخ. إن
هذا البحث
يتناول
ببساطة
تحليل هذه
القضايا
وإبداء وجهة
نظر بصددها. إن
الدين نظام
اجتماعي, وجد
بوجود
المجتمع
البشري. وهو
إجابة
لأسئلة
ولحاجات
نفسية ألحت
على الإنسان
منذ وجوده.
وسواء أخطأ
الإنسان في
إجابته عن
هذه الأسئلة,
أو أصاب فقد
كان يجد في
هذه الإجابة
إشباعاً لحب
الاستطلاع
عنده,
وطمأنينة
يواصل بها
حياته.
وحينما كان
يكتشف خطأ
الإجابة فإن
عقله يحار,
ويزول
الاطمئنان
عن نفسه.
وسرعان ما
كان يبحث عن
إجابة أخرى
لأسئلة ترضى
عقله, ومنطقه,
وتطمئن نفسه. وكانت
الرسالات
السماوية في
كل فترات
التاريخ
الإنساني
تصويباً
لمسار الفكر
الديني,
والإنساني,
والاجتماعي,
وتصحيحاً
للسلوك
البشري في
جميع مناحي
الحياة,
وارساء
لمبادئ
تربوية
عليها
المجتمعات,
وتنشأ عليها
الأجيال. وفي
كل حالة من
الحالات
سواء تلك
الحالات
التي أنشأ
الإنسان
فيها إجابته
وطقوسه
الدينية
لنفسه بعثها
رب السماوات
والأرض له
كان يدين
بهذه
المعتقدات,
ويلتزم
بالطقوس
الدينية
أغلب الناس
في المجتمع,
وإن شئت
القول الأصح
كل المجتمع.
فلم يكن يخرج
عن الاجماع
الديني إلا
الشاردون؛
تماماً كما
يخرج
المجرمون
على
القوانين
التي
يرتضيها
المجتمع.
وذلك لسبب
بسيط هو أن
الدين كان
يتجسد في كل
مظاهر
الحياة
وأنماطها من
عادات وعرف
وتقاليد
ونظم. ولكن
الناس
بطبيعة
الحال
يختلفون,
ويتفاوتون,
في
المرتقيات
التي
يرتقونها من
دينهم. فمنهم
من يرتقى
أعلى مرتقى,
ومنهم من
يرضى بأدنى
الدرجات من
السلم
التعبدي,
والديني,
ومنهم الوسط.
حتى إن عض
الناس الذين
يجعلون
الدين كل شئ
في حياتهم,
ينقطعون له,
ويتفقهون
فيه. وينصبون
أنفسهم,
وينصبهم
القوم
حراساً له,
ودعاة لفكره,
وناشرين
لمبادئه,
ويطلقون
عليهم رجال
الدين. وبعض
الناس
يجعلون
الناس
يجعلون
الدين على
هامش حياتهم.
فلا
يستجيبون
لأوامره
ونواعيه إلا
بالقدر الذي
يضغط به
الضواغط
الاجتماعية
عليهم, وإن
استطاعوا
فكاكا, أو
فراراً منه
فعلوا ذلك
خاصة بينهم
وبين أنفسهم. وللدين
فكره, وقيمه,
وعاداته,
وطقوسه,
وسلوكه,
ومهاراته.
كما للدين
مبادؤه
التربوية
التي ينشئ
عليها
المجتمع,
ويربى
أجياله
المختلفة
عليها. وله
مؤسساته
الدينية:
التعبدية,
والتربوية.
فالتعبدية
يقام فيها
الطقوس
الدينية
الخاصة بهذا
الدين,
والتربوية
التي يتدرب
فيها أهل كل
دين على فهم
أفكاره
واستيعاب
مفاهيمه,
وقيمه,
وعاداته,
وطقوسه. إذن
فالدين له
بنيته مثل
بنى النظم
الاجتماعية,
فله هدف
أشرنا إليه
فيما سبق من
تحليل وفيه
العنصر
البشري
ضروري
لوجوده حيث
يقوم رجال
الدين
بالتخصص فيه
والتوعية به
لدى جميع
الناس, وفيه
العنصر
المادي حيث
إن له معابده,
وأماكن
تلقينه, وله
قيمه.
وعاداته,
وأخلاقياته,
وإدارته. وإذا
كان الدين
موجوداً في
كل
المجتمعات
القديمة
والمعاصرة,
وله بنيته
مثل جميع
النظم
الاجتماعية
الأخرى, فإن
له, وفيه
جميع خصائص
النظم
الاجتماعية
الأخرى. فهو
يتشابك
ويتداخل مع
جميع بنى
النظم
الاجتماعية
الأخرى,ويؤثر
فيها, ويتأثر
بها, ويأخذ
منها
ويعطيها. وهو
يتخصص في
وظيفة, ويحقق
هدفاً
بالنسبة
للمجتمع ككل. والنظام
الديني جزء
من نظام كلي
هو المجتمع.
وهو يتكون
بدوره من عدة
نظم: منها
الفكر
الديني,
والكتاب أو
الكتب التي
تحوي هذا
الفكر
وأهدافه
ومناهجه
ونظامه
وتنظيمه. وللدين
علومه
الكثيرة.
ولقد دفع
العلماء
لدراسته
جاذبية,
ووجوده في
جميع
المجتمعات
وتأصله في
البشر
كعاطفة
فطرية في كل
إنسان[2]. ولقد
عكف على
معرفة علومه
وأسراره
رجال الدين
لأنهم قادته.
كما عكف على
دراسته
علماء
مقارنة
الأديان,
وعلماء
الأجناس,
وعلماء
الاجتماع. ونحن
التربويين
نحاول أن
تستكشف ـ
أيضاً ـ بعض
العلاقات
بين الدين
والتربية
على اعتبار
أن الدين
كثيراً ما
يشكل ويصبغ
عناصر ثقافة
المجتمع.
ولما كانت
التربية
تستمد
مادتها من
ثقافة
المجتمع فمن
المحتم أن
نتعرف على ما
يصيغ هذه
الثقافة
ويشكلها. التأثير
المتبادل
بين الدين
والتربية
كنظامين
اجتماعيين: إن
العطاء
المتبادل
بين التربية
والدين يوضح
العلاقة
بينهما
كنظامين
اجتماعيين.
وهي علاقة
تأثير
متبادلة.
فحيث تأخذ
التربية من
الدين
أهدافاً
خلقية
وقيمية
وروحية
لإعداد
النشء عليها
لنظم
المجتمع
المختلفة.
وحيث تأخذ
التربية من
الدين
كثيراً من
محتوى
مناهجها, فإن
التربية
تعطى للدين
قوى بشرية
على مستويات
مختلفة من
البشر على
النحو
التالي: 1ـ
في مجال
الدراسات
الدينية
المتخصصة: ـ
فالنظام
التربوي يعد
القوى
البشرية
التي تخصص في
إبراز معالم
الفكر
الديني,
والتفقه فيه,
كما تتخصص في
فروعه
التخصصية
المختلفة. كما
يعطى النظام
التربوي
للدين قوى
بشرية
متمثلة
لفكره
ولقيمه
ولمعارفه,
ومنتهجة
نهجاً
حياتياً
سلوكياً
يتمشى مع هذا
الفكر حتى
يكونوا دعاة
له. 2ـ
في المجال
الاجتماعي
العام: ـ
ويعطى
النظام
التربوي
للمجتمع ـ كل
المجتمع ـ
قوى بشرية
متدينة, تعرف
حقوقها,
وواجباتها
الدينية,
وتنتهج
النهج
الديني في
حياتها. وأساليب
التربية في
هذا تتكيف
وفقاً
لمتطلبات
المجتمع من
أبنائه فيما
يختص بالدين.
فمراحل
التعليم
العام تكون (الشخص
المتدين)
الذي يفهم
دينه, كلما
تتكون لديه
اتجاهات
إيجابية نحو
هذا الدين.
كما يكون قد
أتقن طقوس
الدين
وسلوكه. أما
المراحل
العليا
التخصصية في
مجال
العقيدة
فإنها تعطى
دراسات أكثر
عمقاً,
ومفاهيم
أكثر شمولا,
واتجاهات
أكثر رسوخاً... أما
أماكن
الإعداد
الديني
لأجيال
المجتمع فلا
تقتصر على
مراحل
التعليم
المدرسي
وإنما تلعب
دور العبادة
دوراً هاماً
في ذلك. كما
تلعب
الأندية
الثقافية
دوراً ما ضمن
برامجها
المتنوعة,
والمتعددة. والعطاء
التربوي
فيما يتعلق
بالدين لا
تختص به مادة
دراسية دون
غيرها, وإنما
يجب أن تتمثل
مناهج
التعليم
كلها قيم
الدين,
وأهدافه,
وسلوكه لكي
يتفاعل معها
أبناء
المجتمع. هذا
العطاء الذي
أوردناه في
التحليل
السابق
يفترض أن
المجتمع فيه
من النظم
التربوية
المدرسية
نظماً
مكتملة. على
نحو ما
نلاحظه في
المجتمعات
المعاصرة.
أما في حالات
المجتمعات
التي لا
يكتمل فيها
النظام
التربوي
المدرسي فإن
المجتمع
يخصص رجالا
منه أو
مؤسسات منه
لتتعهد
أبناء
المجتمع في
تنشئتهم على
الدين الذي
يدين به
المجتمع. كما
تلعب الأسرة
دوراً
رئيسياً في
غرس مفاهيم
الدين,
وطقوسه في
الأطفال
والشباب في
كل
المجتمعات
بجميع
أشكالها. الدين
والأيديولجية
الاجتماعية: إن
المحلل
للمجتمعات
يلاحظ أن
الدين ـ أي
دين ـ أي دين
ـ يلعب دوراً
ما في حياة
المجتمع.
فغالباً ما
يستطيع
المجتمع أن
يجد إجابته
لكثير من
قضاياه في
واقع الحياة
السياسية
والاقتصادية,
والأسرية,
والترفيهية,
والحربية,
والقانونية,
والتربوية
في ضوء الدين
على اعتبار
أن الدين
مجموعة من
الأفكار
والقيم,
والعادات
والسلوك,
والمهارات,
والطقوس
التي توجه
الحياة. ولذلك
فهو اللون
الصابغ
لأيدلوجية
المجتمع
وإلا حدثت
انفصالية في
المجتمع
وتمزق,
وانحراف,
وانحلال. وهذه
الصيغة لا
تقتصر على
مجال الفكر
الاجتماعي
للمجتمع,
وإنما تمتد
لتصبغ عناصر
النظم
الاجتماعية
كلها. فهي
تصبغ أهداف
كل نظام
اجتماعي,
وقيمه,
وأعرافه,
وإدارته,
ووسائله,
أساليبه,
وطقوس
ومهارات
القوى
البشرية
التي تقوم
بأعباء هذا,
أو ذاك من
النظم
الاجتماعية. ولذلك
فإن قيم كل
نظام
اجتماعي هي
بطريقة
مباشرة أو
غير مباشرة
مستمدة من
قيم الدين في
المجتمع, كما
أن عناصر كل
نظام
اجتماعي
تتشكل بشكل
ما في ضوء
الدين الذي
يدين به
المجتمع أو
هكذا يجب أن
يكون. وخروج
النظم
الاجتماعية
عن هذه
القاعدة
يؤدي إلى ضعف
للتماسك
الاجتماعي
في المجتمع,
وتسيب
لأوضاعه,
بالضبط كما
يحدث في حالة
استهتار
الناس
بالقانون,
وبالروادع
فيه, فإن ذلك
لا يقلل من
ضرورة
مراعاة
الناس
للقانون,
وإنما يشير
إلى التمزق
الاجتماعي
الذي ينتظر
مثل هذا
المجتمع. ومن
المسلم به أن
كل نظام
اجتماعي:
سياسياً كان
أو
اقتصادياً
أو دينياً أو
اجتماعياً
بالمعنى
العام لا
يساير
الطبيعة
الحقيقية
للإنسان, فإن
مآله الحتمي
إلى التغير
حتى يساير
هذه الطبيعة,
وإلا لكان
مصيره
الزوال,
وخاصة إذا ما
تكلس على
نفسه ولم
يستطع أن
يتجاوب مع
الطبيعة
الإنسانية,
ومع
ديناميات
الطبيعة
الخاصة
بالمجتمع.
ومن هنا كانت,
وما زالت
للدين
الإسلامي
حيوية, وثراء,
واستمرارية
فاق بها جميع
الأشكال
والنماذج
والنظم
الاجتماعية
المختلفة.
وذلك لبنائه
أساساً على
فهم عميق
للطبيعة
البشرية
دعائمها,
ومطالبها,
وأهدافها,
ولقيامه
أيضاً على
فهم عميق
لطبيعة
الاجتماع
البشري. وعندما
مورس
الإسلام
كإطار
للمجتمع,
وكصيغة عامة
للنظم
الاجتماعية
فيه, وعندما
مارسته
البشرية
كنظام عام
يتجسد
بمفاهيمه,
بانت فيه هذه
الخصائص,
وبرزت
دينامياته
الاجتماعية
المعجزة. وهي
وأساليبه,
وأفكاره في
النظم
الاجتماعية
المختلفة
التي تمثل
المجتمع, فقد
الحركة
والفاعلية
والإيجابية
التي تفتق
عنها في كثير
من التفرعات,
والتقنينات
لمختلف
النظم
الفرعية,
والنظم
المصغرة في
المجتمع. الدين
في نظر علماء
الاجتماع
الغربيين: إن
دراسات علم
الاجتماع
الغربي في
مجال الدين
قد وصلت إلى
إن الدين
نظام
اجتماعي. وإن
هناك
بالتالي
علاقة تأثير
متبادل بين
الدين
والنظم
الاجتماعية
الأخرى,
ولذلك يعتبر
الدين ـ في
نظر هذه
الدراسات ـ
عامل تدعيم
رئيسي لصيغة
المؤسسات
الاجتماعية
المختلفة
التي
تحتضنها هذه
النظم
الاجتماعية
التي يشملها
المجتمع. وفي
نفس الوقت
اعتبر الدين
عاملا
أساسياً من
عوامل تحريك
المجتمعات,
وتغييرها.
فالدين يحمل
نظرة للكون
وللوجود,
وللإنسان.
كما يحمل
مجموعة
مترابطة من
القيم
الخلقية,
والقيم
الاجتماعية,
فإذا ما سارت
النظم
الاجتماعية
في اتجاهات
متناقضة مع
هذه
المجموعة
القيمية فإن
رواد
المؤسسات
الدينية
يتلقون
أفكاراً,
وقيما
كثيراً ما
تقاس عليها
كثير من
الأوضاع
الاجتماعية.
ومن هنا يوجد
لدى هؤلاء
المواطنين
نوعاً ما من
النقد
للأوضاع
القائمة
يعتبر في
كثير من
الأحوال
محركاً نحو
التغيير[3]. ونحن
نرى أن الفكر
الديني بما
يحوي من قيم
اجتماعية,
واقتصادية,
وأخلاقية
إذا ما
استوعبها
الناشئون,
والشباب,
والأجيال
المختلفة في
المجتمع عن
طريق
التربية
المدرسية,
واللامدرسية؛
فإن ذلك
يعتبر عاملا
أساسياً في
خلق حركة
اجتماعية
توجه
التغيير
الاجتماعي
في نطاقها. وقد
يحدث
التغيير
بتأثير قيم
أخرى مخالفة
لقيم الدين.
ولكن ذلك قد
يكون عاملا
من عوامل خلق
الصراع
الثقافي
والاجتماعي. وهذا
يفسر كثيراً
من الثورات
الاجتماعية,
وكثيراً من
الثورات
الدينية
التي قامت
عبر التاريخ,
فلقد لعب
الدين في
كثير منها
دوراً ما في
تقوية حركة
الصراع أو
تقوية حركة
التغير
الاجتماعي. ولقوة
تأثير الدين
في تثبيت
الأوضاع, أو
في تغييرها
فإن كثيراً
من القوى
الاجتماعية
تحاول
الإمساك
بزمامه.
فبعضها يمسك
به لتثبيت
الأوضاع
مثلما فعلت
السلطة
الكنسية في
أوربا في
العصور
الوسطى,
وبعضها يمسك
به لتغيير
الأوضاع مثل
ثورة (مارتن
لوثر) في عصر
النهضة, ومثل
الثورات
الإسلامية
كالثورة
الوهابية,
والثورة
المهدية,
وغيرها. وكثيراً
ما استغل
الدين من أجل
السيطرة على
السلطة في
المجتمع, أو
لإحداث فتن
اجتماعية, أو
سياسية, أو
دينية. وسهل
هذا
الاستغلال
ما يتمتع به
الدين من قوة
عاطفية
كبيرة
لارتباطه
بفطرة
الإنسان
وعاطفته,
وبعقله إلى
حد كبير.
وبالتالي
فإن رجال
الدين قد
يأخذون
قوتهم من هذه
الطبيعة
الخاصة
بالدين. وقد
يستغلونها,
إما في تثبيت
الأوضاع أو
تغييرها حسب
ما يتراءى
لهم. ويعتبر
الدين من
القوى
التربوية
الرئيسية في
المجتمع. فهو
المقنن
الأول للقيم,
وللمعايير
الأخلاقية
في المجتمع.
ومن هذه
الزاوية
يعتبر الدين
مصدراً
هاماً
ومورداً
رئيسياً
للمحتوى
التربوي,
والأخلاقي
الذي تنشئ
المجتمعات
عليها
أبناءها. ولذلك
فإن جانباً
هاماً من
جوانب الفكر
التربوي
وركناً
أساسياً من
أركان
الممارسات
التربوية
يكون مصدرها
الدين في
المجتمع.
فالقيم
الأخلاقية
والقيم
الخاصة
بالعمل,
والنشاط,
والقيم
الاجتماعية
المرتبطة
بالأسرة
وبالعلاقات
الاجتماعية
المختلفة في
المجتمع
تصاغ بشكل ما
في إطار
الدين. وهذه
القيم هي
الموجهات
الرئيسية
التي تستهدى
بها التربية
في بنائها
لمحتويات
مناهجها,
ووسائلها,
وأهدافها. وإذا
كانت
التربية
تتصف
بخاصتين
هامتين هما
الخاصية
الخلقية
والخاصية
الاجتماعية
فإن
ارتباطها
بالدين يصبح
من قبيل
الارتباط
العضوي
الحيوي. ذلك
لأن القيم
الخلقية
أساساً تنبع
من الدين, أو
الأديان
التي يدين
بها المجتمع,
وأن القيم
الخلقية
تشكل الصبغة
العامة
للنظم
الاجتماعية
كلها. أثر
شمول الدين
الإسلامي
وقوة صبغته
على الفكر
التربوي: إذا
كان للدين ـ
أي دين ـ مثل
هذه الخصائص
الفاعلة
والمؤثرة في
النظم
الاجتماعية,
فإن للدين
الإسلامي ما
يجعله على
قمة الأديان
كلها لما فيه
من التأثير,
والفعالية,
والشمول,
والتكامل,
والقدرة على
صبغ النظم
الاجتماعية
بصبغته (صبغة
الله ومن
أحسن من الله
صبغة لقوم
يعقلون)[4]. فهو
دين مكتمل في
بنائه, شامل
لكل أمور
الحياة
السياسية,
والاقتصادية,
والاجتماعية,
والقانونية,
والحربية,
والأمنية,
والأسرية,
والترويحية. ولذلك
فهو (آيديولوجية)
كاملة
متكاملة ومن
ثم فإن الفكر
التربوي يجد
فيه معيناً,
ومورداً
ومصدراً
خصباً لبناء
منظوماته
الفكرية في
تناسق
وتكامل,
وتعاون,
ولبناء
ممارساته
التربوية
وخبراته
التعليمية,
ولبناء
وسائلة
ومنطلقاته
التربوية.
ذلك لأن
الأيديولوجية
الاجتماعية
هي النظرية
المتكاملة
التي يتحدد
ضمنها أهداف
المجتمع,
وقيمة, ومثله
العليا,
وتطلعاته
المستقبلية,
وأهداف
التربية هي
الانعكاس
الطبيعي
لأهداف
المجتمع كما
توضحها
أيديولوجيته
وهي التي
تترجم
الأهداف إلى
أنماط
سلوكية في
البشر وهم
بالتالي
القوى التي
ستقود
وتمارس جميع
الأعمال,
والأدوار,
والعمليات
الاجتماعية
في المجتمع. ولذلك
فسوف نناقش
قضيتين
أساسيتين من
قضايا
التربية بل
خاصتين
أساسيتين
لها وهما
خلقية
التربية
واجتماعيتها
لنتبين تلك
الصلة
القوية بين
التربية
الخلفية في
الإسلام
والمجتمع
ولنتبين
قدرة القيم
الإسلامية
على صبغ
الحياة
الاجتماعية
كلها. [1]
DAUID PROENCE ZOCIOLgy.
APPLTOh NEW YORK SELOND EDITION. [2]
David propence ,
Sociolgy, Appletob,
New York, Second Edition. [3]
Edit David Propence
Sociology , Appleton ,
New York , Second EDitioh,
p. 437. [4]
قرآن
كريم.
|
||||||||
|