.

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست
 

مبروك.. زوجتك حامل

أنت أثناء الحمل

أنت وزوجك أثناء الحمل

أيتها الزوجة

قواعد ذهبية تخدم صحتك وسلامتك

 

الفصل الحادي والعشرون

مبروك.. زوجتك حامل

كانت جين في الحادية والعشرين من عمرها، عندما تزوجت ريتشارد الذي كان في الثلاثين، وكانت تتوق لإنجاب طفل يملأ عليها المنزل، فرحاً وسعادة!

وذلك بعد مضي خمسة عشر شهراً على زواجها.

كانت تقف بجانب الباب مودعة زوجها، ريتشارد بابتسامة جذابة حين خروجه كعادته كل صباح.

أظلمت الدنيا في عينيها , وأُصيبت بدوار شديد، لم تعرف أين تقف هي الآن!!

تفاجأ ريتشارد وأقبل مسرعاً نحو زوجته، ليرفعها بين ذراعيه، ويضعها على سريرها، ليستدعي الطبيب فوراً.

... خرج الطبيب من غرفتها مبتسماً، قال:

" ريتشارد!

مبروك!! زوجتك حامل ".

.. أنت الآن حامل، وفي انتظار أن تضعي مولوداً، تدور في ذهنك أسئلة عديدة:

ـ هل ستتم الولادة على خير ما يرام؟

ـ كيف سيكون الطفل؟

ـ وهل سأنجبه طبيعياً أم مشوهاً؟

ـ وهل سيكون صالحاً أم طالحاً؟

.. لكنك إلى جانب القلق الذي يساورك هناك ولا شك أمل حلو جداً.. هو قيامك بالسلامة، ووضعك طفلاً بريئاً، وستبذلين كل ما في وسعك للعناية به والاهتمام بتربيته.

إضافة إلى كل ما ذكرت.. إن الجنين يتأثر تأثراً ملموساً من حيث:

1 ـ مرحلة الاختيار الزوجي:

جاء في الحديث:

" تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس "[1].

" تخيروا لنطفكم، فانكحوا الأكفّاء، وأنكحوا إليهم "[2].

2 ـ مرحلة انعقاد النُطَف:

في هذه المرحلة بالذات شدد الشّرع الإسلامي، وقدم التوصيات والإرشادات الكفيلة بتحسين النسل وسلامته من الأسقام، وحذّر من حالات ـ الطمث ـ الاختضاب ـ الإحتلام. لما لها من انعكاس مباشر على انعقاد نطفة الجنين وظهور الآثار السلبية في عقله ونفسيته وجسمه!!!

وهنا يشير أحد النصوص إلى العرض الجسمي، من خلال هذا التساؤل؟

ـ ترى هؤلاء المشوهين في خِلَقِهم؟؟

قلتُ: نعم.

ـ قال (ع):

هؤلاء: الذين يأتون نساءهم في الطمث.

وقال أيضاً:

" يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فإن فعل يخرج الولد مجنوناً ".

3 ـ مرحلة الحمل:

فقد ركز الشّرع الإسلامي على نوعية الغذاء ودوره في تحسين النسل، وانعكاس التغذية على الجنين في صفاته النفسية والجسمية والعقلية.

يقول الإمام الحسن (ع) نقلاً عن النبي (ص):

" أطعموا حبالاكم اللبان، فإنّ الصبيَّ إذا غُذِّيَ في بطن أمه باللبان اشتد عقله "[3].

وكما ركز على دور اللبان في تحسين النسل ركز كذلك على دور السفرجل!

أنت أثناء الحمل!

.. طفلك الآن بين أحشائك، بإمكانك أن تساعديه للوصول للسعادة الحقيقية بعد خروجه إلى عالم الدنيا.

هنا.. تكمن مسؤوليتك في البحث عن الأجود والأفضل من السلوكيات والأعمال الخيرة، التي تؤثر جسدياً ونفسياً على جنينك الصغير.

حاولي الابتعاد عن القلق والاضطراب النفسي والتموج العصبي وأهم من هذا كله اهتمامك الخاص بغذائك!!

أنت وزوجك! أثناء الحمل:

التعاون والمحبة والمشاركة بين الزوجين، واجبة ومهمة في كل الأوقات ولكن!

تزداد أهميتها الآن أكثر من أي وقت مضى.

... مسؤوليتك أيها الزوج!!

إن الحمل والجنين المنتظر.. الذي هو ثمرة حبكما وتعاطفكما ـ ورابطة اللحم والدم التي تجمعكما والتي سوف تتوج زواجكما السعيد وتمد فيه الحياة.

ولك دور مهم ينبغي أن تؤديه أثناء الحمل خلافاً لدورك الرئيسي بعد ذلك.

ـ تذكر أن الحمل عارض طبيعي وليس مرضاً أصيبت به زوجتك!

لذا يجب أن لا تكون نظرتك لها نظرة مريضة، بل نظرة تفهم ومحبة وعطف.

ـ إصحبها شخصياً إلى الطبيب، واستمع إلى نصائحه وإرشاداته لها، فعندما تتفهم حالتها من الطبيب المعالج، ستكون أكثر عوناً لها، وسوف تنبهها إلى ما يجب عليها عمله وتساعدها على التقيد بالتعليمات والإرشادات.

ـ إن زوجتك تحمل عبئاً جسمياً يمتد تسعة أشهر، وزوجتك بحاجة لوجودك بجانبها ومساعدتك التي تقدمها لها كثيرة:

1 ـ تجنبها الأعمال المرهقة في المنزل.

2 ـ التقليل من الطلبات المفروضة عليها ذات المجهود الصعب المضني.

3 ـ إبعادها عن كل عمل يتطلب إرهاقاً أو مشقة.

أيتها الزوجة:

بينما يحاول زوجك أن يستثمر فرصة سانحة للعمل على راحتك والاهتمام بك، وإدخال السرور عليك، حاولي أن لا تزعجيه، وتدخلي القلق على نفسه بالأشياء الصغيرة أو الضرورية، كالشكوى من الأعراض البسيطة المصاحبة للحمل التي بإمكانك تحملها لوحدك.

ـ لا تدعي الحمل ومتاعبه، يأخذ من أناقتك وجمالك الكثير، بل اهتمي بمظهرك وملابسك، وكوني أنيقة دائماً، وفي كل وقت.

ـ لا تتركي للشكوك والهواجس مجالاً في نفسك لتتلاعب بأعصابك وراحتك، بل تابعي حياتك اليومية كما تنجزينها قبل الحمل.

ـ اهتمامك بنفسك لا يأخذ وقتك بكامله! بل اهتمي بزوجك كل الاهتمام.

قواعد ذهبية تخدم صحتك وسلامتك:

ـ [لاحظي نوع وكمية الغذاء، الذي تتناولينه، وخذي منه المقدار الذي يفيد الإثنين معاً، وليس الذي يكفي الإثنين.

ـ تجنبي تناول أي دواء، دون استشارة الطبيب وخاصة في الشهور الأولى من الحمل.. فقد يضر بالجنين.

ـ تجنبي القلق والتوتر فمن شأن هذا أن يعمل على تدفق مادة الأدرينالين في جسمك، وعلى تقلص الأوعية الدموية، سواء لديك أو لطفلك الذي يحرمه من الأوكسجين][4].

..بعد الولادة!

وبعد أن يصبح الحلم حقيقة وتحتضن الأم طفلها بين يديها!

في هذه اللحظة سوف تنسى متاعب الحمل والولادة والخوف من المضاعفات ومن المجهول القادم , وسوف تنعكس السعادة على محياها، وتبلغ بمولودها ذروة الابتهاج..!

لفتة نظر!

تأكد أيها الزوج أن مسؤوليتك تكبر بعد كل ولادة تضعها زوجتك ولا تركز اهتمامك المبالغ فيه، في الحمل الأول فقط، بل كن بجانبها طوال الوقت لأن تعبها في تزايد! وهي بحاجة دائماً إليك فلا تبخل في المساعدة والمساندة والعطاء...

 


[1]  ميزان الحكمة : ص280 ، ج4 .

[2]  ميزان الحكمة : ص280 ، ج4 .

[3]  الوسائل / باب : 70 .

[4]  سيدتي الحامل : ص116 .

 

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست