قالوا.. عن الأسرة |
||||||||||||
الحياة
الزوجية مشاكل
وحلول
صباح
عباس (بسم
الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله
ربّ
العالمين
الرحمن
الرحيم مالك
يوم الدين
إياك نعبد
وإياك
نستعين
إهدنا
الصراط
المستقيم
صراط الذين
أَنْعَمْتَ
عَلَيهم غير
المغضوب
عليهِم ولاَ
الضَّالين) بسم
الله الرحمن
الرحيم الإهداء
إلى
صاحب القلب
الكبير إلى
صاحب الكلمة
الطيبة إلى
صاحب الخُلق
الرفيع إلى
زوجي الوفي.. المؤلفة:
صباح بطاقة
شكر وامتنان
والداي
الحبيبان "
كم
أنا شاكرة
لكما
مجهودكما
المضني
وتربيتكما
الفاضلة لي
ولإخوتي. طالبةً
من الله
العلي
القدير أن
يتغمدك يا
أبي برحمته
ويدخلك فسيح
جنانه. وأن
يحفظك يا
أمي، ويمد في
عمرك،
ويرزقك
العافية إنه
سميع الدعاء "... المقدمة في
البيت.. يجد
أفراد
الأسرة
ضالتهم في
البحث عن
الاستقرار
والراحة
والدفء التي
يفتقدون
الحصول
عليها في أي
مكان آخر. هذا
في مجتمعنا
الإسلامي! أما
في
المعسكرين
الشرقي
والغربي
فالوضع
مغاير
تماماً، لأن
البيت
الغربي هو
المصدر
الأول
للتفسخ
الأخلاقي
وتفشي
البطالة
والانحراف
والشذوذ. ومن
المؤسف جداً.. أن
الأسرة
المسلمة
بدأت تقلد
المنهج
الأجنبي،
رافضةً قيم
الدين
والأصالة
عبر الكتب
المستوردة،
الواسعة
الصيت
والإنتشار،
أو أختها
المتتلمذة
على يدها
المتتبعة
لخطواتها
التي تسلك
ذات المنهج
ولكن
بشعارات
زائفة، مما
صيّر
مجتمعنا
يوماً بعد
يوم إلى
صورة ثانية
للمجتمع
الغربي
تماماً!! والأسرة..
هي المتهمة
الأولى في
هذه القضية!!! وأنا
أقف بجانبهم
في
إتهاماتهم
إياها. ولكني
مع ذلك! أسعى
جاهدة
للوصول إلى
مجموعة من
الحلول
والتي
استندت في
وضعها إلى
آيات القرآن
الكريم
وأحاديث
الرسول
الأعظم (ص)
وأهل بيته
الأطهار (ع)،
كما دعمته
أيضاً
بتجاربي
وملاحظاتي
في هذا
الحقل،
متمنية من
الله عزّ
وجلّ أن
يوفقنا
جميعاً
لإعادة بناء
الأسرة
المسلمة
التي أوشكت
على
الانهيار
والسقوط.... والله
ولي التوفيق المؤلفة قالوا..
عن الأسرة قال
تعالى: (ومن
كل شيء خلقنا
زوجين لعلكم
تذكرون)[1] صدق
الله العلي
العظيم أحياناً..
تتقابل
الآراء،
وتتدابر
الأفكار
الضاربة في
عمق
التاريخ،
والسائدة
في عصر
التحضر، حول
تحديد
المصطلح
الذي يتفقان
عليه، في
تعريفهما
للمعنى
الأسري. وهذا
بدوره راجع
إلى مجمل
الظروف
العاصفة
لكلٍ منهما.
ولقد تناول
بعض الكتّاب
المعاصرين
هذا المعنى
بأساليب
مختلفةً،
ولكنها ترجع
في النهاية
وتصب في قناة
التعريف
الواحد. فالأسرة
تتكون من: الزوج
الزوجة
الأبناء. ولكل
فرد من
الأسرة،
حقوق وعليه
يقع الكثير
من المهام
والوظائف
التي يتوجب
عليه القيام
بها، ويكون
مسؤولاً عن
تقصيره في
أدائها. وكما
تربطه
قوانين في
داخل
الأسرة،
تربطه
قوانين
ـ أيضاً ـ في
خارجها مع
الأقرباء
والأصدقاء
والإخوان.
فلنأخذ
مثالاً ـ
الأب ـ وهو
القائم على
إدارة
الأسرة،
فعليه حقوق
تجاه زوجته،
وحقوق تجاه
أولاده،
وحقوق تجاه
والديه،
وحقوق أخرى
تجمعهم مثل
تأمين
المسكن لهم،
وتوفير
المأكل
والمشرب
والملبس،
وما يتعلق
كذلك
بمسؤوليته
أمام
نفقاتهم
وتربيتهم،
وتعليمهم،
وإلا كان عند
الله
مسؤولاً
فيما فرط
وقصر. قال
الرسول صلى
الله عليه
وآله وسلم: "
إن
الله سائل كل
راع عما
استرعاه،
حفظ أم ضيع،
حتى يسأل
الرجل عن أهل
بيته ". "
[والإسلام..
لم يهمل قط
شأن العائلة
وأفرادها،
بل تراه
يعتني بها كل
الإعتناء
ينظم
العلاقات
والروابط
بينها
جميعاً، ويقرر
التكافل بين
أفرادها
كافة ، وفي
هذا التكافل
حقوق وواجبات
ومزايا
وتكاليف ،
تنتهي كل هذه
إلى: ثقة
متبادلة واطمئنان
إلى الحياة
والمستقبل. وشعور
بالاستقرار
والأمن][2] [والأب
ليس مسؤولاً
عن الحياة
الاقتصادية
وتوفيرها
لأبنائه
فحسب وإنما
هو المسؤول
عن تربيتهم،
وتهذيبهم،
وآدابهم،
وتوجيههم
الوجهة
الصالحة وأن
يعوّدهم على
العادات
الطيبة
ويحذرهم من
العادات
السيئة[3]. ومن
المؤكد أن
المسؤولية
الكبرى في
تنشئة
الأبناء تقع
بالدرجة
الأولى على
عاتق الأسرة
ثم المدرسة،
حيث تشكل كل
واحدة منهما
خلية حية
ووحدة
اجتماعية. فعلاقة
الطفل
بوالديه
واخوته،
تنشأ عادة في
محيط
الأسرة،
وهذا ما
يجعلنا
نعتقد أن
للأسرة
وظيفة
اجتماعية
مهمة، فهي
التي تقوم
بعملية
التنشئة
الاجتماعية
للطفل،
وتعمل على
نموه
اجتماعياً
وسلوكياً
وانفعالياً
عن طريق
التفاعل
الأسري الذي
يكون له دوره
المهم في
تكوين شخصية
ـ الطفل
وتوجيه
سلوكه][4]
أما إذا قصر
الأب في جانب
من المسؤولية
الواقعة على
عاتقه،
فسيقع عليه
اللّوم
والسخط. وهذا
مما لا
يرتضيه
الدين لما له
من آثار
سلبية على
المحيط
العائلي من
تفكك
للروابط
الأسرية،
وانعدام
للثقة،
وانعطاف
واضح عن مسار
المبادئ
التي يطالب
بها ولكن لا
يطبقها!. فالأبناء
لا يتقبلون
هذا النوع من
النصح،
لمشاهدتهم
نواقصها في
تصرفات
والدهم من
حولهم. وقد
تشتد قسوة
الأب ويسرف
في تقصيره
للحقوق التي
عليه، إما
لإهمال منه،
وإما لخوف من
النتائج. [يقول
كابيه..Caillie
وهو يتحدث عن
زنجي من
السنغال.. ـ
سألت بابا
لماذا لا
يمزح
أحياناً مع
زوجته؟ ـ
فقال: إنه لو
فعل.. لتعذر
عليه بعدئذ
أن يملك
زمامها. ولما
سئل رجل من
أهل
أستراليا
الوطنيين..لماذا
أراد أن
يتزوج فأجاب
صارما بأنه
إنما أراد
الزوجة
لتهيئ له
الطعام
والشراب
والحطب
ولتحمل له
المتاع
أثناء
الرحيل][5]. واما
إذا حدث
العكس! وأعطى
كل ذي حق حقه
الطبيعي،
لتغيرت
المحورية
وحب الذات في
العائلة
وبدل التحلل
والتفكك،
يحل الترابط
والثقة،
وحينها سنصل
بإذن الله
إلى الأسرة
النموذجية
التي ننشدها. (أما
حق ولدك،
فتعلم أنه
منك، ومضاف
إليك في عاجل
الدنيا
بخيره وشره
وأنك مسؤول
عما وليته من
حسن الأدب،
والدلالة
على ربّه
والمعونة
له
على طاعته
فيك، وفي
نفسه، فمثاب
على ذلك
ومعاقب،
فاعمل في
أمره عمل
المتزين
بحسن أثره
عليه في عاجل
الدنيا،
المعذر إلى
ربّه فيما
بينك وبينه،
بحسن القيام
عليه،
والأخذ له
منه...)[6]. وبعد
خطوات الأب
الثابتة في
إيجاد
الصورة
السليمة للأسرة
النموذجية،
يسير
الأبناء
بخطى موفقه
في تقلّد
منهجية
والدهم،
فتتكاثر
بعدها
وتتوسع
دائرة الأسر
النموذجية
حتى تكون
الصبغة
العامة
للمجتمع. وكما
هو دور الأب،
كذلك دور
الأم، ودور
بقية أفراد
الأسرة
المتخلصة من
العيوب
والعلل. والعائلة
القليلة
العدد، أو
الكثيرة،
كلها تخضع
تحت حكم هذا
القانون،
وإذا ما شذت
عنه، فقد
نُبذت
واُحتقرت من
قبل المحيط
الاجتماعي
الذي تتواجد
فيه. وكما
هي العائلة
في شكلها
الصوري،
وحقيقتها
الضمنية في
الماضي، هي
ذاتها في
الحاضر من
حيث: ـ والتقاليد
العرفية
السائدة! ففي
الجانب
الأخلافي
يرى.. بل
ديورانت في
سلسلته "
قصة
الحضارة ". [والأخلاق
هي التقاليد
التي ترى
الجماعة
الأغنى عنها
لسعادتهم
وتقدمهم بعد
أن تعلمت من
الانتخاب
الطبيعي
الذي يُبقي
على الصالح
ويزيل
الفاسد خلال
ما يصادفه
الناس من
تجارب
يجرونها في
الحياة،
فيخطئون هنا
وهناك، هذه
التقاليد
الحيوية أو
الأخلاق في
الجماعات
البدائية
التي لا تعرف
قانوناً
مكتوباً
تنظم كل جانب
من جوانب
الحياة
الإنسانية
وتكسب
النظام
الاجتماعي
إطراداً
وثباتاً،
وهذه
التقاليد
إذا ما انقضى
عليها
الزمن، وخلع
عليها سحره
شيئاً
فشيئاً
فإنها بطول
تكرارها،
تصبح للفرد
طبيعة
ثانية، إن
جاوز
حدودها، شعر
بالخوف أو
القلق أو
العار، وذلك
أصل الضمير
أو الحس
الأخلاقي]. يقول:
روبرت
ميكللان: [إن
أهم أمر في
الحياة هو
الإيمان
بحقيقة
المعنويات،
وقيمة
الأخلاق،
ولقد كان
زوال هذا
الإيمان
سبباً للحرب
العامة،
وإذا لم
نجتهد الآن
لاكتسابه أو
لتقويته فلن
يبقى للعلم
قيمة بل يصير
العلم نكبة
على البشرية][7]. فالمجتمع
البدائي..
كان يضع
قانوناً،
وفق
متطلباته،
وبيده يصنع
المنهج
محاولاً
بذلك السير
السليم في
وحل من
الطين،
ولكنه سعى
محاولاً
التمييز بين
الخطأ
والصواب،
ومعرفة
المعقول
واللامعقول
بحكم
البداهة
والتجربة
والنتائج،
في عالم
يسوده الظلم
والقهر
والانتقام. وكما
هو واضحاً
الآن، بأن
الأصل في
الاهتداء
إلى ذلك هو
المخلوق
البشري الذي
يمتلك
القدرة من
الوضوح
والبيان
أمام صورتي
الحق
والباطل. وإذا
كان هذا
النظام،
قانوناً
إلزامياً
يسير عليه
الرفيع
والوضيع
والأبيض
والأسود بلا
استثناء في
النوعية
والصنف، فلا
بد إذن أن
يجرى على
الجميع
بعيداً عن
كون أفراده
ذكوراً أم
إناثاً. [إن
المقاييس
الأخلاقية
التي يصنعها
المجتمع
يفترض فيها
أن تسري على
جميع
أفراده، أما
أن تسري على
جنس دون آخر،
فإنها تخرج
عن كونها
قيمة
أخلاقية،
وتعتبر
قانوناً
فرضه النظام
الاجتماعي
القائم وإذا
كان الرجال
هم السادة في
المجتمع،
فإنهم دعوا
النساء إلى
الالتزام
بقيم الشرف
والعفة
ليضمنوا
خضوعهن، على
حين ينطلق
الرجال
فيبيحون
لأنفسهم
الاستمتاع
بكل ما حرموه
على النساء][8]. فالواقع
الحياتي في
القانون
البدائي،
كان يتطلب
الخضوع
للنظام
القائم،
والالتزام
الكامل بما
تقتضيه
الأعراف
والتقاليد
الضابطة
للقيم
الأخلاقية
على
الصعيدين
العائلي
والاجتماعي. ومع
كل هذه
المحاولات
الإصلاحية
المبذولة في
خدمة
المجتمع
البدائي
لحفظ
القانون
الأخلافي
إلا إن
الواقع لم
يكن يخلو من
حالات
التمرد على
القانون،
والخروج عن
النظم
الأخلاقية. كتب
روسو في
كتابه (إميل)
في إشادته
للروابط
العائلية،
إن المرأة
ليست أكثر من
خادمة
وضعتها
الطبيعة في
تصرف الرجل،
لقد وجدت
المرأة
لتطيع، لذا
عليها أن
تتعلم
مبكراً،كيف
تتقبل الجور
والظلم
وتتحمل
أخطاء الزوج
دون أن يرتفع
لها صوت
بالشكوى. [كانت
المرأة تلد
الأطفال
بكثرة
وتربيهم،
وتحفظ الكوخ
أو الدار في
حالة جيدة،
وتجمع
الطعام من
الغابات
والحقول
وتطهي وتنظف
وتصبغ
الثياب
والأحذية....
بل كانت
قادرة على
أداء العمل
الشاق على
مدى ساعات
طويلة بل
كانت لها
القدرة، إذا
دعت الضرورة
على
المقاتلة
حتى الموت في
سبيل
أبنائها
وعشيرتها...
وإن معظم
التقدم الذي
أصاب الحياة
الاقتصادية
في المجتمع
البدائي كان
يُعزى
للمرآة أكثر
مما يعزى
للرجل،
بينما ظل
الرجل
قروناًً
متمسكاً بأساليبه
القديمة من
صيدٍ ورعي،
كانت هي
تطوِّر
الزراعة على
مقربة من
محال
السكنى،
وتباشر تلك
الفنون
المنزلية،
التي أصبحت
فيما بعد،
أهم ما يعرف
الإنسان من
صناعات، ومن
(شجرة الصوف)
نبات القطن،
جعلت المرأة
تغزل الخيط
وتنسج
الثياب
القطنية وهي
التي ـ على
أرجح الظن ـ
تقدمت بفنون
الحياكة
والنسج،
وصناعة
السلال
والخزف،
وأشغال
الخشب
والبناء، بل
هي التي قامت
بالتجارة في
حالات
كثيرة،
والمرأة هي
التي طوَّرت
الدار][9]. [ويقول
(برند دينو)
محدداً
الوقت
المناسب
لضرب
الزوجة، (أوصيكم
أيها
الرجال، ألا
تضربوا
زوجاتكم وهن
حاملات، فإن
في ذلك أشد
الخطر
عليهن، ولست
أعني بهذا
أنكم يجب
ألاّ
تضربوهن
أبداً، ولكن!
الذي أعنيه
أن تختاروا
الوقت
المناسب
لهذا الضرب،
وأنا أعرف
رجالاً
يهتمون
بالدجاجة
التي تضع
بيضة كل يوم
أكثر من
اهتمامهم
بأزواجهم
زاد فقد
تكسر
الدجاجة
أحياناً
وعاءً
وقدحاً ،
ولكن الرجل
لا يضربها
خشية أن يفقد
بذلك البيضة
التي يحصل
عليها منها. إذن
ما أشد جنون
الكثيرين من
الرجال
الذين لا
يطيقون سماع
كلمة من
زوجاتهم
اللائي
يأتين لهم
بهذه الثمار
الطيبة، ذلك
أن الواحد
منهم إذا سمع
من زوجته
كلمة يرى
أنها نابية،
عمد من فوره
إلى عصا وشرع
يضربها بها،
أما الدجاجة
التي لا
تنقطع عن
الوقوقة طول
النهار،
فإنه يصبر
عليها من أجل
بيضها][10]. إن
الدعامة
الأساسية في
تكوين
الأسرة
المؤمنة هي
العاطفة
والميل
الطبيعي إلى
جمع أشتات كل
فرد منهم إلى
الآخر،
وتوطيد
العلاقة
الطيبة وخلق
الرحمة
والمودة
فيما بينهم،
ليبتعدوا عن
روح الأنا
والتفاضل
والضغائن
والأحقاد بل
ويتمثلون
بالروح
الحية
وامتلاك
جانب
الإيثار
والتضحية
والبذل،
وهذا هو
الطبيعي في
الحياة
العامة. فالرجل
بحاجة إلى
الشريكة
والرفيقة
التي تمثل
السكن
الدافئ. قال
سبحانه
وتعالى: (ومن
آياته أن خلق
لكم من
أنفسكم
أزواجاً،
لتسكنوا
إليها وجعل
بينكم مودة
ورحمة...)[11]. فالميول
العاطفية،
والمشاركات
الوجدانية
المتبادلة
بين الزوجين
من جانب
والأبناء من
الجانب
الآخر
لتحقيق
مستلزمات
السعادة
وإيجاد
الألفة بين
أبنائه، لهي
السر الجميل
في التحقيق
المحوري
الأخلاقي
والعاطفي في
بناء الأسرة
الفاضلة. [إن
الأسرة في
رأي علماء
النفس
الحديث هي
الأداة
الرئيسة
التي تنقل
إلى الفرد
كافة
المعارف
والمهارات
والاتجاهات
التي تسود
المجتمع،
بعد أن
تترجمها إلى
أساليب
عملية
لتنشئته
النشأة
الاجتماعية]. [فالعائلة
مكلفة
بتربية
الأولاد
وتهيئتهم
جسمياً
ونفسياً
وخلقياً
للقيام
بوظائفهم
وواجباتهم
المتنوعة في
المجتمع. وإن
العناية
بالأولاد
وتربيتهم
تربية صالحة
لمن أكبر
وأهم
الواجبات
المحتمة على
الوالدين،
والتي فرضها
عليهم الشرع
والأنظمة
الاجتماعية،
وإن الإهمال
والتفريط في
تربية
الأولاد
يعتبر من
الجنايات في
الشريعة،
كما تعاقب
عليها
القوانين
المدنية عند
معظم الدول]. قال
النبي صلى
الله عليه
وآله وسلم: (أكرموا
أولادكم
وأحسنوا
آدابهم، فإن
أولادكم
هدية إليكم)[12]. [لقد
أكد علماء
النفس
والتربية أن
للأسرة أكبر
الأثر في
تشكيل شخصية
الطفل وتتضح
اهميتها إذا
ما تذكرنا
المبدأ
البيولوجي
الذي ينص على
ازدياد
القابلية
للتشكيل أو
ازدياد
المطاولة
كلما كـان
الكائن
صغـيراً، بل
يـمكن تعميم
هذا المبدأ
على
القـدرات
السيكولوجية
المتطورة
المختلفة. إن
ما يواجهه
الطفل من
مؤثرات في
سنه المبكر
يستند إلى
الأسرة
فإنها
العامل
الرئيسي
لحياته
والمصدر
الأول
لخبراته،
كما أنها
المصدر
الأصيل
لاستقراره
وعلى هذا! فاستقرار
شخصية الطفل
وارتقاؤه
يعتمد كل
الاعتماد
على ما يسود
الأسرة من
علامات
مختلفة كماً
وكيفاً][13]. [أجرى
أحد علماء
النفس
الأمريكيين
دراسة في أثر
الآباء في
تكوين
الاتجاهات
العنصرية
والتعصب ضد
الملونين في
الولايات
المتحدة
الأمريكية،
وكان من بين
الأسئلة
التي وجهها
للأطفال هي: س:
من الذي
أخبرك بألا
تعلب مع
الأطفال
السود؟ س:
ما نوع
الأطفال
الذين تخبرك
الأُم بألا
تلعب معهم؟ ـ
فتاة في
المجموعة
الأُولى
أجـابت: إن
أُمـي هي
التي تخبرني
بألا ألعـب
مع الأطفال السود،
وأن أبتعد
عنهم. ـ
فتاة في
المجموعة
الثانية،
قالت: إن
والدايّ
يخبراني
بألا ألعب مع
الأطفال
الملونين. ـ
فتاة في
المجموعة
الثالثة
أجابت: إن
أمي أخبرتني
بألا ألعب
معهم، لأنهم
يحملون
الأمراض
والجراثيم،
وحتى لا
تنتقل
العدوى منهم][14]. [إن
الدليل
الواضح على
أن الطفل
يكتسب مثل
هذه
الاتجاهات،
خلال حياته
الاجتماعية
داخل
الأسرة، كون
الأسرة
الأداة
الوحيدة،
التي تعمل
على تكوين
شخصية الفرد
وتجسد
الخصائص
التي يتميز
بها، كفرد له
دور اجتماعي
معين، وبحسب
الإطار
الاجتماعي
الذي يتحرك
فيه ويتعامل
معه][15]. ومن
خلال الأسرة
يمكننا
معرفة حقيقة
أبنائها،وهي
التي تؤثر
بدورها في
المحصول
الإدراكي،
والمستوى
الفهمي لدى
أفرادها،
فإذا كانت
الأُسس التي
تعتمد عليها
الأسرة،
أسساً قوية
مبنية على
أرضية
ثابتة،
فأفرادها
حينئذٍ
مستقرون في
وضعهم
الطبيعي،
أما إذا كانت
جاثمة على
رغوةٍ من
المغالطات
والتناقضات،
وبنوع من
الكبت
والحرمان،
فأبناؤها
ماهم إلا
ضريبة الفكر
الخاطئ، وما
حقيقتهم سوى
مجموعة شاذة
من
المنحرفين
والمُعقدين. [وإذا
منيت
الأُسرة،
بعدم
الإنسجام
والاضطراب،
فإن أفرادها
يصابون
بآلام
نفسية،
واضطرابات
عصبية،
خصوصاً
الأطفال،
فإنهم يمنون
بفقدان
السلوك
والانحراف،
وقد ظهرت
الدراسات
والبحوث
التربوية
الحديثة، أن
من أهم
الأسباب
التي تؤدي
إلى انحراف
الأحداث هو
اضطراب
الأسرة، وعدم
استقرارها،
فتنشأ منه
الأزمات
التي
تؤدي إلى
انحرافهم][16]. [وتعتبر
الأسرة
الإطار
العام الذي
يحدد تصرفات
أفرادها،
فهي التي
تشكل حياتهم
وتضفي عليهم
خصائصها
وطبيعتها،
فإذا كانت
قائمة على
اعتبارات
قانونية
تشكلت حياة
الأفراد
بالطابع
التقديري
والتعاقدي،
وإذا كانت
قائمة على
أُسس دينية
تشكلت
حياة
الأفراد
بالطابع
الديني....
ويرجع إليها
الفضل في
القيام بأهم
وظيفة
اجتماعية
وهي: "عملية
التنشئة
الاجتماعية
" لأن الطفـل
لا بد أن
يـروض علـى
أن يـكون
كائـناً اجتماعياً][17]. لعله..
بات واضحاً
لدينا، بأن
الإنسان
اجتماعي
بطبعه،
ولكنه
يتفاعل
وينسجم
بالتدريج مع
المحيط
الاجتماعي
من حوله. [إن
الحياة
الأسرية
للإنسان
طبيعية 100 %: إن
الإنسان
خُلق
بالطبيعة
كائناً
أُسرياً،
فلو افترضنا
أننا نتردد
في كون
الحياة
الاجتماعية
للإنسان
ظاهرة
طبيعية إلا
انه لا علينا
الشك في
طبيعة
أُسرية
الإنسان "حياته
العائلية ". والمحصلة
هي: إن
المشاعر
الأسرية
بالنسبة
لبني
الإنسان أمر
طبيعي
وغريزي، وهي
ليست وليدة
العادة،
ونتاج
المدنية][18]. وكما
تلعب الأسرة
الدور
الأكبر في
تحديد شخصية
أبنائها،
فهي تلعب ذات
الدور الذي
لا يقل
أهميةً عن
الدور
الأول
في الساحة
الاجتماعية
الكبيرة،
وفي المناخ
الحياتي
الواسع، لان
المجتمع في
واقعه، ما
هو
إلا تجمعات
من الأسر،
تشكلت مع
بعضها،
لتكوّن
مجتمعاً،
فهي بالتالي
تؤثر فيه
وتتأثر به
بشكل لا يمكن
إنكاره. [أما
المحيط
الاجتماعي،
وما يتلقاه
الإنسان من
مجتمعه، فلا
يخفى تأثيره
في تكوين
شخصيته، فإن
الإنسان
يولد في كمال
العجز،
ويبقى
عاجزاً إلى
حين مماته،
ويكمل عجزه
من محيطه
الاجتماعي
وكما يأخذ
حاجاته من
الاجتماع
كذلك يأخذ
صفاته
وأخلاقه عن
الاجتماع،
ويؤطر نفسه
بإطار
الاجتماع،
فيلاحظ كيف
أنه يتمكن أن
يعيش في وسط
ذلك
الاجتماع،
ويأخذ منه
حاجاته
الجسدية
والنفسية،
فيلاحظ
الفعل
وردود الفعل.
ويؤطر نفسه
بتلك الشبكة
المنسوجة
حوله][19].
ويقول
الدكتور
مصطفى
الخشاب رئيس
قسم
الاجتماع
بجامعة
القاهرة: [الأسرة
بوصفها نظام
اجتماعي،
تؤثر فيما
عداها من
النظم
الاجتماعية،
وتتأثر بها.
فإذا كان
النظام
الأسري
منحلاً
وفاسداً،
فإن هذا
الفساد
يتردد صداه
في وضعه
السياسي
وانتاجه
الاقتصادي
ومعاييره
الأخلاقية....
ولذلك نشاهد
في
المجتمعات
المستقرة
سياسياً أن
الحياة
الأسرية
مدعمة
وقوية، ومحل
رعاية
الدولة،
ونجد فيها
كثيراً من
التشريعات
المحققة
لسعادة
الأسرة مثل
التكافل
الاجتماعي،
والضمان
والتأمين
والرعاية
الاجتماعية
والطبية،
أما
المجتمعات
غير
المستقرة
فنجد أن
النظام
الأسري
فيها، نهب
للانحرافات
الشاذة
كالتسول،
وجرائم
الأحداث
والتوتر
العائلي،
وكثرة حالات
الطلاق، ولا
تنال الأسرة
من الدولة
أية رعاية
اجتماعية
تقيها من
أمراضها][20].
إن
الأُسرة،
ومنذ بدء
الخليقة،
وإلى يومنا
هذا مرّت
بمراحل
متعددة،
تشابكت
فروعها
وغُيرت
مفرداتها،
لاختلاف
الظروف
الضاغطة
عليها،
وتبدل
القانون
الأخلاقي،
والتقليد
العرفي الذي
يسود
المجتمع في
ظروف
مغايرة،
ومخالف لما
هي عليه الآن. يقول:
(كلود لفي
شتراوس) في
كتابه
الإنسان
والحضارة. [لا
بد وأن
الإنسان قد
عرف نعمة
الأسرة من
الزواج في
تلك المرحلة
الباكرة من
التطور،
ولكنه فقدها
فيما بعد
ليكتشفها
مرة ثانية،
وقد أخذ
الاتجاه
العام يضم إلى
صفوفه
أعداداً
متزايدة من
علماء
الأنتروبولوجيا
التي أخذت
تتوافر لهم
القناعة بأن
الحياة
العائلية
موجودة
عملياً في كل
المجتمعات
البشرية]. ولذا
تعلق
الكاتبة..
باسمة كيال
في كتابها (تطور
المرأة عبر
التاريخ)
قائلة: [يمكننا
أن نؤكد بأن
تكوينات
الأسرة
البدائية
لعناصر
الجنس
البشري قد
عرفت منذ
وجود
الإنسان في
هذه
البسيطة،
الحياة
الاجتماعية،
بمفهومها
الآحادي
والمتعدد،
وهذا الدليل
الواضح
بوجود مجتمع
بشري راسخ
منذ القدم. وقد
تطور هذا
المجتمع
بأشكاله
المختلفة
والمتنوعة،
حتى أصبح كما
هو عليه في
عصرنا
الحاضر،
يتألف من
عناصره
الأساسية من
الزوج
والزوجة
والأطفال،
الذين جاؤوا
إلى هذا
العالم
نتيجة ذلك
الزواج،
وأصبحوا
نواة
الخلايا
الاجتماعية
التي يتكون
منها
المجتمع
الحديث، وفق
نظام وقانون
يحدد واجبات
الزوج
والزوجة،
نحو أطفالهم
ونحو
مجتمعهم،
ويشد بعضهم
إلى بعض،
بموجب
علاقات
شرعية
حقوقية
مختصة،
وواجبات
اقتصادية
ودينية تحدد
معالم
العلاقات
الجنسية،
والأحاسيس
النفسية
المتعددة،
والعواطف
المتبادلة
بين
الشريكين
اللذين
تعاهدا على
الإخلاص
والوفاء مدى
العمر]. وبعد
رحلة شاقة،
استمرت
قروناً
متعاقبة،حول
ما مرّت به
الأُسرة،
على مر
التاريخ بين
المد والجزر
وما لقيته من
اهتمام
وإهمال ٍ
لحقوقها
ونظامها،
تأتي الرحمة
الربانية،
لتحيط
الأُسرة
باهتمام
بالغ
الأهمية،
وذلك عبر
دراسة
شؤونها
ومختلف
ظواهرها، إذ
يتوقف على
تنظيم
الخلية
الأولى ثبات
المجتمع
الإنساني
واستقراره،
لا سيما وأن
الدين
الإسلامي،
دين
اجتماعي،
اهتم
اهتماماً
بالغاً
بتنظيم
العلاقات
الاجتماعية
كما هي،
واهتم قبل
ذلك بتنظيم
العلاقات
الأُسرية. وقد
ركّز الدين
الإسلامي،
الكثير من
المفاهيم
الإسلامية
عن طريق الثفافة
الدينية
والدعوة إلى
التحلي
بالقيم
السامية،
والأعمال
الهادفة
التي عُدت
إنجازاً
ضخماً أنقذ
من خلالها
البشرية من
آلامها
وشقائها.. [وقد
رسخت
الثقافة
الدينية،
مفاهيم
الحياء، في
بنية
المجتمعات،
وارتبطت به
مجموعة
أساطير
وأحكام،
وقواعد
خلقية، تزخر
بها الحياة
اليومية][21].
وبالرغم
من المراعات
الكاملة
والشاملة
للخلية
العائلية،
والتي تحظى
باهتمام
كبير من
قِبَل
الدين، فلذا
أوزع كامل
الاهتمام،
بتقوية
الأواصر
وتمتين
العلاقات
وكسب
الآخرين عن
طريق
الإخوان،
والأصدقاء،
والأهل، و... و... [وهكذا
قرن الإسلام
في الأحكام
التي جاء بها
بين
العلاقات
الدينية،
والعلاقات
الحسنة في
الأسرة،
ودعا إلى
وجوب تمتين
علائق
القرابات في
الأسرة
الواحدة،
معتبراً ذلك
واجباً
دينياً،
وكل هذا ،
مما يمتن
أواصرهما
ويجعل منها ،
كياناً
ذاتياً
واضحاً
يقوم على
علاقات
متميزة فيه،
عاطفة
القرابة،
والإنتماء
بالدم
بالإنتماء
الديني][22]. ومع انقضاء المرحلة التي عاناها المحيط الأسري، بشقيه الرجل والمرأة، وارتباطهما من حيث التفاضل والتعالي والكبر، أتت مجموعة القوانين التي كانت في صناديق مقفلة، وفي زاوية مهملة، لتمدًّ يدها من جديد، وتشمر عن سواعدها في بدء الحياة الكريمة، فذا يكمل ذاك، ولا فرق بين أحدهما وقرينه إلا بما قدم وأعطى، في ساحة الحياة...
[1]
سورة
الذاريات ،
الآية : 49 . [2]
الروابط
الاجتماعية
في الإسلام :
ص 46 . [3]
النظام
التربوي في
الإسلام : ص75 . [4]
الزواج
من أجنبيات
وأثره على
أبناء
الخليج
العربي : ص13 . [5]
قصة
الحضارة ،
بل ديورانت :
ج1 ص40 . [6]
تحف
العقول : ص263 . [7]
التفكير
الفلسفي
الإسلامي : ص174
. [8]
المرأة
والأسرة ،
المحامي
عبد الهادي
عباس : ص1285 ج3 . [9]
قصة
الحضارة : ص60
ص61 . [10]
المرأة
والأسرة
عبد الهادي
عباس : ص935 ج2 . [11]
سورة
الروم ،
الآية : 21 . [12]
سيكلوجية
المرأة : ص127 . [13]
كيف
تساعد
أبناءك في
المدرسة : ص193 . [14]
فصام
الشخصية : ص114 . [15]
سيكولوجية
المرأة : ص172 . [16]
النظام
التربوي في
الإسلام : ص75 . [17]
دراسات
في
الاجتماع
العائلي
للدكتور
مصطفى
الخشاب ص :45 . [18]
حقوق
المرأة في
النظام
الإسلامي
للدكتور
المطهري : ص166 . [19]
الفقه
الاجتماعي :
ص181 . [20]
دراسات
في
الاجتماع
العائلي : ص46 . [21]
المرأة
والأسرة في
حضارات
الشعوب
وأنظمتها ،
ص1312 ج3 . [22]
المرأة
والأسرة في
حضارات
الشعوب
وأنظمتها : ص433
ج2 .
|
||||||||||||
|