الصواب من هنا |
||||||||||||||||||||
الفصل
الثاني الصواب
من هنا
قال
تعالى: (يا
أيها الناس
اتقوا
ربّكم الذي
خلقكم من
نفس واحدة،
وخلق منها
زوجها،
وبثّ منها
رجالاً
كثيراً
ونساءً
واتقوا
الله الذي
تساءلون به
والأرحام،
إن الله كان
عليكم
رقيباً)[1]. صدق
الله العلي
العظيم [إن
الإسلام
ليس ديناً
بالمعنى
المجرد
الخالص
الذي نفهمه
اليوم من
هذه
الكلمة، بل
هو مجتمع
بالغ تمام
الكمال
يقوم على
أساس ديني
ويشمل كل
مظاهر
الحياة
الإنسانية][2]. هذا..
ما قاله
الأستاذ جب. ..
ألم يحن
الوقت بعد..
لنعود إلى
أنفسنا
الضائعة،
ونجدد
عزمنا
وإصرارنا
في مواكبة
انضمامنا
والتحاقنا
بمسيرة
الدين
القويم،
الذي أثبت
للعالم
أجمع قدرته
على
الانتصار،
وتفوقه في
كل ميادين
الرقي
والمدنية. فقد
أسقط كافة
القوانين
الوضعية،
وحطم النظم
والسنن
المادية
التي
حاولت،
وبعد جهد
جهيد،
إصلاح
وترميم
قوانينها
البالية،
إلا أن
محاولاتها
باءت
بالخسران
والرفض. فالقوانين
الفاشلة،
قد تكون
متلائمة مع
الوضع
القائم في
المراحل
الأولى
لنموها،
ولكن! بعد
مرور فترة
لا بأس بها،
تبدأ
بالانهزام
والانسحاب
عن موقع
الصدارة،
لتعلن عن
فشلها في
ذات
المبدأ،
ولربما في
متداخلاته،
وكلما أتت
أمة لعنت
أختها،
فتزيل
القانون
السابق،
وتستبدله
باحثة عن
الخلاص من
ويلات
الحياة
الشاقة،
وتسن
نظاماً
جديداً،
علها تدرك
الحل
الإيجابي
الذي يحاول
بدوره
الوصول
للنهاية
الحاسمة..
وهكذا،
فالشكل
يدور في
حلقة
مفرغة، دون
أن يرى عين
الصواب. يقول
أدموند
يورك: إن
القانون
المحمدي (القرآن)
لهو قانون
ضابط
للجميع من
الملك إلى
أقل
رعاياه،
وهو قانون
نسج بأحكم
نظام
قضائي،
وأعظم قضاء
علمي
تشريعي. لا
مع، ما وجد
قط مثله في
هذا العالم
من قبل[3].
قال
الله
سبحانه
وتعالى: (اليوم
أكملت لكم
دينكم،
وأتممت
عليكم
نعمتي
ورضيت لكم
الإسلام
ديناً)[4]. وقال
أيضاً: (ومن
يبتغ غير
الإسلام
ديناً فلن
يقبل منه،
وهو في
الآخرة من
الخاسرين)[5]. أجل! لقد
أصبح الكل
يتوجه إلى
الدين،
ويتطلع
خططه
ومناهجه،
فيقف
أمامها
وقفة
المشفق على
نفسه من
السقوط. إذا
كان
الإسلام
منقذاً
لجميع
المشاكل! فأين..
موقفه من
مشاكل
الأسرة؟ وأين
هي الحلول؟ دعا
أحد
الأشخاص
زوجته
للتنزه في
منطقة
الروشة في
لبنان،
وكان الوقت
ليلاً، ولم
يكد
الزوجان
يصلان إلى
حافة
الصخور حتى
هوت الزوجة
من العلو
الشاهق إلى
الوادي
السحيق
لتغيب بين
الأمواج. أما
الزوج، فقد
توجه إلى
مركز
الشرطة
ليقول إن
زوجته
انتحرت! وبعد
دقائق،
تناهت إلى
المارة،
أصوات
استغاثة
صادرة من
سفح الصخرة
الكبيرة،
فيما
الظلمة
الحالكة
تلف
المكان،
فأسرع رجال
الإطفاء
ليقفوا
مشدوهين لا
يدرون ما ذا
يفعلون؟ صوت
امرأة
بالية
تستغيث
طالبة
النجدة
يعلو الصوت
ثم يعود صدى
ترجعه
الأمواج
الصاخبة،
والظلام
شديد حتى لا
يكاد المرء
أن يميز
الأبيض من
الأسود،
وعبثاً
حاول
الإطفائيون
العثور على
المرأة. وفجأة!! إنتفض
أحد
الضباط،
وطلب من أحد
مساعديه
الإمساك
بحبل متين
فنزل عليه
لوحده، وسط
هذا الجو
الخانق
الذي لم يكد
يسمع
خلاله، إلا
هدير
الأمواج
ولم تكد
قدماه
تلامسان
اليابسة
حتى صرخ
بمعاونيه،
أن يأتوه
بزورق، فقد
عثر على
المرأة
محطمة
الساقين
تبكي
وتنتحب! وبينما
كان
الإطفائيون،
في طريقهم
إلى
المستشفى،
صرخت
الزوجة بأن
زوجها هو
الذي دفعها
إلى الوادي
السحيق
،
تخلصاً
منها،
ليتفرغ
لعشيقته
! للأسف
الشديد! حطم
هذا الرجل
حياته
واستقراره،بسبب
لحظة ضعف،
لتأثره
الخاطئ
بفتاة
متهورة،
أقدم وبكل
اصرار
للقضاء على
زوجته،
والتخلص
منها. وما
يثير
الدهشة! عند
الاستماع
لمثل هذا
النوع من
الفضائح
المؤلمة،
يتفق
الأغلبية
منا ـ نحن
بني
الإنسان ـ
في حالة من
التعجب
والاستغراب،
وكأنّ
المجتمع
خالٍ
تماماً من
هذا النوع
من الحوادث
السيئة، وربما
قد لا تصل
إلى هذا
المستوى من
القسوة
والوحشية،
ولكنها! لا
تقل خطورة
عن سابقتها
في تدمير
سعادة
الأسرة. فماذا
لو تفاجأ
الأبناء
البالغون،
أو أدرك
الأولاد
الصغار في
مرحلة
الأحداث
على هذا
النوع من
المشاكل
المتجذرة
الخطورة
بين أمهم
وأبيهم. مما
لا شك أيها
القارئ
الكريم
ستشاركني
الرأي في
ردة الفعل
المعقدة
التي ستعصف
بمشاعر
الواحد
منهم
ووجدانه،
والنتيجة
العكسية
التي ستبقى
وقتاً
طويلاً
تلازمهم
وترسخ في
مخيلاتهم. وما
حالات
الانحلال
والتفسخ
الأخلاقي،
ومظاهر
الفساد
والرذائل،
إلا صورة
معبّرة عن
تفكك
الروابط
العائلية،
وانزلاق
أحد
الطرفين
إلى مستنقع
الرذيلة
والخطأ. ولو
طُبِقَ..
المنهج
الإسلامي
بقيمه
الأصيلة،
لما وصلت
العائلة
المتحضرة
إلى هذا
المستوى
السيء. [في
ضوء مفهوم
التربية
الإسلامية،
نرى
مجتمعنا
الذي اعتمد
على أساليب
التربية
الغربية،
الوافدة،
مضطرباً
غاية
الاضطراب،
في حاجة إلى
تصحيح،
والى إعادة
النظر في
أساليبه
ووسائله،
فقد ضعفت
مسؤولية
الآباء
والأمهات،
وتراخت،
وحل
التهاون
محل الحزم،
مجزأ من
الآباء
تقدير
تبعاتهم
الخطيرة...
فالآباء
يغيبون عن
أسرهم، ولا
يتابعون
أحوال
أبنائهم،
ويتركونهم
ومعهم
أسئلتهم
الحرجة،
ليتلقوا
الإجابة
عنها في
الصحف أو من
دعاة
الانحلال. والأم
تقضي أغلب
أوقاتها،
خارج البيت
مع
صديقاتها،
في مواطن
اللهو
واللعب،
وقد تحولت
البيوت إلى
فنادق،
وأصبحت
أفلام
السينما
والمسرحيات
هي التي
تعطي
مفاهيم
الاجتماع،
وعلاقات
الرجل
والمرأة،
والآباء
يتركون
أبناءهم
وبناتهم
بغير رقـابة
من حيث
اختيار أصدقائهم][6].
والواقع
خير شاهد،
والحياة
أمامنا
مليئة
بالنماذج
الحية،
فالأسرة
المتدينة
تعيش حالة
الاستقرار،
والدفء
العائلي،
والاحترام
في المحيط
الخارجي،
وتخرّج
جيلاً
ناضجاً
قديراً،
يُعتمد
عليه من
الرجال
والنساء،
ليشارك
الجميع في
عملية
الإصلاح
الاجتماعي،
بعكس
نقيضتها،
الأسرة
اللامتدينة،
فهي
في
وضع غير
مستقر،
فوضوية البرامج،
تعصف بها
المشاكل
والاضطرابات،
لتكون ـ
فيما بعد ـ
لقمة سائغة
في أفواه
المجتمع
بأكمله. فالأب
ضائع في
مشاكله
الأخلاقية
والإجرامية
والأم
تائهة في
سلك البغي
والضلال والأبناء
ـ الأبرياء
ـ هم من يدفع
ثمن
الضرائب
المتزايدة،
من أخلاقهم
حيناً ومن
شرفهم
وكرامتهم
حيناً آخر. فتبدأ
المشكلة
بالانتشار
والتوسع
لتصبح
مشكلتين ثم
ثلاثاً ثم...،....
فتكثر نسبة
البطالة
ويتضخم عدد
المنحرفين
والمنحرفات،
وتهتك
القيم
الإسلامية،
وتختفي
المكارم
والفضائل،
لتحل
موقعها
الرذائل
والمنكرات. لكننا
ـ نقف هنا
ونتساءل
مرة ثانية! ما
هي قيم
الدين؟ وما
هي
مبادراته
في وضع
الحلول
للمشاكل
العائلية؟ أهم
مبادراته: ●
سن الزواج،
بل وشجع
عليه
أيضاً،
واجعل منه
نقطة
الإرتكاز
في
العائلة،
وهو بالفعل..
حجر الأساس
الذي عليه
تلتحم
العلاقة
الزوجية،
ورتب عليه
مجموعة من
الحقوق
والواجبات
الكثيرة،
ليكون أساس
الأسرة
تنظيم
العلاقة
بين الرجل
والمرأة،
لتستمر
علاقتهما
الوطيدة،
وينهضان ـ
بدورهما ـ
بتبعاتها. "عن
النبي صلى
الله عليه
وآله وسلم
قال: من أحب
أن يلقى
الله
طاهراً
مطهراً
فليلقه بزوجة "[7]. "
عن
النبي (ص):
النكاح
سنتي فمن
رغب عن سنتي
فليس مني "[8]. "
وعنه أيضاً (ص):
من تزوج فقد
أحرز شطر
دينه،
فليتقِ
الله في
الشطر
الثاني "[9]. إن
الزواج.. من
أثمن وأبرز
العلاقات
الاجتماعية،
لذا لا بد من
التروي،
والعناية
الفائقة في
مسألة
اختيار
الشريك،
وحيازته
على الصفات
الكريمة،
والتي
يتصدر
مركزها
وأصلها
الدين
والأخلاق،
لانها
الميزان
القويم،
بينما يأتي
الجمال
والمال في
الدور
الثانوي في
تحقيق
السعادة
الأسرية. وأهم
صفات
الشريك: ـ
الإسلام. ـ
الأخلاق. ـ
التقارب في
السن
والثقافة. ـ
عدم الطمع
في المال
والجمال
بشكل رئيسي. قال
تعالى: (ومن
آياته أن
خلق لكم من
أنفسكم
أزواجاً
لتسكنوا
إليها وجعل
بينكم مودة
ورحمة)[10]. (وأنكحوا
الأيامى
منكم
والصالحين
من عبادكم
وإمائكم إن
يكونوا
فقراء
يغنهم الله
من فضله)[11].
وقال
النبي (ص): "
من تزوج
المرأة
لمالها
وكله الله
إليه، ومن
تزوج
المرأة
لجمالها
رأى فيها ما
يكره، ومن
تزوجها
لدينها جمع
الله له ذلك
"[12]. "
إذا
جاءكم من
ترضون خلقه
ودينه
فزوجوه،
إلاّ
تفعلوا تكن
فتنة في
الأرض
وفساد كبير
"[13].
[إرتباط
شخصين (ليس
هذا مفهوم
الزواج) بل
يقع على كل
شخص منهما
حقوق
وواجبات
للشريك
الآخر،
وأما لو
قامت
بدونها،
لتحولت
الحياة
الزوجية
إلى جحيم لا
يطاق، ومن
هنا.. يتضح
لنا بأن كلا
الشريكين
يتمتع كل
بقيمته ـ
كإنسان ـ،
ويتمتع بكل
حقوقه
الشرعية. والحق
الوحيد
الذي يترتب
على عقد
الزواج، هو
الحق
الجنسي،
فعلى
المرأة أن
لا تمتنع من
ذلك في أي
وقت، وعلى
الرجل أن لا
يمتنع في
الأقصى،
أكثر من
أربعة أشهر
مضافاً إلى
الإنفاق
عليها،
وكضمان لحق
الزوج، فقد
أُعطِي
سلطان منع
الزوجة من
الخروج إلا
بإذنه. واقتصار
الحقوق
الزوجية
على ذلك،
إنما هو
لوضع الحد
الأقصى
الذي يُرجع
إليه عند
الاختلاف،
وإلا فإن
الأُمور
داخل هذا
الحد ستسير
في فلكها
الطبيعي][14]. [فالزوج
المتدين
الأخلاقي
لن يحبس
زوجته في
غرفة، وسوف
يدعها تخرج
مثلما هو
المتعارف،
بل سيكون
رحيماً،
موفراً كل
أسباب
الارتياح
لزوجته،
وسيتمتع
معها بكل
وقته، وهي
في إطار
خدمة
المنزل،
وسوف تمارس
دورها كربة
بيت بدون
الالتفات
إلى عدم
وجوب ذلك
عليها][15]. ولكن..
نظراً
لامكانية
إفراط
المرأة في
الخروج من
المنزل،
فقد أُعطِي
الزوج
حينئذٍ حق
منعها.
وبالرغم من
كل هذه
الحقوق
والواجبات،
التي تقع
على كاهل كل
منهما تجاه
شريك
حياته، إلا
أن الزوج أو
الزوجة
يبحثان عن
كل شيء
يجعلهما
يسعدان
ببعضهما
أكثر
فأكثر،
فالمرأة
وبالرغم من
عدم وجوبية
العمل في
المنزل على
عاتقها،
وإنما فقط
من باب
الاستحبابية،
إلا أنها
تشق طريقها
في إضفاء
الجو
الرومانسي،
تضع
لمساتها
الفنية،
بين فترة
وأخرى على
منزلها
الجميل،
لتضفي
السعادة
على
قلب شريكها.
وهو لا ينسى
أن يرى
ابتسامتها
الحلوة
تشرق على
وجهها
الصبوح، في
أن يحضر له
وجبة
الإفطار
الساخنة مع
بعض
القبلات! هذه
الصغائر من
المبادرات
المفاجئة،
تضفي
أجواءً
جديدةً على
سماء عشهما
الصغير. فالحياة
الزوجية
ليست ساعة
من نهار! إنها
مسيرة حياة
كاملة،
فلذا يتحتم
على
الإثنين
معاً، أن
يحافظا على
سعادتهما
بشكل دائم
ومستمر. أمّا
من جانب
آخر، فإن
الأفعال
الشخصية
والمزاجية،
مثل الطعام
والنوم
واللباس
ونحوها،
فإن
الإسلام
تركها حرة
طليقة بين
يديهما،
ليتفاهما
بصددها
ويتفقا
عليها حسب
راحتهما،
ولكن
الآيات
القرآنية
والأحاديث
الشريفة
ذكرت في هذه
الجوانب
استحبابات
ومكروهات
كثيرة جداً. قال
تعالى: (ولهن
مثل الذي
عليهن
بالمعروف،
وللرجال
عليهن درجة)[16]. سألت
امرأة
النبي (ص): ما
حق الزوج
على
المرأة؟ قال:
"
أن تجيبه
إلى حاجته،
وان كانت
على قتب،
ولا تعطي
شيئاً إلا
بإذنه.... ولا
تبيت ليلة
وهو عليها
ساخط. قالت:
يا رسول وإن
كان
ظالماً؟ قال:
نعم "[17].
عن
السجاد
عليه
السلام: (وأما
حق الزوجة:
فأن تعلم أن
الله عزّ
وجل جعلها
لك سكناً
وأنساً،
فتعلم أن
ذلك نعمة من
الله عليك،
فتكـرمها
وترفـق
بها، وان
كـان حـقك
علـيها
أوجب، فإن
لـها عليك
أن ترحمها)[18].
لم
يكتفِ
الإسلام
بالحقوق
والواجبات
التي وضعها
على كلا
الزوجين،
وإنما فرض
دعائم
ومرتكزات
أساسية
لحماية
الأسرة،
ومنع
الإعتداء
عليها،
وشدد في
العقوبات
المفروضة
على كل من
ينال نظام
الأسرة،
وإنزال
الجزاء
الحاسم. فقد
حارب
السلطة
القديمة،
التي كان
يمارسها
الأب في جعل
الزوجة
والأولاد
متاعاً
يتصرف فيهم
كيف يشاء،
ومتى يشاء.
حارب
الإسلام
الزنى
والفسق
والقذف،
وبالغ في
الحرص على
أعراض
المحصنات،
وشدد
إنكاره
وسخطه
وإنزال
العقاب
الصارم،
على زنى
الزوج أو
الزوجة،
لانه
اعتداء
مباشر على
النسل
ويؤدي إلى
الاختلاط
الجنسي
وتحطيم
المسكن
العائلي. قال
تعالى: (ولا
تقربوا
الزنى إنه
كان فاحشة
وساء
سبيلاً)[19]. عن
أبي عبد
الله (ع) قال: (الحر
والحرة إذا
زنيا جلد كل
واحد منهما
مئة جلدة،
فأما
المحصن
والمحصنة
فعليهما
الرجم)[20]. (لما
أقام
العالم
الخضر عليه
السلام،
الذي
استتبعه
موسى بن
عمران،
الجدار
الذي يريد
أن ينقض
أوحى الله
إلى موسى،
إني مجازي
الأبناء
بسعي
الآباء، إن
خيراً
فخيراً،
وإن شراً
فشراً، لا
تزنوا،
فتزني
نساؤكم،
وإن من وطئ
فراش امرئ
مسلم،
وُطئَ
فراشه، كما
تدين تدان)[21]. (أوحى
الله إلى
موسى: يا
موسى: من زنى
زُنيَ به،
ولو في
العقب من
بعده)[22]. وجاء:
في الوسائل
أن امرأة
أقرّت عند
أمير
المؤمنين
عليه
السلام
بالزنا
أربع مرات،
فأمر قنبر
فنادى
بالناس
فاجتمعوا
وقام أمير
المؤمنين (ع)،
فحمد الله
وأثنى
عليه، ثم
قال: أيها
الناس إن
إمامكم
خارج بهذه
المرأة إلى
هذا الظهر،
ليقيم
عليها الحد
إن شاء
الله، فعزم
عليكم أمير
المؤمنين
لمَّا
خرجتم
وأنتم
متنكرون،
ومعكم
أحجاركم،
لا يتعرف
منكم أحد
إلى أحد،
فانصرفوا
إلى
منازلكم إن
شاء الله.
قال: ثم نزل،
فلما أصبح
الناس
بكرة، خرج
بالمرأة
وخرج الناس
معه
متنكرين
متلثمين
بعمائمهم
وبأرديتهم
والحجارة
في أرديتهم
وفي
أكمامهم
حتى انتهى
بها والناس
معه إلى
الظهر
بالكوفة
فأمر أن
يحفر لها
حفيرة ثم
دفنها فيها.
ثم ركب
بغلته
وأثبت رجله
في غرز
الرِّكاب
ثم وضع
اصبعيه
السبابتين
في أُذنيه
ونادى
بأعلى صوته:
أيها الناس
إن الله عهد
إلى نبيه (ص)
عهداً عهده
محمّد (ص)
إلي بأنه لا
يقيم الحد
من لله عليه
حد، فمن كان
لله عليه
مثل ما له
عليها فلا
يقيم عليها
الحد. قال:
فانصرف
الناس
يومئذ كلهم
ما خلا أمير
المؤمنين
والحسن
والحسين
عليهم
السلام،
فأقام
هؤلاء
الثلاثة
عليها الحد
يومئذٍ وما
معهم غيرهم[23]. وبالفعل.. رفع
الإسلام
مكانة
المرأة
وجعلها
شخصاً يملك
حريته،
ويتصرف في
ممتلكاته،
وجعلها
شخصية
مستقلة،
لها
كينونتها
وأُنوثتها
المحاطة
بالاحترام،
من قبل
الجميع،
وقضى بدوره
على
الظلامات
الصارخة
التي حطت من
مركزها
الاجتماعي،
فسمع صوتها
واحترم
رأيها،
وانتعشت
مكانتها. [إذن..
لا بد
للتربية أن
تعتني
بأنوثة
المرأة،
وأن تعمل
على صقلها
وتنميتها
وإبرازها،
وهذه
الأنوثة
تتجلى أكثر
ما تتجلى في
البيت، في
الأسرة،
لذلك فإن من
الواجب
التربوي،
أن يعين
المرأة على
خلق البيت
السعيد،
وعلى أن
تكون
الزوجة
الزكية
العطوفة
الصالحة. ثم
إن
الأنوثة،
تعني
الأمومة
بجلالها
وقدسيتها،
الأمومة
التي توجد
الجنة تحت
أقدامها،
الأمومة
التي تصل
الأنانية
بالغيرية،
الأمومة
التي تعني
التضحية
والتفاني
والإخلاص][24]. وكذلك..
نظم
الإسلام
شؤون
الميراث،
وجعل
للزوجة،
وللوالدين
نصيباً منه. قال
تعالى: (للرجال
نصيب مما
ترك
الوالدان
والأقربون،
وللنساء
نصيب مما
ترك
الوالدان
والأقربون
مما قل منه
أو كثر
نصيباً
مفروضاً)[25]. هل
تصدق ـ
عزيزي
القارئ.. أن
المرأة
الفرنسية
لم تحصل على
حق تصرفها
في مالها،
منفصلة عن
زوجها إلا
بمقتضى
التشريع
الذي صدر في
فبراير 1966 م،
ليصبح من
حقها، أن
تكون
تاجرة،
وعميلة في
بنك،
وصاحبة
دفتر
توفير،
تتصرف
مالياً
مستقلة عن
ذمة زوجها. واهتم
إلى جانب
ذلك.. بشؤون
الطفولة،
وبالغ في
اهتمامه
وأوصى
برعاية
اليتامى
والرفق
بهم،
والمحافظة
على
أموالهم،
والإنفاق
عليهم
وطالب
بالتكافل
الاجتماعي
والتواصل
وعدم
التقاطع
والتدابر. قال
تعالى: (واعبدوا
الله ولا
تشركوا به
شيئاً
وبالوالدين
إحساناً،
وبذي
القربى
واليتامى،
والمساكين،
والجار ذي
القربى،
والجار
الجنب،
والصاحب
بالجنب)[26]. (عن
شعيب
العقرقوفي
قال: سمعت
أبا عبد
الله (ع) يقول
لأصحابه:
إتقوا
الله،
وكونوا
إخوة بررة
متحابين في
الله،
متواصلين
متراحمين
تزاوروا
وتلاقوا
وتذاكروا...)[27]. هل
أدركنا
بصدق! هذا المستوى من العناية، والتركيز في تنظيم شؤون الأسرة، والمقومات التي ترتكز عليها، وقوالب السلوك، والمتعارفات التي يتعين على مختلف عناصرها، أن يلتزموا بها، في تصرفاتهم وعلاقاتهم المتبادلة....
[1]
سورة
النساء ،
الآية : 1 . [2]
التكامل
في الإسلام
: ج2 ص101 . [3]
البرهان
من القرآن :
ص29 . [4]
سورة
المائدة ،
الآية : 3 . [5]
سورة
آل عمران ،
الآية : 85 . [6]
التربية
وبناء
الأجيال /
أنور
الجندي : ص175 . [7]
ميزان
الحكمة : ج4 ،
ص371 . [8]
ميزان
الحكمة : ج4 ،
ص372 . [9]
ميزان
الحكمة : ج4 ،
ص372 . [10]
سورة
الروم ،
الآية : 21 . [11]
سورة
النور
،الآية : 32 . [12]
وسائل
الشيعة : ج4 ،
ص31 . [13]
الوسائل
: ج14 ، ص51 . [14]
زاد
المبلغين /
باب الزواج
. [15]
زاد
المبلغين /
باب حقوق
الزوجين . [16]
سورة
البقرة ،
الآية : 228 . [17]
وسائل
الشيعة : ج14 ،
ص112 . [18]
ميزان
الحكمة : ج4 ،
ص285 . [19]
سورة
الإسراء ،
الآية : 32 . [20]
مباني
تكملة
المهاج
للسيد
الخوئي : ج1 ،
ص197 . [21]
كلمة
الله : ص191 ـ 192 . [22]
كلمة
الله : ص191 ـ 192 . [23]
وسائل
الشيعة ـ
للحر
العاملي : ج18
، ص341 . [24]
دراسات
في التربية
وعلم النفس
ـ للدكتور
فاخر عاقل :
ص211 . [25]
سورة
النساء ،
الآية : 7 . [26]
سورة
النساء ،
الآية : 36 . [27]
الفقه
الاجتماع :
ص566 .
|
||||||||||||||||||||
|