كيف تنسجمين مع عائلة زوجك |
||||||||
كيف
تنسجمين مع
عائلة زوجك
تحكي
إحدى
السيدات
تجربتها
الشخصية. تقول:
"
تزوجت ابن
جيراننا، من
عائلة
ملتزمة،
تربطنا بهم
علاقة طيبة،
قديمة. كنت
في البداية
أحب زوجي
حباً
جنونياً ـ
أعجز عن
وصفه، لدرجة
أنني أصبحت
أغار منه
وعليه في
تعامله
وتلاطفه مع
أهله
وأخواته! فقد
كان يفقدني
أهميتي حين
يراهم،
ويفضي إليهم
جميع ما قل
منه أو كثر
من مشاكله
البسيطة
منها
والعويصة. أنا
ـ لا أقول
بأنه لا يبوح
لي بهمومه
ومتاعبه.
ولكني!! أغار..
لدرجة
الجنون
لتعامله على
هذا النحو. ..
والآن بعد
مضي خمس
سنوات،
وحينما
أصبحت أماً
لولد وبنت،
تلاشى
إحساسي
بالغيرة،
وترفعت
بإدراكي
ونضوجي
العقلي عن
مثل هذه
الزلات التي
أصبحت في
يومٍ من
الأيام مصدر
شقائي
وتعاستي.
وازداد حبي
وثقتي له
وازداد
ارتياحي
لافراد
عائلته
وبالخصوص
والده
ووالدته،
اللذين لم
يعتبراني
إلا بنتاً من
بناتهم، ولم
يفرقوا بيني
وبينهم على
الإطلاق. فأنا
ـ في قمة
السعادة،
لأني حظيت
بعائلة زوجي
الطيبة التي
لم أنسَ
يوماً ما
بأنها صاحبة
الفضل عليَّ
بوجود زوجي،
الرجل
المثالي
والناجح إلى
جانبي. ..
وربما توفقت
هذه السيدة
للارتباط
بمثل هذه
العائلة هذه
نعمة عظيمة،
تُحسد عليها.
ولكن!
كيف
تنسجمين إذا
كان العكس
تماماً؟ لا
تقلقي، فكل
مشكلة ولها
حل، ما عليك.. إلا
أن تنظري إلى
الطرف
المتسبب في
إيذاء الطرف
الآخر.. أنت؟
أم أهل
زوجك؟؟ إذا
كنت التي لا
تنسجمين
فانظري إلى
نفسك! كم
مرة حتى الآن
خاطبت زوجك
متذمرة، عن
وضع غير لبق،
أو تصرف شبه
خاطئ مع
والديك أو
أحدهما،
لتقلبي
الدنيا، ولا
تقعديها على
رأسه!!
لمسألة رد
الإعتبار
لوالديك،
وبتقديم
الأعذار و... و....
هل
نظرت بنفس
المنظار إلى
والديه
أيضاً؟! ..
كما تطالبين
زوجك بهذا
الاحترام
إزاء
والديك،
طالبي نفسك
في المقابل
باحترام
والديه
أمامه وفي
غيابه، فهذا
لا يكلفك
شيئاً، بل
يقوي رابطتك
بهم، ويزيد
المحبة بينك
وبينهم. وإذا
كانت ـ
الواحدة منا
ـ تمتلك روح
التسامح
والعفو
والغفران
فلماذا
تحرِم ذلك
أهل زوجها،
وهم أحوج
الناس إليه. جاء رجل إلى
النبي (ص)،
فشكا إليه
الجوع، فبعث
رسول الله (ص)
إلى بيوت
أزواجه. فقلن:
ماعندنا إلا
الماء. فقال رسول
الله (ص): من
لهذا الرجل
الليلة!؟ فقال علي بن
أبي طالب (ع):
أنا له يا
رسول الله!
وأتى فاطمة
عليها
السلام فقال
لها: ما عندك
با ابنة رسول
الله!؟ فقالت: ما
عندنا إلا
قوت العشية
لكنّا نؤثر
ضيفنا. فقال (ع): يا
ابنة محمد!
نومي الصبية
وأطفئي
المصباح،
فلما أصبح،
غدا على رسول
الله (ص)
فأخبره
الخبر، فلم
يبرح حتى
أنزل الله
عزّ وجلّ (ويؤثرون
على أنفسهم،
ولو كان بهم
خصاصة)[1]. ما أجمل
الإيثار!!
وما
أرقى وأحلى
درجته عند
الله سبحانه
وتعالى. " قال موسى (ع):
يا ربّ أرني
درجات محمد
وأمته؟ قال: يا موسى
إنّك لن تطيق
ذلك، ولكن
أُريك منزلة
من منازله
جليلة
عظيمة،
فضلته بها
عليك وعلى
جميع خلقي... فكشف له عن
ملكوت
السماء،
فنظر إلى
منزلة كادت
تتألق نفسه
من أنوارها
وقربها من
الله عزّ
وجلّ. قال: يارب!
بماذا بلغته
إلى هذه
الكرامة!؟ قال: بخلق
اختصصته به
من بينهم وهو
الإيثار. يا موسى لا
يأتيني أحد
منهم قد عمل
به وقتاً من
عمر إلا
استحييت من
محاسبته
وبوأته من
جنتي "[2]. وكيف
كان تعاملك
تلك اللحظة!؟
هل
سبق لك! أن
كنت عازمة
على الخروج
معه لزيارة
أحد أصحابه
بزيارة
عائلية،
واتصل به
والده
بالهاتف،
يريد منه
المساعدة في
إسعاف أحد
إخوانه إلى
المستشفى! وهل
تنازلت
مباشرة،
واثرت على
نفسك وبدون
مقدمات! وقدمتِ
له معطفه
سريعاً
لانقاذ
أخيه؟!! إذا
كنت كذلك؟ فأنت
بالفعل زوجة
حكيمة
وامرأة
عاقلة..
وسيذكر لك
زوجك، هذه
المبادرة،
ولن ينساها
لك أبداً!! أما
إذا حدث
العكس! فهناك
إذن خلل في
نفسك، عليك
بإعادة
النظر في
أمره،
وإصلاح
العطب
الحادث فيه. التقيت
معها، على
متن
الطائرة،
كنت أجلس
بجانبها،
أحادثها
طوال
الرحلة،
وسمعتها
تتنفس
الصعداء،
بصوت مخنوق
بالألم،
سألتها ما
يزعجها
ويكدرها،
أجابت بحزن!! إبني
الأكبر لم
أره مع
إخوته، برغم
اتصالي به،
واخباره
بموعد سفري
أنا علي يقين!
بأن وراء ذلك..
زوجته
سامحها الله!
فكم
تسببت لي في
الكثير من
الإحراجات
والمضايقات
طوال فترة
زواجها الذي
يكمل سنته
الثامنة في
الشهر
القادم!! هل
تصدقينَ!؟ بأنها
لم تتواضع
ولا مرة
واحدة
لتشاركنا في
مأكل أو مشرب
بل.. ولم ترنا
ذات مرة
جالسين
فتأتي وتجلس
معنا!!! ...
الكثيرات
يغفلن عن بعض
المقبلات
الضرورية
لاستمرار
الحياة
الجميلة
واللذيذة في
امتلاك ملكة
التواضع،
والتعامل مع
الناس
ببساطة وبلا
تكلف،
وبالخصوص
أهل الزوج. فبالأمس
كانت عائلة
غريبة
بالنسبة لك،
باختلاف
العادات
وربما تغاير
السلوك،
ولكن! اليوم
تعودت على
حياتهم،
وأصبحتِ
منهم وفيهم،
فلا بد أن
تكسري شوكة
التكبر
والرفعة،
وتتحلي بروح
التواضع. جاء
في الحديث
الشريف: (خياركم
أحسنكم
أخلاقاً،
الذين
يألفون
ويؤلفون)[3]. (خير
المؤمنين من
كان مألفة
للمؤمنين،
ولا خير فيمن
لا يؤلف ولا
يألف)[4]. (أقربكم
منّي غداً في
الموقف...
أحسنكم
خلقاً
وأقربكم من
الناس)[5]. نحن
قبل كل شيء
بشر! إذن...
نحن معرضون
للوقوع في
الأخطاء،
وقد يخطئ
زوجك في حقوق
والديه،
وربما
يتناسى
واجباته
تجاههم.. 1
ـ ذكريه
بواجباته
تجاههم،
والدَّين
الذي على
عاتقه
ليؤديه لهم. 2
ـ لا تذكري
له الأخطاء
الحادثة،
وتضخميها،
فقد يقسو
قلبه على
والديه وهنا..
تكونين قد
ارتكبتِ خطأ
لا يغتفر لك! 3
ـ قوما سوياً..
بزيارتهما،
وعيادة
مريضهما،
ومساعدة
ضعيفهما،
لتؤدي واجبك
الإنساني
الذي يريح
ضميرك. 4
ـ إن لم
يستطع هو
تأدية واجبه
معهم
لمشاغله
الكثيرة، أو
لعدم
استيعابه،
ولربما
لغفلته،
فقومي أنت
نيابة عنه. أما
إذا كان أهل
زوجك! هم
المتسببون
في إيذائك،
فما عليكِ
إلاّ: 1
ـ التحلي
بسعة الصدر: تحملت
شراسة أم
زوجها عشرين
عاماً، فكم
كانت
تُقبِّح
أعمالها
وتؤذيها
بلسانها،
ولكنها! صبرت
وتحملت، لا
لأجل شيء
وإنما لأجل
سعادتها مع
زوجها ولكي
لا تضع زوجها
في موضع صعب
بينها وبين
أمه! فتحملتها
طوال هذه
السنين ثم
أُصيبت أم
زوجها بمرض
مزمن هو شلل
في كلتا
رجليها!
فقامت هي
بخدمتها،
رغم تخلي
بناتها،
وزوجات
أبنائها
اللاتي كانت
تفضلهن
عليها. ولم
تطالب زوجها
المتمكن
مادياً بجلب
خادمة
تعينها على
كل متاعب
منزلها،
وخدمة أم
زوجها التي
كانت تأخذ من
وقتها
الكثير!! ..
أنا لا أقول! بأنك
مجبرة على
القيام بهذه
المبادرة
ولكن! أنظري
إلى الحياة
نظرة صادقة! ومن
كل الأبواب! ستجدي
بأن الحياة
متقلبة
متغيرة فيوم
لك، ويوم
عليك!!. وليس
منا من يضمن
المستقبل
بيديه، ولا
يدري أحدنا
على من تقع
أعباؤنا
غداً فيما لو
متعنا الله ـ
سبحانه
وتعالى ـ
بالعمر
المديد. فلماذا
لا نمتلك
الصبر! وسعة
الصدر! في
مثل هذه
المواضع!! 2
ـ التذرع..
بالإيمان: هذا
ما حدث
بالفعل
لصاحبة
الحدث (ض)؟ أقبل
والد زوجها
متعباً من
عمله، وهي
جالسة تُرضع
وليدها
المريض الذي
كان يصرخ من
العطش أثناء
قيامها
بواجباتها
المنزلية! بينما
كان أحد
أبنائها
الصغار
يطالبها
بإعطائه
كوباً من
الحليب، لم
تتردد في
النهوض
لتلبية
حاجته،
بمجرد أن
يأخذ الطفل
رضعته من
حليبها!! أقبل
إليها (......)
مهرولاً، قد
رمى بكيس من
الخبز في
وجهها وصرخ
بأعلى صوته،
يا...، يا...، يا...،!!!
ورفع
يده عالياً،
ولطمها على
وجهها! وقام
بتوبيخها
وطردها من
المنزل!! فلم
يكن منها..
سوى التزام
الصمت، حتى
عاد زوجها من
عمله،
وتجمهر
الجميع حول
رأسها
مقبلين
ومعتذرين
وطالبين
عفوها
وغفرانها..
لما حدث!! من
عمها على
خطئه الذريع
تجاهها. فابتسمت
في وجوههم
قائلة: "
الم أعتبر
عمي إلاّ
والدي
تماماً ". ولقد
سامحته
بالفعل!!! نحن
دائماً
بحاجة ماسة
إلى تذرعنا
بالإيمان
لنمتلك
وقتها العفو
والغفران
للمسيئين
إلينا. يقول
أمير
المؤمنين (ع): "
ما المجاهد
الشهيد في
سبيل الله
بأعظم أجراً
ممن قدر فعفّ
"[6]. 3
ـ إياك..
وارتكاب
الحماقة: كلمات
في أُذن
الزوجة
الحمقاء!! "
لا أعرف ماذا
يجري للنساء
أحياناً،
لكنني أعرف
أنهن يخرجن
في بعض
الأحيان عن
الطبيعة
السوية،
ويتحولن إلى
مخلوقات
قاسية لا
ترحم!! فعند
وفاة والدي
رحمه الله،
كان طبيعياً
أن تأتي
والدتي
لتقيم معي في
المنزل مع
زوجتي
وأبنائي،
باعتباري
ابنها
الأكبر. وكنت
أعلم أن هذا
يلقي على
زوجتي أعباء
كثيرة من حيث
كمية العمل
الذي تقوم به
في المنزل
بعد يوم
عملها
المضني في
المكتب،
وأعلم أن
كلاً من
زوجتي
ووالدتي لها
طريقتها
الخاصة في
النظر إلى
الأمور
وتقديرها. إلا
أنني لم أجد
داعياً
لاصطدام
الاثنتين
وتلاسنهما
كما حدث
أخيراً. وكنت
وما زلت أرى
أن على زوجتي
أن تكون أكثر
مرونة تجاه
والدتي التي
تشعر
بالوحدة
والوحشة
والفراغ
الكبير مما
يجعلها تبدي
ملاحظات، قد
لا تكون
ضرورية أو
صحيحة. بل
لأن كُتبَ
لنفسها قبل
الآخرين أن
لها كيانها
الخاص، وإنه
مازال لها
دور تؤديه،
ومازال
لديها شيء
تقوله، إلا
ان زوجتي لم
تستطع إدراك
هذا الأمر
الذي يبدو
طبيعياً. وبالمقابل
بدأت تدخل في
نقاشات
طويلة مع
والدتي!
وتطور الأمر
لتقترح عليّ
أن أطلب منها
العيش في
منازل إخوتي
الآخرين
بالتناوب. ثم
بلغ بها
الأمر! إلى
حد اقتراح
إرسالها إلى
ملجأ
العجزة،
عندها لم
أتمالك نفسي
من الغضب
والصراخ في
وجه زوجتي
وتخييرها
بين البقاء
مع والدتي،
أو مغادرة
المنزل
نهائياً ". نصيحتي
إليك أولاً! أيتها
الزوجة
المثالية،
أنت بالفعل
إنسانة بكل
معنى
الكلمة، ومن
دواعي
سروري، أن
تكوني سعيدة
منسجمة مع
أهل زوجك! حاولي
أن تتفهمي
حياتهم،
وتدرسي
طباعهم من
الأيام
الأولى
للخطوبة،
ففترة
الخطوبة
ليست هي خاصة
بزوجك فقط،
بل تعرفي على
أهله وقومي
بزيارتهم
بين فترة
وأخرى حتى لا
تتفاجئي حين
انتقالك
إليهم،
لتوفري على
نفسك
المرحلة
الانتقالية! أما
أنتم يا أهل
الزوج
الكرام: فساعدوها في التعود عليكم، وهيئوا لها الأرضية، لتشعر بأنها في بيتها الثاني، واعتبروها بحق ابنتكم، ولا تحسسوها بغربتها ووحدتها في وسطكم تجنباً للمشاكل، وتفادياً للأخطاء غير المرتقبة!! [1]
ميزان
الحكمة : ج1 ،
ص7. [2]
ميزان
الحكمة : ج1 ،
ص5 . [3]
ميزان
الحكمة : ج1 ،
ص129 . [4]
ميزان
الحكمة : ج1 ، 129 . [5]
ميزان
الحكمة : ج1 ، 129 . [6]
نهج
البلاغة /
حكم / 474 .
|
||||||||
|