| 
    ||||||||
| 
           منهج البحث في التربية الإسلامية مداخل
        منهج البحث
        في التربية
        الإسلامية
        المدخل
        العقلي:
        لقد أولى
        الإسلام
        العقل
        البشري وما
        يصدر عنه من
        تفكير صادق
        أعظم مكانة.
        وفي هذا يقول
        الله سبحانه:
        (أفلا
        يتدبرون
        القرآن أم
        على قلوبٍ
        أقفالها). والقران
        الكريم هنا
        يشار إليه
        على أنه ملئ
        بالآيات
        والعبر
        والصور
        الفنية
        والاستنتاجات
        العقلية. أي
        أنه ملئ
        بنتائج يمكن
        أن يدركها
        العقل
        باستخدامه
        للمنهج
        العقلي
        الاستنتاجي
        التحليلي. المدخل
        العلمي:
        كما أن
        القرآن
        الكريم ملئ
        بنتائج
        التجارب
        الحسية
        الملموسة
        التي يمكن أن
        يصل إليها
        الإنسان إذا
        أعمل المنهج
        العقلي
        السابق
        والمنهج
        الحسي بكل
        أدواته
        ومراحله من
        مشاهدة
        وتجربة
        واستخدام
        للحواس
        وللآلات,
        واستخدام
        للعقل في
        الاستنتاج
        والاستدلال
        والبرهنة. المدخل
        الروحي:
        كما أن
        القرآن
        الكريم ملئ
        بإشارات عن
        عالم آخر
        زاخر بمعرفة
        أخرى تصل إلى
        الناس عن
        طريق الرسل
        الموحى
        إليهم من
        الله. وفي
        استطاعة
        البشر أن
        يصلوا إليهم
        بمنهج آخر هو
        المنهج الذي
        أوضحه وحدده
        لنا من
        استخدموه من
        (الصوفية)
        وهو يستخدم
        الحدس
        والإلهام أو
        ما يشابههما
        في الوصول
        إلى مدركات
        ومفاهيم
        ومعان لا يصل
        إليها إلا
        أهلها. ونقول
        أهلها لأن
        لكل مستوى من
        هذا
        المستويات
        أهلها,
        والعلم
        الطبيعي له
        آهله من
        العلماء
        والمفكرين
        الذين
        يحرصون على
        استخدام (المنهج
        العلمى) أو
        ما يسمى
        بالمنهج
        التجربي, وما
        يشتق منه من
        مناهج أخرى.
        وأن المنهج
        العقلي
        الاستدلالى
        له رواده من
        المفكرين
        والعلماء
        والفلاسفة
        وما يشتق منه
        من مناهج
        أخرى. وأن (المنهج
        الروحاني) أو
        ما يسمى
        بالمنهج
        الصوفي له
        رواده من
        المفكرين
        وأهل الحكمة
        والمعرفة
        والتجربة
        الصوفية
        التعبدية
        المشتقة من
        تعاليم
        الديانات
        السماوية
        وعباداتها,
        وأخلاقها. ونؤيد
        هنا عدة معان
        نحرص على أن
        تكون واضحة
        في هذا
        المقام وهي:  (1)
        إن هذه
        المستويات
        الثلاثة, وإن
        كانت تبدو من
        هذا التحليل
        مستقلة
        بعضها عن بعض,
        فإنها يمكن
        أن تكون
        متسلسلة
        مترابطة؛
        بحيث يكون
        المستوى
        التجريبي هو
        المستوى
        الأول
        للوصول إلى
        حقائق علمية
        وقوانين
        مختبرة,
        والمستوى
        الثاني هو
        المستوى
        الذي يتشكل
        به وفيه
        النظريات
        والآراء
        والاتجاهات
        الفكرية
        والفلسفية,
        والمستوى
        الثالث هو
        الذي يوصلنا
        إلى معرفة (ربانية)
        روحية. (2)
        إن هذه
        المستويات
        الثلاثة
        بهذا
        التسلسل
        والتكامل
        المشار إليه
        هي حلقات
        مترابطة غير
        منقطعة في
        الفكر
        الإسلامي.
        ومن هنا جاء
        غنى هذا
        الفكر
        وشموله. (3)
        إن
        الحقيقتين
        السابقتين
        تؤكدان أن
        هذه الحلقات
        وهذه
        المستويات
        من المناهج,
        ومن المعرفة
        متنافرة؛
        وإنما هي
        بالتأكيد
        متداخلة,
        ومتكاملة. (4)
        إن هذه
        المستويات
        الثلاثة
        بقدر ما تؤكد
        غنى وثراء
        الفكر
        الإسلامي
        ومناهجه
        تؤكد غنى
        وثراء
        التربية
        الإسلامية
        لأنها بهذا
        الشكل تؤكد
        على:  (أ)   
        تربية
        علمية
        للإنسان
        باتباعه
        مناهج البحث,
        والتفكير
        العلمي.  (ب) 
        تربية
        عقلية
        للإنسان
        باتباعه
        مناهج
        الاستدلال
        العقلي
        والتحليل
        الفلسفي. (ج)
        تربية روحية
        للإنسان
        باتباعه
        مناهج,
        وتجارب
        التجرد
        الروحي
        وتصديق ما
        يصل إلينا من
        الرسل. والتربية
        العلمية,
        ومناهجها
        قيل فيها
        الكثير, كما
        قيل الكثير
        أيضاً في
        مناهج
        التربية
        العقلية,
        والتربية
        الروحية. وما
        على طالبي
        المعرفة بها
        جميعاً إلا
        أن يرتادوا
        مناهلها
        العذبة. وتبدأ
        التربية
        الروحية
        بالإيمان
        بالله
        وبرسله
        وكتبهم
        بتجارب
        التعود على
        التجرد من
        خلال
        العبادات في
        الصلاة, وفي
        الصوم, وفي
        الحج, ثم
        تتدرج إلى
        تجارب
        التجرد في
        العبادات في
        شهر رمضان أو
        أشهر أخرى من
        العام. ويستمر
        الإنسان في
        تجربة
        التجرد
        الروحي في كل
        (عمل) يقوم به
        أو يؤديه
        حينما
        يستشعر
        باستمرار (الخوف)
        من الله,
        ويحس
        باستمرار (بالرقابة)
        الإلهية
        الكل
        تصرفاته (وأفعاله). وهنا
        يتحدد موقع (التربية
        الدينية)
        والتنشئة
        الإسلامية.
        كما يتحدد
        مفهومها
        ومغزاها فهي
        ليست مجرد
        آيات قرآنية
        وأحاديث
        نبوية تحفظ,
        وليست مجرد
        طقوس
        وعبادات
        تعلم, وإنما
        هي (تربية
        وجدانية)
        يتشكل بها (الضمير
        الخلقي) وفقا
        (لمعايير
        الإسلام
        وأحكامه) حتى
        تكون بمثابة
        الضابط
        الأساسي
        الذاتي لكل
        فعل يصدر عن
        الإنسان في
        حياته وهو
        يتعامل مع
        غيره, أو
        حينما يسند
        إليه (عمل) من (أعمال)
        المجتمع
        المختلفة.  كما
        إنها تربية
        عقلية
        وتتكون بها
        مهارات
        التفكير
        ومواجهة
        قضايا
        الحياة
        بمنطق صحيح
        بعيد عن
        المغالطة
        والالتواء,
        ويتشكل بها
        إجابات
        منطقية عن
        كثير من هذه
        القضايا.  وهي
        تربية حركية
        جسمية بها
        يستقيم جسم
        الإنسان,
        وتنمو
        حركاته,
        وتتشكل
        مهاراته
        الحركية,
        وتنمو بها
        وظائف
        الأعضاء في
        إطار
        المعايير
        الإسلامية
        والفهم
        الإسلامي
        لقضايا
        الحياة. وهي
        تربية علمية
        تشكل
        اتجاهات
        الناشئين
        والشباب نحو
        الحياة
        واستثمارها
        من أجل خير
        البشرية.
        فلقد جعل
        الله خلقه من
        البشر, خلفاً
        له ليعمروا
        هذه الأرض
        وأعطاهم كل
        إمكانات
        وأدوات (التعمير),
        ومكنهم من كل
        صفات
        الاستخلاف. وهي
        تربية روحية
        تسمو
        بالإنسان
        فوق (الماديات)
        فيخلع
        النعلين...
        نفسه وجسده...
        ومعنى ذلك
        إيثار يحل
        محل الأثرة,
        وفضيلة تحل
        محل الرذيلة...
        ومعايشة مع
        الله, وهجرة
        إليه, ويأخذ
        الإنسان
        هجرته إلى
        الله في
        ارتقاء
        مستويات
        المعرفة
        الثلاث:
        العلم
        المادي, ثم
        المعرفة
        العقلية, ثم
        المعرفة
        الروحية.
        ووسيلة
        الأولى
        المنهج
        العلمي
        وأدواته
        الحواس,
        والتجارب
        العلمية,
        ووسيلته
        الثانية
        المنهج
        الاستدلالي
        والتحليلي
        وأدواته
        العقل,
        ووسيلته
        الثالثة
        المنهج
        الحدسي,
        وأدواته
        القلب
        والبصيرة
        والوجدان
        الصوفي. نظرة
        الإسلام إلى
        الطبيعة
        البشرية في
        إطار هذه
        المداخل (وجهة
        نظر): إن
        بناء
        المفاهيم
        التربوية
        الإسلامية
        على أساس
        مفهوم
        متكامل
        للطبيعة
        البشرية
        يأخذ في
        اعتباره
        تنمية
        الجانب
        الروحي
        للإنسان إلى
        جانب تنمية
        جميع
        الجوانب
        الأخرى
        العقلية,
        والجسمية,
        والاجتماعية,
        والنفسية. فإذا
        ما نظرنا
        للإنسان
        نظرة
        متكاملة على
        أنه مكون من
        شخصية
        متكاملة ذات
        جوانب جسمية
        وعقلية
        ونفسية
        وروحية
        واجتماعية
        فإن ذلك
        يتطلب تنمية
        هذه الجوانب
        كلها. وفي
        هذه النظرة
        معالجة لكل
        النظريات
        الضيقة
        للطبيعة
        البشرية
        وتجنب
        قصورها.
        فالنظرة إلى
        الإنسان على
        أنه كائن حي
        بيولوجي مثل
        بقية
        الكائنات
        الحية
        الأخرى, وأنه
        مجموعة من
        الأجهزة
        العضوية
        تؤدي وظائف
        لهذا الكائن
        الحي, وأنه
        لا يختلف عن
        بقية
        الكائنات
        الحية
        الأخرى إلا
        في الدرجة
        قول يجافي
        الحقيقة. إذ
        أن الإنسان
        أكبر من هذا
        بكثير وأغنى
        في إمكاناته
        وطبائعه
        الأخرى, فله
        طبيعة
        اجتماعية
        تجعله يعيش
        في مجتمع
        منظم بنظم,
        وقواعد,
        وتقاليد,
        وعادات, وعرف,
        وقانون في
        إطار نظم
        اجتماعية
        عديدة.   وله
        طبيعة عاقلة
        ذكية مفكرة
        تجعله يفكر
        ويتذكر
        ويتخيل
        ويتصور
        ويدرك ويبدع
        ويحل
        مشكلاته
        العقلية
        ويعمل
        تنبؤات في
        المستقبل. وله
        طبيعة نفسية,
        بها يحب
        ويكره,
        وينفعل ويسر,
        ويعبر عن
        كرهه وحبه
        وسروره.
        وتتعاون هذه
        الطبيعة مع
        الطبيعة
        الاجتماعية
        العاقلة
        الجسمية في
        بناء عمليات
        التعاون
        والصراع,
        والحب
        والكره,
        والانتماء
        الاجتماعي.
        وبناء
        الأسرة. وله
        طبيعة روحية
        بها يدرك
        معاني أسمى
        من الحياة
        الحسية التي
        يحياها,
        ويصدق بما
        أوحى به الله
        سبحانه
        وتعالى إلى
        أنبيائه
        ورسله, ويسلم
        بهذه
        المعرفة
        الإلهية,
        وينطلق منها
        بانياً
        تصوراته,
        ومفاهيمه
        وسلوكه على
        أساسها. والناس
        ينقسمون,
        ويتدرجون في
        مراتب وفقاً
        لتغليبهم
        جانباً من
        هذه الجوانب
        على غيرها. فالإنسان
        الذي يغلب
        الجانب
        الحيوي على
        بقية
        الجوانب
        الأخرى إنما
        يقترب بذلك
        من
        الحيوانات.
        فهو إنسان
        تغلب شهواته
        ومطالب جسمه
        المختلفة
        على بقية
        الجوانب
        الأخرى في
        شخصيته. والإنسان
        الذي يغلب
        الجانب
        العقلي على
        بقية
        الجوانب
        الأخرى, ثم
        يهمل
        الجوانب
        الأخرى يصبح
        إنساناً
        عالماً
        ومبرزاً في
        جانب من
        جوانب العلم
        الدنيوي وهو
        بذلك لا
        تشغله أمور
        الدنيا ولا
        أمور الآخرة
        إنما يشغله
        ويستحوذ على
        حياته
        وانتباهه
        ذلك الجانب
        الذي يفكر
        فيه. والإنسان
        الذي يغلب
        الجانب
        النفسي فيه
        يكون
        إنساناً
        انفعالياً
        أو عاطفياً
        تسيطر
        عاطفته عليه
        وعلى بقية
        مكوناته, فقد
        يزهد في
        مطالب
        الجوانب
        الأخرى. والإنسان
        الذي يغلب
        الجانب
        الاجتماعي
        فيه يعيش
        للآخرين
        وينسى في
        سبيلهم نفسه
        ومطالبه
        الفردية. والإنسان
        الذي يغلب
        الجانب
        الروحي يزهد
        في الدنيا
        كلها ويهمل
        مطالب جميع
        بقية مكونات
        شخصيته,
        فيكون
        صوفياً
        راهباً, يطلق
        الحياة كلها
        ويندمج
        اندماجاً
        كاملا في
        عالم الروح. والإنسان
        المتكامل في
        شخصيته هو
        الذي ينمي
        جميع جوانب
        شخصيته بشكل
        منسجم
        متناسق
        متكامل إلى
        أقصى درجة
        ممكنة من
        النمو,
        والتربية
        المتكاملة
        هي التي تدرك
        مطالب هذه
        الجوانب
        المختلفة
        كلها وتدرك
        وسيلة
        تنميتها إلى
        أقصى درجة
        ممكنة من
        النمو, وتدرك
        حسابات ونسب
        النمو
        المتكامل
        بين هذه
        الجوانب
        المختلفة
        حتى تشرف
        إشرافاً
        دقيقاً على
        توجيه هذه
        النسب في
        إطار من هذا
        التناسق
        والتكامل. فالإسلام
        لا يستهدف من
        تربية
        الإنسان أن
        يكون
        حيواناً
        يسعى إلى
        البقاء
        والاستمرار
        كما تسعى
        الحيوانات
        الأخرى
        بالغريزة,
        وتصارع في
        سبيل ذلك بكل
        ما أوتيت من
        إمكانيات.
        ولكنه يريد
        إنساناً
        يسعى إلى
        البقاء
        موظفاً جميع
        إمكانات
        شخصيته في
        حياة
        إنسانية بكل
        ما يحمل هذا
        اللفظ من
        معنى
        التعاون
        والإيثار,
        والتضحية,
        والحب,
        والتفكير
        الإنساني
        الخلاق,
        وبإمكانات
        الإنسان
        الاجتماعية,
        وبإمكانات
        وظائف
        أعضائه
        المختلفة. والإسلام
        لا يستهدف من
        تربية
        الإنسان أن
        يكون (راهب
        علم) أو (راهب
        دين) فالحياة
        لا تستمر ولا
        تثرى إلا
        بمعايشتها
        ومعايشة
        مشكلاتها
        وقضاياها,
        والإنسان لا
        يتم اختباره
        واختبار
        فكره ونفسه
        ونوازعه
        اختياراً
        حقيقياً إلا
        من خلال
        قضاياها
        ومشكلاتها
        الحياتية
        اليومية.  والإسلام
        لا يستهدف من
        تربية
        الإنسان أن
        يكون ظالما
        لنفسه يهب
        نفسه
        للآخرين,
        مهملا لنفسه,
        وإنما يريده
        واهباً نفسه
        لنفسه
        وللآخرين. والإسلام
        لا يستهدف من
        تربية
        الإنسان أن
        يكون منعزلا
        عن المجتمع,
        أنانياً
        مضحياً
        بمصلحة
        المجموع في
        سبيل مصلحته,
        وإنما يريده
        إنساناً
        محباً
        للآخرين حبه
        لنفسه. إن
        الإنسان
        الذي تتأمل
        فيه الجميع
        جوانب النمو
        هو ما
        تستهدفه
        التربية
        الإسلامية.  والتكامل
        هنا تكامل
        بين الجوانب
        المادية
        والروحية في
        الإنسان, أي
        تكامل في
        الجانب
        الجسمي,
        والجانب
        العقلي,
        والجانب
        النفسي,
        والجانب
        الاجتماعي,
        والجانب
        الروحي. وهو
        تكامل جامع
        مانع. 
  | 
    ||||||||
        
  |