|
||||||||
الواجبات الاجتماعية متى نؤديها؟ |
||||||||
الواجبات
الاجتماعية
متى نؤديها؟
" وأما حق
الصاحب: فأن
تصحبه
بالتفضُّل
والإنصاف،
وتكرمه كما
يكرمك، ولا
تدعه يسبقك
إلى مكرمة،
فإن سبق
كافأته
وتودُّ كما
يودّك
وتزجره عما
يهمُّ به من
معصية الله.
وكن عليه
رحمة ولا تكن
عليه عذاباً
ولا قوة إلا
بالله "[1]. تصل
الواحدة منا
أحياناً إلى
حد
الانهيار،
فالأعمال
المنزلية لا
تنتهي
أبداً،
ومشاكل
الأبناء لم
تتوقف في يوم
من الأيام
والأعمال
الوظيفية
تحتاج إلى
المزيد من
الجهد
والتصبر. إضافة
إلى ما ذكرت..
إن الناس
يطالبوننا
دائماً،
وبلا انقطاع
بأداء
واجباتنا
اتجاههم،
فمن أين لنا
الوقت
المتسع لكل
ذلك!؟ خاصة
وإن
الأبناء، قد
كبروا
وتضاعف
عددهم،
وكثرت
متطلباتهم،
وقلّ على
أثرها
تفرغنا
للقيام بهذه
الواجبات،
التي تُعد
أساسية من
أساسيات
الحياة. ولكي
تشقِّي
القناة
للوصول إلى
الجدول
الاجتماعي.. تكيفي
مع ظروفك،
ولا تعقّدي
الأمور أكثر
مما ينبغي،
فلدينا
الوقت
الكافي
للقيام ببعض
الزيارات
الاجتماعية،
وإياك
وتحبيك
الأمور! وإن
كنت تلقين
اللوم بثقله
على الوقت..
فأنا بدوري! أخالفك
الرأي!؟ إننا
نمتلك
أربعاً
وعشرين ساعة
في اليوم
والليلة،
ماعليك إلا
تخصيص ساعة
واحدة فقط
للزيارات
الاجتماعية،
وفق ظروف
البيت
الطبيعية. أما
لو حدث أمرٌ
مستجد لزوجك
أو أحد
أبنائك،
فالزمي
البيت ولا
تفكري في
الخروج حتى
يزول ويرتفع
ظرفك الطارئ
والمستجد. ـ
ماذا لو
استيقظت من
نومك مبكرة،
وأنيهتِ
جميع أعمالك
المنزلية
وأكملت جميع
تنظيفاته
وترتيباته! لِمَ
لا تستفيدين
من الوقت! فزوجك
في عمله
اليومي،
وأبناؤك في
مدارسهم،
إستغلي
الفرصة
المتاحة
لكِ، وعودي
المريض،
وباركي
للمتزوج،
وسلمي على
المسافر و... و....
و.... وإنك
ـ ستؤدين
واجباتك
الاجتماعية
على أكمل
صورة ولن
تؤثر هذه
الواجبات
بدورها على
واجبك الأول
في منزلك. من
الخطأ
الفاحش جداً!
خروجك
من المنزل
واهمالك
شؤونه، وقد
تتغيبين عنه
لساعات طوال
وفي فترات
متقطعة،
فتخرجين
الصبح وبعد
الظهر وفي
المساء!!! وهذا
ما يسبب لك
الكثير من
المشاكل مع
زوجك
وأبنائك،
أنت في غنى
عنها. كل
ما في الأمر
أن تنظمي
برنامجك..
ليس لأمر على
حساب أمر آخر
أكثر أهمية
منه، وليس
لحقوق
الآخرين على
حق زوجك!! بل
أعطي كل جانب
حقه
الطبيعي،
وحينها
ستتفادين
الوقوع فيما
تخشينه، ولا
تنسي أن لا
تفكري في
الخروج إلا
بإذنه. هل
تؤدين دوراً
بارزاً في
محيطك
الاجتماعي؟ إذا
كنت كذلك!
فهذه فرصتك
الذهبية،
ولا تفرطي
فيها! لا
تكوني
كالمشرفة
الاجتماعية
التي التقيت
بها في إحدى
المدارس
الثانوية،
ولم أرَ من
العدل أن
تبقى في
منصبها هذا!
المجرد من كل
شيء ما عدا
معرفة من
حولها بهذا
الإسم
الفارغ فقط. وأعتقد
أنك
تستحضرين في
ذهنك بعض
النماذج
الحية من هذا
الصنف من
الناس،
وكذلك لا
يمكن أن تنسي
المعلمة
المخلصة
التي كانت في
يوم ما قريبة
منك، ومن
مشاكلك، ولا
أعتقد أنّ في
مقدورك
تجاهل أمر
الدكتورة
المعالجة
التي زارتك
في بيتك
للاطمئنان
على صحتك!
واسعي
دائماً
لتكوني
مثلها. جاء
في الحديث: " الخلق
عيال الله،
فأحب الخلق
إلى الله من
نفع عيال
الله، وأدخل
على أهل بيت سروراً
"[2]. (قال الله
عزّ وجلّ:
الخلق
عيالي،
فأحبهم
إليَّ
ألطفهم بهم
وأسعاهم في
حوائجهم)[3].
" حديث قدسي ". " وسُئل
النبي (ص) عن
أحب الناس
إليه فقال:
أنفعهم
للناس "[4]. لو
أننا جميعاً
أدينا دورنا
الاجتماعي،
إن لم يكن
كله، فالجزء
اليسير منه،
لما وصل
تجمعنا
ومجتمعنا
إلى هذا
المستوى
السيء الذي
نلمس حقيقة
ثغراته
وعثراته أنا
وأنت!! فلِمَ..
لا نحاول
إعادة النظر
في علاقاتنا
الاجتماعية
ونحاول
إصلاح
أجزائها
المحطمة
وإستحداث
بنائها من
جديد. (عن شعيب
العقرقوفي
قال: سمعت
أبا عبد الله
(ع) يقول
لأصحابة:
إتقوا الله
وكونوا إخوة
بررة
متحابين في
الله
متواصلين
متراحمين.
تزاوروا
وتلاقوا
وتذاكروا
أمرنا
وأحيوه)[5]. (عن عبد الله
بن يحيى
الكاهلي قال:
سمعت أبا عبد
الله (ع) يقول:
تواصلوا
وتباروا
وتراحموا
وتعاطفوا)[6]. والآن!! بعد
أن أصبح
لدينا الوقت
الكافي
للزيارات
الاجتماعية!
هل هناك شيء
آخر نتوجه
إليه؟ مما
لا شك فيه أن
هناك حقوقاً
اجتماعية..
لا ينبغي لنا
اختراقها! ولا
التغاضي
عنها. (عن المعلى
بن خنيس، عن
أبي عبد الله
عليه السلام
قال: قلت له:
ما حق المسلم
على المسلم؟ ـ قال: له سبع
حقوق
وواجبات ما
منهن حق إلا
وهو عليه
واجب، إن ضيع
منها شيئاً
خرج من ولاية
الله
وطاعته، ولم
يكن لله فيه
نصيب. ـ قلت له:
جعلت فداك..
وما هي؟ ـ
قال: يا معلى
إنّي عليك
شفيق أخاف أن
تضيّع ولا
تحفظ وتعلم
ولا تعمل. ـ قلت: لا قوة
إلا بالله. ـ قال: أيسر
حق منها أن
تُحب له ما
تحب لنفسك
وتكره له ما
تكره لنفسك. والحق
الثاني: أن
تجتنب سخطه،
وتتّبع
مرضاته،
وتطيع أمره. والحق
الثالث: أن
تعينه بنفسك
ومالك
ولسانك ويدك
ورجلك. والحق
الرابع: أن
تكون عينه
ودليله
ومرآته. والحق
الخامس: أن
لا تشبع
ويجوع، ولا
تروى ويظمأ
ولا تلبس
ويعرى. والحق
السادس: أن
يكون لك
خادم، وليس
لأخيك خادم،
فواجب أن
تبعث خادمك
فتغسل
ثيابه،
وتصنع
طعامه،
وتمهد فراشه.
والحق
السابع: أن
تبر قسمه،
وتجيب
دعوته،
وتعود
مريضه،
وتشهد
جنازته وإذا
علمت أن له
حاجة تبادره
إلى قضائها،
ولا تلجئه
إلى أن
يسألكها
ولكن تبادره..
مبادرة فإذا
فعلت ذلك
وصلت ولايتك
بولايته،
وولايته
بولايتك)[7]. العزلة
مسبب من
مسببات
الأمراض
النفسية،
التي تعصف
بصحة
الإنسان،
وتذهب
ضحيتها
سعادته،
وقيمته
الحقيقية في
البقاء. فالمرء
مجبول على حب
الناس
والمعايشة
معهم
والاختلاط
بهم، أما ما
شذ عن ذلك،
فهو بحاجة
لكسر
الحواجز
التي يضعها
أمامه
ليواجه
الناس
وينطلق عن
محدودية
قنينة
انعزاليته
الضيقة
ليسرحَ في
رحاب
الجماعة،
ويكون منهم
وفيهم. (عن أبي
حمزة، عن أبي
جعفر (ع) قال:
قلت له: جعلت
فداك ما تقول
في مسلم أتى
مسلماً وهو
في منزله
فاستأذن
عليه فلم
يأذن له ولم
يخرج إليه؟
قال: يا أبا
حمزة أيّما
مسلم أتى
مسلماً
زائراً، أو
طالب حاجة
وهو في منزله
فاستأذن
عليه فلم
يأذن له ولم
يخرج إليه،
لم يزل في
لعنة الله
حتى يلتقيا،
قلت: جعلت
فداك في لعنة
الله حتى
يلتقيا؟ قال:
نعم). (عن إسحاق بن
عمار قال:
دخلت على أبي
عبد الله (ع)
فنظر إليَّ
بوجه قاطب،
فقلت: ما
الذي
غَيَّرك
عليَّ؟ قال: الذي
غيَّرك
لإخوانك.
بلغني يا
إسحاق أنك
أقعدت ببابك
بواباً يرد
عنك الفقراء. فقلت: جُعلت
فداك إني خفت
الشهرة. قال: أفلا
خفت البلية،
أو ما علمت
أن المؤمنين
إذا التقيا
فتصافحا
أنزل الله
عزّ وجلّ
الرحمة
عليهما،
فكانت تسعة
وتسعين
لأشدهما
حباً
لصاحبه،
فإذا توافقا
غمرتهما
الرحمة)[8].
وأخيراً!!
من
أجل تأدية
الواجبات
الاجتماعية: 1
ـ كوني مرنة
دائماً. 2
ـ انجزي
واجباتك
المنزلية
أولاً. 3
ـ أدي ..
رسالتك
الاجتماعية. 4
ـ إياك..
والاحتجاب
عن الناس... [1]
مكارم
الأخلاق : ص422 .
الباب
الثاني عشر
في نوادر
الكتاب،
الفصل
الأول في
ذكر الحقوق
للإمام زين
العابدين (ع). [2]
ميزان
الحكمة : ج2 ،
ص219 . [3]
ميزان
الحكمة : ج2 ،
ص219 . [4]
نفس
المصدر
السابق . [5]
الفقه
الاجتماع : ص566
. [6]
الفقه
الاجتماع : ص566
. [7]
الفقه
الاجتماع : ص561
. [8]
الفقه
الاجتماع : ص562
و 563 .
|
||||||||
|