احذري خطر التلفاز التلفاز وتأدية الواجب الاجتماعي |
||||||||||
إحذري
خطر التلفاز! كان
مارك غودمان
(27 عاماً) يمضي
آخر أيامه في
سجن بالم
بتيش في
فلوريدا،
تنفيذاً
لحكم قضى
بحبسه مدة
قصيرة
لاشتراكه في
جريمة سطو. في
مساء يوم من
أيام (مايو ـ
آيار) 1988 جلس هو
وزملاؤه
أمام جهاز
التلفاز في
السجن
لمشاهدة
برنامج "
أخطر
المطلوبين
في أمريكا "
وهو أكثر
البرامج
التلفزيونية
شعبية. فجأة!
شاهد
غودمان
صورته على
الشاشة، فهو
كان أحد
المطلوبين
في ولاية "
أوكلاهوما "
بعد فراره من
السجن
الاتحادي،
حيث أحتجز في
انتظار
محاكمته
بتهمة سطو
على مصرف
وبشكل مسلح! وهاهو
التلفزيون
يعرض وقائع
تلك
الجريمة،
وذلك الفرار.
حاول غودمان
أن يغير
القناة، لكن!
السجناء
الآخرين
تعرفوا عليه
, وأخبروا
الحراس،
فنقله هؤلاء
إلى جناح آخر
حيث الحراسة
أكثر
تشديداً. مارك
غودمان واحد
من 35 مجرماً
تم القبض
عليهم، بناء
على معلومات
مفيدة
تلقتها
السلطات من
مشاهدي هذا
البرنامج
الذي يقدم
عرضاً
كاملاً
لأحداث
الجرائم
التي
اقترفوها،
أو تلك
المنسوبة
إليهم. أجل!...
يمكن
للشاشة
الصغيرة "
التلفاز "
أداء دور
اجتماعي
كبير على
صعيد
التربية
والتعليم
والتوعية
والقضاء على
المفاسد،
ونشر
الثقافة
والنهوض
الحضاري
يمكن لها ذلك
تماماً فيما
إذا أُحسن
استخدامها
والتعامل
معها. ولكن!
الذي
حصل أن
الكثير من
شبكات
التلفزة
الحكومية
والأهلية في
عالمنا
المعاصر (عالم
الغرائب
والعجائب)
إضافة إلى
فشلها في
أداء رسالة
الشاشة
الصغيرة
الموجودة في
كل بيت فإنها
أضحت عنصراً
مهماً يلعب
الدور
الرئيسي في
إفساد صورة
القيم
والمبادئ
الأخلاقية،
التي يسعى
الآباء
والأمهات
لرسمها في
ذهنية
وسلوكيات
الأبناء. كما
إنها صارت
سبباً
للكثير من
الأمراض
الاجتماعية
والنفسية
التي يعاني
منها الفرد
والمجتمع. "إنجا
سونسون "
خبيرة علم
الاجتماع
السويدية
بجامعة
لوند،
لدراسة آثار
مشاهدة
التلفزيون
على مئتي فتى
وفتاة،
تراوحت
أعمارهم بين
السادسة،
والسادسة
عشرة في
مدينة مالمو
بجنوب
السويد،
توصلت إلى
النتائج
المروعة
التي تضمنها
كتابها (من
يقوم بتربية
أطفالنا). قالت
سونسون:..
إنها بدأت
المشروع
باعتقاد
إيجابي أن
التلفزيون
يمكن أن يكون
وسيلة
للمتعة
والتثقيف. ولكن!
النتيجة
جاءت على
العكس من ذلك. وقالت:
"
وجدت أن
أطفال
السادسة،
الذين
يشاهدون
التلفزيون
ساعتين في
اليوم أقل
تعرضاً
بدرجة كبيرة
للإصابة
بمشاكل
عاطفية أو
تعليمية في
المستقبل،
وأفاد
معلمون أن
هؤلاء أكثر
عدوانية
وقلقاً
ويواجهون
صعوبة في
التركيز ". وعقّبت
قائلة: "
يجب أن لا
يجلس الصغار
بجانب
التلفزيون
بمفردهم،
يجب أن نشرح
لهم ماذا
يحدث! مثل
المعلم الذي
يعلم الطفل..
كيف يعبر
الطريق؟ ". س
ـ كم يمضي
الأطفال من
الوقت أمام
التلفزيون؟؟
يمضي
الأطفال مدة
تتراوح بين 3
ـ 5 ساعات
يومياً في
مشاهدة
برامج
التلفزيون
المختلفة،
وقد تفوق هذه
المدة،
المدة التي
يقضونها في
المدرسة،
ولا يقوم
الأطفال بأي
عمل آخر
أثناء
مشاهدتهم
لتلك
البرامج! وبيّنت
احصائية
حديثة.. أنه
عندما يبلغ
الطفل عشرين
عاماً من
عمره يكون قد
أمضى عامين
كاملين أمام
التلفزيون،
مما يشير إلى
الأثر المهم
الذي يحدثه
التلفزيون
في تكوين
عادات
الأطفال. [وأصبح
واضحاً بعد
الدعايات
التجارية
الجذابة
المرحة،
التي يقوم
التلفزيون
ببثها
يومياً على
مدار
النهار،
وطوال
السهرة،
والتي تؤثر
تأثيراً
بالغاً
وتجعل الطفل
يتبنى عادات
اجتماعية
وغذائية
سيئة. .....
ومن الآثار
السيئة
للتلفزيون،
جعل حياة
الأطفال،
خاملة
محدودة
النشاط
قليلة
الحركة، إذ
أن من
المعلوم أن
تلك الحركة
ضرورية
جداً، لصحة
الأطفال
ونموهم. هذا..
إلى جانب كون
معظم برامج
التلفزيون،
والتي تبث في
الوقت
الراهن،
برامج يهيمن
عليها العنف
والعداء،
فتكون أسوأ
مثل
للاقتداء
والتقليد،
وقد ازداد
الأمر سوءً،
من جراء
اقتناء معظم
العائلات
القادرات
مادياً
لأجهزة
الفيديو حيث
يبقى
الأطفال
والكبار على
حد سواء
قابعين أمام
تلك الأجهزة
يشاهدون
الفيلم في
أثر الآخر
لساعات
طويلة، تمتد
طوال
النهار،
وإلى الهزيع
الأخير من
الليل]. [في
أثناء
مناقشة
منظمة
اليونسكو
لنظام اتصال
عالمي جديد،
أُثيرت
تحذيرات من
خطورة
السيطرة
الأمريكية
على مجالات
البث
التلفازي
العالمي،
وتأثيره
السلبي على
الثقافات
القومية. وهذا
المقال
يناقش
القضية
نفسها! وتشير
آخر
الدراسات
الى أن محطات
التلفزة
العربية
تستورد ما
بين 40 % إلى 60 % من
برامجها من
مصادر أهمها
الولايات
المتحدة
الأمريكية
وبريطانيا
وفرنسا،
وألمانيا
الغربية،
وتحتل هذه
البرامج
مركزاً
كبيراً في
البث
التلفازي
اليومي،
نظراً لأن
معظمها
برامج
ترفيهية. وإذا
علمنا أن
البرامج
الترفيهية،
تحتل
المرتبة
الأولى في
البث
التلفازي
العربي،
فسندرك
الأهمية
التي تحظى
بها هذه
البرامج
التي تعرض
غالباً في
ساعات
المشاهدة
المركزة بين
السابعة
والعاشرة
مساءً،
وتشير إحدى
الدراسات
إلى أن: 8‚52
% من مجموع
ساعات البث
التلفازي
العربي،
مخصصة
للبرامج
الترفيهية،
وتستهلك
الجرعة
الإخبارية 3‚16 %،
وتليها
الجرعة
الثقافية
التي لا
تتجاوز 9‚11 %
فالجرعة
التربوية أو
التعليمية
ولها 2‚11 %، ثم
البرامج
الدينية
ولها 8‚6 % من
مجموع ساعات
البث. وقد
تبين لدى "
المركز
العربي
للدراسات "
لبحوث
المستمعين
والمشاهدين
أن عدداً
كبيراً من
البرامج
الأجنبية
التي يتم
عرضها في
أجهزة
التلفزة
العربية لا
تخلو من
مشاهد العنف
والجريمة
والإدمان
على
المخدرات
والجنس، وأن
بعضها يحتوي
على قيم
وممارسات
مغايرة
للعادات
والتقاليد
المحلية،
واستنتجت أن
لهذه
المضامين
تأثيرات
ضارة على
الشباب
والأطفال،
الذين
يشاهدونها][1].
بالفعل!
لقد
أصبح
التلفاز من
أخطر
الوسائل
الكفيلة
بتدمير
القيم
السامية
والأصالة
الحقة،
للبرامج
التي يبثها،
وكفى
بالواحد
منا، أن يجلس
أمام
التلفزيون
ناقداً وليس
مشاهداً،
ليحكم على ما
يشاهده،
ويرى تأثيره
على الواقع،
في البيت
والمدرسة
والشارع. وكلها
سلوكيات
مستنبطة
ومأخوذة من
التلفزيون،
الذي بدأ
وبجنون يطرح
ما لا يصدقه
العقل! والأهم
من هذا كله!! تقبلنا
الساذج لهذه
المستجدات،
واعتبرنا
إياها من
البديهيات
المألوفة في
واقعنا
اليومي. مسؤوليتك
هي: 1
ـ أن لا
تتركي الباب
مفتوحاً على
مصراعيه
لأبنائك،
لمشاهدة
التلفزيون
بلا حدود ولا
قيود. 2
ـ إحذري من
أن يأخذ
التلفاز كل
ثقتك
واهتمامك
ولا تجعلي من
المسلسلات
والأفلام كل
همك وحديثك. 3
ـ خافي على
صغارك
الأبرياء،
ونظمي لهم
وقتاً خاصاً
جداً وضيقاً
لمشاهدة
البرامج
المفيدة فقط.
4
ـ كوني أنت
المسيطرة
على جهاز
التلفاز،
ولا تعطيه
كامل الحرية
ليسيطر هو
عليك. 5
ـ إستفيدي من
البرامج
المفيدة،
واطفئي الزر
مباشرةً! حتى
لا يضيع عليك
الوقت سدى. 6
ـ إسألي نفسك
وحدثيها! ماذا
قدم لي
التلفاز..
حتى هذه
الساعة؟ ..
نصف عمري
انتهى دون أن
أحقق شيئاً
نافعاً! 7
ـ أوجدي
بديلاً عن
التلفاز
لصغارك
يتكفل بسد
ثغرة
الفراغ،
وعليك بسرد
القصص
المفيدة
والمواقف
السليمة،
وإنك ما إن
تبادرين إلى
هذه الخطوة،
فستكون
النتائج
مذهلة جداً. ....
وهذا بدوره
مرهون
بالتجربة،
وليس هراءً
مني، بالطبع!....
[إن
نظرة متفحصة
للرسوم
المتحركة،
المقدمة
للأطفال في
بلادنا،
تقودنا إلى
اكتشاف
التقصير
البالغ في
استخدام هذا
الفن
الخطير،
فمعظم أفلام
الكارتون
والصور
المتحركة
المقدمة
لأطفالنا،
أفلام
أمريكية أو
عربية الصنع
والهوية، قد
صممت لأطفال
غير
أطفالنا،
وبعقلية غير
عقليتنا،
وتشجع عادات
وأخلاقاً لا
نقر الكثير
منها، ويكفي
أن نتذكر
الساعات
الطوال التي
يقضيها
أبناؤنا وهم
يتابعون
مسلسل (باباي)
البحار
القائم على
الصراع بين (باباي)
و(بلوتو)
الذي يسعى
دائماً إلى
اختطاف،
وامتلاك
الحسناء
الجميلة (أوليف
أويل) زوجة (باباي)،
والذي ما زال
يلاحقها
ويشاكسها
حتى ساعة
كتابة هذه
السطور!!.. وعلى
الرغم من
الازدياد
الكبير في
عدد شركات
الإنتاج
الفني
العربية
والتضخم
الهائل في
حجم
إنتاجها،
فإننا لا
نكاد نجد
شركة عربية
متخصصة بفن
الرسوم
المتحركة
تخطط لبرامج
هادفة
للأطفال،
بعقلية
عربية،
ملتزمة
بقضايا
الأمة
وتراثها
وعقيدتها
وتاريخها
المجيد،
الغني
بمواقف
البطولة
والنبل،
والمآثر
الإنسانية
العلمية
والحضارية،
والمليء
بالشخصيات
الخالدة
التي تركت
بصمات لا
تحصى في
تاريخ
البشرية][2].
|
||||||||||
|