.

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست
 

الزواج ومظاهر الزينة

غلاء المهور

الأخطار من تأخر الزوا

 

الفصل الثالث عشر

الزواج ومظاهر الزينة

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

" أتاني ملك، فقال: يا محمد!

إنّ ربّك يقرؤك السلام، ويقول:

" قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه، وقد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان، وأن أهل السماء قد فرحوا بذلك، وسيولد منها ولدان سيدا شباب أهل الجنة وبهما تزين أهل الجنة، فابشر يا محمد فإنك خير الأولين والآخرين "[1].

إن مصير كل شاب وشابة هو الزواج، والدخول في عش الزوجية! فكم هي لحظات مثيرة!... فقبيل موعد الزفاف يستعرض كل من العروسين السعيدين أحداث حياتهما الماضية بكل ما فيها، ويجرهما التفكير إلى التأمل في مستقبل حياتهما القادمة، إن بالهما مشغول، ومشغول، يفكر أحدهما فيما سيقوله للآخر وبأي حديث يبدأ خطابه!!

فما هي إلا سويعات! لتنطلق زغاريد الأفراح ويبدأ القلب في خفقاته متوجهة إلى عتبة الباب، للدخول في بيت الحياة الجديدة.

ما أجملها من لحظات!!

لقد أقبلت الزوجة إلى بيت زوجها ضيفةً لديه، وحين يحصل الاستقرار النفسي لديها، لتتلاءم مع وضعها الجديد. وهنا لا ينسى الزوج المحترم أن يستقبلها استقبالاً حافلاً مملوءً بالاحترام والمحبة.

" قال الإمام أبو عبد الله جعفر الصادق (ع) لبعض أصحابه:

إذا دخلت عليك أهلك، فخذ بناصيتها، واستقبل القبلة، وقل:

" اللهم بأمانتك أخذتها، وبكلماتك استحللت فرجها، فإن قضيت لي ولداً فاجعله مباركاً سوياً، ولا تجعل للشيطان فيه شركاً ولا نصيباً "[2].

.. تم الزواج وغمرت الفرحة القلوب، وهدأ البال وارتاح من ثقل الهم والقلق والاضطراب،

وساد البيت الفرح والهناء والألفة والمحبة.

غلاء المهور

لقد انصرف الشباب عن الزواج، للتكاليف الباهظة التي يتطلبها!!

فالمهر للزوجة.. وتهيئة المسكن. وإقامة الولائم. الهدايا.. بل اتخذ الزواج اليوم الطابع التجاري، فأصبح صفقة تجارية بين طرفين، بائع ومشترٍ.

فالأغنياء في بحبوحة من العيش، يتمكنون من القيام بكافة التكاليف التي يتطلبها الزواج.

وما بال.. الفقراء.. هل يتمكنون من الصمود أمام الوضع الخاطئ الذي يتحكم في الجميع بلا فرق بين العالي والداني.

وإن غلاء المهور وارتفاع مقاديرها والتباهي بالغلو فيها، من المشاكل الاجتماعية التي طعنت كرامة الأمة في الصميم، وحطمت كرامة المرأة في حياتها الزوجية.

إن الآباء مسؤولون بالدرجة الأولى عن بناتهم من حيث يشعرون، أو من حيث لا يشعرون!... إنهم يظنون أن البنت إذا غلا مهرها، ارتفعت قيمتها الاجتماعية بين قريناتها ولداتها، وقد غاب عن فهمهم أن الإسلام يرى أن الفتاة مهما غلت نفسها، رخصت بمهرها، وقبلت الزواج على انه شركة روحية، وسنة إسلامية[3].

فقد روي عن النبي (ص):

" أفضل نساء أمتي أصبحهن وجهاً وأقلهن مهراً "[4].

هل تعلم.. بأن صداق الطاهرة الزهراء عليها السلام بنت سيد المرسلين بنت خير خلق الله، درع حطمية باعها الإمام (ع) بأربع مئة وثمانين درهماً، وأتى بها ووضعها بين يدي الرسول الأعظم (ص).

= ووزع الرسول (ص) المبلغ على النحو التالي:

160 درهماً لشراء العطور.

160 درهماً لشراء الثياب.

66 درهماً لمتاع البيت.

96 درهماً دفعها إلى أم سلمة لتبقيها لديها.

وأثاثها ولباسها وجميع احتياجات زفافها هي:

قميص بسبعة دراهم!

خمار بأربعة دراهم!

قطيفة سوداء خيبرية!

سرير ملفوف بشريط من الخوص!

فراشان من خيش مصر، حشو أحدهما ليف، وحشو الآخر صوف غنم!

أربع (متكئات) من آدم الطائف وحشوها (إذخر) وهو نبات طيب الرائحة!

ستر رقيق من الصوف!

حصير هجري!

رحى يد!

مخضب من نحاس لغسل الثياب!

قربة صغيرة!

قدح من خشب!

قربة صغيرة لتبريد الماء!

مطهرة (إناء مزفت)!

جرة خضراء!

كيزان من خزف!

بساط من الجلد!

عباءة قطوانية!

وحملت إلى الرسول، فلما عرضُ عليه، جعل يقلبه بيده ويقول:

بارك الله لأهل البيت، وقيل:

" اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزف "[5].

" أوحى الله إلى نبيه: أن سُنَّ مُهور المؤمنات خمس مئة درهم "[6].

الأخطار المحتملة والحادثة من تأخر الزواج!!

أثبتت الإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أنه بلغ عدد النساء المغتصبات في كل سنة مئة وثمانين ألف امرأة! (180000).

ـ وفي فرنسا (30000) ثلاثون ألف فتاة يفقدن عذريتهن بالاغتصاب في كل سنة.

ـ وفي بريطانيا (25000) خمسة وعشرون ألف امرأة وفتاة يتم اغتصابهن في السنة.

ـ وفي السنوات الخمس الأخيرة، إرتفعت حالات الاغتصاب في أمريكا، وأوروبا بنسبة

(60 %) عن السنوات الخمس التي قبلها.

وإن دلت هذه الإحصائيات على شيء!

فإنما تدل على المجتمع المنحرف، الذي مهد الأسباب وهيأ الظروف لشيوع الرذيلة كالزنا واللواط وحوادث الاغتصاب.

وعلينا مكافحة هذه الأخطار المتفاقمة التي تتخذ طابع التوسع والانتشار بالزواج المبكر الذي يضمن سلامة الأمة من المفاسد الاجتماعية الخطيرة التي يندى لها جبين الإنسانية!!

 


[1]  كلمة الله : ص114 .

[2]  مكارم الأخلاق : ص208 .

[3]  الزواج في الإسلام : ص91 .

[4]  مكارم الأخلاق : ص198 .

[5]  بيت الأحزان ، ص17 .

[6]  كلمة الله : ص189 .

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست