.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست
 

من هي زوجة المستقبل؟

لِمَ لا تتنازل؟

لا يكن همك الأول.. مالها

إياك.. والأسباب الملتوية

 

الفصل الحادي عشر

من هي زوجة المستقبل!؟

" وأما حق الزوجة: فأن تعلم أن الله عزّ وجلّ جعلها لك سكناً وأُنساً فتعلم أن ذلك نعمة من الله عليك فتكرمها، وترفق بها، وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها عليك أن ترحمها لأنها أسيرتك وتطعمها وتسقيها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها "[1].

من هي..

زوجة المستقبل!؟

يتصور الكثير من الشباب الذين يُقدمون على الزواج. أن الأرض ممتلئة بل فائضة من الحور العين واللاتي يجمعن بين الجمال [ وأي جمال ] والنضوج والفهم، والقدرة على الإسعاد.

أنا لا أخالفك الرأي، ولكن!

إلى متى ستبقى تبحث عن ضالتك! فعمرك يجري في سباق مع الزمن، وأنت كما أنت على حالك لم تصل إلى نتيجة حتى الآن. بل لعل البعض استاء من طول انتظاره ووصوله إلى طريق مسدود!

لِمَ لا تتنازل؟

لِمَ لا تتنازل عن بعض متطلباتك في مواصفاتك للزوجة التي تريد الارتباط بها!

الا يكون ذلك أفضل لك!؟

وأفضل لحواء مجتمعك!؟

أم تريد أن تصبح كالشاب الذي ضيع من عمره الكثير، وانطوت أحلى سنين عمره في البحث.. دون أن يحصل على مطلبه!

بل.. لا يزال حائراً.. حتى كتابتي هذه، دون أن يتخذ خطوة جريئة في تخليص نفسه من الأفكار والأوهام والأماني!!!

إنك قد تحصل على زوجة جميلة.

ولكنك في السؤال عن شرفها وعفتها.. تتراجع من حيث أتيت، وربما حصلت على فتاة ملتزمة مثقفة، وتصطدم ساعتها!

بمرض مزمن لا يفارقها لحظة، وقد تختار فتاة من أشرف العائلات حسباً ونسباً، وتتألم بصدق! حين تراها بسذاجتها وحماقتها تجوب في الأسواق والمحلات، باحثة وراء كل جديد!!

لما لا تفكر ملياً، وتبحث عن الفتاة العفيفة، المؤمنة.

" أتى رجل رسول الله (ص) يستأمره في النكاح.

فقال: انكح، وعليك بذوات الدين تربت يداك "[2].

وقال أيضاً (ص):

" لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن، فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين "[3].

" لا يختار حسن وجه المرأة على حسن دينها "[4].

ولا يعني هذا.. إنكارنا لدور الجمال، بل يسبقه دور الدين، لما له من تأثيرات ملموسة على الحياة المستقبلية.

" تنكح المرأة على أربع خلال: على مالها وعلى دينها وعلى جمالها وعلى حسبها ونسبها، فعليك بذات الدين "[5].

* لا يكن همك الأول.. مالها؟؟

فأنك حينها.. ستلحق الضرر بنفسك، وأنت في غنى عنه!

لنعش لدقائق مع هذا الزوج المجرب!!

" كنت أعلم أنها من أسرة ثرية، فترددت في التقدم لطلب يدها، ولكن:

بحكم جيرتنا القديمة، وجدت تشجيعاً من أهلها، بل ومنها هي أيضاً، وحين تقدمت لخطبتها، كنت واضحاً في عرض حالتي المادية، لم تأبه كثيراً لهذه المشكلة يومئذ فازداد إعجابي بها!

فقد كانت تقول دائماً:

" ليس بالمال وحده يحيا الحب "!!

تزوجنا.. كان حبنا يزداد يوماً بعد يوم، ولم تكن تشعرني يوماً بما يحتاجه البيت، أخذت على عاتقها مسؤولية كل شيء، ومع الوقت تطور الأمر لتتحمل هي مسؤولية الأطفال وملابسهم ومدارسهم، وأشياء أخرى كثيرة، فبدأت أشعر بأن أهميتي في البيت تتناقص بالتدريج، وتقلص دوري لأصبح مجرد رجل وضع في أحد الأركان ليكمل الشكل الاجتماعي لهذه السيدة الثرية، كنت أكتم كل ذلك وأزاول عملي وحياتي الأسرية بشكل عادي!

إلى أن جاء يوم رأيتها.. تشتري لابنتنا الكبرى كمية كبيرة من الملابس وأدوات الزينة , فاعترضت معتبراً ذلك تبذيراً لا ضرورة له!!

في هذا اليوم عرفت حجمي الطبيعي أمام زوجتي وأمام أبنائي!

" المال.. مالي، وأنا حرة التصرف به كما أشاء، فلا تتدخل في شؤوني وشؤون أبنائي، طالما إنك لا تصرف من مالك شيئاً!!".

نعم لقد انغمر شبابنا في حب الثروات، فلم يعد يسأل عن خُلق الزوجة التي يريدها ولا عن أدبها وشرفها، بل عند ذات المال والغنى، وهذا هو الجنون بعينه ".

(يقول أحد الشعراء في العصر الحديث:

 

شــقاء للبنـات وللبنيـن

ولكن معها ضربات هون

وغصنا في الأخير إلى الذقون

ولو كانت على فرس حرون

عن الأخلاق والأدب الثمين

فديتك إنّ حال العصر أضحت

حبانا الغرب آداباً وعلماً

تركنا ذاك إلا النذر منه

فصار المرء يسأل عن نقودٍ

جنون أي هذا من سؤالٍ

 

إياك.. والأسباب الملتوية:

يعتقد الغالبية من الشباب، أن بإمكانهم العثور على زوجاتهم، عبر الطرقات والشوارع والتجويل في المحلات والأسواق.

ففي هذه الأماكن سيعثر على ضالته المنشودة!!

ـ إحذر الوقوع في الخطأ؟

إن أكثر ما يزعج الفتاة الواعية، التي تستحقها زوجاً بالفعل؟ هو وجود هذه النوعية من الشباب الهائمين على وجوههم ليل نهار، بلا رادع!

إن أكثر ما تؤكد عليه الفتاة في بحثها عن زوج المستقبل، إحساسها العميق برجولته، وقدرته على حمايتها!

وهذا خلاف ما تعودت منه في سلوكه الفضولي، وملاحقتها أينما ذهبت!!

يقول أحد الخبراء في الزواج واسمه إمرام ساينفلد:

" إن كثيراً من الزيجات التي تقوم على أساس الجسم فقط، أو على غرام سرعان ما تتحطّم عندما يواجه الزوجان مشكلات أخرى للتوافق.

ولكي يتحقّق الزواج السعيد، يجب أن يكون هناك توافق وتجاوب بين الأزواج والزيجات في جميع النواحي العاطفية والعقلية والخلقية والجسمية، وإلا فإن ذلك يؤدي إلى انهيار الحياة الزوجية ".

يقول العالم " مارشال ":

(تقدموا إلى الزواج لأنه المنقذ الوحيد من الفشل في معترك الحياة واجتهد!

أن تستحوذ على قلب زوجتك، فهي الوحيدة التي بيدها هناؤك وشقاؤك...).

وأخيراً.. كن رجلاً عاقلاً وإلاّ!

أفسدت على نفسك فرص النجاح....



[1]  مكارم الأخلاق : ص421 .

[2]  ميزان الحكمة : ج4 ، ص277 .

[3]  ميزان الحكمة : ج4 ، ص277 .

[4]  ميزان الحكمة : ج4 ، ص277 .

[5]  ميزان الحكمة : ج4 ، ص277 .

[6]  قضايا المرأة في الشعر العربي الحديث في مصر : ص311 .

 

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست