| 
    ||||||||
| 
                     
  | 
    ||||||||
| 
         لما
        كان الإسلام
        نظاماً
        عالمياً لا
        يختص بجماعة
        معينة ولا
        بزمان أو
        مكان محددين,
        فإن تعاليمه
        تتجه نحو "الإنسان
        الطبيعي"
        الذي يحمل كل
        صفات
        الإنسان
        الأصيلة غير
        ناظر إلى
        جنسيته أو
        لونه أو جنسه
        أو سنه أو
        علمه. "الإنسان
        الطبيعي" هو
        الذي يمتلك
        فطرة الله
        التي فطر
        الناس عليها,
        أي الفطرة
        التي لم تلوث
        بالأوهام
        والخرافات.
        ونحن نطلق
        على مثل هذا
        الإنسان اسم:
        الإنسان
        الفطري. مما
        لا شك فيه أن
        امتياز
        الإنسان على
        سائر
        الحيوانات
        إنما كان
        بفضل ما
        يتملكه من
        قوى الفكر
        والعقل,
        بينما لا
        تمتلك سائر
        الحيوانات
        هذه الهبة
        الإلهية.  إن
        العامل
        الوحيد في
        نشاطات أي
        كائن حي ـ
        عدا الإنسان
        ـ هو غرائز
        ذلك الكائن
        الحي, إذ
        إنها هي التي
        تدفعه
        وتوجهه
        لممارسة
        سائر أعماله
        الحياتية. فالإنسان
        هو الكائن
        الوحيد الذي
        زود بجهاز
        حاكم مهيمن
        على عواطفه
        المختلفة...
        هذا الجهاز
        قادر على
        النظر في
        دوافع
        العواطف
        المختلفة
        ليشخص بعدها
        المصلحة
        الحقيقية في
        هذه الدوافع.
        فربما ألحت
        عاطفة
        الإنسان على
        القيام بأمر
        تصدى لها هذا
        الجهاز
        بالرفض لعدم
        وجود مصلحة
        في هذا الأمر,
        وربما رغب
        الإنسان عن
        شيء كان موقف
        هذا الجهاز
        هو الرغبة
        فيه لانطواء
        ذلك الشيء
        على مصلحة
        إنسانية
        حقيقية.    أساس
        التربية في
        المدرسة
        الإسلامية لابد
        لأي منهج
        تربوي
        متكامل أن
        يستند إلى
        الخصائص
        النوعية
        التي يمتاز
        بها الكائن
        الحي الذي
        يخضع لهذا
        المنهج, ومن
        هنا شاد
        الإسلام
        صرحه
        التربوي على
        أساس "التعقل"
        لا على أساس
        المشاعر
        العاطفية,
        واتجه في
        الدعوة على
        مجموعة من
        العقائد
        النزيهة
        والأخلاق
        الفاضلة
        والقوانين
        العملية
        التي يستطيع
        الإنسان
        الفطري بما
        يمتلكه من
        تعقل خالٍ من
        الشوائب
        والخرافات
        أن يتقبلها
        ويؤمن
        بصحتها.   الإنسان
        الفطري يدرك
        بما وهبه
        الله من فطرة
        أن هذا
        العالم
        الكبير وما
        يحتوي عليه
        من ذرات
        صغيرة دقيقة
        ومجرات
        كبيرة هائلة
        ذو نظام دقيق
        عجيب يخضع
        لقدرة
        الخالق
        الأحد. وأن
        وجود هذا
        العالم
        وخواصه
        وحركته
        وفعاليته
        إنما
        يستمدها من
        خالقه
        وموجده. والإنسان
        الفطري, يدرك
        أيضاً أن
        العالم بكل
        أجزائه
        المتناثرة,
        يشكل وحدة
        كبيرة وكل ما
        فيه من
        موجودات هي
        في حالة
        ترابط تام
        وتأثير
        متبادل. والإنسان
        الذي يشكل
        جزءً صغيراً
        جداً من هذا
        الكون
        الكبير ليس
        إلا ظاهرة
        أسهم في
        تكوينها
        عالم الوجود
        كله.
        فالإنسان
        وليد هذا
        الوجود.
        وبعبارة
        أخرى, فهو
        مخلوق من قبل
        القوة
        المهيمنة
        على هذا
        الوجود. بناءً
        على هذا, فان
        كل ما ينطوي
        عليه
        الإنسان من
        أجهزة وقوى
        وعواطف
        وملكة عقلية
        هي من تصميم
        تلك القوة
        المهيمنة
        وتدبيرها,
        وهذه القوة
        المهيمنة, هي
        التي تضمن
        سعادة هذا
        الإنسان
        ورفاهه عن
        طريق القوى
        المختلفة
        المودعة في
        كيانه.  فالإنسان
        يستطيع أن
        يميز الخير
        عن الشر
        مستعيناً
        بشعوره
        وإرادته
        الحرة ليسلك
        بعدها
        الطريق الذي
        يختاره. فهو
        إذن "فاعل
        مختار" لكن
        الذي ينبغي
        ان لا يغرب
        عن بالنا, هو
        ان إرادة
        خالق هذا
        الإنسان هي
        التي شاءت أن
        يكون تكوينه
        بهذا الشكل
        الذي يجعل
        منه إنساناً
        حراً. والإنسان
        الفطري, يؤمن
        ـ استناداً
        إلى
        المقدمات
        الفكرية
        المذكورة ـ,
        بأن سعادته
        الحقيقية في
        الحياة, لا
        تتحقق إلا
        بما أشار
        إليه خالق
        هذا الإنسان
        وبما اختاره
        وأرشد إليه, (تأمل
        بدقة). والإنسان
        الفطري, بعد
        ذلك سيستقر
        على ان
        الطريق
        الوحيد
        لضمان
        سعادته في
        مسيرة
        الحياة, هو
        ان يفهم
        مكانته من
        عالم الوجود.
        وان يعلم
        بأنه جزء لا
        يتجزأ من
        موجودات
        الطبيعة, وان
        يخضع لخالق
        هذا الكون
        دون سواه
        متبعاً
        المنهج الذي
        ترشده إليه
        فطرته
        ويشيره عليه
        عقله.   الثبات
        والتغير في
        الأحكام
        والقوانين ان
        المنهج الذي
        يتبعه
        الإنسان في
        مسيرة
        الحياة,
        يتمثل
        بأحكام
        وقوانين ذات
        طابعين
        متمايزين. 1 ـ
        أحكام
        وقوانين
        ترتبط
        بالمحافظة
        على المصالح
        الحياتية
        للإنسان,
        ولها صفة
        ثابتة لأنها
        تنظم أسس
        حياة
        الإنسان في
        كل زمان
        ومكان. وهذه
        الأسس, تتمثل
        بعبودية
        الإنسان
        وخضوعه
        لخالقه
        وباحتياج
        الإنسان
        دائماً إلى
        الغذاء
        والمسكن
        والزواج
        والدفاع عن
        النفس
        والحياة
        الجماعية. 2 ـ
        أحكام
        وقوانين
        ترتبط
        بالجانب
        المؤقت
        الخاص
        للإنسان,
        وتختلف
        باختلاف
        طريقة
        الحياة,
        وتتغير
        بتغير
        المدنية,
        وبتطور
        المظاهر
        الاجتماعية.  فالإنسان
        الذي كان
        يتنقل من
        مكان لآخر
        بوسائل
        بدائية, لم
        يكن ليحتاج
        إلى الطرق
        المنظمة
        المشعبة في
        الأرض ولا
        إلى قوانين
        الملاحة
        البحرية أو
        الجوية
        المنظمة
        المعقدة
        التي
        نحتاجها
        اليوم. والإنسان
        الأولي, كان
        يلبي
        احتياجاته
        الأساسية عن
        طريق مجموعة
        بسيطة من
        القوانين
        التي تنظم
        شؤونه, أما
        اليوم فإن
        تطور
        المظاهر
        الاجتماعية
        وتوسعها قد
        تطلب قوانين
        مختلفة
        معقدة. والإسلام
        يضع من أفكار
        الإنسان
        وأعماله
        الفطرية,
        أساساً
        للمنهج الذي
        ينبغي ان
        يسير عليه
        الفرد
        والجماعة من
        أجل إيجاد
        المجتمع
        السامي الذي
        ينشده. من
        هنا فإن
        أحكام
        الإسلام
        تنقسم إلى
        ثابتة
        ومتغيرة,
        فالقسم
        الأول منها
        يستند إلى
        طبيعة
        الإنسان
        وخصائصه
        التي تميزه
        عن سائر
        الموجودات
        وسماها
        الإسلام:
        الدين
        والشريعة,
        وأكد على ان
        سعادة
        الإنسان
        تتحقق في ظل
        هذه الأحكام
        فقال تعالى: {فأقم
        وجهك للدين
        حنيفاً فطرة
        الله التي
        فطر الناس
        عليها لا
        تبديل لخلق
        الله ذلك
        الدين القيم}[1]. أما
        القسم
        الثاني من
        الأحكام, فهي
        كما أسلفنا
        متغيرة
        بتغير مصالح
        الناس في
        الأزمنة
        والأمكنة
        المختلفة.
        وهي منوطة
        برأي الحاكم
        الشرعي الذي
        يشخص
        الاحتياجات
        ضمن إطار
        المصلحة
        الزمنية وفي
        ضوء الأحكام
        الثابتة
        للشريعة. وليست
        هذه الأحكام
        المتغيرة من
        الدين
        والشريعة
        بشيء إلا إن
        الإسلام حث
        على
        الالتزام
        بها فقال
        تعالى: {يا
        أيها الذين
        آمنوا
        أطيعوا الله
        وأطيعوا
        الرسول
        وأولي الأمر
        منكم}[2]. هذه
        هي خلاصة
        المنهج
        الإلهي في
        تلبية
        احتياجات
        الإنسان في
        كل عصر, ولا
        زالت
        المسألة
        تحتاج إلى
        مزيد من
        التوضيح آمل
        أن أُميط
        عنها اللثام
        أكثر في
        البحث
        القادم ان
        شاء الله.   الأحكام
        الثابتة
        والمتغيرة
        في الإسلام ذكرنا
        في الفصل
        السابق أن
        الأحكام
        الإسلامية
        تنقسم إلى
        قسمين
        متمايزين
        هما الأحكام
        الثابتة
        والأحكام
        المتغيرة. نعود
        هنا فنؤكد ان
        الأحكام
        الثابتة, هي
        تربط
        بالطبيعة
        الإنسانية
        وبالتكوين
        الإنساني
        ولا تختص
        بزمان أو
        مكان معينين,
        ولا بجنس أو
        لون خاصين. فاجتماع
        ثلة من
        الأفراد في
        أي مكان وفي
        أي زمان
        يتطلب تبعاً
        لطبيعتهم
        الإنسانية
        الموحدة
        الثابتة
        مجموعة من
        القواعد
        والقوانين
        التي تلبي
        احتياجاتهم...
        كما أن هذه
        الثلة من
        الأفراد, لها
        إدراك
        وتفكير
        موحدان ـ إن
        لم تمسه
        الأوهام
        والخرافات ـ,
        من هنا فإن
        التشريعات
        التي تتحكم
        في هؤلاء
        الأفراد,
        ينبغي ان
        تنسجم
        وتفكيرهم
        السليم
        الخالي من
        الشوائب. ولما
        كانت
        الاحتياجات
        المذكورة
        مرتبطة
        بالطبيعة
        الإنسانية,
        فلا بد ان
        تكون هي
        الأخرى
        ثابتة. فالحب
        والبغض
        والخوف
        والرجاء
        والاحتياج
        إلى الماء
        والطعام
        وإلى تلبية
        نداء
        الغريزة
        الجنسية
        وإلى اللباس
        والسكن كلها
        متشابهة
        ومتساوية
        وثابتة عند
        جميع البشر
        في كل زمان
        ومكان. * * * والإسلام
        يتحدث إلى
        البشرية
        بهذا المنطق.
        فهو يقول: ان
        الضمان
        الوحيد
        لسلامة
        الحياة
        الإنساية, هو
        وجود قوانين
        وقواعد
        تنسجم
        وطبيعة
        الحياة
        الإنسانية
        العامة
        والخاصة. الإسلام
        ينادي
        البشرية
        بالابتعاد
        عن الأهواء
        والتعصبات
        ويدعوها إلى
        السعي وراء
        الحق
        والتمسك
        بأهدابه,
        ويحذرها من
        إطلاق اسم
        الرجعية على
        الالتزام
        بالحقيقة,
        ويجنبها
        التمسك
        بالتقاليد
        القديمة
        انطلاقاً من
        التعصب
        القومي
        والقبلي,
        وينبهها على
        ان لا تصبح
        أُلعوبة في
        يد الأهواء
        والأغراض
        وفي أيدي
        الجبابرة من
        أبناء البشر. الإسلام
        يدعو إلى
        التسليم
        لخالق الكون,
        العالم
        بطبيعة
        التكوين
        الإنساني
        واحتياجات
        هذا التكوين. ومن
        أجل تحقيق
        هذا التسليم
        وتلبية
        الاحتياجات
        التي يفرضها
        التكوين
        الإنساني,
        وجه الخالق
        أبناء البشر
        نحو سلسلة من
        العقائد
        والأخلاق
        والأحكام
        الثابتة
        الضرورية
        سميت بالدين,
        وهي غير
        قابلة
        للتغيير في
        كل الظروف.
        والدين يهدف
        إلى سمو
        الإنسان
        وتكامله في
        جميع مراحل
        حياته,
        ويرتبط
        ارتباطاً
        وثيقاً
        بتكوين
        الإنسان
        الذاتي
        وطبيعة
        الكون الذي
        يعيش فيه. ان
        فروع
        العقيدة
        والأخلاق
        والأحكام
        متماسكة
        فيما بينها
        تماسكاً
        متيناً,
        ومنسجمة مع
        أجزاء هذا
        الكون
        العظيم بكل
        موجوداته. وهذه
        صفة هامة
        للتشريع
        الإسلامي,
        لكنا لسنا
        الآن بصددها,
        وإنما الذي
        أردنا
        التأكيد
        عليه في هذا
        المقال
        الموجز هو
        وجود الجانب
        الثابت في
        الأحكام
        الإسلامية. 
  | 
    ||||||||
        
  |