قصة فيها عبرة يرويها الإمام الصادق عليه السلام

قصة فيها عبرة يرويها الإمام الصادق عليه السلام روي عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله :مر عيسى بن مريم عليه السلام على قرية قد مات اهلها وطيرها ودوابها فقال :أما انهم لم يموتوا إلا بسخطة ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا ،فقال الحواريون : ياروح الله وكلمته أدع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت اعمالهم فنتجنبها ،فدعا عليه السلام ربه فنودي من السماء أن نادهم ، فقال عليه السلام : يا أهل هذه القرية،فأجابه منهم مجيب : لبيك ياروح الله وكلمته ،فقال عليه السلام : ويحكم ماكانت اعمالكم قال : عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد، وغفلة في لهو ولعب . فقال عليه السلام : كيف كان حبكم للدنيا ؟قال : كحب الصبي لأمه أذا اقبلت علينا فرحنا وسررنا واذا ادبرت عنا بكينا وحزنا .فقال عليه السلام : كيف كانت عبادتكم للطاغوت ؟قال : الطاعه لأهل المعاصي .قال عليه السلام : كيف كانت عاقبة امركم؟قال : بتنا ليلة في عافية واصبحنا في الهاويه. قال عليه السلام : ما الهاوية؟ قال : سجين .قال عليه السلام : وما سجين. قال : جبال من جمر ، توقد علينا الى يوم القيامه .قال عليه السلام : فما قلتم وما قيل لكم ؟قال : قلنا : ردنا الى الدنيا فنزهد فيها ، قيل لنا : كذبتم .قال عليه السلام : ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟قال :ياروح الله أنهم ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد وأني كنت فيهم ولم أكن منهم فلما نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم لا ادري اكبكب فيها أم انجو منها .فألتفت عيسى عليه السلام الى الحواريين وقال : يا اولياء الله أكل الخبز اليابس بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة.‏‏
من كتاب خمسون درسا في الأخلاق _ للشيخ عباس القمي ) رحمه الله

Loading