أخلاق شيعة أهل البيت عليهم السلام

أخلاق شيعة أهل البيت عليهم السلام

حدد الإمام الصادق عليه السلام في عشرات النصوص المواصفات التي ينبغي أن يكون عليها شيعته وأتباعه من خلال وصاياه وتوجيهاته وأحاديثه مع أصحابه معتبراً أن التشيع يمثل برنامج حياة متكامل كما يمثل الشخصية الإسلامية التي إذا عاشت في المجتمع كانت خيراً وبركة عليه وعلى الناس من حوله .

فقد ورد عنه عليه السلام أنه قال: “شيعتنا أهل الهدى، وأهل التقى، وأهل الخير، وأهل الإيمان، وأهل الفتح والظفر”.

عن المفضل، عنه عليه السلام: “إياك والسفلة، فإنما شيعة علي عليه السلام من عف بطنه وفرجه، واشتد جهاده، وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه، فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر”.

وعن أبيه عليهما السلام: أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصـاري ” يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون يا جابر، إلا بالتواضع والتخشع، والأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم الصلاة، والبر بالوالدين، والتعاهد للجيران من الفقراء، وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير، وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء . قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحداً بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب، حسب الرجل أن يقول: أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً ؟ فلو قال: إني احب رسول الله، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير من علي عليه السلام، ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئاً، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة، أحب العباد الى الله عز وجل (وأكرمهم عليه) أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر: والله ما يتقرب الى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام: “شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا، المتزاورون في إحياء أمرنا، الذين إذا غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من جاوروا وسلم لمن خالطوا”.

وأما ما ينبغي أن تكون عليه صورة الإنسان المنتسب لخط أهل البيت عليهم السلام في المجتمع وعلاقته مع الناس، فقد ورد عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: “عليك بتقوى الله والورع والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة، وحسن الخلق، وحسن الجوار، وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا (أي عاراً)”.

وعنه عليه السلام أنه قال: “كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد (أي الاجتهاد في العمل بطاعة الله) والصلاة والخير فإن ذلك داعية”، (أي يكون عملكم الحسن داعياً للناس للدخول فيما أنتم فيه من ولاية أهل البيت عليهم السلام).

كما ورد عن زيد الشحام أنه قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: “اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم (أي من الشيعة) ويأخذ بقولي السلام، وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها براً أو فاجراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بأداء الخيط والمخيط (أي الإبرة)، صِلوا عشائركم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث، وأدّى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفريّ فيسرني ذلك ويدخل عليّ منه السرور وقيل هذا أدب جعفر، فوالله لقد حدّثني أبي عليه السلام أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها، أدّاهم للأمانة (أي أكثرهم وأحسنهم تأدية لها) وأقضاهم للحقوق، وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل العشيرة عنه فتقول: من مثل فلان، إنه لأدّانا للأمانة وأصدقنا للحديث”.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
شبكة المعارف


 

Loading