العلامة الشيخ حسين العايش البراك
من مواليد الهفوف عام 1381هـ. التحق بطلب العلم فتوجه إلى مدينة قم المقدسة عام 1399هـ وأنهى فيها جميع دراساته من المقدمات والسطوح والبحث الخارج وقد أمتاز الشيخ (حفظه الله) بالنبوغ والعبقرية في إتقان الدروس وفهم المباني وحضور التحقيق والتدقيق – كما أوضح ذلك أساتذته – ووفق للحضور عند أشهر أساتذة البحث الخارج في قم المقدسة مع ثناء العلماء عليه وإطرائهم له فقد حضر عند آية الله السيد محمود الهاشمي الشهرودي الفقه، وأنهى دورة كاملة على يديه في الأصول، وقررها بأسلوب متميز كما أنه قرر أبحاثه الفقهية في الإجارة والخمس ويبلغ ما كتبه في الأصول سبع مجلدات وفي الفقه ستة مجلدات كبيرة وقد أثنى على حضوره السيد الهاشمي الشهرودي ووصفه بأنه حضور تحقيق وتدقيق.
كما حضر أبحاث آية الله العظمى الشيخ الوحيد الخراساني في الفقه والأصول وقد أوضح الشيخ الوحيد الخراساني المكانة العلمية الرفيعة للشيخ حسين العايش الأصولية والفقهية لدروس الشيخ الوحيد أكثر من ستة مجلدات كبيرة.
كما أنه حضر أبحاث الحج للشيخ الفاضل آية الله الانكراني وأعجب به كثيراً بل أمره أن يفتح درساً لبحث الخارج ومن المعلوم أنه لا يصدر هذا الأمر إلاّ من بلغ رتبة الاجتهاد ونال الحظ الأوفر في التحقيق العلمي.
التدريس
يمارس الشيخ (حفظه الله) التدريس في الحوزة العلمية بالأحساء وهو أستاذ السطوح العليا للرسائل والمكاسب والكفاية كما أنه الأستاذ الأبرز للأبحاث الفلسفية وقد أنهى ثلاث دورات في تدريس الفلسفة الإسلامية وقد سُجِّلت أبحاثه الفلسفية لشرح نهاية الحكمة وتبلغ ثلاث مجلدات كبيرة ووضعت مبرمجة على أقراص مدمجة (cd) ينوف القرص الواحد على مائتين وأربعين درساً كما أنّ أبحاثه في شرح المكاسب في الفقه والكفاية والرسائل في الأصول سجلت وبرمجت على قرص مدمج (cd) يحوي أكثر من عشرة مجلدات في الفقه
والأصول وهي تحت الطبع بعد ترتيبها وتحقيقها.
تلامذته
تخرج على يديه عندما كان يدرس في فقم المقدسة من أهل القطيف وسوريا والعراق ولبنان وجميع الخليج وأفريقيا وساحل العاج وسير اليون وغينيا وأثيوبيا وأندونيسيا واليمن وغيرها من الدول وهم الآن من الشخصيات المعروفة الهامة، كما تخرج على يديه في غضون وجوده في الأحساء من عام 1415 هـ إلى عام 1426هـ العشرات من طلاب العلم وأصحاب الفضيلة وذوي القدرات في الكتابة والمنبر الحسيني وهم أئمة الجماعة في الأحساء وقراها.
ومن تلامذته :
1) السيد أحمد الياسين
2) السيد عبد الله حسين الياسين
3) الشيخ حبيب الحمد
4) الشيخ عيسى الحبارة
5) الشيخ حسين السعيد
6) الشيخ محمد الدوخي
7) الشيخ ناجي الحليو
8) الشيخ علي بو عويس
9) الشيخ عبد العزيز القضيب
10) الشيخ محمد الحرز
11) الشيخ عبدالهادي اللويم
12) الشيخ حيدر السندي
13) الشيخ مصطفى الاحمد
14) الشيخ إدريس الحمد
15) الشيخ محمد سلمان التريكي
16) الشيخ عبد المعطي الحدب
17) الشيخ ناصر العمراني
18) الشيخ محمد الدليم
19) الشيخ جعفر المسيليم
20) الشيخ عبد الحميد الناصر (رحمه الله)
21) الشيخ إسماعيل الهفوفي
22) الشيخ مفيد الموسى (رحمه الله)
وغيرهم الكثير.
نشاطه الديني والاجتماعي
لقد كان للشيخ حسين العايش الأثر الطيب والزرع المبارك فمنذ أنّ حلّ في ربوع الأحساء وهو يوم المصلين في المساجد المختلفة ويذكر الناس بالله وبالسيرة العطرة للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) ولأهل البيت (عليهم السلام) ويفسر القرآن الكريم وقد بلغت أبحاثه في التفسير وسائر الموضوعات أكثر من مائتي شريط كاسيت وقد فرغ بعضها – كتفسير سورة الحديد فبلغ أكثر من ثلاثمائة صفحة – وثلاث مجلدات بعنوان الثقافة والفكر في الإسلام تناول فيها مواضيع متنوعة كما أنه يشارك بفعالية في المناسبات الدينية بكلمات يركز فيها على وحدة الأمة الإسلامية والأخذ بالوسطية ونبذ التفرقة والعنف ورفع المستوى الفكري للشباب مما أوجب له المحبة في قلوب الناس وقد رأينا الكثير من الشباب المؤمن ومن الشخصيات اللامعة في المجتمع الأحسائي ممن يعبَر قائلاً: ((إنّ وجود الشيخ من النعم العظيمة على المنطقة بشكل عام وعلى الأحساء بشكل خاص)) .
خصائص ذاتية
لعل من أروع الصفات التي نشاهدها في الشيخ حسين العايش هي انفتاحه فهو الذي يقبل الحوار مع أي كان، ويحترم الرأي الآخر كما أنه في غاية التواضع واحترام الآخرين وقد سمعنا الآخرين ممن تعاملوا معه فأبدوا إعجابهم الشديد بشخصيته الفذة بل صرح بعضهم بأنه فوجئ بهذه الخصلة الحميدة في الشيخ إذْ أنه لا يرى لنفسه وجوداً في قبال الآخرين ويتعامل معهم بالحب والتقدير .
إدارة الشيخ لحملة التقوى
إدارة حملة يبلغ عدد حجاجهم أكثر من (200) حاج ليس بالشيء السهل، خصوصاً في حملة كحملة التقوى التي تستقطب جميع ألوان المجتمع و صنوفه باختلاف مشاربهم و توجههم و مناطقهم، وقد استطاع سماحة الشيخ حسين العايش أن يذلل الصعاب التي تواجهها الحملة بسبب روحيته وعمق فكره.و بأسلوبه الفذ تمكن من أقناع كل حاج أن كل مشكلة لها حل، وأنّ كل عمل له سلبياته، و بذلك أوجد التوازن في الحملة بين الحجاج و أعضاء الحملة.و لكي نتلمس واقعية هذه الأسطر سألنا سماحة الشيخ ناجي الحليو، ما هو سر نجاح حملة التقوى فأجاب: إذا كان لكل عمل محور فمحور الحملة سماحة الشيخ حسين العايش حفظه الله و إذا كان لكل عمل مركزية فمركزية الحملة هو الشيخ، و سر النجاح الذي حققته الحملة يكمن في عقلية الشيخ الإدارية و شخصيته الفذة، حيث يمتلك عقلاً واسعًا و خبرات عظيمة في فن التعامل و الإدارة، كما يمتلك روحاً جذابة وشعبيةً اجتماعية، بالإضافة إلى المرتبة العلمية العالية.إن لسماحة الشيخ أسلوب متفرد في إدارة الحملة، يسحر بسببه قلوب الحجاج فيمتص غضبهم في حالت الغضب و يغدق عليهم بعطفه فيما لو احتاجوا إليه.وكم هي الشواهد الدالة على ذلك التي لا تنتهي و لا تنقضي، و هاك احدها دليلاً على براعة أسلوب الشيخ في تحقيق التوازن في الحملة : يعتبر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة شاقاً على الحجاج و على اللجان الإدارية.ولما فيه من المناسك المتعبة قد يضجر بعض الحجاج، بسبب تأخير الذبح أو بسبب أخر فينسب للحملة التقصير والإهمال في حقه. و في هذا الجو المتشنج يأتي الشيخ بأسلوبه و ذكائه يعيد الألفة بين الحجاج و الحملة؛ حيث يقوم -بكل تواضع- بتقديم وجبة الغداء بيديه إلى الحجاج في يوم عيد الأضحى.و حين يقوم بهذا العمل ترى كوكبةً من طلبة العلم تحوطه لتقديم خدمات التغذية معه، و بهذا العمل تُخلق روح الانسجام و الألفة بين كل فرد من أفراد الحملة.
تذليل الصعاب
وجود المرشد وجود مهم باعتبار أنّ أعمال الحج أعمال مترابطة من جهة، وأعماله متوقفة بعضها على البعض الآخر، و يحتاج الحاج كي يحج بيسرٍ و سهولة إلى مرشدٍ يملك علمية واسعة و إدارة قوية، كما يمتلك فتية شجعان قادرين على خوض الأزمات و الإبحار في أشد العواصف.لقد كان الشيخ بحق يمتلك أعلى المميزات في قيادته الحكيمة، فكان يقود سفينته بركابها في أمواج البحار المتلاطمة و عواصفه العظيمة دون أن يُدرك ركّابه ذلك أو يشعرون بها.
حفظ الله الشيخ وأدامه علماً لأمته ونبراساً لبلده