.

:الموضوع

منشأ سوء الظنّ

علائم الوساوس

2 ـ الكسل والخمول

3 ـ سوء الظنّ

الفصل الحادي عشر

سوء الظنّ

سوء الظنّ

يبحث هذا الفصل في مسألة سوء الظنّ في البيت، هذا المرض المهلك للإنسان، والمخّرب للمؤسسة الأسرية، وقد لا نجد شيئاً أكثر هدماً لبناء الأسرة من سوء الظنّ.

منشأ سوء الظنّ

ينشأ سوء الظنّ من الوسومة الفكرية حينما يتسلط الشيطان على عقل الإنسان، وعندها يضحى هذا الإنسان غشاشاً متظاهراً منافقاً، وبعبارة أخرى يصبح شيطاناً إنسياً،والشيطان كثيراً ما يستخدم عقله لإيقاع الآخرين في المهالك.

قد يتسلط الشيطان على قلب الإنسان، وفي هذه الحالة ـ ومن منظار قرآني ـ يصبح القلب تابعاً للهوى والهوس، ليصبح فاسقاً فاجراً، وعلى حد القرآن الكريم يصبح عابداً ولكن للشيطان:

(ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنّه لكم عدو مبين) (يس/60).

وقد يتسلط الشيطان على قوّة الخيال الإنسانية فيوسوس لها، عندها يسمى صاحبها بالوسواسي، والوسوسة على قسمين، وسوسة فكرية وهي التي سنبحث فيها في هذا الفصل، ووسوسة عملية وهي المعروفة بين المقدّسين الذين يُفرطون في تطهير أنفسهم، ولا يظنّون أنهم تطهّروا.

فإذا تسلط الشيطان على القوة الخيالية تمكن من تمرير أفكاره الباطلة إلى العقل الإنساني، وإذا ما كانت القضية مرتبطة بالعمل، ظهرت على الإنسان أعمال تدلّ على عدم اطمئنانه من نفسه، أو من الآخرين أو حتى من المياه والشجر والحيوانات.

قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:

(الوسواس شعبة من الجنون)[1].

جاء أحدهم إلى الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، ليُطري عنده على عقل شخصٍ آخر، وبعد أن انتهى من ذلك قال: يا بن رسول الله إنّ نفسه توسوس له، فتبسم الإمام (ع)! (أي إنك تقول عنه عاقل، ونفسه توسوس له! ثم قال سلام الله عليه:

(لما نزلت هذه الآية (والذين فعلوا فاحشة) صعد إبليس جبلاً بمكة يقال له: ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: يا سيّدنا لم دعوتنا؟ قال: نزلت هذه الآية: فمن لها؟ فقام عفريت من الشياطين فقال: أنا لها بكذا وكذا، قال: لستَ لها، فقام آخر فقال: مثل ذلك فقال: لستَ لهان فقال الوسواس الخنّاس: أنا لها، قال: بماذا؟ قال أعدهم وأمنّيهم حتى يواقعوا الخطيئة فإذا واقعوا الخطيئة أنسيتهم الاستغفار، فقال: أنت لها..)[2].

علائم الوسواس.

1 ـ الضرب بالخيال:

إن للوسوسة الكفرية أخطاراً كثيرة من جملتها الضرب بالخيال حيث نرى أن البعض، وبسبب ذلك الضرب لا يرون أنفسهم أو غيرهم إلا مسيئين، لأنهم بعيدون عن رؤية الصفات الحميدة في أنفسهم وفي الآخرين كونهم يبحثون دائماً عن عيوبهم، وعيوب أصحابهم، ومجتمعهم، وهنا تكمن الخطورة.

إن الفرد الذي يشعر بالوضاعة والانحطاط لا يمكن أن يرتقي أو يسمو، والضارب في الخيال أحد الذين يشعرون بالحطّة والوضاعة، ومثل هؤلاء الأفراد كمثل الذباب الذي لا يستطيع العيش في حديقة غنّاء، لأنه يفضل ذلك في مزبلة قذرة.

وبناء على ذلك أوصى النساء خاصةً بعدم الولوغ في الضرب في الخيال، لأن ذلك يؤدي إلى عدم رؤية حسنات أزواجهن.

وأنتم أيها الرجال! حاولوا دائماً مراقبة حسنات نسائكم لا سيئاتهن وكونوا كالبلابل التي تحب الجلوس على الأغصان المورقة، ولا تكونوا كالذباب الذي يبحث عن القيح والجروح النازفة والمزابل القذرة.

إن الإنسان بطبيعته غير وفيّ، فلو عاش أحدكم بسعادة بالغة مع امرأةٍ له،ثم صرخ في وجهها يوماً، تناست كل تلك الأعمال السعيدة التي عاشتها إلى جنب زوجها.

هذه المرأة التي تعمل ليلاً ونهاراً من أجل زوجها وأبنائها، ولم يظهر منها شيء سيء على مدى سنين طوال، إذا امتنعت يوماً عن تنفيذ إرادة لزوجها،نسيَ كل شيء وأمسك بهذا الامتناع فقط، وعندها تراه يتغيّر ويغدو كالسبع الضاري، وهذا ما يدلل على وفاء الإنسان النسبي، أو قد يقول بعضهم بعدم وجود الوفاء عند الإنسان:

(قُتِلَ الإنسان ما أكفره) (عبس/17).

2 ـ الكسل والخمول

من الآثار الأخرى للوساوس الفكرية الكسل والخمول، فعندما يفكّر الإنسان في سبب وجوده في هذه الحياة؟ لماذا أتى؟ وإلى أين سيذهب؟ وهل أنّ أفعاله ستؤدي به إلى الفرح والسرور؟ أو إلى الحزن والهم؟.

إن التوغل في مثل هذه الأفكار قد يؤدي بالفرد إلى الانتحار وهذا ما نراه كثيراً في الدول الغربية العلمانية.

إن بعض الشباب يركز على هذا السؤال دائماً، من أجل ماذا خلقنا؟.

إن منشأ هذا السؤال هو الوسوسة الفكرية التي تُتْعِبُ الإنسان وتجعله خاملاً كسولاً لا يقوى على شيء مفيد ونافع، والجدير بالذكر أن الأفراد التي تتفاقم عندهم هذه الحالة لا يقتنعون بأحاديث العلماء والمثقفين والواعين بسبب وجود تلك الأفكار التافهة، ولذا تراهم يقولون في أغلب الأحيان لو أننا لم نُخلق لكان ذلك أفضل؟!

لن أنسى عبارات ذلك الكاتب الجميلة والتي يقول فيها:

عندما استيقظت صباحاً في أحد الأيام حيث كنتُ حينها قلقاً وخاملاً قلت: يالله، يومٌ آخر، وصباح آخر، ومن ثم نظرت أمامي لأرى على منضدتي صحيفة قديمة، كان فيها موضوعان متناقضان وعجيبان.

الموضوع الأول: انتحار شخص، وكانت طريقة انتحاره غريبة جداً، كان في معدته قرحة، فأراد استخراج معدته تلك التي كان يتألم منها على مدى سنين طوال، فشقّ بطنه بسكين حادة وهو يقول لمعدته: أريد أن أعيش دقيقة واحدة بدونك! وبعد دقيقة واحدة فارق الحياة.

أما الموضوع الثاني والذي كان في الجهة المقابلة للموضوع الأول وهو مقالة لإحدى السيدات جاء فيها: الحمد لله في كل صباح، الحمد لله الذي جعلني استفيق من نوم عميق، لأستقبل يوماً جديداً بكل نشاط، والحمد له على نعمة العمر الذي حبانا إياها لنتمكن من استقبال الأيام المتتالية.

يقول هذا الكاتب: أطرقت قليلاً لأفكر بمنبع ومنشأ انتحار ذلك الرجل، ونشاط تلك المرأة، وخمولي وكسلي، فلم أر منشأ لذلك غير الوساوس الفكرية التي تحصل على اثر التعب الشديد، والنصب الزائد وعدم إعطاء فرصة جيدة للعقل ليفكر بشكل أفضل.

3 ـ سوء الظنّ

إن الأثر الأهم من تلك الأثرين السيئين، والذي ينتج بسبب الوسوسة الفكرية هو: سوء الظنّ، سوء الظنّ بمن في البيت، وسوء الظنّ بمن في المجتمع، ومن ثم سوء الظنّ بالله ـ والعياذ بالله ـ، وبالرسول، وبالكتاب، وبالأئمة الأطهار، وعندها يكون الإنسان كافراً بسبب سوء ظنّه ذاك.

إن سوء الظنّ من الشيطان، والشيطان لا يقنع بالقليل، بالرغم من أنه يشرع من القليل حتى يصل بالبشر إلى الطبقة السابعة من جهنم، عندها يسخر منهم ويقول: ما الذي جاء بكم إلى هنا؟.

إنها الوسوسة الفكرية التي تجعل الإنسان يسيء الظن رويداً رويدا حتى يبلغ به الأمر إلى الظنّ سوءاً بالعلي القدير وبرسله وكتبه والأئمة من أهل بيت نبيّه الأمين سلام الله عليهم.

 أخطار سوء الظنّ

إن أحد أخطار سوء الظنّ هو تفسيق وتكفير الآخرين، فقد نرى شاباً متديناً خيّراً، ثورياًّ، يفسٌّق عالماً جليلاً بسبب سوء الظنّ، فحينما يظنّ ذلك الشاب سوءاً بالعالم الجليل سيعتبره فاسقاً، ثم كافراً، وبعد ذلك يجيز لنفسه قتله، وهذا ليس بالوضع الاعتيادي، بل يمكن اعتباره وضعاً استثنائياً ينمّ عن جنون ناتج عن وساوس أدت إلى سوء الظنّ بالآخرين.

أما إذا أساء الرجل الظنّ ـ والعياذ بالله ـ بزوجته فسوف يحيك القصص والحكايات لأجل أن يُرضي نفسه الخاضعة للوساوس الفكرية.

فقد يسعل أحدهم في الشارع فيقول الرجل لزوجته في داره، إن ذلك الرجل يعنيك بسعاله ذاك، وأنا أعرف ذلك!! وهذا هو عين الجنون، أو قد يتأخر الرجل ساعةً في طابور الخبّاز فتظنّ زوجته بأن له زوجة أخرى ذهب إليها، وحينما يرجع تبدأ بالنواح والعويل! وهذا هو عين الجنون.

يقال إن رجلاً وامرأته ناما على سطح الدار، فرأى الرجل المجرّة المعروفة باسم "طريق الأسد" في قلب السماء باتجاه القبلة، وهو ما يعرف عنه بين الناس بطريق مكة، فسأل زوجته عن ذلك؟ فقالت إنه طريق مكّة، فإذا ما ضيّع الحجاج طريقهم إلى مكة استدلوا به عليها.

وما إن سمع الرجل ذلك الجواب من زوجته حتى انتفض قائماً وهو يقول: إنك أردت أن ننام هنا كي يستدل علينا الحجاج فيقتلونني وتتزوجين أحدهم؟.

قد لا تكون هذه الحكاية واقعية، ولكن شخصاً أخبرني بأخرى واقعية عجبتُ لها كثيراً.

يقول ذلك الرجل: جاء رجلٌ من الحامل للوساوس الفكرية مع زوجته الحاملة للوساوس العملية، فالتفت إلى المرأة وقلت لها: أيتها السيدة! إذا سمعتِ وأطعت كلامي لمدة ستة شهور، ستخرج تلك الوساوس من قلبك وإلى الأبد بعود الله تعالى.

وما إن انتهيت من عبارتي تلك حتى قام زوجها ممتعضاً تاركاً معالجته التي جاء من أجلها، وبعد مدة من الزمن قصيرة اتصل بي تلفونياً ليقول: لقد أدركت مغزى كلامك لزوجتي، إنك كنت تقول لها بالإشارة، أطلبي الطلاق من زوجك لأتزوجك، وبعد ستة أشهر ستشفين مما أنتِ فيه!!.

إن سوء ظنّ الرجل بزوجته، وسوء ظنّ الزوجة بزوجها يبعث على بروز الاتهامات بينهما، فترى الرجل على سبيل المثال يتهم زوجته بالسرقة حينما يفقد مبلغاً معيناً قد يكون استخدمه في شراء حوائج خاصة به.

من هنا يبدأ لينتهي بأن يسيء الظنّ بعفّتها، وقد تفعل هي ذلك ايضاً بدون حرج ولا حياء!:

(ولا تقفُ ما ليس لك به علمٌ، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) (الإسراء/ 36).

(وظنتم ظنّ السوء، وكنتم قوماً بُوراً) (الفتح/12).

إن الأمة التي يظن أفرادها ببعضهم البعض هالكة لا محالة، فلا تسيئوا الظنّ بإخوانكم وأخواتكم واتقوا الله الذي يراكم من حيث لا ترونه.

إن إحدى مصائب ثورتنا الإسلامية هي سوء الظنّ المتفشي بين الأفراد الذين يدّعون الثورية، والذين يدّعون أنهم من حزب الله، والجدير بالذكر أن ظنّهم ذاك لا يطابق الواقع بنسبة 99%:

(قُتِلَ الخرَّاصون، الذين هم في غمرةٍ ساهون) (الذاريات/10، 11).

قال أمير المؤمنين سلام الله تعالى عليه:

(ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنّن بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملاً)[3].

جاء في الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وقف أمام الكعبة وقال:

(حرم الله دم المؤمن، ومالهن وسوء الظنّ به)[4].

كانت إحدى النساء تُسيء الظنّ كثيراً بزوجها، فجاءها ذات يوم ليقول لها: وجدت عملاً إضافياً لمدة ساعتين في اليوم ـ عملاً إضافياً من أجلها ـ، يقول وبعد انتهاء عملي، حملت بعض الطعام اللذيذ الذي قدّم لي في مكان عملي إلى منزلي لأتناوله مع زوجتي وأطفالي ـ وكنت حينها متعباً جداً ـ.

طرقت الباب، وإذا بزوجتي تفتح لي وتقول بغضب شديد: أذهب إلى تلك التي قضيت معها أول الليل، فقلت لها: سمعاً وطاعة، فرجعت إلى الفندق الذي أعمل فيه عملاَ إضافياً لأتناول عشائي وأبيت فيه إلى الصباح.

وفي اليوم التالي: ذهبت لاستئجار دارٍ بعد أو أوصيت هذا وذاك من أجل العثور على زوجةٍ جديدةٍ، ولم يمضِ يومان حتى وجدت من أضحت زوجة ثانية لي، لأبقى معها أسبوعاً واحداً.

رجعت إلى منزلي القديم لأقول لزوجتي الأولى: من الآن فصاعداً سأكون ليلة هنا وليلة عند الذي طردتِني إليها، وإذا لم يعجبك الأمر فسأمضي ليلتين هناك، وليلة هنا:

(إن الشياطين ليُوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم، وإنْ أطعتموهم إنّكم لمشركون)(الأنعام/121).

إذا أساء الرجل الظنّ بزوجته فقد اكتسب إثماً عظيماً، وإذا ما أثبت حاكم الشرع سوء ظنّ الرجل بزوجته، حقَّ له أن يضربه من 25 ـ 79 جلدة أو ضربة سوط، لأن ذلك الظنّ السيء بالزوجة يبعث على فساد المجتمع، وهو من الكبائر:

(إيّاكم والظنّ، فإنّ الظنّ أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا)[5].

وقال أمير المؤمنين عليّ عليه السلام:

(الرجل السوء لا يظنّ بأحد خيراً لأنّه لا يراه إلاّ بوصف نفسه)[6].

إن الذي يؤمن بالله تباركت أسماؤه، لا ينبغي أن يظنّ بالآخرين سوءاً، ولا يتجسس عليهم، ولا يتحسس منهم، فقد يتجسس فرد على جارٍ له فتصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

وعلى سبيل المثال: لو رأت امرأة شاباًّ دخل إلى البيت المجاور عليها أن تظنّ خيراً وتقول إن ذلك الشاب هو أحد أرحام جارتنا فلانة، هذا إذا كانت مسلمة، أما إذا تجسست وأخبرت هذا وذاك وجمعت الناس على دار جارتها قد يفهم زوج تلك السيدة خطأٌ بأن زوجته أساءت إلى دينها وعفتها، فيطلقها، ويُحرم أبناؤها من المعيل وما إلى ذلك من البلايا التي تصدر عن التجسس على الآخرين.

إن البعض من الذين يدّعون التدين والقدسية يتجسسون على هذا وذاك فيذهبون بماء وجوه الآخرين نتيجة سوء ظنّهم وتطفّلهم مما يبعث على حدوث طلاق أو نزاع، أو خصام.

وإذا ما سألت صاحبنا ذلك الذي تجسس على الآخرين لأجابك بأنه من حزب الله، وكان لا بُدّ له من أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

أيها السيد! إنك ليس من حزب الله، إنك من حزب الشيطان وإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يتم بالتجسس على الآخرين، فلا بأس بك أن تتعلم دينك أولاً، لتمارس بعد ذلك كيفية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال تعالى في محكم كتابه المجيد:

(إنّ الظنّ لا يُغني من الحق شيئاً) (النجم/28).

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

(لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين، تتبع الله عثرته، ومن تتبّع الله عثرته يفضحه)[7].

وقال صلى الله عليه وآله ايضاً:

(إنِّي لم أؤمَر أنقّب عن قلوب الناس ولا أشقَّ بطونهم)[8].



[1]  بحار الأنوار/ ج77، ص133.

[2]  بحار الأنوار/ ج63، ص197.

[3]  بحار الأنوار/ ج75 ص196.

[4]  بحار الأنوار/ ج76، ص71.

[5]  سنن أبي داود/ خ4917.

[6]  غرر الحكم.

[7]  الكافي/ ج2، ص255.

[8]  كنز العمال/ خ31597.