.

:الموضوع

2 ـ العناد

3 ـ التوقع الزائد عن الحدّ

4 ـ عدم تقبّل الانتقاد

الفصل الخامس 3

شعب العُجب.

1 ـ المراء والجدال

المراء والجدال حالة يكون فيها المرءُ طالباً لتمشية ما يقول بالإكراه، وهذا ما نراه رائجاً بين معظم الناس، وخصوصاً بين الأميين، فتراهم يقولون ما لا يعقل ولكنهم يصرّون على أن قولهم هو الصواب، وهذا الأمر لا يخلو من المعصية بل يعدّه الكثير من العلماء من الكبائر.

يقول أبو الدرداء، كنّا ثلاثة نماري ونجادل بعضنا بعضاً، وبينا كنا على تلك الحال، وإذا برسول الله (ص) يأتي وقد بان عليه الغضب وقد تغيّر لون وجهه، يقول أبو الدرداء، لم أر رسول الله (ص) في هكذا حالة أبداً.

بعد ذلك قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم:

" ما ضلّ قوم إلاّ أوثقوا الجدل "[1].
إن القرآن الكريم تعرّض كثيراً إلى مسألة الجدل ولا بأس هنا من استعراض بعض الآيات لأجل أن ننتفع وننتهي عمّا نحن فيه من جدال:

(ومن الناس من يُجادل في الله بغيرِ علمٍ ويتّبع كُلّ شيطان مريد) (الحج/2).
(ما يجادل في آيات الله إلاَّ الذين كفروا)
(المؤمن/4).

(الذين يجادلون في آيات الله بغير سُلطان أتاهم، كبُر مقتاً عند الله، وعند الذين آمنوا) (المؤمن/35).

(إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) (الأنعام/121).

إن الزوج الذي يحاول أن يجادل زوجته ويماريها يدوس على المحبة والألفة بكلتا قدميه، وأن المرأة التي تثير الضجيج من أجل تمشية كلامها في البيت تُخرب بيتها بيدها وهي جاهلة، ومَنْ كان مِنَ الرجال متحملاً لحديث الزوجة جزاه الله خير الجزاء، وحباه الله على سكوته ذاك عدَّة رياضٍ من رياض الجنة، كما جاء في الخبر الصحيح؛ ولكن لنعلم جميعاً وكما قال الإمام عليّ (ع) بأن الجدل يؤدي إلى الشك:

" إياكم والجدل، فإنّه يورث الشكّ "[2].

2 ـ العناد

شعبة أخرى من شعب العجب هي العناد، والتي نرى من خلالها بعض النساء ـ على حد قول العامة ـ تضع رجلها في فم الأفعى ولا تنتهي عن عنادها.

وأن البعض من الرجال عنود إلى درجة يكون فيها مستعداً لأن يُلقي بنفسه في بئر عميقة شريطة أن لا يتنازل عن كلمةٍ قالها اعتباطاً، وهذا هو عين الخطر.

إن القرآن الكريم يقسم الناس إلى قسمين:

قسم يمتثل للحق تطمئن قلوبهم إلى ذلك، بل وتفيض أعينهم من الدمع فرحاً وسروراً بقبول الحق:

(وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيضُ من الدمع مما عَرَفوا من الحق) (المائدة/83).

وقسم آخر يرى بأمِّ عينه ويتفكر له، بل يقول: إذا كان هذا هو الحق من عندك، فأتني بعذابك الشديد، وهذه الحالة تقع ضمن الحالات المرضية أو ما ينطلق عليه بالمصطلح الحديث ـ العصاب ـ:

(وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحقَّ من عِندك فأَمطِر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم) (الأنفال/32).

إن البعض من الرجال لا يعرف أن يجيب إلاَّ بـ" لا "، وقد تتحدث امرأة إلى زوجها عشر دقائق، ثم تطلب الجواب منه فلا يقول لها إلاَّ " لا "، وإذا ما سألته عما قالت تأتيها الإجابة بأنه لا يمكن أن ينفّذ لها طلباتها حتى لو كانت مشروعة؛ وهكذا بعض النساء إذ لا تتقبل أمراً، ولا تطيع زوجاً ولا تعرف إلاَّ العناد وتمضية ما تقول.

إن الاستغلال والاستعمار حالتان ممقوتتان كونهما يذهبان بالاستقلال الفردي والاستقلال الاجتماعي، والكل يعلم بأن الاستعمار الانجليزي عمل جاهداً ولا يزال يمارس عمليتي الاستغلال والاستعمار في دنيا اليوم.

إن من يمارس الاستغلال والاستعمار لا بد له من ورود جهنم وبئس المصير، ولا بُدّ من أن يلقى العذاب الذي ينتظره عند مليك مقتدر.

ولكن يمكن القول إن الاستعمار في بعض حالاته حَسنٌ، وهذا ما يمكن أن نراه في استعمار المرأة لقلب زوجها، أو استعمار الرجل لقلب امرأته، والذي أعنيه بهذا الاستعمار الأخير لا يتعدى أن يكون تسخيراً للقلوب حيث تستطيعٍ امرأةٌ ذكيةٌ وعاقلةٌ تسخير قلب زوجها، ويتمكن رجل فطن ومدرِكٌ أن يسخِّر قلب امرأته، وذلك من خلال الابتعاد عن العناد، والتصرف وفق ما جاء في الروايات الشريفة المتواترة والتي تؤكد على عقلانية العمل أو التصرف المؤدي إلى استتاب واستقرار الحالة النفسية في البيت.

فعندما تسخر المرأة قلب زوجها بطاعتها له، وبالتزامها بتربية الأولاد تربية إسلامية تتمكن من إيجاد حالة من الاستقرار في البين الأسري، هذا إذا كانت بعيدةً عن العناد الذي يقلب البيت إلى جهنم حامية.

لذا ينبغي لنا جميعاً ن نترك العناد إلى غير رجعة، وأن نكون منسجمين ما استطعنا كي نقدم للمجتمع ابناء صالحين غير معاندين، وليعلم الجميع بأن العناد حالة مرضية، إذا ما دخلت منزلاً تركته متأزماً نفسياً.

3 ـ التوقع الزائد عن الحدّ

يقول علماء النفس، إن الأمثال المستخدمة في المجتمع تعتبر بمثابة مرآة لما يدور في ذلك المجتمع، وإن القصص والحكايات التي نراها اليوم هي انعكاس لأحداث جرت في حقبة زمنية معينة، فنرى على سبيل المثال حكاية قيس وليلى، وفرهاد وشيرين اللتين لا تتعديان أن تكونا أسطورتين عكستا أفكار مجتمع معين في زمن معين.

وإن المثل المستخدم اليوم في مجتمعنا المُعاش هذا من مثل " يريد كباباً ولم يأتِ بلحم" موجودةٌ مصاديقه على أيامنا هذه في بعض البيوتات.

فالبعض من النساء يتوقعن من أزواجهن أكثر مما ينبغي أن يُتَوَقَّع منهم فترى إحداهن تتوقع ليلة العيد من زوجها قميصاً قيمته ألف تومان بالرغم من أنها تعلم جيداً بأنه لا يتقاضى غير خمسة آلاف تومان شهرياً، ولكنها وعلى الرغم من كل ذلك لا تقبل هديةً منه أقلّ من تلك التي ذكرنا.

فالتوقع الزائد عن الحدّ يمكن أن يحلّق بالمتوقّع إلى عوالم خيالية لا واقع لها ولا حقيقة، إذ قد يكون الزوج العامل في بعض إدارات الدولة أقلّ معاشا من عامل بسيط يعمل معه في نفس الدائرة، وإن العمل في الدوائر الرسمية لا يعني أن المدير أو المحاسب يستطيع إبدال أثاث منزله في كلّ عيد، وإذا ما أجبرت المرأة زوجها على أن يجلب لها حاجة تضرّ بميزانية الأسرة تكون قد عملت منكراً ستحاسب عليه يوم القيامة. لأن توقعها الزائد لا يتناسب ومعاش زوجها المحدود، وبذلك سوف تؤدي هذه الحالة بالنتيجة على أن يقترض الرجل مبلغاً من المال لتأمين تلك الحوائج ويضحى بالتالي يعاني من تراكم القروض التي تقضّ مضجعه.

ايتها السيدات! لا ينبغي لكنّ إراقة ماء وجه أزواجكن من خلال توقعات زائدة وغير معقولة، ولا بأس عليكن أن توجهْنَ أنظارهم إلى احترامكن، واعلموا بأن التوقع الغير معقول يؤدي بالفرد إلى ابتذال شخصيته.

وأنتم ايها الرجال الغيارى! لا يجدر بكم أن تتوقعوا من نسائكم اللواتي يعملن في المنزل ليل نهار، أن تجدوا موائد طعامكم ممدودة، حين تأتون منازلكم قبل الوقت المعين لقدومكم، وحاولوا جهد الإمكان توقع أقل من ذلك لأن المرأة ترتبط بالأبناء أكثر منكم، وإن تربية الأبناء ليست بالأمر الهين السهل، فلا تحاولوا الضغط على نسائكم، وإن فعلتم فإنكم تساهمون في هدم الوسط العائلي الذي هو أساس المجتمع الإسلامي العظيم.

إن السيارة التي تحمل طنّين من الحديد لا يمكن تحميلها خمسة أطنان منه، ولو فعل سائقها ذلك لما تاتى له أن يصل بحمله ذاك إلى المكان الذي يريده وقد تسير السيارة مسافة بذلك الحمل لكنها لا تعدو أن تكون بضعة أمتار لتقف بعدها بدون حراك.

والأمر بالنسبة للزوجة يشبه على حدٍّ ما مثالنا هذا، حيث إذا حاول الرجل الضغط عليها انهارت أعصابها، وفقدت نشاطها وبذلك تتوقع عن إكمال المسيرة المعقولة التي رسمها الباري لها.

لذا لا ينبغي للرجال والنساء أن يحمّل بعضهم البعض ما لا طاقة لهم به، ولا يجدر بهم أن يتوقعوا من بعضهم البعض أعمالا وأفعالاً لا تمت إلى الواقع بصلة.

4 ـ عدم تقبّل الانتقاد

وأما الشعبة الرابعة من العُجب فهي عدم تقبّل الانتقاد، ولا بد لي هنا من القول وأوجّه عبارتي هذه إلى النساء على وجه الخصوص وأقول بأن الإسلام يرفض الغيبة ويعمل بالنقد، ولا أعني النقد ذلك الذي يجوز فيه المرء لنفسه الاستهزاء والسخرية بالآخرين في غيابهم وحضورهم، كلا، بل أعني به النقد البنّاء.

قال الإمام الصادق جعفر بن محمد عليه السلام:

" أحَبَّ إخواني إليَّ من أهدى عُيوبي إليَّ "[3].

النقد ضروري ولكن الأكثر ضرورة منه قبوله، فالرجل الذي يشرح لزوجته نواقصها عليه أن يتحدث لها بكل احترام بعيداً عن الاستهزاء، والسخرية فما عليها إلاَّ أن تتقبل المسألة برحابة صدر، وتُغيِّر من حالها في اليوم التالي.

وإذا كان الرجل سيء الأخلاق في البيت فاحشاً ينبغي للزوجة أن تخبره بذلك بطريقة فنّية وبكل أدب فتقول له مثلاً إن سبابك وشتيمتك للأبناء قد تؤدي بهم إلى أن يكونوا معقّدين مستقبلاً، وحينها يجب على الزوج أن يمتثل للأمر الواقع ويغيّر أسلوبه معهم كي تستقيم حياتهم العائلية بعيداً عن الضجيج والصخب.

وإذا ما امتنع أحدهم عن قبول النقد، فإنه بذلك يعرّض بيته للحقد والضغينة والكراهية، فتتهاوى المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، ولا يبقى إلاَّ العويل والصراخ والضجيج بسبب عدم التنازل الذي هو في مصلحة ونفع الأسرة، التي يجب أن يسودها الوئام والانسجام.

*   *   *

الفصل الخامس 3

التحبب والتودد

إن بحثنا هذا يدور حول كيفية جذب المحبة، وما هي التي تؤدي إلى ذلك؟ أي ما هي الأمور التي ينبغي أن يمارسها الزوج والزوجة لكي تزداد المحبة في البين الأسري؟ وكيف يمكن لنا أن نجعل الحاكم في المنزل هو الحب والوئام؟ حتى لو كان لنا الكثير من الأبناء، وكنا نعيل في بيوتنا إخواناً وأخواتٍ فمحبة الزوج يجب أن تتقدم على محبة الآخرين؛ وإذا ما فعلنا ذلك سنصل بحول الله وقوته إلى نتيجة طيبة وحسنة.

الكبيرة التي تبدو صغيرة

إن علماء النفس يستخدمون عبارة " الصغار الكبار " في بعض بحوثهم النفسية، وهذه العبارة بحدّ ذاتها تحمل في طياتها لطافة خاصة، وكما تعلمون أن علم النفس هو علم خاص ودقيق، وأن أغلب عباراته تحمل هذه الصفة المميّزة.

فعبارة " الصغار الكبار " على سبيل المثال تعني أن بعض العبارات التي نستخدمها قد تبدو صغيرة وتافهة، لكنها في حقيقة أمرها كبيرة وجليلة، فهناك من العبارات التي نطلقها بين الفينة والأخرى ونتعامل بها مع أحبائنا ونعتبرها صغيرة قد تتسبب في قلع جذور المحبة من قلوب الذين نتحدث إليهم، لتبدّل الحب إلى بغض والوئام إلى عداوة، والعكس هو الصحيح.

1 ـ النظافة والطهارة

إن إحدى المسائل التي أكدّ عليها الدين الإسلامي الحنيف هي مسألة النظافة، فالفرد المسلم يجب عليه أن يكون نظيفاً أينما حلّ، سواء في الدار أو في الشارع أو المجامع العمومية، فقد نشاهد بعض الأفراد لا يهتمون كثيراً لهذه المسألة الحساسة، وينظرون إليها على أنها مسالة جانبية وصغيرة وتافهة مما يبعث على نفور الآخرين منهم.

إن الأفراد الذين يردون المجتمع ورائحة العرق تفوح من أحدهم، بالإضافة على قميصه التي غدت ياقته سوداء من كثرة الاستعمال لا يمكن أن ينظر إليهم نظرة طبيعية، فلو تحدث شخص إليكم وكانت اسنانه صفراء، وكانت رائحة فمه نتنة ماذا يمكن أن تقولوا عنه؟ فقد يسمّي البعض منهم نفسه ضمن دائرة حزب الله، وجواربه تزكم الأنوف، وهذا ما حدث بالفعل على أيامنا هذه، حيث ظهرت في المجتمع ظاهرة عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، وعدم الاهتمام بالنظافة، وإذا ما سألت أحدهم عن السبب أجابك بأنها مسائل لا ينبغي الاهتمام بها، وما دام القلب طاهراً تهون بقيّة المسائل!!.

كان أغلب الشباب على زمن الطاغوت يتمثّلون بالغرب الكافر، فترى حالات " الهيبية " و" البيتل " وما إلى ذلك من المصطلحات والعبارات المستوردة من خارج البلاد الإسلامية، وكانوا يطيلون شعور رؤوسهم ويرتدون بناطيل قذرة ممزّقة ويسيرون في الشوارع حفاة، أو بأحذية لا يرض العاقل أن يضع فيها قدمه، وقد امتدت تلك الحالة فشملت شباب ثورتنا الإسلامية هذا اليوم حتى لترى البعض ممن يدّعي الانتماء إلى حزب الله يترك لحيته وشاربه بدون ترتيب، ويرتدي ما رثّ من الثياب ويفتعل أفعالاً وأقوالاً يفهم منها أنه متشبّه بالدراويش الذين أداروا ظهورهم للدنيا في حُقَبٍ زمنية بائدة.

فالذي يدّعي أنه من حزب الله، يجب عليه أن يهتم بمظهره أولاً، وأن يراعي مسائل النظافة والطهارة لأن الباري تعالى يحب النظيف الطاهر، ويمقت القذر الشعث، ومن يفعل ذلك فهو من حزب الشيطان ولا علاقة له بحزب الله أبداً.

إن الإسلام العظيم لا يطلب منك شراء ما غلا ثمنه من الملابس، ولكنه يقول، عليكم بالنظافة والترتيب والنظم، فالرجل الشعث القذر ممقوت في مجتمعه، ممقوت في منزله في محل سكناه، ولا يظن من يفعل ذلك أنَّ الناس سينظرون إليه نظرة مقدسة وسامية، كلا، وألف كلا، فالناس تحبّ النظافة، وتتودد إلى النظيف.

إن البعض من المتدينين ينظر إلى مسألة السواك، ومسألة نظافة حذائه على أنها مسائل تافهة وصغيرة وحقيرة، ولكن الأمر غير ذلك، لأنها كبيرة إذا ما أمعنت النظر فيها، وإنها تقلّل من أهميّة الفرد إذا تركت، فكيف لك أن تتحدث للآخرين ورائحة فمك نتنة؟ ألا تخجل من ذلك؟ ألا تستحي من نفسك؟.

قال رسول الله (ص).
" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة "[4].

فالرجل الذي ينام إلى جانب زوجته وهو على تلك الحال، ستتحمله زوجته لعدة ايام، وبعد ذلك يبدأ العد التنازلي في التحمل ليصل ـ لا سمح الله ـ إلى مرحلة الصفر، عنها تشرع الزوجة بالاحتجاج والتحجّج على هذه الحالة الوضيعة.

وكذا الأمر بالنسبة للزوجة التي تفوح منها رائحة التعرق ورائحة الفم النتنة، وفي جميع الأحوال نقول، إن البدن المتعرق عار عرفي، وعار شرعي، لأن الإنسان ينبغي له أن يكون نظيفاً في مجتمعه، وفي منزله، وفي السفر والحضر، وإن "النظافة من الإيمان". كما جاء عن الرسول الأكرم (ص).

فإذا أردت التعرف على المسلم الحقيقي فانظر إلى نظافته وإلاَّ فإسلامه ناقص، وهذا ما يسمّيه علماء النفس بالصغائر الكبيرة.



[1]  بحار الأنوار/ ج2، ص 138.

[2]  بحار الأنوار/ ج10، ص94.

[3]  بحار الأنوار/ ج74، ص282.

[4]  فروع الكافي/ ج3، ص22.