.

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست

3 ـ لا عفو في الصلاة

4 ـ دور الصلاة في تحقيق حاجات الإنسان

5 ـ تخصيص بناء للصلاة

6 ـ تكرر الطلب

7 ـ أنواع مختلفة

8 ـ تكفير تارك الصلاة

9 ـ أول سؤال في القيامة

10 ـ الصلاة تعدل الإيمان

11 ـ الصلاة باعث على إصلاح النفس

الدرس السادس

محراب العبادة

الأذان والاقامة

ثواب المؤذن

شروط المؤذن وكيفية الأذان

الوضوء

جفاء الله

تجديد الوضوء

 

3 ـ لا عفو في الصلاة

يرتبط كل واحد من التكاليف الشرعية بصنف خاص من العباد، أو تعفى منه بعض الأصناف. فالصوم مثلاً واجب على غير المريض والمسافر و... والخمس والزكاة والحجّ تتعلق بمن لهم القدرة المالية. والنساء والشيوخ وأصناف أخرى غيرهما مستثنون من حكم الجهاد. لكن الصلاة فريضة دائمية وعامة واجبة حال الخوف وحال الأمن. وفي الليل والنهار، وفي جميع شهور السنة، على الحر والعبد، والرجل والمرأة، والغني والفقير، والسليم والمريض، والمقيم والمسافر و... بل إن القرآن الكريم يأمر بأداء الصلاة مشياً أو ركوباً إن كانت الظروف صعبة لا يسع المجال معها للتوقف[1] أو النزول.

هل خطر ببالكم إلى الآن لماذا يعرّف الطفل في أولى ساعات ولادته بنداء الصلاة، ويهمس بالأذان والإقامة في أذنه، ويصلى على جثمانه بعد الموت وقبل الدفن؟

لماذا تكون الصلاة هي الخطوة الأولى التي تخطى في ساحة التكليف؟ ولماذا يطلب أولياء الله في آخر لحظات عمرهم فرصة أداء ركعتين من الصلاة عادة؟

ألا تنبئ أجوبة هذه الأسئلة عن أهمية هذه الفريضة العظيمة التي يجب أن تستوعب العمر كله؟

4 ـ دور الصلاة في تحقيق حاجات الإنسان

إن الاستمداد والاستعانة بغير القدرة الأزلية في الحياة أمر يتبرّأ منه الإنسان في كل يوم باعتباره أمراً مخالفاً للقيم، ويؤكد في الصلوات اليومية على القول: (إياك نعبد وإياك نستعين).

وقد أشار الله تبارك وتعالى إلى عملين كوسيلتين للاستعانة هما: الصبر والصلاة[2]. كما أوصى في الروايات بأداء صلوات مختلفة لحل مشكلات الحياة، وبلوغ الحاجات. فإنه وإن كان نظام العالم يقوم على أسباب وعلل مادية لكن حدوث هذه الأسباب وتأثيرها بيد الله سبحانه. ولابد من الاستعانة بقوة غيبية لايقاع الانسجام بين هذه الأسباب والعوامل، وهو ما يحصل بالصلاة.

وفي رواية:

"كان رسول الله (ص) إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة"[3].

وفي حديث آخر عن الرسول الأكرم (ص) ما معناه: من صلى ركعتين لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه[4].

فالصلاة تعد مؤثرة ومهمة أيضاً لكونها مما يمكن أن يلعب دوراً مؤثراً في تلبية وتحقيق حاجات الإنسان الحياتية.

5 ـ تخصيص بناء للصلاة

ومن الوجوه الأخرى التي تثبت أهمية الصلاة وعظمتها إقامة الأبنية الخاصة لأداء هذه الفريضة. فالمساجد وإن كانت تشكل مقراً وحصناً للدولة لكن الصلاة والعبادة أهم عمل يؤدي فيها وهو العنوان الذي بنيت من أجله[5]. فالقيام بتأسيس المساجد وبنائها وانتشار هذه الظاهرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وعلى مرّ العصور والقرون للدفاع عن فريضة الإيمان والتي تكشف عن عمق إيمان المسلم[6] يحكي عن تكريم لهذا الواجب وتعظيم له من قبل الله سبحانه وتعالى.

6 ـ تكرر الطلب

ينبئ إلفات النظر المتكرر إلى واجب معين، وطلب تنفيذه بصورة دائمة عن أهمية ذلك الواجب وعظمته. فإذا كلف أحد بملاقاة إحدى الشخصيات خمس مرات في اليوم فإنه لا ريب سيتبادر إلى الذهن السؤال عنه، وعن مدى الأهمية التي يحظى بها هذا الشخص، حتى يجب الذهاب إليه عدة مرات في اليوم. والصلاة عبادة يساق الناس إليها عدة مرات في اليوم. وقد خصصت ـ عدا اللقاءات الضرورية والإلزامية التي اعتبرت فرائض وواجبات ـ لقاءات حرة للعباد بالصلاة. وهي تنبئ جيداً عن أهمية هذا العمل.

إن هذه العبادة التي تبدو أمراً تكرارياً رتيباً بحسب الظاهر، وورد تشبيهها بسلم ترقي الإنسان وعروجه، يمثل كل جزء وركعة منها سلماً يعرج بالناس إلى المدارج السامية.

7 ـ أنواع مختلفة

إن أصول وأركان هذه العبادة العظيمة وإن كانت متفقة وواحدة، لكن هناك اختلافات كثيرة تظهر لدى المقارنة فيما بين أشكال هذه العبادة المختلفة. فهناك اختلافات تشاهد بين الصلوات المختلفة من حيث الركعات والركوعات، ومن جهة القراءات والسور، وبلحاظ الأذكار والأدعية المستحبة، ومن ناحية ظروف الزمان ونية إقامة الصلاة وغيرها. فلكل بلاء، أو شدة أو رخاء صلاة، فمنها صلاة الاستسقاء، وصلاة الشكر، وصلاة الخوف، وصلاة الحاجة، وصلاة الزيارة، وصلاة العيدين، وصلاة الجمعة، وصلاة المريض، وصلاة المسافر، وصلاة الميت، وصلاة القضاء، وصلاة الطواف، وصلاة الاستخارة، وصلاة أول الشهر، وصلاة ليلة الدفن، وصلاة الجائع، وصلاة الوسواس، وصلاة الاستغاثة، وصلاة الأئمة المعصومين (ع)، وصلاة الوصية، وصلاة تقوية الذاكرة، وصلاة العفو، وصلاة كل يوم من أيام الأسبوع، وصلاة نافلة الليل وما شابه ذلك من الصلوات التي ليس بوسع الإنسان احصاء عددها أو الاحاطة بها. إن هذا التنوع يمكن أن يعتبر دليلاً آخر على أهمية هذه العبادة أيضاً.

8 ـ تكفير تارك الصلاة

تقدمت الإشارة منا في هذا الكتاب إلى أن أولى قدم كانت توضع في صدر الإسلام في بداية الاعتناق للدين الحنيف تكون في ساحة الصلاة، إذ كان المعتنقون للإسلام حديثاً يدخلون دار الدين بعد الاقرار بالتوحيد من باب الصلاة. كما يستدل أيضاً استناداً إلى الروايات على أن الخطوة النهائية في حدود الدين تكون بترك الصلاة أيضاً. فعن الرسول الأكرم (ص) قال:

"ما بين المسلم وبين أن يكفر إلا أن يترك الصلاة الفريضة متعمداً أو يتهاون بها فلا يصليها"[7]. وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (ع) يقول بصراحة:

"لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة"[8].

9 ـ أول سؤال في القيامة

لقد أشير في المصادر الإسلامية إلى نحو من الأولوية في ترتيب النظر في ملف أعمال الناس وكتبهم يوم الحساب، فلا تعتبر الصلاة أول ما يحاسب المرء عليه ذلك اليوم فحسب، بل تعتبر سلامة ملف الصلاة شرطاً في النظر في سائر الأعمال أيضاً فعن الباقر (ع) أنه قال:

"إن أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها"[9].

وفي حديث آخر عن رسول الله (ص) أنه قال:

"أول ما ينظر في عمل العبد في يوم القيامة في صلاته، فإن قبلت نظر في غيرها، وإن لم تقبل لم ينظر في عمله بشيء"[10].

وفي رواية أخرى عن علي (ع) قال: "إن كل شيء تبع لصلاتك"[11].

10 ـ الصلاة تعدل الإيمان

لقد ظل المسلمون طيلة ستة عشر عاماً من بعثة الرسول (ص) يعبدون ويصلون نحو بيت المقدس. وبعد هذه المدة الطويلة نسبياً تحولت قبلة المسلمين ـ بفعل بعض المصالح الخاصة، وبهدف التخلص من انتقاص اليهود لهم على عدم وجود قبلة له ـ إلى الكعبة المشرفة. وإثر هذا التحول الحاصل في قبلة المسلمين واجه المسلمون شبهة حول صحة الصلوات التي أدوها نحو بيت المقدس، ووجوب الإعادة أو القضاء فيها؟ وفي هذا الشأن نزلت الآية الكريمة:

(وما كان الله ليضيع ايمانكم)[12].

فعبر في الآية المذكورة عن الصلوات الماضية بالإيمان مما يكشف عن أن الصلاة عند الله تعدل الإيمان.

11 ـ الصلاة باعث على إصلاح النفس

ورد في روايات كثيرة أن المصلي إذا كان مبتلى بفساد أخلاقي، واستمر في أداء صلاته، فإن الآثار المعنوية للصلاة ستجعل منه فرداً صالحاً في المستقبل، إذ لا يجتمع الفساد الأخلاقي مع الصلاة في شخص واحد. ففي رواية في هذا الصدد: روي أن فتى من الأنصار كان يصلي الصلاة مع رسول الله (ص) ويرتكب الفواحش، فوصف ذلك لرسول الله (ص) فقال: ""إن صلاته تنهاه يوما ما فلم يلبث أن تاب"[13]ن أن  فالمجرمون والمذنبون من أصحاب النار هم ـ بتصريح القرآن ـ تاركو الصلاة إذ يقال لهم: (ما سلككم في سقر قالوا لم نكُ من المصلين)[14]. وبسبب الصلاة تأكل الحسرة تاركها، وتورثه الندم، حيث يقول تارك الصلاة عند الموت: (رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)[15] أي لاصلي ما تركت من صلواتي لكن الجواب يكون بالنفي[16].

الدرس السادس

محراب العبادة

الأذان والاقامة

الأذان نداء الصحوة، وصوت الرحمة، ونشيد العبودية، ووله المخلوق بالخالق، فقد كانت أنغام أذان بلال المنعشة تداعب قلب نبي الوالهين الأتقياء، وتبعث السكون والهدوء والحب والرحمة فيه إنه نشيد الحرية والإيمان الذي يثني على المطلق، ويدعو التائهين الحيارى إلى دار آمنة، وساحة عزه الأذان نداء التنزيه الذي يبدأ باسم الله ويختم به.. والأذان أول صوت يداعب اذن الوليد بعد ولادته.. وخير مؤنس للإنسان في الخلوات والفلوات والصحارى الموحشة[17]، وأعظم منذر العالمين بأن الله أكبر من كل شغل، وفوق كل وصف، فهلموا إليه.. واقبلوا عليه، فهو الأكبر والأحق بالاهتمام.. هو باعث الأنبياء إلى الناس هداة لهم ومرشدين.. هو ذا يدعوكم إليه.. لتفلحوا.. ليثيبكم خير الثواب على خير عمل.. هو الأكبر القادر ـ دون الناس ـ على تلبية حاجة الإنسان الواله الحيران.

يقول الميرزا جواد الملكي التبريزي (ره): "إذا سمعت "الله أكبر" فوجه قلبه صوب عظمة الذات المقدسة وكبريائها، وصغر الدنيا وما فيها، كي لا تكون كاذباً في تكبيرك، وكلما سمعت (لا إله إلا الله) فامح كل معبود غيره من لوح القلب"[18].

ثواب المؤذن

ما من شعار أقوى وأنفذ من الأذان.. ولا شعور أسد وأحكم من تبيين الموقف الفكري والسياسي من على المآذن والمنابر المتعارفة. فعن رسول الله (ص) أنه قال:

"يغفر للمؤذن مدّ صوته وبصره، ويصدقه كل رطب ويابس، وله من كل من يصلي بأذانه حسنة"[19].

وفي حديث آخر عنه أيضاً قال:

"لحم المؤذن ودمه على النار حرام، من أذن لوجه الله سبع سنين كتب الله له براءة من النار"[20].

ويعدّ في ثالث المؤذنين أطول الناس أعناقاً وأرفعهم رأساً يوم القيامة[21].

وفي رواية أخرى عنه قال:

"أول من يدخل الجنة بعد الأنبياء والشهداء المؤذنون، ولا عمل خير من الأذان إلا الجهاد في سبيل الله"[22].

شروط المؤذن وكيفية الأذان

ينبغي أن تكون في المؤذن صفات وخصائص خاصة: فعن أمير المؤمنين علي (ع) قال: "المؤذن أفصح الناس"[23]. وقد اختار الرسول الأكرم (ص) بنفسه مؤذنه، وكان يعيّن المؤذن لسائر المساجد المهمة كمسجد قِبَا، كأي منصب رسمي[24]. وعادة ما أسند هذا المنصب لمن لديهم صوت جهوري جميل. ولقد تحدث في شأن المؤذن، وثواب الأذان، ودعا للمؤذنين حتى قال له أحد أصحابه: يا رسول الله إنهم يجتلدون على الأذان فقال: "كلا إنه ليأتي على الناس زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم"[25].

وكان مؤذن رسول الله (ص) بلال الحبشي، بالرغم من سواد بشرته، يتحلى بفضائل أخلاقية، وسوابق ثورية، ومشاركة في جبهات القتال في معارك بدر وأحد والأحزاب، وظل محافظاً على هذه السمة من أول أذان للرسول (ص) وحتى أواخر عمره الشريف.

وكان يصم أذنيه بيديه ليوصل صوته إلى جميع نواحي المدينة، ويدير وجهه مؤذنا إلى الجوانب المختلفة[26] لكنه يكون في أغلب أحواله متجهاً نحو القبلة.

الوضوء

ينبغي لنا قبل التشرف بالمثول بين يدي المعبود أن نهيأ ونستعد لهذا اللقاء، فنغسل وجهنا وأيدينا بنحو خاص، ونستعد للقاء. فما هو السبب في أداء هذه المقدمة؟

لقد تضمنت الروايات الإسلامية الإشارة إلى بعض الموارد التي تعتبر من أسرار الوضوء وآثاره وهي:

1 ـ دليل الطاعة: عن الإمام الباقر (ع) قال ما معناه:

"الوضوء من حدود الله أوجبه ليعرف المطيع من العاصي"[27].

2 ـ حسن الظاهر حين الملاقاة: في رواية عن الإمام (ع) يوجه فيها الكلام إلى أحد تلامذته فيقول:

"إنما أمر بالوضوء وبدئ به لأن يكون العبد طاهراً إذا قام بين يدي الجبار في مناجاته إياه، مطيعاً له فيما أمره"[28].

3 ـ بعث النشاط وإزالة الخمول والكسل: وفي الرواية المتقدمة ذاتها يذكر الإمام (ع) سبباً آخر لتشريع وجوب الوضوء فيقول:

"مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس".

4 ـ ابيضاض الوجه يوم القيامة: سأل رجل رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة كيف تعرف أمتك من بين الناس؟ فقال رسول الله (ص) ما معناه: "إن لأمتي وجوهاً مضيئة من أثر الوضوء ليست لأحد من الناس"[29].

5 ـ طول العمر: قال رسول الله (ص):

"أكثر من الطهور يزد الله في عمرك"[30].

(وفي ذيل الرواية إشارة إلى أن المراد من الطهور الوضوء).

وهذا الوعد من الله سبحانه وتعالى له تبرير وتوجيه عملي وصحي أيضاً، فإن الأشخاص الذين يهتمون بالجوانب الصحية، لاسيما نظافة بشرة الجسم، يتمتعون بسلامة في الجسم، وطول في العمر.

6 ـ إدراك أجر الشهداء: لقد أكدت الروايات كثيراً على أن يكون الإنسان على وضوء دائماً، فإن ذلك يعني أنه في سلسلة متصلة ودائمية من العبادة مع الله، مما يعني تهذيب الروح بصورة منتظمة وإزالة الغبار عن زوايا القلب، ففي رواية عن النبي الأكرم (ص) يؤكد على حفظ هذه الميزة في جميع الأحوال يقول:

"وإن استطعت أن تكون أبداً على وضوء فافعل، فإن ملك الموت إذا قبض روح العبد وهو على وضوء كتب له شهادة"[31].

جفاء الله

إن الله سبحانه الذي منح نفسه لقب مالك العالم يغتنم كل فرصة لدفع الإنسان نحو الكمال، وهو ـ بعكس الإنسان ـ في بحث دائم عن فرصة يجدد فيها علاقته بالإنسان، ويقلل فيها الفواصل بينه وبينه. فإن لحن الكلام والتعبيرات التي استعملها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أو في الأحاديث القدسية لدعوة الإنسان لا يمكن وصفها إلا من خلال كلمات الإمام السجاد (ع) حيث يناجي الله سبحانه وتعالى، فيقول: "كأنك استحييتني"[32] ويعتبر الوضوء واحداً من الأعمال السهلة المريحة التي جعلها الله سبحانه وسيلة وسبباً لتجديد المحبة والمودة، ورفع حاجات الإنسان. إذ جاء في حديث قدسي في هذا الخصوص ما يلي:

"من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني، ومن توضأ ولم يصل ركعتين فقد جفاني، ومن أحدث وتوضأ وصلى ركعتين، ودعاني ولم أجبه فيما سألني من أمر دينه ودنياه فقد جفوته، ولست برب جاف"[33].

تجديد الوضوء

إن تجديد النشاط، وبعث الروح المعنوية في الإنسان أمر طبيعي مطلوب، وينسجم مع الفطرة البشرية. وقد أثنى الإسلام على تجديد الوضوء وامتدحه، وأولاه اهتماماً خاصاً، باعتباره يمثل عامل نشاط وحيوية للإنسان. قال الإمام الصادق (ع): "من جدد وضوءه لغير حدث جدد الله توبته من غير استغفار"[34].

وفي رواية أخرى عنه أنه قال:

"الوضوء على الوضوء نور على نور"[35].

ولعل سرّ هذه التأكيدات حول المداومة على الوضوء وتجديده، هو أن أكثر نشاطات الإنسان مقيدة إلزاماً أو رجحاناً بالوضوء. فسوى الصلاة والطواف المقيدين إلزاماً بالوضوء يمنع أيضاً مس نص القرآن الكريم، واسم الله سبحانه والنبي (ص) والأئمة المعصومين (ع)، وإن كانت مكتوبة بصورة الرمز والشعار. بينما يكون الوضوء مستحباً في صلاة الميت، وزيارة أهل القبور، ودخول المسجد ومراقد الأئمة (ع)، وحمل القرآن، وقراءته وكتابته، وعند النوم ومس حواشيه، وأداء الأعمال ذات الأهمية، ومباشرة الزوجة، والعودة من السفر، ودخول الدار، وتجديد الوضوء للصلاة، وبعد الرعاف والتقيؤ، وبعد الكلام البذيء، وعقب الكذب والغيبة، وعند تناول الطعام، وللنساء حين يجلسن في مصلاهن في أوقات الصلاة أيام العادة الشهرية، وغيرها.



[1] سورة البقرة، الآية: 238 (فإن خفتم فرجالاً أو ركباناً). لم يستثن من ذلك إلا النساء حيث أمر أن يجلسن أيام العادة في مصلاهن ويشتغلن بذكر الله وقت الصلاة بدلاً منها. (توضيح المسائل: المسألة 476).

[2] (واستعينوا بالصبر والصلاة) (البقرة/ 45).

[3] بحار الأنوار ج82، ص192.

[4] كنز العمال ج7، ص308.

[5] المسجد محل السجود.

[6] (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) (التوبة/ 18).

[7] بحار الأنوار ج82، ص216.

[8] بحار الأنوار ج82، ص232.

[9] بحار الأنوار ج83، ص25.

[10] بحار الأنوار ج82، ص227.

[11] بحار الأنوار، ج80، ص21.

[12] سورة البقرة، الآية: 143. مجمع البيان ج1، ص25.

[13] حار الأنوار، ج79، ص198.

[14] سورة المدثر، الآيتان: 42 ـ 43.

[15] سورة المؤمنون، الآية: 99.

[16] بحار الأنوار ج77، ص58.

[17] يستحب الأذان في الاذن اليمنى من المولود، والإقامة في إذنه اليسرى يوم تولده، أو قبل أن تسقط سرته. وكذا يستحب الأذان في الفلوات عند الوحشة من الغول وسحرة الجن (العروة الوثقى: فصل الأذان والإقامة).

[18] أسرار الصلاة، ص292.

[19] بحار الأنوار ج84، ص104.

[20] كنز العمال ج8، ص338.

[21] بحار الأنوار ج84، ص106.

[22] كنز العمال ج8، ص343.

[23] أسرار الصلاة، ص292.

[24] كنز العمال ج8، ص341.

[25] كنزل العمال ج8، ص340.

[26] كنز العمال، ج8، ص344.

[27] علل الشرائع، ص279.

[28] علل الشرائع، ص257.

[29] وسائل الشيعة، ج1، ص267.

[30] بحار الأنوار ج80، ص305.

[31] كنز العمال ج9، ص293.

[32] دعاء أبي حمزة الثمالي في أسحار شهر رمضان ـ مفاتيح الجنان.

[33] بحار الأنوار ج80، ص308.

[34] وسائل الشيعة ج1، ص264.

[35] وسائل الشيعة، ج1، ص265.

 

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست