.

 

مناشئ الاهتمام بالتربية الروحية

الاعداد الروحي لتحمل القول الثقيل

 

مناشىء الاهتمام بالتربية الروحية:

وللاهتمام بالجانب الروحي ضمن العمل التربوي الإسلامي منشآن أساسيان:

(الأول): ان الاصلاح الاجتماعي لا يتم من وجهه النظر الإسلامية السليمة، إلا من خلال الاصلاح الفردي، ولن يصلح حال الجماعة إلا بصلاح حال الفرد.. قال الله تعالى:

(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

وهكذا فأن بناء المجتمع الإسلامي عملية لا تحدث إلا من خلال نمو كمي وكيفي.. في الافراد المؤمنين العابدين لله أي في الشخصية الإسلامية فان الشخصية الإسلامية من خلال تكاثرها وحدوث بعض المتغيرات الاجتماعية، تتجسد بشكل مجتمع إسلامي.

ولكن ما هي هذه الشخصية الإسلامية التي يبشر بروزها كظاهرة اجتماعية بالمجتمع الإسلامي؟

هل هي الشخصية التي (تفهم) الإسلام وتتحسس بالآم المسلمين؟! ام هي الشخصية المنعزلة التي تتعبد في زوايا المساجد معزولة عن الناس؟ ام هي الشخصية العالمة المتفقهة والمستوعبة للتاريخ؟ ام هي الشخصية الخلوقة، التي يشير لها الناس بالخلق الحسن، وطيب المعاملة، ولين العريكة؟!

الشخصية الإسلامية كل هذا.. وليست شيئاً من هذا.. الشخصية الإسلامية هي التي تفهم الإسلام وتعيه وتتحسس آلام المسلمين هذا صحيح لان.

(من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا)[1].

ولان (من اصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)[2].

الشخصية الإسلامية كثيرة العبادة كثيرة التهجد تعتزل الناس اياماً لاداء حق الله.. ثم.. تعود هذا صحيح ايضاً.. وصحيح ايضاً انه حسن الخلق من أهم سمات المؤمن لان.

(اكمل الناس إيماناً احسنهم خلقاً) كما ورد عن ابي جعفر عليه السلام[3].

صحيح هذا كله وصحيح ان الإنسان المسلم إنسان محسن معطاء انفع الناس للناس وانفع الناس للرسالة.. إلا ان كل هذا من العلم، والخلق والعطاء، والعبادة الخارجية انما هو (اطار) الشخصية الإسلامية.. وللشخصية الإسلامية (مضمون) كما لها اطار (محتوى) كما لها شكل..

ومضمون الشخصية الإسلامية.. هي العلاقة بالله، والتعلق القلبي به إيماناً، وحباً، وركوناً، واخلاصاً.. هو التحرر الداخلي من اسر الشهوات، والعبودية الكاملة لله تعالى.. وهذه العبودية الكاملة لله تعالى والعلاقة النفسية، والقلبية أول ما تشتمل عليه، او تقتضيه هو السير وفق ما أمر الله تعالى.

(قل ان كنتم تحبون الله فأتبعوني).

وتنفيذ ارادته التشريعية لله وهو الذي يحث على حسن الخلق، ويحث على الجهاد، والعطاء، والتفقة، والعلم، والعبادة، والذكر، كانت هذه الامور شروطاً ضرورية في الشخصية الإسلامية، و (اطاراً) لها نابعاً عن المضمون المذكور.

بالاطار والمضمون تتكامل الشخصية الإسلامية، فالمضمون بلا اطار لا يشكل شخصية إسلامية، وكذلك الاطار بلا مضمون لا يشكل شخصية إسلامية.. وكل هذا واضح من قراءة النصوص في ميادين العلاقة بالله تعالى، وميادين التعامل الاجتماعي، إذ كما تؤكد هذه النصوص على حسن الخلق والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد، كذلك تؤكد على اليقين والزهد، والذكر، والعبادة، والتوكل، وقيام الليل الخ.. وكما تؤكد على هذه تؤكد على تلك..

لايقبل الإسلام علاقة بالله.. إلا من خلال الالتزام بالشريعة فعن الامام جعفر الصادق (ع) عن آبائه عن امير المؤمنين (ع) قال: قال رسول الله (ص):

(لاقول إلا بعلم، ولا قول ولا عمل إلا بنية، ولاقول، وعمل ونية إلا باصابة السنة)[4].

وادانت النصوص اولئك المتعبدين الذين لم يقوموا بواجباتهم تجاه الرسالة.. وكذلك لا يقبل الإسلام جهاداً، أو علماً، وغير ذلك إلا بالاخلاص وعلاقة بالله..
(انما الأعمال بالنيات، ولكل إمرىء ما نوى فمن غزا ابتغاء مرضاة الله فقد وقع اجره على الله ومن غزا يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلا ما نوى) [5].

(ومن طلب العلم، ليباهي به العلماء، او يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس اليه، فليتبوأ مقعده من النار ان الرئاسة لا تصلح إلا لاهلها) [6].

والمضمون، والاطار ايضاً يرتبطان بشكل وثيق، ويتفاعلان فيما بينهما فان المضمون _ العلاقة الروحية بالله _ يخلق الاطار، والاطار يخلق المضمون، ويكمل احدهما الآخر ليؤلفا الصورة السليمة للشخصية الإسلامية التي ارادها الله…
وقد يحدث أحياناً ان يكون احدهما اضعف مستوى من الآخر دون ان يمس ذلك الصورة الكلية للشخصية.. ولكن التفاوت قد يبلغ حداً معيناً يعينه الإسلام يخرج بموجبه الإنسان عن كونه شخصية إسلامية.

وعلى أي حال: فان الجانب الروحي، والمضمون الروحي للإنسان المسلم هو جوهر، ومضمون الشخصية الإسلامية فإذا ما اريد ان يبدأ بالاصلاح الاجتماعي من بناء الشخصية الإسلامية، فمعنى هذا ابتداء الاصلاح الاجتماعي من تربية الجانب الروحي، وبناء الصلة بالله تعالى.. كجزء من كل، هو بناء الشخصية الإسلامية والتوعية الفكرية على الإسلام لها دور خاص _ يضاف إلى دور التربية الروحية في بناء الشخصية الإسلامية. لان الجهل، وعدم وعي

الإسلام، روحاً واحكاماً وافكاراً، كثيراً ما يفصل مضمون الشخصية الإسلامية عن اطارها لان.

(العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده السير إلا بعداً) [7].

(ولا يقبل الله عملاً إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف دلته المعرفة على الإيمان بعضه من بعض) [8].

ومن هنا ورد ايضاً ان.

(لا عمل إلا بنية ولا عبادة إلا بتفقه) [9].

ان الشيء الذي لا زال اكثر الناس يجهلونه هو ان (الإيمان بعضه من بعض) أو التوازن في شخصية الإنسان المسلم، واعطاء كل شيء من الإسلام حقه، الروح والعقل والقلب والارادة فنرى بعض الناس يؤكدون على الفكر والثقافة الإسلامية المعاصرة.. ويودعون العبادة والتنفل وبناء القلب، والروح.. ونرى بعضهم على العكس يؤكد على التعبد.. والتنفل وبناء الصلة الداخلية بالله ولكنهم يهملون اطار الشخصية الإسلامية، ويتركون التفقه والتفقيه والعمل لله تعالى.. وكل هذا فيما اظن منبعه عدم وعي الإسلام وعدم التلقي من كتاب الله.. الذي يعرض في لوحات خالدة هذا التلاحم، والتكامل، والترابط الوثيق بين جوانب شخصية المسلم، ويعضد كتاب الله تعالى، ويصدر منه كما في باقي مجالات الحديث الوارد عن أهل البيت (ع).. ولنقتصر الآن على ذكر بعض الآيات الشريفة على أمل ان نعمل في وقت اخر ان شاء الله تعالى على جمع النصوص الحديثية الواردة في خصال المؤمن، وملامح شخصيته.. لكي نعي جيداً هذا الشمول والتوازن، والتكامل في شخصية الإنسان المؤمن..

(1)     (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم * التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الامرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين) (التوبة: 111 _ 112).

تبين الآيات الترابط بين الجانب الجهادي، والجانب العبادي، والعلمي (الأمر بالمعروف) في شخصية المسلم[10].

(2)     (وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لتفقهوا في الدين، ولينذوا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (التوبة: 113).

تبين الآية نحواً من الترابط بين الجانب الجهادي، والجانب العلمي، وان كان بالنسبة إلى المجتمع، لا بالنسبة إلى كل فرد.

(3)    (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هوناً واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما(63) والذين يبتون لربهم سجداً وقياماً(64) والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ان عذابها كان غراماً(65) انها ساءت مستقراً ومقاماً(66) والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يفتروا وكان بين ذلك قواماً(67) والذين لا يدعون مع الله الهاً اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق اثاماً(68) يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً(69) إلا من تاب وامن وعمل عملاً صالحاً فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً (70) ومن تاب وعمل صالحاً فانه يتوب إلى الله متاباً(71) والذين لا يشهدون الزور واذا مروا باللغو مروا كراماً(72) والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لهم يخروا عليها صماً وعمياناً (73) والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذريتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماماً) (الفرقان: 63 _ 73).

(4)    (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود، ذلك مثلهم في التوراة، ومثلهم في الانجيل، كزرع اخرج شطاه، فآزره فاستغلظ، فاستوى على سوقه، يعجب الزراع، ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا، وعملوا الصالحات منهم معفرة واجراً عظيماً) (الفتح: 29).

 

الإعداد الروحي لتحمل القول الثقيل:

(المنشأ الثاني) للاهتمام الإسلامي بالتربية الروحية بناء العلاقة بالله تعالى هو، ان التربية الروحية إعداد لتحمل القول الثقيل، واعباء طريق ذات الشوكة بما فيه من تعرض للإغراءات، والضوابط، والمثبطات، والفتن.. هذا  هو الذي قدره الله تعالى لرسوله الكريم قدر انه سيتعرض (ص) لالوان من الضغوط الخارجية، والداخلية والاجتماعية والنفسية.. لتعذيب المشركين واستهزائهم واغرائهم، وطول مدة العمل معهم، وتصلبهم على الباطل.. الخ وسيتعرض (ص)  إلى تفكك في في الصف وتزلزل المؤمنين إلى آخر ما هنالك من مكاره وفتن قدر هذا سبحانه كله بالنسبة إلى الرسول (ص) فأعده أولا… وفتح له دورة تربوية روحية شاقة، ولكنها ضرورية، وحاسمة.. فما هي هذه الدورة التربوية الروحية؟ هذا ما تشرحه الآيات الأولى من سورة المزمل:

(يا أيها المزمل، قم الليل إلا قليلا، نصفه او انقص منه قليلا، أو زد عليه، ورتل القرآن ترتيلا، انا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً، ان ناشئة الليل هي اشد وطأ واقوم قيلا، ان لك في النهار سبحا طويلا، واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) (المزمل 1 _ 8).

وقد مر رسول الله بثلاث مراحل من الإعداد والتوجيه والتربية الروحية لتحمل القول الثقيل:

 

المرحلة الأولى:

مرحلة ما قبل الوحي.. من اجل تلقي الكلمة والرسالة إذ كان رسول الله (ص) (يتحنث في غار حراء _ قبل البعثة بثلاث سنوات _ أي يتطهر ويتعبد _ وكان تحنثه عليه الصلاة والسلام شهراً من كل سنة، هو شهر رمضان يذهب فيه إلى غار حراء على بعد ميلين من مكة، ومعه اهله قريباً منه فيقيم فيه هذا الشهر ويطعم من جاءه من المساكين، ويقضي وقته في العبادة، والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون، فيما وراءها من قدرة مبدعة.. وكان اختياره (ص) لهذه العزلة طرفاً من تدبير الله له، ليعده لما ينتظره من الأمر العظيم... ففي هذه العزلة كان يخلو إلى نفسه، ويخلص من زحمة الحياة، وشواغلها الصغيرة، ويفرغ لموجبات، ودلائل الابداع، وتسبح روحه مع روح الوجود، وتتعانق مع هذا الجمال، وهذا الكمال، وتتعامل مع الحقيقة الكبرى، وتتمرن على التعامل معها في ادراك وفهم.

(ولا بد لاي روح يراد بها ان تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة اخرى..

لابد لهذه الروح من خلوة، وعزلة بعض الوقت وانقطاع عن شواغل الارض، وضجة الحياة، وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة لابد من فترة للتأمل والتدبر، والتعاون مع الكون الكبير، وحقائقه الطليقة، فالاستغراق في واقع الحياة يجعل النفس تألفه وتستنيم له فلا تحاول تغييره اما الانخلاع من فترة، والانعزال عنه، والحياة في طلاقة كاملة من اسر الواقع الصغير، ومن الشواغل التافهة الذي يؤهل الروح الكبيرة لرؤية ما هو اكبر، ويدر به على الشعور بتكامل ذاته بدون حاجة إلى عرف الناس والاستمداد من مصدر اخر غير هذا العرف الشائع..
(وهكذا دبر الله لمحمد (ص) وهو يعده لحمل الامانة الكبرى، وتغيير وجه الارض، وتعديل مسار التاريخ، دبر له هذه العزلة له قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات، ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان، مع روح الوجود الطليقة، ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون، حتى يحين موعد هذا التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله) [11].

هذه هي فترة الإعداد الأولى في حياة الرسول (ص) وفد كان عملها ان يصل الرسول (ص) إلى مستوى تنزل الوحى عليه وان كان (ص) من جهة عامة اهلاً لذلك في كل حين.. لم تكن هذه الفترة من الإعداد بتوجيه مباشر (وحي ) من الله.. لأنها إعداد الوحي.. وان كانت بهداية منه تعالى لرسوله الكريم.. واما الإعداد الثاني للرسول (ص) من الزاوية الروحية فهو الإعداد الروحي بعد الوحي من اجل الدعوة والتبليغ، وتنمية القدرة على؟ المواجهة، والصبر، والتحمل، والأستقامة في معامع الطريق.. وهو الذي أمر الله تعالى رسوله به في أوائل سورتي المزمل والمدثر وان كانت في السورة الأولى أوضح وأجلى.. وقد مرت آياتها بنا عن قريب.

ومن الواضح من خلال هذه الآية ان الله تعالى انما يأمر رسوله الكريم بقيام الليل نصفه، أو ثلثيه، بسبب انه سيلقي عليه القول الثقيل.. وان قيام الليل بهذا المقدار هو اكثر من غيره قدرة على بناء الروح وربطها بالله تعالى لتتحمل القول الثقيل.. ومن الواضح ايضاً ان القول الثقيل هنا ليس المراد به الوحي لان الآيات النازلة هي وحي، ومسبوقة بالوحي.. انما المراد به _ والله تعالى اعلم _ الأمر بالتبليغ والدعوة والمجاهرة.. وهو أمر ثقيل، بما يلزم عنه من الوان الاضطهاد الجسمي والنفسي على الرسول (ص) والمؤمنين معه (وان الاستقامة على هذا الأمر بلا تردد ولا ارتياب، ولا تلفت هنا أو هناك وراء الهواتف والجواذب، والمعوقات، لثقيل، يحتاج إلى استعداد طويل _ وان قيام الليل والناس نيام، والانقطاع عن غبش الحياة اليومية وسفاسفها والاتصال بالله، وتلقي فيضه ونوره، والانس بالوحده معه، والخلوة اليه، وترتيل القرآن والكون ساكن، وكأنما يتنزل من الملأ الاعلى وتتجاوب به ارجاء الوجود في لحظة الترتيل بلا لغظ بشري ولا عبارة، واستقبال اشعاعاته وايحاءاته وايقاعاته في الليل الساجي. ان هذا كله هو الزاد لاحتمال القول الثقيل، والعبء الباهظ والجهد المرير الذي ينتظر الرسول وينتظر من يدعو بهذه الدعوة في كل جيل وينير القلب في الطريق الشاق والطويل، ويعصمه من وسوسة الشيطان، ومن التيه في الظلمات الحافة بهذا الطريق المنير[12]. وتذكر بعض الروايات انه (ص) واصحابه قاموا – بعد ان نزلت اوائل سورة المزمل – الليل سنة كاملة. وقيل عشر سنين حتى تورمت اقدامهم، فأنزل الله تعالى عليهم التخفيف الذي في آخر السورة..

ونعني بالإعداد الثالث للرسول (ص) تغذيته الروحية أو التوجيهات الروحية المتكررة من الله سبحانه.. باستمرار مسيرة دعوته المباركة.. وهي آيات مبثوثة في القرآن الكريم، ولعل في جمعها ودراستها هي وآيات الإعداد الثاني خيراً كثيراً للمؤمنين.. وهي على العموم كانت تتنزل من اجل تزويد الرسول (ص) بالطاقة الروحية اللازمة لمواجهة المكذبين والساخرين، والجو المتحجر الذي لا تنمو فيه دعوة الرسول (ص) إلا قليلاً.. وبالطبع فان هذه التوجيهات لا تقتصر فقط على الأمر بالعبادة – بالمعنى الخاص – وانما تشمل مضافاً إلى ذلك على التذكير.. والتصبير والأمر بالتوكل، إلى غير ذلك من المعاني الروحية الاخرى.

 


[1]  اصول الكافي ج 1 ص 31.

[2]  اصول الكافي ج 2 ص 163 .

[3] اصول الكافي ج 2 ص 99.

[4]  الوسائل ابواب مقدمات العبادات ب 5 ص 33.

[5]  نفس المصدر السابق ص 39.

[6]  اصول  الكافي ج1 ص 33.

[7]  اصول الكافي ج1 ص 44.

[8]  الوسائل ابواب مقدمات العبادات ب 5 ص 33.

[9] في الرواية عن ابي عبدالله (ع): (لقي عباد البصري علي بن الحسين (ع) في طريق مكة فقال له: يا علي تركت الجهاد وصعوبته واقبلت على الحج ولينه ان الله عزوجل يقول: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله) الآية فقال علي ابن الحسين (ع) اتم الاية فقال: (التائبون والعابدون) الآية فقال: علي ابن الحسين (ع) إذا راينا هؤلاء هذه صفتهم فالجهاد معهم افضل من الحج) (الوسائل – ابواب جهاد العدو – ب 12) ص 33.

[10]  في ظلال القرآن ج8 ص 341.

[11]  الميزان م 11 ص 66 عن مجمع البيان.

[12]  سورة هود/ 109 – 115.