بسم
الله الرحمن
الرحيم (يا
أيتها النفس
المطمئنة
ارجعي إلى
ربك راضية
مرضية
فادخلي في
عبادي
وادخلي جنتي)
[الفجر:
27ـ29] صدق
الله العلي
العظيم
الرضا
من آثار
اطمئنان
النفس كان
الحديث في
شرح هذه
المنزلة
العظيمة من
منازل
الإيمان
ودرجات أهل
التوحيد
والتي هي آخر
المقامات
والمراتب
الإنسانية
والغرض هو
الوصول إلى
هذه المنزلة
حتى تتمكن من
الوصول إلى
مقام الرجوع
إلى الرب (إرجعي
إلى ربك)
[الفجر: 28] وهذه
هي مرتبة
الاطمئنان
التي من
آثارها
وخصوصياتها
هو مرتبة
الرضا
والتسليم. النفس
المطمئنة
يعني التي في
مرتبة
الإيمان لا
تزال تستمر
في صراط
العبودية
حتى تصل على
حد
الاطمئنان
والاستقرار..
الاطمئنان
الذي يقابل
الاضطراب..
المضاد
للقلق
والخوف. النفس
الإنسانية
عندما تتخيل
لنفسها
وللماديات
استقلالاً
في البداية
تتصور نفسها
أنها هي
المالكة. (وفي
الحقيقة ليس
لنفسه إلا
القلق
والاضطراب)
حتى يصل إلى
المرتبة
التي يتيقن
بأن المالك
هو الله فقط،
المستقل هو
الله فقط،
فهو وجميع
مراتب
الوجود
مرتبطين به،
فإذا استقر
على هذا
الرأي
واطمأن إليه
عندئذ لا خوف
ولا حزن عليه
لأنه قد اصبح
من أولياء
الله (الا
أن أولياء
الله لا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون).
[يونس: 62] القرآن
المجيد يقول:
(الذين
آمنوا
وكانوا
يتقون).. [يونس:
63].
أن
يسير في طريق
التقوى
سنيناً.. أن
يستمر ف
يصراط
التقوى
وصراط
العبودية..
أن يكون في
طريق التفكر
والتدبر في
عالم
التوحيد
الإلهي حتى
يصل إلى
منزلة
الاطمئنان
حيث لا يوجد
فيه أي خوف
أو اضطراب. قلق
الناس يسبب
الكفر
الحقيقي أنتم
ترون في هذا
الزمان أن
جميع الناس
من مسلمين
ويهود
ونصارى
وماديين
كلهم في قلق
وخوف.. هذا
الشيء
يكتبونه في
الجرائد
ونحن أيضاً
شاهدون على
ذلك بأن
حياتنا
مليئة
بالقلق
والخوف.. لا
يوجد هدوء
نفسي،
الاشخاص
كلهم في قلق
وخوف فمن
رئيس
الجمهورية
وحتى أدنى
شخص، ومن ذلك
المليونير
أو
الملياردير
حتى الإنسان
المتسول،
لأنهم ليسوا
على صراط
التوحيد
وبالنتيجة
فهو يرى
الاستقلالية
لنفسه
وللماديات
والخوف
والحزن يرجع
إلى
الماديات،
فإذا خسر أحد
الأشياء
المادية
فسوف يكون
محزوناً. مثلاً
لو افترضنا
أنه يتصور أن
الأموال
والأولاد
والجاه هي
المؤثرة وهي
التي ترفع
احتياجاته.
فلو أنها
خرجت من يده
فسوف يتأثر
بشدة ويأخذه
القلق
والاضطراب
لأنه يرى أن
هذه
الماديات هي
المؤثرة
بصورة
مستقلة، وهي
التي تقوم
بالأعمال..
فهو يسير
وراءها ولا
يقنع منها
بأي حد، حتى
المليون لا
يكفي لسد
حاجته ومهما
وصلت إليه
أملاكه
وجاهه
وعنوانه
ومئات
محلاته
التجارية
فلا يزال
مضطرباً،
لأنه لا يأمل
أن تكفي هذه
أيضاً لسد
احتياجاته،
فالماديات
هي كل همه،
ما حصل عليه
وما لم يحصل،
أما المؤمن
فهو خائف
وحزين حتى
يصل إلى مقام
الولاية
الإلهية
ويضع قدمه في
صراط
التوحيد في
ذلك الوقت (ألا
أن أولياء
الله لا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون)
[يونس: 62] فلا
خوف ولا حزن
عليه لأنه
معتمد على
المبدأ
اللامتناهي. اترك
الـ "أنا"
جانباً فلهذا
على الإنسان
أن يخاف من
حالة
العصيان هذه
ويرتجف،
عليه أن يتوب
من هذا الكفر
الذي ارتكبه
ويرتكبه.. أن
يفكر من
أنا؟؟ أن
يعرف نفسه
أولاً، أترك
"أنا"
جانباً فأنت
عبد مملوك (ولا
يملكون
لأنفسهم
ضراً ولا
نفعاً ولا
يملكون
موتاً ولا
حياة ولا
نشورا)
[الفرقان: 3] لا
يملك لنفسه
شيئاً. فما
دمت لم تدرك
هذا المعنى
فأنت غير
تائب من
الكفر، يجب
أن تتوب من
هذا الكفر
والشرك
وأعلم أن لك
مالكاً
وقيوما،
فوجودك ليس
منك بل مرتبط
بغيبك، كل
ذرات الوجود
مرتبطة
بالغيب،
وأنت أيضاً
أحد أجزاء
الوجود. يجب
أن تكون على
يقين بأنك
وكل شيء ملك
لله وأنا
متحير من
نفسي أقول
واأسفاه بأن
الله تعالى
قد أسمعنا
هذه الحقيقة
في القرآن
المجيد عدة
مرات ولكن
أين كنت أنا
المسكين لكي
استمع لذلك (له
ملك السموات
والأرض) [الحديد:
2] (لله ما في
السماوات
وما في الأرض..).
[الحشر: 1] أنت
وحياتك
والآخرين من
الفراش إلى
العرش كل
ذرات هذا
العالم ملك
لواحد.. ولا
أحد يملك
استقلالاً
بنفسه، لا
أحد يقف على
قدميه،
تنفسه ليس
باختياره،
لا أحد يتمكن
أن يعمل
عملاً
بالاستقلال،
ولا أثر لأي
سبب من
الأسباب قبل
مشيئة الله. الأموال
لا تؤدي
عملاً أيها
المسكين.. يا
من تتصور أن
الملك
والمال
والجاه
والمقام تسد
الحاجة، ألا
ترى كم من
أصحاب
المليارات
لم تنفعهم
أموالهم؟
وإنما
تمرضوا
وماتوا، ولم
تتمكن أن
تدفع عنهم
الموت أو
تدفع عنهم
المرض؟ لكي
يدرك
الآخرون أن
الأموال لا
تعمل شيئاً
إلا أن يشاء
الله. يروى
في كتاب
المستطرف
حكاية: انه
عندما وجدوا
صندوقاً
أثناء
الحفريات
إلى جانب
النيل،
فتحوا ذلك
الصندوق
فوجدوا فيه
جسداً
محنطاً
فعلموا أنه
لملكة من
الملوك وقد
كان
المصريون في
السابق
يحنطون
أجساد
الفراعنة
والملوك
ويحفظونها. وكان
في هذا
الصندوق
مجوهرات
كثيرة مع لوح
وقد كتبوا
فيه قصة موت
هذه الملكة
بناءاً على
وصيتها وقد
كتب على
اللوح بأنه
كل من رأى
جنازتي بعد
موتي
فليلعلم
بأنه حدث قحط
في مملكتي في
أيام حكومتي
وقد وصل
الأمر إلى
أني الملكة
كنت مستعدة
أن أعطي كل
هذه
المجوهرات
مقابل رغيف
خبز ولم أحصل
على ذلك حتى
مت جوعاً. لكي
يعتبر
الآخرون بأن
المال لا
يرفع نقصاً
ويسد حاجة
لوحده وإنما
بمشيئة لله.
كذلك القدرة
فلا تتصوروا
أن أحداً
يمكنه أن
يعمل عملاً
بصورة
مستقلة،
افتح عينك
ولا تغرك هذه
المظاهر.إذا
لم يرد إلهك
أمراً فلو
جمعت كل
الوسائل
فإنك لا
تستطيع أن
تفعل شيئاً. الحجاج
يموت وسط
النيران من
شدة البرد قيل
أن الحجاج
اللعين
أصابه
الارتعاش
قبل موته وقد
وضعوا عليه
أغطية
متعددة
وقربوا منه
ناراً شديدة
إلى حد أن
جلده كان
يتأثر
بحرارة
النار لكنه
مع ذلك كان
يرتجف ويقول
(إنني في ضيق
من شدة البرد
وبقي هكذا
حتى مات بهذا
المرض). حتى
يكون ما أراد
الله.. فإذا
أراد الله أن
يموت من شدة
البرد، فلو
أنهم جاءوا
بالنار
واللحاف
والسجاد
فسوف لا تؤثر
أي أثر على
أن يقرر خالق
هذه الأسباب
ما يريد. التمرن
على التوحيد
حتى الوصول
إلى اطمئنان
النفس قصدي
أن عليه أن
يتوب من
الشرك
والكفر
ليأتي إلى
صراط
التوحيد،
وطبيعي أن
يكون
كسلاناً
وعليلاً
لمدة من
الزمن
فعندما يكون
موجوداً عند
المنبر
يستمع إلى
الموعظة
يقول استغفر
الله، إلهي
إن حالتي
كانت سيئة
فقد كنت
أعتقد غيرك
مؤثراً. ولكن
عندما يرجع
إلى البيت
والسوق
يتغير وضعه..
فالكفر إلى
جانب
الإيمان،
فتارة هذا
وتارة ذاك،
حتى يصل إلى
الاستقرار
إذا أراد
الله وأعانه
على ذلك. يجب
أن يرى نفسه
والأسباب
المادية وكل
ما سوى الله
خاضعة
لإرادة
واحدة، كلهم
يدورون
ويتحركون
بإرادة
واحدة من
الدودة إلى
الفيل.. من
الفراش إلى
العرش كلها
تتحرك بحياة
واحدة
وتديرها
إرادة واحدة
ويجب أن يحصل
له اليقين
بهذا المعنى
"فاعلم أنه
لا إله إلا
الله ـ لا
شريك له". كيف
تجعل من نفسك
شريكاً لله؟
خاطب نفسك..
أنت تقولين
أردت كذا،
فلماذا صار
هكذا ولم يقع
ذلك؟ كيف
تدعين
المالكية
وما هي
النسبة
المالكية
التي بينك
وبين
الأموال
والأولاد؟ إنني
تعبت كثيراً
حتى جمعت هذه
الأموال ـ
فلماذا ذهبت
من يدي؟ أنت
كنت جاهلاً
عندما كنت
تتصور أنك
مالكاً
حقيقياً
لهذه
الأموال..
هذه الأموال
أمانة بيدك
من المالك
الحقيقي فلا
يمكن أن
تنسبها إلى
نفسك حقيقة..
طبعاً
بالنسبة إلى
حقّ
المالكية
الشرعي فهو
محفوظ، وعلى
الآخرين أن
يحترموا هذه
المالكية..
ولكن الحديث
بالنسبة إلى
المالكية
الحقيقية
والمنحصرة
بالله تبارك
وتعالى، فلا
تخدع نفسك
وتتوهم أنك
المالك
المستقل
والحقيقي
لها، المال
في الحقيقة
مال الله،
أما أنها
وصلت إليك
بسبب التعب
والكسب أو
الإرث أو أي
وجه شرعي آخر
ونسبت إليك
فلا تتصور
لنفسك ملكاً
حقيقياً
ومستقلاً
وتنسى
المالك
الحقيقي لها. الوالدان..
لا يتصورا
أنهما
المالكان
للولد أو
بالنسبة
للأولاد..
على الأولاد
بأن يراعوا
حقّ الأب
والأم..
وواجب الأب
هو أن يتكفل
لباس وغذاء
الولد..
وظيفة الأم
أن تقوم
بإرضاعه
الحليب فمع
إيجاد هذه
الأحكام لا
تنخدع وترى
نفسك رباً
لهذا الولد. تقول
أنا الذي
ربيته.. فأنت
من الذي
رباك؟ الله
الذي رباه
على يدك وأنت
لم تكن إلا
وسيلة لا
أكثر!! الله
الذي ألقى
محبة الولد
في قلب الأب
والأم،
وبتلك
المحبة
تحملت آلام
السهر في
الليالي
والتعب من
أجل هذا
الولد.. هذا
الحليب الذي
تضعيه في فم
هذا الولد من
الذي صنعه؟
ومن الذي
جعله جزءاً
من جسم هذا
الطفل في
جوفه؟ من
الذي جعلك
تتحرك وتقوم
من مقامك غير
الله؟ فلا
تدعي ما ليس
لك.. عليك الا
ترى نفسك
مالكاً
للطفل..
أيضاً لا
تدعي لنفسك
بأي حق. من
أنا حتى يكون
لي حقّ
الطاعة؟ طبعاً
لا ينبغي
الاشتباه
فالحق
الشرعي
بمكانه. فعلى
الولد أن يحب
ويطيع
ويحترم
الوالدين..
ولكن من
لوازم
العبودية
والمعرفة أن
لا يدعي الأب
والأم
لأنفسهم
حقاً، فمن
أنا حتى يكون
لي حقّ
الطاعة. ويؤمر
الأولاد
باحترام
وإكرام
وإطاعة الأب
والأم، لا أن
يتصور أنهما
كل شيء
بالنسبة له
بل أنهما سبب
من أسباب
الله سبحانه..
وهكذا. الدوام
على التقوى
لازم أريد
أن أبين
مسألة
الاطمئنان..
فالإنسان
بحاجة إلى
مدة طويلة
لكي يصل إلى
مقام
الاطمئنان
يعني يستقر
على صراط
التوحيد
ويثبت على
كلمة لا إله
إلا الله،
انتبهوا إلى
الآية
الكريمة
التي قرأتها: (ألا
أن أولياء
الله لا خوف
عليهم ولا هم
يحزنون
الذين آمنوا
وكانوا
يتقون).
[يونس: 62ـ63] من
هم أولياء
الله الذين
لا خوف عليهم
ولا هم
يحزنون؟ أولئك
الذين آمنوا
وكانوا
يتقون، فقد
تمرنوا لذلك
عمراً
واجتازوا
مراتب
التقوى،
يستغفر
بمجرد أن تزل
قدمه.. ويرجع
عندما ينحرف
عن صراط
التوحيد،
حتى يصل إلى
الإيمان
المستقر
والمطمئن
ويكون من
أولياء الله
فذلك الوقت
لا خوف عليه
ولا حزن. الخوف
والحزن ليس
للنفس
المطمئنة لا
يحزن لو
انعدمت جميع
الوسائل، لا
يجزع على موت
أولاده، ولا
يحزن على
ذهاب أمواله
فلا ربط لي
بالمسألة..
صاحبها الذي
أعطى وأخذ..
والمحي هو
المميت، فهو
قانع بكلما
يراه صلاحاً
له فلا يحزن
على فقد أي
أمر من
الأمور
المنسوبة
إليه. فـ
"أنا" غير
موجودة في
الوسط. لا
استقلال في
العمل "العبد
وما في يده
لمولاه".
رزقي مع من؟
هل هو بهذا
المال
والمحل؟ فلو
كنت أعتقد
ذلك فإني
كافر، فذلك
الذي خلقني
هو الذي تعهد
برزقي،
فمادمت في
الدنيا فأنا
على مائدته
وبساطه
وعندما أموت
فأنا أبقى
على مائدته
فالرزق ليس
محصوراً في
الدنيا فبعد
الموت أنا
أيضاً محتاج
إلى الرزق
البرزخي
والأخروي. رزق
كل عالم
يتناسب وذلك
العالم،
ورازقك هو
خالقك. لا
خوف من
المستقبل
أيضاً فهو
لا يخاف مما
سيأتي
أيضاً، لا
حزن على
الماضي ولا
خوف من
المستقبل،
لا أحد من
أولياء الله
يخاف من
المستقبل،
لأنه لا يرى
لنفسه
مستقبلاً،
فحياته
وموته غداً
غير معلوم
عنده حتى
يهتم بما
سيحدث له. كم
من الأشخاص
المساكين
الذي
يتألمون
لسنتهم
القادمة في
حين أن كفنهم
موجود في
السوق، ليس
لهم أسبوع
حتى يحزنوا
على شهر، أما
الذي صار من
أولياء الله
وله نفس
مطمئنة فلا
يخاف مما
سيأتي، من
جهة أنه لا
يرى لنفسه
مستقبلاً،
وحقاً، (يا
من بيده
ناصيتي) يا
إلهي الذي
بيده ناصيتي
وحياتي، أنا
عبد كل ما
تدبره لي،
فإذا كان
جزءاً من
عمري فسوف
يأتي مع
لوازمه،
فأنا لست
وحدي، بل لي
ولي ومرشد
فالذي له ولي
قوي ورئيس
أكبر فمن أي
شيء أخاف..
فهو لا يحزن
على عدم وجود
شيء ولا يخاف
على مستقبله
وانعدام
الوسيلة،
لأنه مستسلم
وخاضع
تماماً فليس
هو المالك
ولا الآخرين. بكاء
النبي على
وفاة ابنه
إبراهيم لا
يحزن مع
فقدانه
شيئاً.. فلو
قال أحد: كيف
أن رسول الله
والأئمة
عليهم
السلام
كانوا
يحزنون إذا
فقدوا شيئاً..
فعندما مات
إبراهيم ابن
رسول الله
فقد بكى
النبي عليه
أو أنه كان
يحتضن عزيزه
الحسين
ويقبله
ويبكي. وجواب
هذا الحزن هو
أولاً "لا
قيام بين عدل
الأولياء
ونفسك".
فبكاءنا أنا
وأنت من أجل
أمور نفسية..
لأن ابني
وطفلي قد
مات، فلماذا
فارق
الحياة؟ ومن
شدة الحزن
نغضب
اعتراضاً
على ذلك لا
سمح الله،
كما نرى حالة
عدم الصبر من
بعض الجهال
لموت بعض
أقربائهم
والجزع
الشديد بحيث
لو استطاع أن
يصل إلى
عزرائيل
لقطعه إرباً
إرباً. لماذا
أخذت والدي؟
هناك نوع من
الذاتية
والشعور
الاستقلال
في البين! يميت
في أي وقت
يراه صلاحاً أما
الإنسان
الذي صار من
أولياء الله
ففي أي وقت
أراد موته
فسيقبله
بصدر رحب.
فهذه
الروح التي
أودعت عند
حافظ كعارية
سيأتي اليوم
الذي أقوم
بتسليمها
إليه... شعر
جميل..
فالروح ليست
ملكي فهو
الذي أعطى
وهو أيضاً
يأخذ فكيف
الأمر
بالأولاد
والأقرباء؟
الله هو الذي
يحيي ويميت. الترحم
الروحي غير
الأمور
النفسية كيف
يمكن بيان
بكاء النبي
على ولده
إبراهيم؟
بإمكان أن
نتنزل بهذه
الحقائق
ونخرجها
بصورة ألفاظ
إلى حد قابل
للفهم لدى
الجميع وهو
أن نقول أنه
ترحم إلهي
وليس من جهة
النفس
والهوى
والاعتراض
والسخص على
القضاء
والقدر. الترحم
الالهي مثل
الترحم على
شهيد
عاشوراء
الحسين (ع)
المشهد الذي
هو محل
الترحم، فكل
من يرى
الحسين يوم
عاشوراء أو
يسمع به وكان
له قلب
فسيحصل في
قلبه ترحم
أصله من خالق
العالم. فهو
ترحم وليس
نفس وهوى
ولماذا
وكيف؟ على كل
حال فهو حزن
إلهي وليس
حزناً من
طريق النفس
والهوى. آخر
بكاء الحسين
في الوداع
الأخير الشيخ
الشوشتري
يقول في
الخصائص
الحسينية،
إن الحسين (ع)
بكى يوم
عاشوراء ستة
مرات، بعد
ذلك يذكر هذه
المرات
الستة،
وواقعاً إذا
تحقق
الإنسان من
ذلك يرى أن
بكاء الحسين
في جميع هذه
المرات
الستة كان من
باب الترحم،
مكان ظهور
الرحمة... فهو
يترحم وتجري
دموعه. آخر
بكاء له عند
وداعه
الأخير
عندما وضعت
سكينة وجهها
على ظاهر قدم
والدها
وأخذت تبكي،
مشهد تتمزق
له القلوب..
الحسين (ع)
يجلس ويأخذ
ابنته
ويجلسها في
حضنه ويمسح
بيد الرحمة
على رأسها
ووجهها:
|
|||||||