.

  النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست

أصول العلاج عند الخلقيين

5 ـ الخوف والرجاء

 

(7)

ميزان الخلق الصحيح

"من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " الإمام الصادق (ع)

ميزان الخلق الصحيح

غاية علم الأخلاق أن يوصل الإنسان إلى الكمال الأعلى الذي يطلبه بأعماله وصفاته، ولهذا فإن بعض الخلقيين يسرف فيقول: " علم الأخلاق أشرف العلوم جميعاً لأنه يوصل إلى أشرف مخلوق إلى أشرف غاية ".

والحكم الذي لا يقبل الشك فيه أن علم الأخلاق من أشرف العلوم ومن أرقاها.

علم الأخلاق رائد الإنسان إلى سعادة ودليله على الخير الأعلى، وهو مرشد النفوس إلى الفاضل من الصفات والفاضل من الأعمال. ومن الجور الذميم ان تترقب منه أكثر من هذا. لعلم الأخلاق أسوة بأخواته من العلوم التي تطلب لغاياتها. عليه ان يمهد السبيل إلى الغاية ويوضح الطريق إلى المقصد. وعلى العالم الخلقي ان يكون طبيباً ماهراً يعين الداء بدقة ويصف الدواء بمهارة وليس عليه بعد هذا ان يضل الضال أو يصل الواصل. فإن لحصول النتيجة شروطاً أخرى وراء معرفة المقدمات، قد يخطئ الإنسان الهدف الذي يريده لأنه أساء التطبيق، أو لم يحسن استعمال العلاج، والمحاسب عن هذا التقصير هو الإنسان نفسه، لا علم الأخلاق، وقد أوضح الإمام هذه الناحية بقوله: " ان نفسك رهينة بعملك"[1]، وقوله: " قد جعلت طبيب نفسك، وبيّن لك الداء وعرفت آية الصحة ودللت على الدواء فأنظر كيف قيامك على نفسك "[2] علم الأخلاق هو الوسيلة التي تكشف للإنسان الداء، وهو الذريعة التي يعرف بها آية الصحة، والمرشد الذي يدله على الدواء، ثم يوكل استعماله إليه فلينظر كيف قيامه على نفسه. أما قول الإمام في هذا الحديث: " جعلت طبيب نفسك "فأنه يجري على استعارة جميلة وكثيراً ما كررها الخلقيون في كلماتهم. وبين الطب وعلم الأخلاق نواحٍ كثيرة من وجوه الشبه.

للإنسان صورة ظاهرة يفحصها الطبيب من حيث الصحة والمرض، وله صورة باطنة يبحث عنها الخلقي من حيث التوازن والانحراف، ولكل من هاتين الصورتين طوارئ تخرجها عن الاستواء. والتوازن في صفات الجسم الذي يطلبه الطبيب لأنه صحة؛ له نظير في النفس يطلبه الخلقي لأنه كمال. والانحراف الذي يدافعه الطبيب عن البدن لأنه مرض جسمي. يحارب الخلقي مثله في النفس لأنه مرض روحي، وإذا كان حصول الكمال النفسي سعادة للإنسان كما يقول الخلقيون، فإن حصول الصحة سعادة للبدن كما يقول الأطباء، وكثيراً ما سرت أمراض البدن إلى النفس وتعدت أمراض النفس إلى البدن والمتأخرون من الخلقيين والنفسيين يقولون: " العقل الصحيح في الجسم الصحيح ".

الإنسان هو طبيب نفسه وهو المسؤول عن تزكيتها وتهذيب أخلاقها ولكن على علم الأخلاق ان يدله على آية (الصحة ) وأن ينصب له ميزاناً عادلاً يميز به بين صحيح الملكات وفاسدها، وخير الأعمال وشرها؛

ليألف الحسن منها ويجتنب القبيح، وقد علمنا في الفصول السابقة ما يتكفل لنا بذلك، فقد عرفنا أن فضائل الملكات أوساط ورذائلها انحرافات وأطراف، وعرفنا أن المقياس الذي تعلم به هذه الأوساط هو الشريعة الإلهية المعصومة، وبهذا الميزان نستطيع أن نعرف الخلق الصحيح فنتوجه إليه في سلوكنا، وأن نحكم على العمل بأنه خير وأنه صواب إذا وافق الخلق الكريم.

ولكننا قد نخطئ الهدف المقصود وان كما قد علمنا جميع ذلك، وطبقناه على أعمالنا وعاداتنا.

قد نعين الأوساط التي حكمنا بأنها فضائل، ونميز الأعمال التي تختص بها هذه الأوساط ثم يسعى إلى تحقيقها حتى يصبح الخلق صفة من صفاتنا، ونحن مع هذا الجهد كله لم نتصف بالفضيلة لأننا قد أضعنا الغاية التي من أجلها حببت هذه الفضيلة. ليست الأوساط بمطلقها فضائل، فقد تطلب هذه الأوساط لغير غاياتها، والخلق الصحيح ما طلبت به الغاية الصحيحة. والقاعدة التي يذكرها الخلقيون لذلك: أن يتصف الإنسان بالفضيلة لأنها فضيلة. ويجتنب القبيح لأنه قبيح. أما الإمام الصادق (ع) فيقول في ذلك: " من سرته حسنته، وساءته سيئته فهو مؤمن "[3] الحسنة هي العمل الخير إذا قصد به الوجه الصحيح، والسيئة عمل الشر، وعمل الخير أيضاً حين يقصد به غاية غير صحيحة. فإذا سر الإنسان بحسنته وأستاء من سيئته كان هذا دليلاً على تركز الخلق الصحيح في نفسه لأن السرور هو التذاذ الإنسان حين يرضي رغبة من رغباته. والمساءة هي التألم الذي يحصل عند انقماع الرغبة.

وهذا الذي يذكره الخلقيون هنا لا ينافي ما تقدم في تحديد معنى الفضيلة وإنما هو شرح وإيضاح.

الفضيلة أن تعتدل الملكة النفسية فلا تشذ ولا تنحرف. وإذا مالت بها الأهواء واستخدمتها الغايات فقد شذت وانحرفت. والفضيلة أن تسير النفس في عملها وفي صفاتها على هدى العقل وإرشاده، فإذا قصدت بالعمل أو بالصفة غاية وضعية فقد بعدت عن حكمة العقل وتعامت عن إرشاده. والفضيلة أن يتوسط الإنسان في ملكاته، وأن يتسامى في غاياته، أما هذا الذي تحدثنا عنه فهو باطل يشبه الحق، وظلال يشبه الهدى، وسيئة تلبس ثوب الحسنة.

(8)

أصول العلاج عند الخلقيين

" أقصر نفسك عما يضرها قبل أن "

" تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى "

" في طلب معيشتك فإن نفسك رهينة "

" بعملك "

الإمام الصادق (ع)

أصول العلاج عند الخلقيين

تحدثنا عن العلاقة المتينة بين علم الطب وعلم الأخلاق، وعلمنا كيف يكون الاتصال وثيقاً بين العلمين، وكيف يشبه الطبيب بالخلقي والخلقي بالطبيب، وليس الأمر بين العلمين مقصوراً على المشابهة فقط، فإن بين العلمين اتصالاً هو أكثر من المشابهة، ورابطة هي أشد من التماثل، على أن بين العلمين فروقاً واضحة هي الفروق التي تكون بين علم وعلم آخر، ومن هذه الفروق التي فلاحظها بين العلمين أن الأدواء التي يدافعها الطبيب عن الجسد، والتي يمانعها الخلقي عن النفس كل منها انحراف وشذوذ وتخلف عن كمال محبوب، ولكنا نجد ان الأدواء التي تحدث في الجسد تكون مبغوضة للإنسان، ولا يمكن أن تكون مرغوبة له إلا في احوال اسثنائية لا يصح القياس عليها، ونجد أدواء النفس على العكس من ذلك مرضية للنفس ومحبوبة لها عند أكثر الناس. والسر في هذا الحب العجيب ان هذه الأدواء تكفل للنفس بعض مشتهياتها وتحقق لها بعض ميولها ورغباتها، والنفس تألفها لهذه اللذات الزائفة، وإن كانت أدواء فاتكة وسموماً قاتلة، وقد يبلغ الأمر ببعض النفوس الوضعية أن تنفر من الخلق الكريم لأنه يمنعها عن تحصيل هذه اللذات.

أدواء الجسد في الأكثر تصحب آلاما محسوسة والإنسان يمقتها لأنه يحس بآلامها. أما أدواء النفس فلا تكون كذلك لأنها تسبب آلاما معنوية وانحطاطاً كمالياً، وقصير النظر لا يعبأ بهذا النقص، ولا يعتني بهذا الألم، لأنه يجهل ما يسميه الخاصة كمالاًً أو رقياً معنوياً.

(1)   وإذن فأول علاج يصفه علم الأخلاق لهذه الأدواء هو العلم لأنه يرفع النفس من هذه الضعة، وينقذها من هذا الانحطاط، وهو الحاسة الدقيقة التي يدرك بها الإنسان لذة الكمال وألم الشقاء ، وقد سمعنا أحاديث الإمام الصادق (ع) في العلم.

(2)   للباحث الخلقي غايتان متساويتان في الأهمية: (1) تهذيب الملكات السالفة وأحالتها إلى أخلاق صحيحة. (2) احتفاظ الإنسان بأخلاقه الصحيحة بعد التهذيب. فالاعتدال الخلقي جهاد في جميع أدواره، وهو جهاد لأنه خروج على غريرة وتمرد على قوة، وهو جهاد لأنه إرغام أراده وقسر عادة، وهو جهاد لأنه حمل للنفس على ما تكره، وصرف لها عما تحب، وهو جهاد لأن الفضائل أوساط، ومعرفة هذه الأوساط تستدعي حزماً والإقامة عليها تستدعي عناءً، وهو قبل هذا كله جهاد لأنه بحث عن عيوب النفس المحبوبة، والحب كما في المثل المشهور: يعمي ويصم. وإذا كانت للنفس رغبات وأهواء تزاحم الخلق الصحيح في ابتداء تكوينه، فإن لها نظائر من هذه الرغبات تزاحم الخلق الصحيح في أوقاته الأخرى والنفس من أجل هذه الرغبات المتزاحمة في جهاد متوا صل.

ومعنى هذا ان العلاج الخلقي في جميع أدواره يعتمد على الصبر والثبات، فبالصبر تغرس الفضيلة في النفس، والصبر هو الذي يتعاهدها لتنمو وينميها والصبر هو العدة التي يتدرع الإنسان بها أمام الأخطار، وهو الخلق الأول الذي يجب تهذيبه ليكون عوناً على تهذيب غيره، وهذا هو معنى قول الإمام الصادق (ع): " الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان "[4] وهو معنى قوله أيضاً " رأس طاعة الله الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره "[5] .

الصبر وقوف النفس أمام الشدائد، وثباتها عند هجوم النوازل فهو فرع من فروع الشجاعة، والشدائد التي تثبت لها النفس قد تكون من الأمور الخارجة عن النفس كصروف الدهر وآلام الحياة، وقد تكون من الأمور المتعلقة بالنفس كالآلام التي تحصل من مكافحة طغيان الشهوة وجموع الغضب، والثبات عند جميع هذه الآلام شجاعة.

الصبر على جهاد قوة الشهوة شجاعة لا عفة، ولكن ثمرة هذا الجهاد هي العفة، والصبر على كفاح قوة الغضب شجاعة وثمرة هذا الكفاح شجاعة أخرى.

في العلاج الخلقي مصائب، وهو جهاد مستمر، ولكن هذه المصائب لا تحد من قدرة الإنسان شيئاً فالشخص حين يصدر العمل قادر على تركه، وهو حين تركه مختار في فعله.

في وسع الإنسان ان يفكر في غايات أعماله فيحترز عن العمل القبيح، وأخيراً عن الخلق الذميم. في وسعه ان يفكر في غاية العمل قبل اصداره، ثم هو في سعة من الفعل أو الترك، لأن له إرادة واختياراً. وإذا استطاع ان يخالف الملكة في المرة الأولى كانت مخالفتها في المرة الثانية عليه أسهل، وهي في المرة الثالثة أخف مؤونة وأكثر سهولة. وهكذا تأخذ الشدة بالضعف وتعود الملكة الثابتة حالة زائلة، ويصبح الخلق السيئ أثراً بعد عين.

وليحذر ان تغلبه العادة الأولى قبل ان يكمل التمرين على مخالفتها، فإنها إذا غلبته مرة أفسدت عليه كثيراً من عمله وأحتاج إلى كفاح جديد، والإمام الصادق (ع) يشير إلى هذا الطريق من المجاهدة بقوله " قف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل ان تقع فيه فتندم "[6] وقوله: " إياك ومرتقى جبل سهل إذا كان المنحدر وعراً "[7] .

(3)   في وسع الإنسان الحازم ان يقف من نفسه موقف المحاسب الشحيح، فيستعرض صفاتها بالنقد والتمحيص، وسيوقفه الفحص على مواضع الخلل من ملكاته، ومن السهل عليه بعد هذا ان يوجد في نفسه شوقاً إلى الفضيلة التي تباين ذلك الخلق السيئ الذي عرفه من نفسه، فإذا أوجد في نفسه هذا الشوق فقد تم له كل شيء

أما معرفة عيوب النفس فسنذكر لها طرقاً عديدة بعد هذا، وأما الشوق إلى الفضيلة فسبيله الفكر.

ليحدث الإنسان نفسه بمحاسن تلك الفضيلة، وما تعقبه من آثار طيبة، وعاقبة حميدة وما يناله أصحابها من مكانة سامية وشأن كبير، ليحدث نفسه بذلك، وليثق ان الشوق يحصل له قطعاً، لأن النفس تحب الكمال وتطمح إلى الارتقاء، ومن الخير له ان يطيل التفكير بذلك، لتثبت الرغبة ويتأكد الميل.

وإذا تم للإنسان النجاح في هاتين المرحلتين فليجتهد بعد هذا في الأعمال التي توافق الفضيلة التي أشتاق إليها، وكلما تكرر العمل ثبتت العادة الجديدة، وانهار بناء الخلق القديم.

وقد قال الإمام الصادق (ع) في المرحلة الأولى من هذا العلاج: " أنفع الأشياء للمرء سبقه إلى عيب نفسه "[8] وقال في المرحلة الثانية منه: " التفكير يدعو إلى البر والعمل به [9] وقال في باب الزهد: " وإنما أردوا بالزهد الدنيا لتفرع قلوبهم للآخرة "[10] والأئمة من أهل البيت (ع) كثيراً ما يعتمدون هذا الطريق في تهذيب الأخلاق، وقد قدمنا للقارئ نموذجا صغيراً من كلمات الإمام الصادق في ذلك.

(4)   ذكر علماء الأخلاق لمعرفة الإنسان عيوب نفسه طرقاً متعددة نشير إلى بعضها فيما يأتي: ـ

(أ‌)    الخلفاء والأصحاب:

يحاول الإنسان أي يرى صورته الظاهرية فيمتنع عليه أن يراها بغير المرآة، ويحاول ان يطلع على عيوب نفسه فيتعذر عليه ذلك بغير الصديق، صديقك غيرك فلا يصعب عليه ان يطلع على نقائصك، وقد جعله الحب الصحيح كالجزء منك فهو لا يخفي عليك شيئاً تكرهه من نفسك، " ولا خير في صحبة من لم يَرَ لك مثل الذي يرى لنفسه "[11] ولذلك شرطوا أن يكون الصديق من أهل الأمانة والدين، وقد سمعنا قول الإمام الصادق (ع) " أحب أخواني إلى من أهدى إليَّ عيوبي "[12] وهو يقول أيضاً: " من رأى أخاه على أمر يكرهه فلم يرده عنه وهو يقدر عليه فقد خانه "[13] .

(ب‌)                       اجتنب ما تعده قبيحاً من غيرك: تنظر إلى الناس الآخرين فترى عيوباً كثيرة تظهر في أعمالهم وأقوالهم، فإذا أردت إصلاح نفسك فأجتهد أن لا تعمل نظير تلك الأعمال ولا تفكر في وجود تلك النقائص فيك، فإن النفس تنكره إذا كان خفياً، وتعتذر عن ارتكابه إذا كان ظاهراً، فتضيع من منك الفرصة، وتذهب عليك الوقت.

(ج) استفد من لسان عدوك ما خفي على عين صديقك.

قد يستر الحب بعض نقائصك على الصديق، وقد يتجاهل بعض عيوبك حذراً من اساءتك، ولكن العدو لا تخفي عليه نقائصك لأنه يراعيك بعين ساهرة، وهو لا يختشي من ان يسيء إليك، فاجتنب عما ينسب إليك من الصفات. والأفعال ولا يضرك ان يكون كاذباً إذا برأت نفسك من العيوب.

(د) إذا أتهمت نفسك بخلق ذميم وأردت موقع هذه التهمة من الصحة فحاول ان توجد عملاً يخالف ذلك الخلق، فإذا صعب عليك العمل فأعلم ان ذلك الخلق من صفاتك.

(هـ) تستطيع النفس ان تخفي نقائصها على الإنسان، ولكنها لا تستطيع ان تخفي عليه ميولها وأهواءها، وهذا الهوى أثر لازم للخلق السيئ فإذا خفيت عليك نقائصك فاجتنب أقرب الأمرين إلى هواك، ويريدون من الأمرين الفعل والترك.

5 ـ الخوف والرجاء

الخوف انفعال نفساني يحصل للإنسان أو للحيوان حين يتوقع صدور أمر يكرهه أو فوات شيء يحبه، وهو إحدى الغرائز التي تولد معه وتنشأ وتصحبه في جميع أحواله، وكم جلبت له هذه الغريزة من خيرات، وكم جنت عليه من شرور. والرجاء هو انتظار النفس حصول أمر ترغب فيه، وموضع الخوف والرجاء في الأكثر هو الشيء إذا كان مشكوك الوقوع. وللإنسان بين هاتين الملكتين شؤون وأطوار، فقد يشتد به الخوف حتى يكون يأساً، وقد يفرط به الرجاء حتى يكسبه تسامحاً وإهمالاً وقد يعتدلان فيكونان مزيجاً خلقياً يبعث إلى العدل ويرشد إلى الخير، وقد قال الإمام الصادق (ع) في ذلك: " أرج الله رجاءً لا يجرِّئك على معاصيه، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته "[14] وقال: " لا يكون المؤمن مؤمناً مؤمنا حتى يكون خوفاً راجياً، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو "[15] ..

الخوف والرجاء صفتان نفسانيتان ولكنهما لا يثمران الخير حتى يكون لهما مظهر في السلوك وتأثير في العمل هذا.

الخوف العملي إذا اشتد يسمى عند العلماء الخلقيين ورعاً. وإذا اشتد الورع يسمى تقوى: " وان قليل العمل مع التقوى خير من كثير بلا تقوى "[16] .


[1]  الكافي الحديث8 من نوادر باب الاستدراج.

[2]  الحديث6 من المصدر المتقدم.

[3]  أصول الكافي الحديث6 باب المؤمن وعلاماته.

[4]  الكافي الحديث2 باب الصبر.

[5]  الكافي الحديث1 باب الرضا.

[6]  تحف العقول ص74.

[7]  تحف العقول ص90.

[8]  تحف العقول ص89.

[9]  الوسائل الحديث5 باب استجاب التفكر من كتاب الجهاد.

[10]  الكافي الحديث5 باب الزهد.

[11]  تحف العقول ص90.

[12]  الكافي الحديث5 باب من تجب مصادقته.

[13]  أمالي الصدوق ص162.

[14]  أمالي الصدوق ص10.

[15]  الكافي الحديث11 باب الخوف والرجاء.

[16]     الكافي الحديث7 باب الطاعة والتقوى.

 

  النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست