|
نظرات
عامة حول
الإعداد
الروحي |
|
المقصود من الجانب الروحي منهج التقييم أولاً: الاتجاه الصوفي شجب الرسالة لأرهاصات التصوف ثانياً: الاتجاه الفكري والسياسي ثالثاً: الاتجاه التربوي المتكامل |
|
بسم
الله الرحمن
الرحيم (يا
أيها
المزمل، قم
الليل إلا
قليلا،نصفه
او إنقص منه
قليلا، او زد
عليه ورتل
القرآن
ترتيلا، انا
سنلقي عليك
قولا ثقيلا،
ان ناشئة
الليل هي اشد
وطأ واقوم
قيلا، ان لك
في النهار
سبحا طويلا،
واذكر اسم
ربك وتبتل
إليه تبتيلا) (1
_ 8: سورة
المزمل). (إن
الله اشترى
من المؤمنين
أنفسهم
وأموالهم
بأن لهم
الجنة
يقاتلون في
سبيل الله
فيقتلون
ويقتلون
وعداً عليه
حقا في
التوراة
والأنجيل
والقرآن ومن
أوفى بعهده
من الله
فستبشروا
ببيعكم الذي
بايعتم به
وذلك هو
الفوز
العظيم،
التائبون
العابدون
الحامدون
السائحون
الراكعون
الساجدون
الآمرون
بالمعروف
والناهون عن
المنكر
والحافظون
لحدود الله
وبشر
المؤمنين) (111
_ 112: سورة
التوبة) الفصل
الأول المقصود
من الجانب
الروحي لا
نقصد
بالجانب
الروحي في
شخصية
الإنسان
المسلم كثرة
الصلاة
والصيام
والتعبد.. وان
كان لكثرة
التعبد
والتنفل صلة
وثيقة
بالجانب
الروحي في
الشخصية.. ولانقصد
بالجانب
الروحي كذلك
حسن التعامل
مع الناس
والاخلاق
الحسنة:
كالشجاعة،
والعفة،
والكرم،
والحكمة،
والاحسان،
وما شاكل ذلك
وان كان
للاخلاق صلة
وثيقة
بالجانب
الروحي. وانما
نقصد
بالجانب
الروحي في
شخصية
المسلم _
والذي يعتبر
جوهرها
ومضمونها _
الصلة
الداخلية
للمؤمن
بالله تعالى
وانشداده
النفسي
والعاطفي به
تعالى من حيث
الإيمان
والحب
والاخلاص،
وما يرافق
هذه المعاني
الثلاثة
الرئيسية من
خوف، ورجاء،
وتواضع.. الخ
ان المضمون
الداخلي
المرتبط
بالله تعالى
هو الجانب
الروحي وهو
الذي يشكل
الاساس الذي
يقوم صرح
الشخصية
الإسلامية
بالكامل
وتصدر عنه
عناصرها
الاخرى،
وسماتها،
وخصائصها
المميزة عن
الناس
وعلاقة
الإيمان
بالله،
وخوفه،
ورجائه،
والتواضع له
والاخلاص..
بالعبادة
الخارجية من
صلاة وصيام
واذكار
علاقة تأثير
متبادل يؤثر
المضمون
الداخلي
للمؤمن
فينتج عبادة
وتنفلا
وصياما
وقياما،
وتؤثر
العبادة
الخارجية
فتزيد في
الإيمان
والحب،
والاخلاص،
والخوف،
والرجاء،
وكذلك الحال
في الاخلاق
والتربية
الروحية هي
بالنتيجة
بناء هذه
العلاقة
الداخلية
للمؤمن
بالله،
وتنميتها،
وتحصينها،
والحفاظ
عليها. واذا
تحددت الان
بصورة مجملة
هوية الجانب
الروحي
والتربية
الروحية
فبأمكاننا
ان نطرح
السؤال
التالي
حولها. ماهي
درجة
الاهتمام
التي يلزم ان
نعطيها
للجانب
الروحي،
والتربية
الروحية؟
وهل تستحق
التربية
الروحية
لانفسنا،
وللاخرين
جهدا معينا،
وما هي درجة
هذا الجهد؟. وبكلمة
اخرى: ما هو
موقع
التربية
الروحية من
العمل
الإسلامي
ومكانتها
فيه؟ توجد
في الجوانب
على هذا
السؤال
اتجاهات
ثلاثة
يسجلها
التاريخ
الإسلامي
وهي: (1)
_
الاتجاه
الصوفي. (2)
_
الاتجاه
السياسي
والفكري. (3)
_
الاتجاه
الإسلامي
المتكامل. منهج
التقييم: وقبل
ان نستعرض
هذه
الاتجاهات
بشيء من
التفصيل من
اجل تقييمها
والتعليق
عليها علينا
ان نلمح إلى
المنهج الذي
يحكم ويجب ان
نحتكم إليه
في تقييم
الافكار
التي تنتسب
إلى الإسلام
وتحسب عليه.. في
كل خلاف فكري
او مهمة
فكرية عامة
علينا ان
نرجع إلى
المقاييس
التي وضعها
الإسلام
ونحتكم
إليها
ونستلهم
منها.. كتاب
الله تعالى
وسنة رسوله
واهل البيت
الذين اذهب
الله عنهم
الرجس
وطهرهم
تطهيرا،
وسيرتهم
العطرة
الطاهرة،
فعن علي (ع) (اما
اني سمعت
رسول الله (ص)
يقول: ستكون
فتن قلت: وما
المخرج
منها؟ قال:
كتاب الله،
كتاب الله
فيه نبأ ما
قبلكم، وخبر
ما بعدكم،
وحكم ما
بينكم من
جبار قصمة
الله ومن
ابتغى الهدى
في غيره أضله
الله.. هو الذي
من قال به
صدق، ومن حكم
به عدل، ومن
عمل به أجر،
ومن دعا إليه
هدى إلى صراط
مستقيم)[1]. وقال
(ص): (وما
اتاكم
الرسول
فخذوه وما
نهاكم عنه فانتهوا
واتقوا الله
ان الله شديد
العقاب) [2]. وقال
(ص): (اني
تركت فيكم ما
ان تمسكتم
بهما لن
تضلوا من
بعدي: كتاب
الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الارض،
وعترتي أهل
بيتي، ولن
يفترفا حتى
يردا علي
الحوض
فانظروا كيف
تخلفونني
فيهما؟). والرجوع
إلى
المقاييس
التي وضعها
الإسلام في
معرفة
مفاهيمه
وعقائده
وتشريعاته
أمر طبيعي
لاننا لا
يمكن ان
نتعرف على
افكار رأي
شخص او جهة
إلا من خلال
ما يعد من
اساليب وطرق
في تحديد
افكاره
ومواقفه ومن
خلال ما يضعه
من مقاييس في
معرفتها. والتصور
الفكري
والثقافي عن
القرآن
الكريم
والسنة
المطهرة _
قولا وفعلا
وتقريرا _
والاحتكام
اليهما في
الخلافات لا
يتم إلا
بشرطين: (1)
الجهد
الفكري
بالتتبع
والاستقراء
لكل ما يتصل
بالمسألة من
آية، او
حديث، او
رواية، أو
موقف، وعدم
تسجيل
المواقف،
واتخاذ
القرارات
الفكرية إلا
بعد الدراسة
الجادة،
والتتبع
المناسب
لهذين
المصدرين
الاساسيين. (2)
الانفتاح
النفسي على
الكتاب
والسنة وأن
تكون لدى
الباحث
فيهما (روح
التلقي)
منها، وعدم
التجاسر،
والتأويل
والتدخل من
خلال فرض
الاهواء
والمسبقات،
فأن (المؤمن
أخذ دينه عن
ربه ولم
يأخذه عن
رأيه) كما ورد
عن امير
المؤمنين (ع)
وعن الامام
الباقر (ع) في
خبر صحيح: (والله
إن أحب
اصحابي الي
أورعهم
وافقههم
واكتمهم
لحديثنا،
وان اسوأهم
عندي حالا..
وامقتهم
الذي إذا سمع
الحديث ينسب
الينا ويروي
عنا فلم
يقبله.. اشمأز
منه وجحده
وكفر من دان
به وهو لا
يدري لعل
الحديث من
عندنا خرج
وإلينا
أسند، فيكون
بذلك خارج عن
ولايتنا) [3]. وعلينا
ان نتذكر
بصدد تطبيق
هذا المنهج،
ان الله
سبحانه
خلقنا في هذه
الحياة
للمحنة،
والأبتلاء،
وليس
الابتلاء،
الذي خلقنا
من اجله هو
ابتلاء
أخلاقيتنا
وعبوديتنا
لله سبحانه
في أطار
الطاعة،
والأستقامة
على الخط
الذي يشترعه
للناس فقط،
وانما ايضا
في مجال (تلقي)
هذا الخط
وتفهمه
ووعيه، ومن
هنا فأنه
سبحانه
عندما أنزل
الرسالة
بينها للناس.
وهداهم إلى
خطها وبصرهم
بمفاهيمها
وتشريعها،
ولكن لم يكن
هذا البيان
من قبله
حاسما حديا
بل كان قابلا
للأخذ،
والرد
والتملص،
والركون،
والنفي
والاثبات.. لم
يجعل الله
تعالى
البيان
حاسما حتى
تكون فتنة
واستجابات
مختلفة من الناس
ووضع
المقاييس
لكي يقيم
الحجة على
الفهم
السليم ولكي
يحيى من حي عن
بينة.. ومن
هنا كانت
الفكرة
مسؤولة وكان
الإنسان
مسؤولاً عن
سمعه وبصره
وفؤاده كما
هو مسؤول عن
عمله. (ولا
تقف ما ليس لك
به علم ان
السمع
والبصر،
والفؤاد كل
اولئك كان
عنه مسؤولا)
[4]. وكان
هناك الناجح
في فتنة
التلقي. (وبشر
عبادي الذين
يستمعون
القول
فيتبعون
احسنه)
[5]. والفاشل
فيها. (ومنهم
من يستمع
اليك وجعلنا
على قلوبهم
اكنة ان
يفقهوه)
[6]. والان
نعود إلى
البحث في
الاتجاهات
العملية
الثلاثة في
مسألة
التربية
الروحية،
وندرسها
بشيء من
التفصيل. (1)
الاتجاه
الصوفي: تلقى
الاتجاهات
الصوفية
الان
اهتماماً
بالغاً من
قبل
المستشرقين،
والكتاب
والمسلمين
التابعين
لهم، او
المستقلين
عنهم في
التفكير
وتدرس في
العادة من
التصوف
موضوعات
عديدة.. منها:
لفظته،
واشتقاقها،
ونشأته
وعواملها،
وتطوره عبر
القرون،
ومفاهيمه
التربوية
والفلسفية
والادب
المتأثر او
المعبر عنه..
الخ وتتوزع
المواقف
التقيمية _
كالعادة _ بين
رافض للتصوف
غاضب عليه،
وبين مدافع
عنه ومؤيد له
ولا يقتصر
المؤيدون
للتصوف
والاتجاهات
الصوفية على
بعض
الباحثين
الاكاديميين
او
المستشرقين
المعجبين بل
نجد من له شأن
يذكر في مجال
العمل
الإسلامي،
وخدمة
الإسلام من
يدافع عن
الاتجاهات
الصوفية،
ويعتبر
الروحية
الخاصة
أساسا للعمل
الجهادي،
ويربط
تاريخنا بين
المنظمات
الصوفية،
وبين الدعوة
الإسلامية،
ومن هؤلاء
أبو الحسن
الندوي في
كتابه (ربانية
لا رهبانية)
الذي نشره
كما يقول: (قياما
بالواجب،
واعترافا
بالجميل،
ودفاعا عن
جماعة تدين
لها بعض
الاجيال،
وبعض
الاقطار
بالدخول في
الإسلام، او
البقاء عليه)
واكد فيه ان
الجناية على
التصوف جاءت
من قبل
المصطلح
وكثير ما
يجنى على
الافكار
والمفاهيم
بسبب
المصطلحات. والواقع
انه إذا كان
يقصد من
الصوفية
التأكيد على
الجانب
الروحي
والمضمون
الداخلي
الباطن،
وكثرة
العبادة،
والزهد في
الدنيا،
ومجاهدة
النفس، وذكر
الله كثيرا.
لذلك تكون
المنظمات
الروحية
القائمة على
هذا الاساس
داخل الاطار
الإسلامي
شريعة،
واخلاقا فكل
هذا من
الإسلام حث
عليه
الإسلام
وربى اجيالا
عليه واما
إذا كان يقصد
من الاتجاه
الصوفي هذا
الاتجاه
الذي نعرفه
في التاريخ
الإسلامي
الذي نضج في
القرنين
الثالث
والرابع
الهجريين
فهو اتجاه
ينطوي على
بعض نقاط
الضعف من
الناحية
الإسلامية
وانتهت به _
عند بعض
الصوفيين _
إلى
انحرافات
واضحة، لنا
ننكر من هذا
الاتجاه
كثرة
العبادة،
وعملية
التحرير
الداخلي
للنفس من اسر
الشهوة،
والرضى
والتوكل،
فقد قلنا ان
هذا كله من
الإسلام
انما ننكر
منه كاتجاه
تربوي امرين
الأول: انه
يركز على
التربية
الروحية
والعلاقة
بالله
منعزلا عن
التأكيد على
الجوانب
الاخرى
الضرورية في
الشخصية
الإسلامية،
والعمل
التربوي
الإسلامي
يجب ان يهتم
ببناء
الشخصية
الإسلامية
مضموناً، من
حيث العلاقة
بالله وحبه
وخوفه
ورجائه.. الخ
واطاراً، من
حيث الخلق
والانفتاح
الاجتماعي
والعطاء
والجهاد في
سبيل الله،
ومعرفة
احكام
الشريعة،
ومفاهيمها..
ولا يركز على
جانب دون آخر..
وبالخصوص
فأن التأكيد
على التربية
الروحية عبر
الرياضيات،
والافكار،
والمجاهدات _
بأعتبارات
ان التعامل
مع الغيب
يصعب على
الإنسان ان
يكون
مستقيما فيه
من دون نهج
إلهي يسير
عليه في ذلك
بمعزل عن
الجوانب
الإسلامية
الأخرى من
السهل أن
ينتهي إلى
الأنحراف
والخروج عن
خط الإسلام
السلوكي
والفكري في
الحياة كما
سوف نلاحظ
ذلك في
النتائج
التي أنتهت
إليها
الصوفية.. (الثاني)
ان (هدف)
التصوف لم
يكن بناء
الإنسان
العابد
المطيع لله
تعالى،
الملتزم
بشريعته
المنزلة منه
إلى عباده
هدى ونورا،
ونهجا،
وحياة،
وانما كان
هدفه الوصول
إلى (مذاقات
الاتصال
بالوجود
المطلق) و (الفناء)
في الحقيقة
المطلقة (الله)،
أو أدراك
الحقائق
أدراكا
بالعيان،
والقلب، (والكشف)،
و (العرفان)
وغير ذلك من
المعاني
التي ان صحت
من الناحية
العلمية،
ولم تكن
اوهاما
ضائعة، فهي
لاتصح هدفا
لعمل تربوي
واسع ينطلق
من الإسلام
وللإسلام.. ونتيجة
لنقطتي
الضعف هاتين
في الاتجاه
الصوفي،
برزت
انحرافات
عديدة عند
الكثير من
أهل التصوف
على امتداد
تأريخه
الطويل،
وهذه
الانحرافات
يتنكر بعض
المتصوفه
لبعضها
ويتنكر بعض
اخر منهم
لبعض آخر
منها ولكننا
نتعبرها
نتيجة
طبيعية لروح
ومضمون
الاتجاه
الصوفي.. ومن
هنا لم يخل من
بعض هذه
الانحرافات
حتى التصوف
السني الذي
يمثله
الغزالي.. وفي
(كتابه احياء
علوم الدين)
والذي يعتبر
اقربها إلى
الشريعة. وترجع
الانحرافات
التي ابتلي
بها الاتجاه
الصوفي إلى
انحرافات في
الممارسات،
وانحرافات
في النتائج
والافكار،
ومن هذه
الانحرافات
العزلة،
وتطليق
الحياة
الاجتماعية
وممارسة
السماع
والرقص،
والحزن،
وتعطيل
احكام
الشريعة با
اعتباره
الوصول إلى
درجة ترتفع
معها
التكاليف
والهجوم
المتكرر على
العلوم
الشرعية
القائمة على
أساس السماع
لا الكشف،
والاشراق،
واشكال
الانحراف
العقائدي من
حلول،
وفناء،
واتحاد،
واللغة
الخارجة عن
حدود الأدب
الشرعي مع
الله تعالى،
والطابع
المستعلي
على الرسالة
الإسلامية
الذي لا يفرق
بينها، وبين
غيرها من
الشرائع.. إلى
آخر ما هنالك
من انحرافات
سجلها
التأريخ على
الاتجاه
الصوفي.. شجب
الرسالة
لأرهاصات
التصوف: ان
حركة التصوف
تعتمد على
ميل نفسي في
كيان
الإنسان
يؤدي عند
تنميته،
وتغذيته إلى
الانحراف..
وقد ادت
تراكمات
كثيرة إلى
ظهور حركة
التصوف في
التأريخ
الإسلامي (الانحلال)
الاخلاقي في
العالم
الإسلامي
دخول
الكثيرين من
غير
المسلمين في
الإسلام مع
احتفاظهم
بترسباتهم
الفكرية،
والروحية،
والفلسفة
اليونانية
والاتجاهات
الغنوصية
فيها الخ.. الا
ان كل ذلك لم
يكن ليعطي
أثره لولا
امران: (1)
_
الانحراف
بالميل
الإنساني
الفطري إلى
التعامل مع
الغيب
واكتشاف
المجهول. (2)
_
سوء فهم
تأكيد
الإسلام على
الصلة بالله
والمعاني
الروحية،
والاخلاقية
الاخرى.. فكان
من الإنسان
أن (اندفع) من
خلال ميله
الفطري إلى
العزلة
والتصوف و (برز)
ذلك بأسم
القرآن
الكريم،
والسنة
المطهرة مع (صياغات)
و (تأثرات)
بالتيارات
والفكرية
والدينية
التي تلاقحت
عندما
تزاوجت
الحضارات
الإنسانية
في ظل
الإسلام. (1)
_
قال
المفسرون: (جلس
رسول الله
يوماً فذكر
الناس ووصف
القيامة فرق
الناس،
وبكوا،
واجتمع عشرة
من الصحابة
في بيت عثمان
بن مضعون
الجمحي
واتفقوا على
ان يصوموا
النهار،
ويقوموا
الليل، ولا
يناموا على
الفراش، ولا
يأكلوا
اللحم، ولا
الودك، ولا
يقربوا
النساء،
والطيب،
ويلبسوا
المسوح،
ويرفضوا
الدنيا،
ويسيحوا في
الارض، وهم
بعضهم ان يجب
مذاكيره،
فبلغ ذلك
رسول الله (ص)..
فقال لهم: الم
أنبئكم انكم
انقطعتم على
كذا وكذا؟
قالوا بلى
يارسول الله (ص)
وما أردنا
إلا الخير
فقال رسول
الله (ص): اني
لم أمر بذلك
ثم قال: ان
لانفسكم
عليكم حقاً
فصوموا،
وافطروا،
وقوموا
وناموا فاني
اقوم وانام
واصوم
وافطر، واكل
اللحم،
والدسم،
وآتي
النساء، ومن
رغب عن سنتي
فليس مني). ثم
جمع الناس (وهذا
أمر له دلالة)
وخطبهم وقال: (ما
بال اقوام
حرموا
النساء،
والطعام،
والطيب،
والنوم
وشهوات
الدنيا اما
اني لست
امركم ان
تكونوا
قسيسين
ورهبانا
فأنه ليس في
ديني ترك
اللحم، ولا
النساء، ولا
اتخاذ
الصوامع،
وان سياحة
امتي الصوم،
ورهبانيتهم
الجهاد). (اعبدوا
الله،
ولاتشركوا
به شيئاً،
وحجوا
واعتمروا،
واقيموا
الصلاة،
وآتوا
الزكاة،
وصوموا
رمضان،
واستقيموا
ليستقم لكم،
فأنما هلك من
كان قبلكم
بالتشديد،
شددوا على
انفسهم فشدد
الله عليهم
فاولئك
بقاياهم في
الديارات
والصوامع،
فأنزل الله
تعالى الآية. (يا
أيها الذين
آمنوا لا
تحرموا
طيبات ما احل
الله لكم ولا
تعتدوا ان
الله لا يحب
المعتدين)[7].
(2)
_
ونذكر حالة
فردية في
زمان الامام
علي (ع) وهي: دخل
أمير
المؤمنين (ع)
على العلاء
بن زياد
الحارثي في
البصرة _ وهو
من اصحابه _
يعوده، فلما
رآى سعة داره
قال (ع): (ما
كنت تصنع
بسعة هذا
الدار، في
الدنيا،
وانت إليها
في الآخرة
احوج؟ وبلى
ان شئت بلغت
بها الآخرة،
تقري فيها
الضعيف،
وتصل فيها
الرحم،
وتطلع منها
الحقوق
مطالعها
فإذا انت قد
بلغت بها
الآخرة). فقال
له العلاء: يا
امير
المؤمنين،
اشكو اليك
اخي عاصم بن
زياد، قال (ع): وماله؟:
قال:
لبس
العبادة
وتخلى عن
الدنيا قال
علي (ع)
علي
به فلما
جاء قال (ع): (يا
عدي نفسه،
لقد استهام
بك الخبيث
اما رحمت
اهلك وولدك،
اترى الله قد
احل لك
الطيبات،
وهو يكره ان
تأخذها انت
اهون على
الله من ذلك؟) قال:
يا أمير
المؤمنين
هذا انت في
خشونة
ملبسك،
وجشوبة
مأكلك قال:
ويحك
اني لست كأنت
ان الله فرض
على ائمة
العدل ان
يقدروا
انفسهم
بضعفة
الناس، كيلا
يتبيغ
بالفقير
فقره)[8]. وفي
زمن الامام
الصادق (ع)
اصبح (الزهد)
تياراً لشيء
من
الانحراف،
وحاربه
الامام (ع)
ايضاً يقول
احد اصحابه
كما في
الرواية (لاقعدن
في بيتي
ولاصلين
ولاصومن
ولاعبدن ربي
فأما رزقي
فسيأتيني
فقال ابو
عبدالله (ع): هذا
احد الثلاثة
الذين لا
يستجاب لهم. وسأل
عن رجل فقير
اصابته
الحاجة قال:
فما يصنع
اليوم؟ قيل
في البيت
يعبد ربه قال
فمن
اين قوته؟ فقيل:
من عند بعض
اخوانه،
فقال ابو
عبدالله (ع):
والله للذي
يقوته اشد
عبادة منه). 2
_ الاتجاه
الفكري
والسياسي: قد
لاحظنا ان
التصوف يركز
بطريقته
الخاصة على
التربية
الروحية
ولكن
المنعزلة عن
ذاتها..
والمتوقع
لها ان تخرج
بأستمرار
افواجاً من
المنحرفين
عن الخط
الإسلامي في
الحياة
سلوكاً،
وافكاراً..
وقد ساعد على
ظهور هذاا
الاتجاه كما
سبق ان
اشرانا اليه..
التحلل
الاخلاقي،
وتلاقح
الفلسفات،
والديانات
مضافا إلى
الميل
الفطري،
والنزوع
الذاتي
للتعامل مع
الغيب وحث
الإسلام على
التربية
الروحية،
وتطهير
النفس
وتحريرها. وفي
المقابل ادى
التح دي
الثقافي
الغربي،
وهجمة
التيارات
الفكرية
والاجتماعية
المادية على
العالم
الإسلامي،
وفقدان
السيادة
الإسلامية،
والاستعمار
العسكري
والاقتصادي
للبلاد
الإسلامية
ادى ذلك كله
إلى (رد) فعل
إسلامي يؤكد
على الجوانب
الفكرية،
والاجتماعية،
والاقتصادية
في الإسلام،
وتنبيه
المسلمين
إلى صلاحية
الإسلام
للتطبيق
والانتهاج،
وقدرته على
اسعاد
البشرية،
وبناء
المجتمع
القائد من
جديد.. كما فعل
في الامس.
ويؤكد ايضاً
على محاربة
الاستعمار،
والفكر
الاستعماري،
والادوات
الاستعمارية
في البلاد
المسلمة. ولان
هذه الاهداف
بالمنظور
الحسي انما
تتحقق،
بالتوعية
الفكرية،
والعلمية
على
الإسلام،
وتحسيس
المسلم
بأوضاع
المسلمين،
وتخلف
العالم
الإسلامي في
كل الميادين. ولا
ن الغرب
تحدانا
فكرياً
وفي المنهج
الاجتماعي
وثقافتنا
المعاصرة للكثير من
المسلمين هي
( رد فعل )
للتحدي
الغربي اقول:
لهذا، اكد
بعض الناس في
عملهم
التربوي على
جانب
التوعية
الفكرية،
والعملية
واهملوا
التربية
الروحية،
وبناء
العلاقة
بالله في
نفوس
المؤمنين
بالإسلام،
والعاملين
في سبيل الله
والمستضعفين
في الارض.. وهذا
يؤدي عملياً
إلى التورم
الفكري،
والعلمي،
وعدم
التوازن في
شخصية
الإنسان
المسلم،
وتغليب
الاطارعلى
المضمون،
والفكر على
الروح.. والإنسان
المسلم _ كما
هو الحال في
المجتمع
المسلم _ قد
يمر بحالات
يكون فيها
نشاطه
العملي،
ونشاطه
العقلي رد
فعل لتيارات
معادية..
ولكنه على
العموم
ينطلق من
شخصية
أصيلة،
وثقافة
أصيلة،
وتاريخ أصيل..
وسرعان ما
يعيد النظر
في اوضاعه،
ويبينها لا
على أساس (الرد)،
وانما على
أساس (الفعل)
الأصيل الذي
يمليه
الانتساب
إلى السماء،
والارتباط
المطلق
بالله،
والرسالة
الخالدة ذات
الشخصية
المتميزة
بين
الرسالات..
ومن هنا كان
عباد الرحمن
يمشون على
الارض هوناً..
وينشطون
هوناً لا
يستشارون،
ولا
يستفزون،
واذا خاطبهم
الجاهلون
قالوا
سلاماً.. كيف؟
لانهم
لاتبعثهم
المخاطبة
إلى الرد..
وانما هم (سلام)
إلى حين تقرر
رسالتهم فيه
الحرب.. وهم (سلام)
لا يأثرون
لانفسهم ولا
ينتقمون
لانفسهم،
وشخصيتهم..
ولا يردون
على
التحديات
رداً تستلب
فيه ذاتهم
الرسالية،
وشخصيتهم
المستقلة.. [9]. ولما
كان كل عمل..
وكل تفكير..
انما هو من
املاء
الرسالة لا
املاء سواها..
فعلينا
باستمرار ان
نرجع اليها،
وننطلق منها
لنؤكد بذلك
نسبنا
الأصيل،
وشخصيتنا
الإسلامية..
وعبوديتنا
الكاملة لله
تعالى.. ونحن
في مراجعة
الرسالة
كتاباً،
وسنة،
وتاريخاً..
نجد للتربية
الروحية
موقعاً اكبر..
واركز في
طريقة العمل
الإسلامي
واهدافه..
ولكن في ضمن
الاطار
الإسلامي..
والاهداف
الاجتماعية
للإسلام.. 3
_ الاتجاه
التربوي
المتكامل: ويعطي
هذا الاتجاه
التربوي
الروحي _ بناء
العلاقة
الداخلية
بالله من حيث
الحب،
والإيمان،
والاخلاق، والخوف،والرجاء،
والزهد، وما
شاكل ذلك،
وبالوسائل
المعهودة من
الإسلام من
الصلاة،
والصوم،
والتنفل
بالعبادات،
والذكر
ومخالفة
الاهواء الخ… يعطي
هذا الاتجاه
التربية
الروحية
اهمية بالغة
لان الرسالة
اكدت عليها
تأكيداً
بالغاً،
واعلت من
شأنها وركزت
عليها، ولكن
التأكيد
البالغ على
التربية
الروحية
والإعداد
الروحي لم
يكن تأكيداً
مستقلاً
بهما دون
الجوانب
الاخرى،
وانما هو ضمن
الاهتمام
العام
بالتربية
وبناء
الشخصية
الإسلامية
من جميع
جهاتها.. حتى
يكون
الإنسان
المسلم
مجسداً
للإسلام في
الفكر
والروح
والسلوك
الشخصي
والتعامل مع
الناس أي
متعلقاً
بالله
تعالى،
ومتعاملاً
معه
بالطريقة
التي يحددها
الإسلام
لهذا
التعامل.. وبناء
الشخصية
الإسلامية..
هو الآخر جزء
من الاهتمام
بالمجتمع،
والناس،
وعملية
الاصلاح،
والتغير
الاجتماعي..
لان الإسلام
كما ينظر في
اخلاقه،
وتربيته،
واحكامه
للافراد
كذلك ينظر
إلى
المجتمع،
والوحدات
الاجتماعية
التي يتألف
منها الكيان
الاجتماعي. وهكذا
فان الذي
يقوله
الاتجاه
الإسلامي
التربوي
المتكامل هو: (1)
_
التأكيد
البالغ على
الجانب
الروحي،
وتربية
المضمون
الداخلي
المرتبط
بالله تعالى..
ولكن
باعتبار ذلك (جزء
من كل) هو بناء
الشخصية
الإسلامية
بمختلف
جوانبها
الفكرية،
العقائدية،
الروحية،
والاخلاقية،
والاجتماعية. (2)
_
ان بناء
الشخصية
الإسلامية
الذي تشكل
التربية
الروحية
جزءاً منه هو
الآخر ليس
سوى (جزء من كل)..
وهذا الكل
الذي يعتبر
الشخصية
الإسلامية
جزءاً منه هو
الاصلاح
الاجتماعي
وتغير اوضاع
الناس
لتلتئم مع
الإسلام،
وتصدر عنه. [1]
البيان
في
تفسير
القرآن ص 26 – 27 [2]
سورة
الحشر/
8. [3]
الوسائل
ابواب
القاضي ب 8 ص 39. [4]
الاسراء
/ 36. [5]
الزمر
/ 19. [6]
الانعام
/ 36. [7]
مجمع
البيان
ج 7 ص 235 – 236 [8]
نهج
البلاغة
نص 209 [9]
أمر
عظيم له
دلالته ما
وقع على
المستوى
الفردي من
الامام
أمير
المؤمنين
عندما
اهانه
عمروبن
عبدود في
معركة
الاحزاب
وكان (ع)
متمكناً
منه
إلا انه
اعرض عن
قتله حتى
هدأ غضبه
وكان منه
ذلك عليه
السلام
حرصاً على
اصالة
الفعل
والاخلاص
فيه لله
تعالى. |
|
|