44/09/08 (29 مارس 2023)
القائمة الرئيسية

 

عدد زوار الشبكة
copy html code
احصائيات الزوار
Flag Counter
شبكة التقوى الاسلاميه

البحث في الموقع

كف العباس بن علي (عليه السلام)
محرم الحرام

كف العباس بن علي (عليه السلام)


     بعد أن تكلمنا عن المراحل التأريخة التي مرت بها عمارة الروضة العباسية، لا يسعنا الا أن نتتبع أثرا آخر لقمر بني هاشم وهذا الأثر ظل وسيظل شاهداً على الإيثار والبطولة التي تجلت لدى هذا البطل الهمام وشاهداً كذلك على خسة ودناة وجبن بني أمية فعندما أكمل العباس ملء القربة بالماء وكر راجعاً الى المخيم وفي أثناء عودته كمن له حكيم بن الطفيل ويزيد بن الرقاد (لعنهم الله) اللذين كانا مختفيان وراء نخلة حتى جاوز العباس (عليه السلام) مكانهما فضربه يزيد بن الرقاد من الخلف على يمينه فقطعت كما يذكر أرباب المقاتل حيث موقع المقام الحالي، والتي دفنت مع الجسد الطاهر، الا أنه أتخذ من المقام مكانا للخلود.

     يقع مقام الكف الأيمن في جهة الشمال الشرقي من محلة باب بغداد والمكان متداخل في منطقتي محلة باب الخان و باب بغداد بالقرب من مرقد العباس (عليه السلام) ويتكون المقام الكائن داخل زقاق نافذ ركن جهة يسار الزقاق فيه ثلاثة نوافذ وعلى جانب النوافذ كاشي كربلائي وعليه كتيبة كتب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم، وفَضَل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً» ومن الجهة الأخرى يوجد شباك ذو بابين صغيرين من النحاس وعليه شعر:

ذا لعباس العلى الطهر مقام *** كفه اليمنى أبرزت يوم الطفوف.

    
     وقد دون تأريخ عمل الشباك أسفل الفتحة اليمنى 1394هـ / 1974 م وعلى الباب الأيسر عمل جعفر داود السباك وتعلو الشباك لوحة من الكاشي الكربلائي رسم عليها كف قطيعة ترمز الى كف أبي الفضل العباس (عليه السلام) ومحاطة بالنخيل يعلوها قول أبي الفضل العباس:

والله لو قطعتم يميــني

أني أحامي أبدا عن ديني

وعن أمام صادق اليقين

نجل النبي الطاهر الأمين

     وكما يعلوها رسم لكفين قطيعين متقابلين وكتب على الجانب الأيمن منها هذا مقام وعلى الجانب الأيسر كف العباس ويعلو ذلك كتيبة من الكاشي الكربلائي كتب عليها الأبيات التي قالها أبي الفضل العباس (عليه السلام) حينما وقف على نهر الفرات أذ قال:

يا نفس من بعد الحسين هوني وبعده ما كنت أو تكوني

هذا حسين وارد المنون وتشـربين بارد المعيني

والله ما هذا فعال دين ولا فعال صادق يقين

سبط النبي الطاهر الأميني


الكف الأيسر

    
     ويقع في الجهة من الروضة العباسية المقدسة في منطقة باب الخان، حيث ان المقام الحالي هو بديل عن المقام الذي أندرست معالمه بسبب أعمال التطوير والتوسعة التي تعرضت لها المنطقة بعد عام 1418 هـ / 1991م وجرى بناء المقام الحالي حيث موقعه الآن بتبرع من الحاج عباس عبد الرسول عبد الحسين وهذا ما مدون على المقام نفسه.
     المقام ثماني الشكل فيه أربعة نوافذ (شبابيك) وباب نحاسي ذو فتحتين ومغلف بالمرمر بأرتفاع 2م وموشح بالكاشي الكربلائي على شكل كتيبة كتب عليها قول أبي الفضل العباس (عليه السلام):

بانفس لا تخشي من الفجار وأبشري برحمة الجبار

قد قطعوا ببغيهم يساري فاصـلهم يارب حر النار

     ومن أمام المقام الآية «بسم الله الرحمن الرحيم، الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الامور» صدق الله العلي العظيم وفي المقدمة نقش على المرمر السلام عليك يا حامل لواء الطف ومقام سقوط الكف الأيسر لأبي الفضل العباس (عليه السلام) وكما تعلوه قبة مغلفه بالكاشي الكربلائي موشحة كتب عليها:
«بسم الله الرحمن الرحيم، ان الله أشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم... فأستبشروا ببيعكم الذي بايعتم» صدق الله العلي العظيم.


نهر العلقمي


     يتفق أرباب التاريخ والجغرافية ومنهم المسعودي في كتابه التنبيه والأشراف إن الفرات في العراق عندما يتجاوز مدينتي هيت و الانبار ينشق منه فرع من لدن الرضوانية يسيل على بطاح ووهاد شمال شرقي كربلاء حتى ينتهي إلى قرب المرقد الطاهر لسيدنا أبي الفضل العباس (عليه السلام).
     ثم ينحدر إلى نواحي الهندية فيقترن عند ذاك بعمود الفرات في شمال غرب منطقة ذي الكفل (الكوثي القديمة) ويقول هارفي بوتر في التأريخ القديم أن هذا الفرات الصغير قد حفر بأمر من الملك البابلي بخت نصر ويذكر الدكتور أحمد سوسه في كتابة وادي الفرات ج2 ص87.
     أن نهر العلقمي قد أخذ مجرى نهر مارسارس القديم الذي كان قد أضمحل فأعيد أحياؤه زمن العرب حيث حفرت هذه القناة التي كادت أن تنطمر من قبل رجل من بني علقمة في نهاية القرن الثاني الهجري وعلقمة بطن من قبيلة بني تميم التي كانت تسكن كربلاء قبل الإسلام.
     جدهم علقمة بن زرارة بن عدس فسمي النهر بالعلقمي وفي سنة 479هـ أمر (عماد الدولة سرهنك) بكري نهر العلقمي الذي أندثر لفترة من الزمن واستمرت المياه تجري في هذا النهر حتى القرن العاشر الهجري.
     أما السيد عبد الرزاق المقرم فيذهب إلى عدم أعتماد الرأيين فيقول لا يعتد بالرأي الأول لعدم كفاية الأدلة و أعتقاد أن التسمية كانت قبل تولي عضد الدولة للثاني ويعتبر في كتابه قمر بني هاشم: أن أصل التسمية جاءت من: العلقم بالفتح والسكون يطلق على كل شجر مر (حنظل) وما عداه من غير فارق والعلقمة المرارة حيث كان العرب يكابدون مرارة آبار الجزيرة و مياه عيون الطف ثم ينهلون عذب نمير هذا النهر ولبعد شقة البين بالضد أطلقوا عليه أسم العلقمي وعلى رأي آخر أن كثرة نبات العلقم الموجودة على ضفتي النهر سمي العلقمي.
     أما السيد بحر العلوم فله رأي مختلف تماماً فيقول في كتابه تحفة العالم ج2 ما نصه العلقمي أسم نهر أقتُطع من الفرات إلى كربلاء ومنه إلى الكوفة وكان هو الباعث على عمران مدينة الكوفة وفيها آثره إلى الآن ظاهر قرب مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وقد بلغ ابن العلقمي أن الإمام الصادق (عليه السلام) لما زار جده الحسين (عليه السلام) خاطب النهر بأنك منعت ماءك عن جدي الحسين (عليه السلام) وأنت إلى الآن تجري.
     فسعى بن العلقمي في تخريب سده النهر مما أدى ذلك إلى أنطمار نهر الكوفة وهو السبب في اشتهاره بنهر العلقمي.


آثـاره

     يقول صاحب كتاب بغية النبلاء في تاريخ كربلاء السيد عبد الحسين الكليدار آل طعمة أذا أنتهيت إلى شمال ضريح ( عون عليه السلام ) أتجه النهر إلى الجنوب حتى يروي الغاضرية لبني أسد والغاضرية على ضفته الشرقية وبمحاذاة الغاضرية شريعة الأمام جعفر الصادق (عليه السلام) على الشاطئ الغربي من العلقمي وقنطرة الغاضرية تصل بينه وبين الشريعة ثم ينحرف إلى الشمال الغربي فيقسم الجانب الشرقي من مدينة كربلاء بسفح ضريح العباس(عليه السلام) فأذا جاوزه أنعطف إلى الجنوب الشرقي من كربلاء



     ماراً بقرية نينوى وهناك يتصل النهران ( نينوى و العلقمي ) فيرويان ما يليهما من ضياع حتى أذا بلغا خان الحماد منتصف الطريق بين كربلاء والغري أتجها إلى الشرق تماماً وقطعاً شط الهندية بجنوب برس أو حرقة وأثرهما هناك مرئي ومشهود حتى يسقيان شرقي الكوفة.
     ويقول صاحب كتاب جغرافيا كربلاء صفحة 86 العلقمي أخذ...الجزء الأكبر من قناة المارساس (فرات كربلاء) الذي يمتد من جنوب نهر محدود و تلال الودي وقد فتحت قناة صغيرة لا يتجاوز طولها 3 كم بين قرية الودي وشريعة العباس (عليه السلام) لتحويل مجرى هذا النهر إلى وادي قناة كري سعده والذي سمي بالعلقمي أيضاً أما الفرع المتبقي من نهر المارسارس الذي يربط قرية الودي بالحيرة وبحر النجف فقد أنطمر نهائياً.
     وتأسيساً على ما تقدم فأن العلقمي هو فرات كربلاء زمن أستشهاد الأمام الحسين (عليه السلام) وسمي بهذا الاسم في القرن الثاني الهجري وقد ذهب أثره بعد القرن العاشر الهجري.
     وعلى رأي آخر قد أندثر نهر العلقمي تماما منذ سقوط بغداد على أيدي التتر سنة 656هـ.
(جغرافية أنهار كربلاء) ص 86.


السر في ماء العلقمي

     لقد خص الله أوليائه وأسبغ عليهم نعما لم يخص بها باقي خلقه وذلك لمن اخلص الطاعة والقربى إليه والزلفى لديه وليس لأحد الاعتراض على ذلك فهو جل وعلا لا يسأل عن فعل وهم يسألون.
     ومن أوليائه المقربين وعباده الصالحين حضرت مولانا أبي الفضل العباس ابن أمير المؤمنين وسيد الموحدين (عليهما السلام) وذلك بما له من رفيع النسب الهاشمي والأدب العلوي و العِلم الإلهي الذي نشئ عليه في دار أبيه علي (عليه السلام) فضلا عن الإخلاص والطاعة والولاء لسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين (عليهما السلام).
فنرى نعم الله على هذا الولي الصالح قد أحاطت به من كل جانب فكان ما كان له من خالصة الدار والأثر الباقي المشهور بين المسلمين ومنذ أكثر من ألف عام حتى صار مضرب الأمثال في الإخلاص والطاعة من جهة والفوز بالتكريم الإلهي من جهة أخرى.


     ومن نعم الله والأسرار العجيبة هو ذلك الماء المبارك والعذب الرقراق الذي يغمر قبره الشريف وينحدر حوله في سرداب الحضرة المطهرة لمرقده الشريف، والجميع يتسائل ما هو السر وراء تواجد هذا الماء المبارك في هذا المكان.
     والجواب نقول انه لا يمكن أن يكون ذلك الماء هو نهر العلقمي القديم الذي استشهد على مقربة منه أبو الفضل العباس (عليه السلام) لان اصح الروايات تقول انه (عليه السلام) استشهد على بعد (500 م) عن النهرتقريبا ودفن هناك هذا أولا وثانيا التغيرات الجغرافية والبيئية التي حدثت في الأرض القديمة بفعل الرياح الرملية وغيرها من تدخلات الإنسان قد حولت مجرى هذا الفرع الصغير من نهر الفرات إلى ما هو عليه الآن.
     وما نراه من انخفاض مكان الضريح المقدس والروضة الشريفة عن محيطها من ارض المدينة دليل على ذلك التغير، فيكون الماء الموجود في السرداب المطهر هو جزء من المياه الجوفية التي تطفو عليها مدينة كربلاء على اغلب الظن من حيث نراه يتاثر بالزيادة والنقصان بمنسوب المياه الأخرى عند ارتفاعها أو انخفاضها ولكنه يختلف عنها اختلافا جذريا ولا عجب في ذلك من حيث ملامسته للمرقد الشريف الذي يضم الجثمان الطاهر للنفس الزكية المباركة لأبي الفضل (عليه السلام) فهو ماء مبارك طاهر طيب لم يتغير طعمه جعل الله فيه الشفاء الملموس لحالات كثيرة مرت علينا خلال هذه الفترة القليلة وبنفس الوقت فلو خرجنا بضع أمتار خارج الحرم المطهر ودخلنا إلى سرداب من سراديب الدور القريبة الموجودة لوجدنا فيه الماء الآسن الذي تغطيه الطحالب والاشنان والرائحة النتنة التي غالباً ما تنتشر في المياه الراكدة بل حتى لونه متغير.


المصدر

http://www.alrsool.com.

translate this site
chose your language
click trans
  
الوقت الآن
الدخول
الاسم

كلمة السر



نسيت أو فقدت كلمة السر؟
يمكنك الحصول على كلمة جديدة من هنا.
استبيان الأعضاء
مارأيك بالشبكة بعد التطوير؟







يجب تسجيل الدخول للتصويت.
آخر تواجد للأعضاء
الحكمة 6 أيام
مشرف عام 60 أسابيع
المشرف العام 218 أسابيع
السيد كرار 530 أسابيع
Erronryoscito 629 أسابيع
benaelmo 629 أسابيع
vitrya 629 أسابيع
baenals 629 أسابيع
walcfaus 629 أسابيع
jaggche 629 أسابيع

الزيارات غير المكررة: 26,267,291 وقت التحميل: 0.01 ثانية