.

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست

 الباب الرابع: في ذكر نبذة من آداب القراءة وقطعه من أسرارها

المصباح الأول: في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة

الفصل الأول: في آداب القراءة

الفصل الثاني: في بيان مقاصد الكتاب الشريف الإلهي

الفصل الثالث: في بيان طريق الاستفادة من القرآن الكريم

 

الباب الرابع

في ذكر نبذة من آداب القرءة وقطعة من أسرارها

وفيه

مصباحان

المصباح الأول

في آداب قراءة القرآن الشريف المطلقة

وفيه ستة فصول

الفصل الأول

في آداب القراءة

من أحد الآداب المهمة لقراءة الكتاب الالهي الذي يشترك فيه العارف والعامّي وتحصل منه النتائج الحسنة ويوجب نورانية القلب والحياة الباطنية التعظيم وهو موقوف على فهم عظمته ونبالته وجلالته وكبريائه، وهذا المعنى وان كان بحسب الحقيقة خارجا عن نطاق البيان وزائدا على طاقة البشر لأن فهم عظمة كل شيء بفهم حقيقة وحقيقة القرآن الشريف قبل تنزله إلى المنازل الخلقية وتطوّره بالاطوار الفعلية من الشؤون الذاتية والحقائق العلمية للحضرة الواحدية وهو حقيقة الكلام النفسي الذي هو مقارعة ذاتية في الحضرة الاسمائية، وهذه الحقيقة لا تحصل لاحد لا بالعلوم الرسمية ولا بالمعارف القلبية ولا بالمكاشفة الغيبية الا بالمكاشفة التامة الالهية لذات النبي الخاتم المباركة صلى الله عليه وآله في محفل انس وقاب قوسين بل في خلوة سرّ مقام أو أدنى، وأيدي آمال العائلة البشرية قاصرة عنها الا الخلّص من أولياء الله الذين اشتركوا في روحانية تلك الذات المقدسة بحسب الانوار المعنوية والحقائق الالهية وفنوا بواسطة التبعية التامة فيه فإنهم يتلقون علوم المكاشفة بالوراثة منه صلى الله عليه وآله، وتنعكس حقيقة القرآن في قلوبهم بنفس النورانية والكمال التي تجلّت لقلبه المبارك من دون التنزّل إلى المنازل والتطور بالاطوار وهو القرآن من دون تحريف وتغيير، ومن كتّاب الوحي الالهي من يقدر على تحمّل هذا القرآن هو النفس الشريفة لولي الله المطلق علي بن أبي طالب عليه السلام وأما سائر الخلق فلا يقدرون أخذ هذه الحقيقة الا مع التنزّل عن مقام الغيب إلى موطن الشهادة والتطور بالاطوار الملكية والتكسي بكسوة الالفاظ والحروف الدنياوية، وهذا أحد معاني التحريف الذي وقع في جميع الكتاب الالهي والقرآن الشريف وجميع الآيات الشريفة قد جعلت في تناول يد البشرية بالتحريف بل بالتحريفات الكثيرة على حسب المنازل والمراحل التي طواها من حضرة الاسماء إلى أخيرة عوالم الشهادة، وعدد مراتب التحريف مطابق لعدد مراتب بطون القرآن طباق النعل بالنعل الا أن التحريف عبارة عن التنزّل عن الغيب المطلق إلى الشهادة المطلقة على حسب مراتب العوالم، والبطون عبارة عن الرجوع من الشهادة المطلقة إلى الغيب المطلق، فمبدأ التحريف ومبدأ البطون متعاكسان والسالك إلى الله اذا وصل إلى أي مرتبة من مراتب البطون قد تخلص من مرتبة من مراتب التحريف إلى أن يصل البطون المطلقة وهي البطن السابع على حسب المراتب الكلية يتخلص من التحريف المطلق فعلى هذا يمكن أن يكون القرآن الشريف محرّفا لشخص بجميع أنواع التحريف ولشخص آخر ببعض مراتبه ولا يكون لشخص محرّفا أصلا ويمكن أن يكون محرّفا لشخص في حال وله غير محرف في حال آخر ويكون محرّفا ببعض أنواع التحريف في حال ثالث. ففهم عظمة القرآن خارج عن طوق الادراك كما علمت ولكن الاشارة الاجمالية إلى عظمة هذا الكتاب المتنزل والمتناول لجميع البشر موجبة لفوائد كثيرة.

اعلم أيها العزيز أن عظمة كل كلام وكل كتاب اما بعظمة متكلمه وكاتبه واما بعظمة المرسل اليه وحامله، وإمّا بعظمة حافظه وحارسه، واما بعظمة شارحه ومبيّنه، واما بعظمة وقت ارساله وكيفية ارساله. وبعض هذه الامور دخيل في العظمة ذاتا وجوهرا وبعضها عرضا وبالواسطة وبعضها كاشف عن العظمة وجميع هذه الامور التي ذكرناها موجودة في هذه الصحيفة النورانية بالوجه الاعلى والأوفى بل هي من مختصاته بحيث ان الكتاب الآخر اما ألاّ يشترك معه في شيء منها أصلا، أو لا يشترك معه في جميع المراتب.

أما عظمة متكلمه ومنشئه وصاحبه فهو العظيم المطلق الذي جميع انواع العظمة المتصورة في الملك والملكوت وجميع أنواع القدرة النازلة في الغيب والشهادة رشحة من تجليات عظمة فعل تلك الذات المقدسة ولا يمكن أن يتجلى الحق تعالى بالعظمة لأحد وانما يتجلى بها من وراء آلاف الحجب والسرادقات، كما في الحديث: " ان لله تبارك وتعالى سبعين ألف حجاب من نور وظلمة لو كشفت لاحرقت سبحات وجهه دونه ".

وعند أهل المعرفة قد صدر هذا الكتاب الشريف من الحق تعالى بمبدئّية جميع الشؤون الذاتية والصفاتية والفعلية، وبجميع التجليات الجمالية والجلالية، وليست لسائر الكتب السماوية هذه المرتبة والمنزلة. وأما عظمته بواسطة محتوياته ومقاصده ومطالبه فيستدعي ذلك عقد فصل على حدة، بل فصول وأبواب ورسالة مستقلة وكتاب مستقل حتى يسلك نبذة منها في سلك البيان والتحرير، ونحن نشير بطريق الاجمال بفصل مستقل إلى كلياته، وفي ذلك الفصل نشير إلى عظمته من حيث النتائج والثمرات ان شاء الله.

وأما عظمة رسول الوحي وواسطة الايصال فهو جبرائيل الامين والروح الاعظم الذي يتصل بذاك الروح الاعظم الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلّم بعد خروجه عن الجلباب البشري وتوجيه شطر قلبه إلى حضرة الجبروت وهو أحد أركان دار التحقق الاربعة بل هو أعظم أركانها وأشرف أنواعها لان تلك الذات النورانية ملك موكل للعلم والحكمة وصاحب الارزاق المعنوية والاطعة الروحانية، ويستفاد من كتاب الله والاحاديث الشريفة تعظيم جبرائيل وتقديمه على سائر الملائكة.

وأما عظمة المرسل إليه ومتحمّـله، فهو القلب التقي النقي الاحمدي الاحدي الجمعي المحمدي الذي تجلى له الحق تعالى بجميع الشؤون الذاتية والصفاتية والاسمائية والافعالية وهو صاحب النبوة الختمية والولاية المطلقة وهو أكرم البرية وأعظم الخليقة وخلاصة الكون وجوهرة الوجود وعصارة دار التحقق واللبنة الاخيرة وصاحب البرزخية الكبرى و الخلافة العظمى.

وأما حافظه وحارسه فهو ذات الحق جلّ جلاله، كما قال في الآية الكريمة المباركة: " إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون " (الحجر - 9). وأما شارحه ومبينه فالذوات المطهرة المعصومون من رسول الله إلى حجّة العصر عجّل الله فرجه الذين هم مفاتيح الوجود ومخازن الكبرياء ومعادن الحكمة والوحي وأصول المعارف والعوارف وأصحاب مقام الجمع والتفصيل.

وأمّا وقت الوحي فليلة القدر أعظم الليالي وخير من ألف شهر وأنور الازمنة، وهي في الحقيقة وقت وصول الوليّ المطلق والرسول الخاتم صلى الله عليه وآله.

وأما كيفية الوحي وتشرقاته فهي خارجة عن نطاق البيان في هذا المختصر وتحتاج إلى فصل مستقل قد صرفت النظر عنه لطوله.

 

الفصل الثاني

 في بيان مقاصد الكتاب الشريف الالهي

 ومطالبه ومشتملاته بطريق الاجمال والاشارة

اعلم أن هذا الكتاب الشريف كما صرّح هو به كتاب الهداية وهادي سلوك الانسانية ومربيّ النفوس وشافي الامراض القلبية ومنير طريق السير إلى الله.

وبالجملة، فإن الله تبارك وتعالى لسعة رحمته إلى عبادة أنزل هذا الكتاب الشريف من مقام قربه وقدسه وتنزل به على حسب تناسب العوالم حتى وصل إلى هذا العالم الظلماني وسجن الطبيعة وصار على كسوة الالفاظ وصورة الحروف لاستخلاص المسجونين في سجن الدنيا المظلم وخلاص المغلولين بأغلال الامال والأماني، وايصالهم من حضيض النفس والضعف والحيوانية إلى أوج الكمال والقوة الانسانية، ومن مجاورة الشيطان إلى مرافقة الملكوتيين بل الوصول إلى مقام القرب وحصول مرتبة لقاء الله التي هي أعظم مقاصد أهل الله ومطالبهم، فمن هذه الجهة ان هذا الكتاب هو كتاب الدعوة إلى الحق والسعادة. وبيان كيفية الوصول إلى هذا المقام ومندرجاته اجمالا ما له دخل في هذا السير والسلوك الالهي أو عين السالك والمسافر إلى الله، وعلى نحو كلّي أحد مقاصده المهمّة الدعوة إلى معرفة الله وبيان المعارف الالهية من الشؤون الذاتية والاسمائية والصفاتية والافعالية وأكثرها في هذا المقصود هو توحيد الذات والاسماء والافعال، قد ذكر مستقصي بعضه بالصراحة وبعضه بالاشارة.

وليعلم ان المعارف من معرفة الذات إلى معرفة الافعال قد ذكرت في هذا الكتاب الجامع الالهي على نحو تدركه كل طبقة على قدر استعدادها، كما أن علماء الظاهر والمحدثين والفقهاء رضوان الله عليهم يبيّنون ويفسّرون آيات التوحيد الشريفة وخصوصا توحيد على نحو يخالف ويباين ما يفسّرها أهل المعرفة وعلماء الباطن.

والكاتب يرى كلا التفسيرين صحيحا في محله لان القرآن هو شفاء الامراض الباطنية ويعالج كل مريض على نحو خـاص، كما أن كريمة " هو الاول والآخر والظاهـر والباطن " (الحديد - 3). وكريمة " الله نور السموات والارض ". (النور - 35) وكريمة " هو الذي في السماء وفي الأرض إله " (الزخرف - 84). وكريمة " وهو معكم " (الحديد - 4). وكريمة " أينما تولّوا فثمّ وجه الله " (البقرة - 115). إلى غير ذلك في توحيد الذات والآيات الكريمة في آخر سورة الحشر وغيرها في توحيد الصفات. وكريمة " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " (الانفال -17). وكريمة " الحمد لله رب العالمين " (الفاتحة - 1). وكريمة " يسبح له ما في السموات والارض ". في توحيد الافعال التي تدل بعضها بوجه دقيق وبعضها بوجه أدقّ عرفاني، شفاء للأمراض عند كل طبقة من طبقات علماء الظاهر والباطن على نحو. وبعض الآيات الشريفة مثل آيات أول الحديد والسورة المباركة التوحيد التي نزلت للمتعمقين، في آخر الزمان حسب الحديث الشريف في الكافي، ففي نفس الحال لاهل الظاهر منها نصيب كاف، وهذا من معجزات هذا الكتاب الشريف ومن جامعيته.

ومن مقاصده الاخر ومطالبه: الدعوة إلى تهذيب النفوس وتطهير البواطن من أرجاس الطبيعة، وتحصيل السعادة.

وبالجملة، كيفية السير والسلوك إلى الله. وهذا المطلب منقسم إلى شعبتين مهمتين.

احداهما: التقوى بجميع مراتبها المندرجة فيها التقوى عن غير الحق والاعراض المطلق عما سوى الله.

وثانيهما: الايمان بتمام المراتب والشؤون المندرج فيه الاقبال إلى الحق، والرجوع والانابة إلى ذاته المقدسة، وهذا من المقاصد المهمة لهذا الكتاب الشريف، وأكثر مطالبه ترجع إلى هذا المقصد إما بلا واسطة أو مع الواسطة.

ومن مقاصد هذا الصحيفة الالهية: قصص الانبياء والاولياء والحكماء وكيفية تربية الحق ايّاهم، وتربيتهم الخلق. فإن في تلك القصص فوائد لا تحصى وتعليمات كثيرة. ومن المعارف الالهية والتعليمات وأنواع التربية الربوبية المذكورة والمرموزة فيها ما يحيّر العقل.

فيا سبحان الله، وله الحمد والمنةّ، ففي قصة خلق آدم عليه السلام والامر بسجود الملائكة وتعليمه الاسماء وقضايا ابليس وآدم التي كرّر ذكرها في كتاب الله في التعليم والتربية والمعارف والمعالم لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ما يحيّر الانسان. ولاجل هذه النكتة كرّرت القصص القرآنية كقصة آدم وموسى وابراهيم وسائر الانبياء فليس هذا الكتاب كتاب قصة وتاريخ بل هو كتاب السير والسلوك إلى الله، وكتاب التوحيد والمعارف والمواعظ والحكم. والمطلوب في هذه الامور هو التكرار كي يؤثّر في القلوب القاسية وتأخذ منها موعظته. وبعبارة أخرى ان من يريد أن يربّي ويعلِّم وينذر ويبشر فلا بدّ له أن يرزق مقصده بالعبارات المختلفة والبيانات المتشتتة، فتارة في ضمن قصة وحكاية وأخرى في ضمن تاريخ ونقل، وحينا بصراحة اللهجة، وحينا بالكناية والامثال والرموز حتى يتمكن كل من النفوس المختلفة والقلوب المتشتتة من الاستفادة منها، وحيث أن هذا الكتاب الشريف لاجل سعادة جميع الطبقات وسلسلة البشر قاطبة، ويختلف هذا النوع الانساني في حالات القلوب والعادات والاخلاق والازمنة والامكنة، ولا يمكن أن تكون دعوته على نحو واحد، فربّ نفوس لا تكون حاضرة لاخذ التعاليم بصراحة اللهجة والقاء أصل المطلوب بنحو ساذج ولا تتأثر بهذا النحو فلا بد أن تكون دعوة هؤلاء وفق كيفية تفكيرهم فيفهم ايّاهم المقصد، ورب نفوس لا شغل لها بالقصص والحكايات والتواريخ وانما علاقتها بلبّ المطالب ولباب المقاصد فلا يوزن هؤلاء مع الطائفة الاولى بميزان واحد، وربّ قلوب تتناسب مع التخويف والانذار وقلوب لها الالفة مع الوعد والتبشير، فلهذه الجهة دعا الناس هذا الكتاب الشريف بالاقسام المختلفة والفنون المتعددة والطرق المتشتتة، والتكرار لمثل هذا الكتاب لازم وحتمي، والدعوة والموعظة من دون تكرار وتفنّن خارجة عن حد البلاغة، وما يتوقّع منها وهو التأثير في النفوس لا يحصل من دون تكرار ومع الوصف.

ففي هذا الكتاب الشريف حلاوة اتفاق القضايا على نحو لا يوجب تكرارها الكسالة في الانسان بل هو في كل دفعة يكرّر أصل المطلب، يذكر فيه خصوصيات ولواحق ليست في غيره، بل في كل مرّة يركز النظر إلى نكتة مهمة عرفانية أو أخلاقية ويطيف المطلب حولها وبيان هذا المطلب يستلزم استقصاءات كاملة في القصص القرآنية، ولا يسع هذا المختصر، وفي أمل هذا الضعيف بلا مؤونة أن أؤلف بالتوفيق الالهي وبالمقدار الميسور كتابا في خصوص القصص القرآنية وحلّ رموزها وكيفية التعليم والتربية فيها، وان كان القيام بهذا الامر من مثل الكاتب أمل لا ينال، وخيال باطل في الغاية.

وبالجملة، ذكر قصص الانبياء عليهم السلام وكيفية سيرهم وسلوكهم وكيفية تربيتهم عباد الله ومواعظهم ومجادلاتهم الحسنة من أعظم أبواب المعارف والحكم، وأعلى أبواب السعادة والتعاليم قد فتحها الحق تعالى وجلّ مجده على عباده، فكما أن لارباب المعرفة وأصحاب السلوك منها حظا وافرا ونصيبا كافيا كذلك لسواهم ايضا نصيب واف وسهم غير محدود. فمثلا أهل المعرفة يدركون من الكريمة الشريفة " فلما جنّ عليه الليل رأى كوكبا " (الأنعام - 76) إلى آخر الآيات كيفية سلوك ابراهيم عليه السلام، وسيره المعنوي، ويعلمون طريق السلوك إلى الله والسير إلى جنابة وحقيقة سير الانفس والسلوك المعنوي من منتهى ظلمة الطبيعة التي عبّر عنها في ذلك المسلك ب (جنَّ عليه الليل) إلى القاء مطلق الانّيّة والانانية وترك النفسانية وعبادة النفس والوصول إلى مقام القدس والدخول في محفل الانس. ووجهت وجهي للذي فطر السموات والارض. إلى آخر اشارة إلى ذلك في هذا المسلك، والسائرون يدركون منها السير الافاقي وكيفية تربية خليل الرحمن أمّته وتعليمه ايّاهم. وعلى هذا المنوال سائر القصص والحكايات، مثل قصة آدم وابراهيم وموسى ويوسف وعيسى وعلامات موسى مع الخضر، فإن استفادات أهل المعارف والرياضات والمجاهدات مع غيرهم متفاوتة.

ويدخل في هذا القسم، أو هو مقصد مستقل الحكم والمواعظ لذات الحق المقدسة حيث أنه بنفسه دعا العباد بلسان قدرته فيما يناسب الدعوة، اما إلى المعارف الالهية والتوحيد والتنزيه كالسورة المباركة التوحيد أو أواخر سورة الحشر وأوائل الحديد وسائر موارد الكتاب الشريف الالهي، ولاصحاب القلوب والسوابق الحسنى من هذه القسمة حظوظ لا تحصى. فمثلا أصحاب المعارف يستفيدون من الكريمة المقدسة " ومن يخرج من بينه مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " (النساء - 100). قرب النافلة والفريضة، وفي نفس الحال يستفيد السائرون الخروج بالبدن والهجرة مثلا إلى مكة أو إلى المدينة او أن الحق تعالى دعا إلى تهذيب النفوس والرياضات الباطنية كالكريمة الشريفة " قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها " (الشمس - 10) إلى غير ذلك.. أو الدعوة إلى العمل الصالح كما هو معلوم، أو التحذير عن مقابلات كل من ذلك ويدخل في هذا القسم أيضا الحكم اللقمانية وحكم سائر الاجلّة والمؤمنين المذكورة في الموارد المختلفة في هذه الصحيفة الالهية كقضايا أصحاب الكهف.

ومن مطالب هذه الصحيفة النورانية أحوال الكفار والجاحدين والمخالفين للحق والحقيقة والمعاندين للانبياء والاولياء عليهم السلام وبيان كيفية عواقب أمورهم وكيفية بوارهم وهلاكهم كقضايا فرعون وقارون ونمرود وشدّاد وأصحاب الفيل وغيرهم من الكفرة والفجرة، ففي كل واحدة منها مواعظ وحكم بل معارف لاهله، وداخل في هذه القسمة أو أنها قسمة مستقلة قضايا غزوات رسول الله صلى الله عليه وآله فإن فيها ايضا مطالب شريفة مذكورة، منها كيفية مجاهدات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله لايقاظ المسلمين من نوم الغفلة وبعثهم للمجاهدة في سبيل الله وتنفيذ كلمة الحق وإماتة الباطل.

ومن مطالب القرآن الشريف بيان قوانين ظاهر الشريعة والاداب والسنن الالهية، وقد ذكرت كلّيّاتها ومهماتها في هذا الكتاب النوراني والعمدة في هذا القسم الدعوة إلى اصول المطالب وضوابطها مثل باب الصلاة والزكاة والخمس والحج والصوم والجهاد والنكاح والارث والقصاص والحدود والتجارة وأمثالها , وحيث أن هذا القسم علم ظاهر الشريعة وعامّ المنفعة ومجعول لجميع الطبقات من حيث تعمير الدنيا والاخرة، وتستفيد كل طبقات الناس منه بمقداره. فالدعوة اليها كثيرة لهذه الجهة، وفي الاحاديث الشريفة والاخبار ايضا خصوصياتها وتفاصيلها إلى حدّ وافر وتصانيف علماء الشريعة في هذه القسمة أكثر وأعلى من سائر القسمات.

ومن مطالب القرآن الشريف: أحوال المعاد والبراهين لاثباته وكيفية العذاب والعقاب والجزاء والثواب وتفاصيل الجنة والنار والتعذيب والتنعيم. وقد ذكرت في هذه القسمة حالات أهل السعادة ودرجاتهم من أهل المعرفة والمقرّبين ومن أهل الرياضة والسالكين ومن أهل العبادة والناسكين. وكذلك حالات أهل الشقاوة ودرجاتهم من الكفار والمحجوبين والمنافقين والجاحدين وأهل المعصية والفاسقين. ولكن ما كان أكثر فائدة لحال العامة كان أكثر ذكرا وبصراحة اللهجة وما كان مفيدا لطبقة خاصة فقد ذكر بطريق الرمز والاشارة مثل رضوان الله الاكبر، وآيات لقاء الله لتلك الطائفة، ومثل: " كلاّ انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " (المطففين - 15) للطائفة الأخرى. وقد ذكر هذا القسم أي في قسم تفصيل المعاد والرجوع إلى الله معارف لاتحصى وأسرار صعبة مستصعبة لا يمكن الاطّلاع على كيفيّتها الا بالسلوك البرهاني أو النور العرفاني.

ومن مطالب هذه الصحيفة الالهية كيفية الاحتجاجات والبراهين التي أقامتها الذات المقدسة الحق تعالى بنفسه لاثبات المطالب الحقة والمعارف الالهية مثل الاحتجاج على اثبات الحق والتوحيد والتنزيه والعلم

والقدرة وسائر الاوصاف الكمالية، وقد توجد في هذه القسمة براهين دقيقة يستفيد أهل المعرفة منها استفادة كاملة مثل: " شهد الله أنه لا اله الا هو " (آل عمران - 18). وقد توجد براهين يستفيد الحكماء والعلماء منها على نحو ويستفيد أهل الظاهر وعامة الناس على نحو آخر، ككريمة " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا " (الأنبياء - 22) ومثل كريمة " إذاً لذهب كل اله بما خلق " (المؤمنون - 91). ومثل آيات أول سورة الحديد والسورة المباركة التوحيد وغيرها، والاحتجاج على اثبات ملائكة الله والانبياء العظام الموجودة في موارد مختلفة من هذا الكتاب الشريف.

هذه حال احتجاجات نفس الذات المقدسة وإما أن الحق تعالى نقل براهين الانبياء والعلماء على اثبات المعارف مثل احتجاجات خليل الرحمن سلام الله عليه وغيره.

هذه مهمّات مطالب هذا الكتاب.. والا فالمطالب المتفرقة الاخرى ايضا موجودة ويستلزم احصاؤها وقتا كافيا.

 

الفصل الثالث

في بيان طريق الاستفادة من القرآن الكريم

فاذا علمت الان مقاصد هذه الصحيفة الالهية ومطالبها فلا بد لك أن تلفت النظر إلى مطلب مهم يكشف لك بالتوجّه اليه طريق الاستفادة من الكتاب الشريف، وتنفتح على قلبك أبواب المعارف والحكم وهو أن يكون نظرك إلى الكتاب الشريف الالهي نظر التعليم، وتراه كتاب التعليم والافادة وترى نفسك موظفة على التعلّم والافادة والاستفادة، وليس مقصودنا من التعليم والتعلم والافادة والاستفادة أن تتعلم منه الجهات الادبية والنحو والصرف أو تأخذ منه الفصاحة والبلاغة والنكات البيانية والبديعية، أو تنظر في قصصه وحكاياته بالنظر التاريخي والاطّلاع على الامم السالفة، فانه ليس شيء من هذه داخلا في مقاصد القرآن، وهو بعيد عن المنظور الاصلي للكتاب الالهي بمراحل والذي أوجب ان تكون استفادتنا من هذا الكتاب العظيم بأقل من القليل هو هذا المعنى. فأما الا ننظر اليه نظر التعليم والتعلّم كما هو الغالب علينا، ونقرأ القرآن للثواب والاجر فقط ولهذا لا نعتني بغير جهة تجويده، ونريد أن نقرأه صحيحا حتى يعطي لنا الثواب ونحن واقفون في هذا الحد وقانعون بهذا الامر، ولذا نقرأ القرآن اربعين سنة ولا تحصل الاستفادة منه بوجه الا الاجر وثواب القراءة. وأما أن نشتغل ان كان نظرنا التعليم والتعلّم بالنكات البديعيّة والبيانية ووجوه اعجازه، وأعلى من هذا بقليل فإلى الجهات التاريخية وسبب نزول الآيات وأوقات النزول، وكون الآيات والسور مكية أو مدنية، واختلاف القراءات واختلاف المفسرين من العامة والخاصة وسائر الامور العرضية الخارجة عن المقصد بحيث تكون هذه الامور نفسها موجبة للاحتجاب عن القرآن والغفلة عن الذكر الالهي بل ان مفسّرينا العظام ايضا صرفوا عمدة همّهم في احدى هذه الجهات أو أكثر ولم يفتحوا باب التعليمات على الناس. وبعقيدتي أنا الكاتب لم يُكتب إلى الان التفسير لكتاب الله لان معنى التفسير على نحو كلّي هو أن يكون شارحا لمقاصد الكتاب المفسّر ويكون مهمّ النظر إلى بيان منظور صاحب الكتاب. فهذا الكتاب الشريف الذي هو بشهادة من الله تعالى كتاب الهداية والتعليم ونور طريق سلوك الانسانية، يلزم للمفسّر أن يعلّم للمتعلم في كل قصّة من قصصه بل في كل آية من آياته جهة الاهتداء إلى عالم الغيب وحيثية الهداية إلى طريق السعادة، وسلوك طريق المعرفة والانسانية.

فالمفسر اذا فهّم لنا المقصد من النزول فهو مفسّر سبب النزول كما هو في التفاسير، ففي قصة آدم وحواء أو قضاياهما مع ابليس من ابتداء خلقهما إلى ورودهما في الارض، وقد ذكرها الحق تعالى مكررة في كتابه. كم من المعارف والمواعظ مذكورة فيها ومرموز اليها. وكم فيها من معايب النفس وكمالاتها ومعارفها وأخلاق ابليس موجودة فيها نتعرف عليها ونحن عنه غافلون.

وبالجملة، كتاب الله هو كتاب المعرفة والاخلاق والدعوة إلى السعادة والكمال، فكتاب التفسير ايضا لا بد وأن يكون كتابا عرفانيا وأخلاقيا ومبيّنا للجهات العرفانية والاخلاقية وسائر جهات الدعوة إلى السعادة التي في القرآن. فالمفسّر الذي يغفل عن هذه الجهة أو يصرف عنها النظر أو لايهتم بها فقد غفل عن مقصود القرآن والمنظور الاصلي لإنزال الكتب وارسال الرسل. وهذا هو الخطأ الذي حرم الملّة الاسلامية منذ قرون من الاستفادة من القرآن الشريف وسدّ طريق الهداية على الناس، فلا بد لنا أن نأخذ المقصود من تنزيل هذا الكتاب من نفس هذا الكتاب مع قطع النظر عن الجهات العقلية البرهانية التي تفهمنا المقصد، فمصنف الكتاب أعرَف بمقصده. فالان اذا نظرنا إلى ما قال هذا المصنف فيما يرجع إلى شؤون القرآن، نرى أنه يقول " ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين " (البقرة - 2). فعرّف هذا الكتاب كتاب الهداية، نرى أنه في سورة قصيرة كرّر مرّات عديدة " "ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر " (القمر - 17). نرى أنه يقول " وأنزلنا إلى الذكر لتبين للناس ما نزّل اليهم ولعلهم يتفكرون " (النحل - 44). ونرى أنه يقول " كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدّبّروا آياته وليتذكّر أولو الالباب " (ص - 29)، إلى غير ذلك من الآيات الشريفة التي يطول ذكرها.

وبالجملة، ليس مقصودنا من هذا البيان الانتقاد للتفاسير فإن كل واحد من المفسرين تحمّل المشاق الكثيرة والاتعاب التي لا نهاية لها حتى صنف كتابا شريفا، فلله درّهم وعلى الله أجرهم، بل مقصودنا هو أنه لا بد وأن يفتح للناس طريق الاستفادة من هذا الكتاب الشريف الذي هو الكتاب الوحيد في السلوك إلى الله والكتاب الاحدي في تهذيب النفوس والآداب والسنن الالهية، وأعظم وسيلة للربط بين الخالق والمخلوق والعروة الوثقى والحبل المتين للتمسّك بعزّ الربوبية فعلى العلماء والمفسرين أن يكتبوا التفاسير فارسية وعربية وليكن مقصودهم وليكن مقصودهم بيان التعاليم والمقررات العرفانية والاخلاقية وبيان كيفية ربط المخلوق بالخالق، وبيان الهجرة من دار الغرور إلى دار السرور والخلود على نحو ما أودعت في هذا الكتاب الشريف، فصاحب هذا الكتاب ليس هو السكاكي (هو ابو يعقوب يوسف بن أبي بكر بن محمد الخوارزمي المعتزلي الحنفي الملقب سراج الدين السكاكي صاحب كتاب مفتاح العلوم الذي لخّص القسم الثالث منه خطيب دمشق وشرحه التفتازاني بالمطوّل والمختصر توفي سنة 726 (خكو) والشيخ (والشيخ هو ابو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي عماد الشيعة ورافع أعلام الشريعة شيخ الطائفة على الاطلاق ورئيسها الذي تلوى اليه الاعناق صنّف في جميع علوم الاسلام وكان القدوة في ذلك والامام تتلمذ على الشيخ المفيد والسيد المرتضى وكان فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين وأهل الاقتداء يزيدون على ثلاثمئـة من الخاصـة والعامة ولـد (ره) في شهر رمضان سنة 385 بعد وفاة السيد الرضى بسنتين وكان ببغداد ثم هاجر إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام خوفا من الفتنة التي تجدّدت ببغداد واحرقت كتبه وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكلم عليه الخاص والعام وكان ذلك الكرسي ممّا أعطته الخلفاء وكان ذلك لوحيد العصر فكان مقامه في بغداد مع الشيخ المفيد (ره) نحوا من خمس سنين ومع السيد المرتضى نحوا من ثمان وعشرين سنة وبقي بعد السيد اربعا وعشرين سنة، اثنتا عشرة سنة منها في بغداد ثم انتقل إلى النجف الاشرف وبقي هناك إلى أن توفي ليلة الاثنين الثاني والعشرين من شهر المحرم سنة 460 (تس) وكان مدة عمره الشريف خمسا وسبعين سنة ودفن في داره وقبره الان معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.

وأمّا مصنفاته الشريفة في علوم الاسلام فهي لشهرتها تغنينا عن إيرادها والتفسير الذي أشار إليه الامام الخميني هو البيان الجامع لعلوم القرآن وهو كتاب جليل عديم النظير في التفاسير وشيخنا الطبرسي في تفسيره من بحره يغترف وفي صدر كتابه بذلك يعترف فعليه رضوان الله الخبير اللطيف) فيكون مقصده جهات البلاغة والفصاحة وليس هو سيبوية (وسيبويه هو أبو الحسن أو ابو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الفارسي البيضاوي العراقي البصري النحوي المشتهر كلامه وكتابه في الآفاق الذي قال في حقه العلامة الطباطبائي بحر العلوم رحمه الله تعالى ان المتقدمين والمتأخرين وجميع الناس في النحو عيال عليه أخذ عن الخليل بن أحمد النحوي المعروف الذي ذكره الامام في المتن ويونس والاخفش وعيسى بن عمر ولكن جميع حكاياته عن الخليل وقد كثرت كلمات علماء النحو في مدح كتابه المسمى الكتاب ولهم عليه شروح وتعليقات وردود نشأت من اعتنائهم واشتغالهم به وقصة وروده بغداد ومناظرته مع الكسائي معروفة قالوا توفى حدود سنة 180 (قف) وقبره في شيراز، وقال ابن شحنة الحنفي في روضة المناظر قال ابو الفرج ابن الجوزي توفي سيبويه سنة 194 (قصد) وعمره اثنان وثلاثون عاما بمدينة ساوة وذكر خطيب بغداد عن ابن دريد ان سيبويه توفي بشيراز بمدينة ساوة وقبره بها. (انتهي). وكان شابا نظيفا جميلا ابيض مشربا بحمرة كأن خدوده لون التفاح ولذلك يقال سيبويه لأن التفاح بالفارسية سيب أو لانه كان يعتاد شم التفاح أو كان يشم منه رائحته أقول وعلى الوجهين الأخيرين فالانسب أن يكون اسمه سيبويه بضم الباء وسكون الواو وفتح الياء) والخليل حتى يكون منظوره جهات النحو والصرف، وليس المسعودي (شيخ المؤرخين وعمادهم ابو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي العالم الجليل الالمعي ذكره العلامة وقال له كتاب في الامامة وغيرها منها كتاب اثبات الوصية لعلي بن ابي طالب (ع) وهو صاحب مروج الذهب (انتهى).

حكى أنه نشأ في بغداد وساح في البلاد فطاف فارس وكرمان سنة 309 وقصد الهند إلى ملتان وعطف إلى كنباية فسرنديب ثم ركب البحر إلى بلاد الصين وطاف البحر الهندي وعاد إلى عمّان ورحل رحلة أخرى سنة 314 إلى ما وراء اذربيجان وجرجان ثم إلى الشام وفلسطين وكان يسكن مصر تارة والشام اخرى ومن سنة 336 إلى 344 أقام بالفسطاط له كتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان في ثلاثين مجلّدا لا يوجد منه الا جزء واحد وله أيضا ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور وكتاب في أخبار الامم من العرب والعجم وكتاب المقالات في أصول الديانات وكتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر وقيل انه بقي إلى سنة 345 (شمه)) وابن خلكان (ابن خلِّكان هو ابو العباس احمد بن محمد بن ابراهيم بن ابي بكر بن خلّكان الاربلي البرمكي الشافعي صاحب كتاب التاريخ المشهور الموسوم بوفيات الاعيان وأنباء ابناء الزمان الذي تعرض فيه لذكر المشاهير من التابعين ومن بعدهم إلى زمان نفسه يشتمل على 864 ترجمة ولم يذكر فيه الصحابة وقد ذيّله صلاح الدين الصفدي بمجلّدات تدارك فيها ما قد فاته من الوفيات سمّاها الوافي بالوفيات قيل في وجه تسمية جدّ بن خلكان بخلكان انه كان يوما يفاخر اقرانه ويفتخر بآبائه من آل برمك فقيل له خلّ كان أبي كذا ودع جدّي كذا ونسبي كذا وحدّثنا عمّا يكون في نفسك الان كما قال الشاعر:

ان الفتى من يقول ها أنا ذا         ليس الفتى من يقول كان أبي

 فعلى هذا يكون خلِّكان بفتح الخاء وتشديد الّلام المكسورة) حتى يبحث حول تاريخ العالم. هذا الكتاب ليس كعصا موسى ويده البيضاء أو نفس عيسى الذي يحيي الموتى فيكون للاعجاز فقط وللدّلالة على صدق النبي الاكرم بل هذه الصحيفة الالهية كتاب احياء القلوب بالحياة الابدية العلمية والمعارف الالهية، هذا كتاب الله ويدعو إلى الشؤون الالهية جلّ وعلا. فالمفسّر لابد وأن يعلم الشؤون الالهية ويرجع الناس إلى تفسيره لتعلّم الشؤون الالهية حتى تتحصل الاستفادة منه " وننزّل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا " (الاسراء - 82). فأي خسران أعظم من أن نقرأ الكتاب الالهي منذ ثلاثين أو أربعين سنة ونراجع التفاسير ونحرم مقاصده، " ربّنا ظلمنا أنفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننّ من الخاسرين " (الأعراف - 23).

 

.

النهاية

اللاحق

السابق

البداية

  الفهرست